رواية بقلم دعاء احمد
متعلمتيش اي حاجه من والدتك بما انك كنتي عايشة معها يعني
صدفة قعدت على السرير و اتكلمت بهدوء
هي عمرها ما طبخت ادامي بس اللي عرفته من خالي انها كانت شاطرة اوي قبل ما تسافر.
ابراهيم باستغراب ازاي دا...
صدفة مكنتش فاضيه يا ابراهيم و مازالت كذلك و مظنش انها هتعرف تبقى فاضيه..
انت عارف انا اظن ان مريم طلعت لها في موضوع الطبخ دا من كلام خالو شوقي عنها... رغم اني كنت عايشة معها لكن قليل جدا لما شفتها بتدخل المطبخ كان معظم الوقت يا تكون الخدامة هي اللي عامله الاكل او من برا..
قوليلي بقا نفسك ألوان شقتنا تبقى ايه..
صدفة بابتسامة درجات بيج و أوضة الأطفال بينك... و فيها رسومات كرتون كتير..
يعني انا بحب اللون البيج اكتر من اي لون تاني.
فضلوا يتكلموا في تفاصيل كتير و هو حاسس انها بتتجنب تتكلم عن حياتها قبل ما ترجع مصر يمكن لان لسه بدري لما يبقى قريب للدرجة اللي تخليها تحكي باريحيه ...
مريم طب و باقي الاكل
سعادهسويه انا يلا علشان متتاخروش و بعدين انا مش همشي و هفضل مستنياكم نتعشى كلنا بليل صحيح انتم هتروحوا انهو محل جوهرجي.
مريم هيتفرجوا و يمكن يشتروا من محل سلطان البدري اللي هي عايزاه بقا.
سعاد خليكي معها يا مريم هي متعرفش حاجة.
سعاد بقلق قولي يا مريم فيه ايه
مريم انا خاېفة على صدفة.
سعاد ليه بتقولي كدا.
مريم أنتي عارفه انها لسه بتنام في اوضتي و رفضت تنام لوحدها
سعاد بضيقو ايه يعني يا مريم انتي بتقلقيني عليها و خلاص.
مريم أنتي مش فاهمة قصدي من اسبوعين كانت نايمة و بتهلوس بكلام غريب انا مش عارفه كانت بتحلم و لا ايه
مريم قالت انها مش عايزاه ترجع للمصحة و أنها مش مريضة... أنا بس خاېفه عليها
هي تاني يوم صحيت عادي و انا مرضتش اسألها...
سعاد يا بت خضتيني تلقيها كانت بتحلم و لا حاجة ياله ادخلي غيري علشان متتاخروش.
مريم ماشي...
مريم سابتها و دخلت الاوضة لقت صدفة بتتكلم في الموبيل و على وشها ابتسامة... ابتسمت بخبث و هي بتقفل الباب وراها
صدفة بصت له بخجل و علقت المكالمة
مريم!
مريم ايوة
صدفة متقوليش كدا بتكسف.
مريم ما انا عارفة بس ياله علشان نغير.
صدفة طب انا هقفل معه.
قامت تكلمه و مريم كانت واقفه أدام الدولاب بتاع صدفة بتفكر هتلبس ايه لأنهم اتعودوا يلبسوا من لبس بعض
لكن بالصدفة طلعت جيبه جلد جملي كانت أول مرة تشوفها عندها مسكتها كانت عجباها لكن استغربت ان في حاجة في الجيب حطت ايدها و طلعت شريطين حبوب
فتحت جوجل و كتب اسم الدواء
لحظات و جالها معلومات عن الدواء دا و كانت ادواية مضادة للاكتئاب و التوتر.
ملامحها اتغيرت فجأة و حست بحزن قوي اتوغل لقلبها و هي مش فاهمة ليه ممكن صدفة تكون بتاخد من الأدوية دي.
صدفة دخلت الاوضة و هي وشها ابتسامة غريبه و هي حاسة بالسعادة
مريم صدفة...
صدفة بصت لها ايوة.
مريم ايه دا
صدفة ارتبكت لما شافت الادويه بتاعتها في ايد مريم بسرعة راحت ناحيتها و اخدتهم منها
دا منوم انا مبعرفش أنام كويس
مريم بجدية انا عملت سيرش عنه أنتي ليه بتاخدي ادواية اكتئاب
صدفة بتوتر و تهرب
عادي... أنا كنت باخد منها قبل ما ارجع مصر و كنت فاكره اني هفضل محتاجها بس.... بس من ساعة ما رجعت و
انا مبقتش اخدها... بس دي بتاخد للأسباب كتير غير الاكتئاب
مريم قربت منها و مسكت دراعها بقوة
بقولك ايه هتكدبي عليا! انتي فكراني عيلة صغيرة هتعرفي تضحكي عليا بكلمتين.. الادويه دي للاكتئاب الحاد و استخدمها بدون استشارة دكتور بتسبب مشاكل كتير... أنتي مخبيه ايه
صدفة عيونها لمعت بالدموع و اتكلمت بجدية لكن مقدرتش و هي بتتكلم و عيطت
مريم ايدي بتوجعني و بعدين بطلي تتعاملي معايا و كأنك أمي أنا على فكرة من نفس عمرك و مش صغيره... علشان تقفي و تكلميني كدا انا عارفه انا بعمل ايه كويس و بعدين ايوه دي ادويه اكتئاب... و اخدت منها كتير قبل ما انزل مصر و كنت بفكر في الاڼتحار...أنا مكنتش كويسه
انتي متوقعه ايه من واحده ابوها تخل عنها و امها مش موجوده في حياتها اصلا...
مريم كانت حاسه بالذهول و كأنها بتشوف صدفة لأول مرة و كأنها بكتشف جزء غريب منها
صدفة ملامح وشها كانت بتتشنج و حاسه بالضعف و هي بتخرج جزء بسيط من ۏجعها
مصډومة!
عندك حق ما انتي متعرفيش يعني ايه تبقى يتيمه و انتي ليكي اهل... على الاقل انتي لقيتي ضهر ليك حد ېخاف عليكي طول السنين اللي فاتت دي كلها... كان