الأحد 24 نوفمبر 2024

فردوس الشياطين الجزء الثالث

انت في الصفحة 17 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

بثته كل خلية تنبض في جسده كل هذا أنذرها بحلول شئ خطېر .. حتي أنها عجزت عن تخيل أسوأ السيناريوهات فما الذي قد يوصل أخيها إلي هذه المرحلة الممېتة من الڠضب 
دياب ! .. صاح سفيان بصوت جهوري و هو يشمل أخته و صديقه بنظرات دموية محض
حضر المدعو دياب في طرفة عين كان قريبا بما يكفي ليلبي نداء سيده بأي لحظة إمتثل أمامه مجيبا بلهجته الخشنة 
تحت أمرك يا باشا . أؤمرني !
نقل سفيان نظراته إلي حارسه المفضل مضي أكثر من إثنتي عشر عاما و هو يعمل لديه بمنتهي التفاني و الإخلاص .. حتي الآن لم يصدر منه تصرف يجعله نادما علي وضعه بالمكانة المحمودة التي تصدرها لأعوام عن جدارة و رغم قسۏة الحارس الواضحة للعيان دائما كان هناك الآن لمعة رقيقة في عيناه

و هو يطالع سيده خاشيا ما سيتفوه به غير قادرا علي ردعه بالطبع .. فهو يعلم ... ما إذا أراد سفيان الداغر شيئا فلن يتورع مخلوق عن الحؤول بينه و بين مراده و إلا .. سيكون الخاسر بلا شك ....
إخرج برا و إعمل إللي قولتلك عليه ! .. قالها سفيان بنبرة قوية و هو يمنحه نظرات التأكيد من عيناه الحادتين
مط دياب شفتاه شاعرا بالآسف بالآسي المر سأله و اليأس يطغي علي نبراته العميقة 
إنت متأكد متأكد يا باشا !
و لأول مرة منذ ساعتين تقريبا أطلت إبتسامة جانبية علي وجه سفيان .. قال رابتا علي كتف الرجل الحديدي فعليا ككنيته 
متأكد يا دياب . إطلع يلا .. إعمل إللي إتفقنا عليه . و إستني مني إشارة
أطرق دياب عاجزا عن قول أي شئ إستدار مغادرا و قد سحب باب الغرفة في يده .. سمع سفيان صوت القفل ثم عدة دقات بالمطرقة ثم لا شئ ....
سفيان أنا مش فاهمة حاجة !! .. قالتها وفاء بتوجس و قد إنسحبت الډماء من وجهها تماما
إبتسم و هو يلتفت لها قائلا 
طيب ليه ما تسأليش سامح يا وفاء أعتقد أنه ممكن يفيدنا إحنا الإتنين . ده أنا جايبكوا هنا مخصوص عشان أفهم أنا كمان بس بالتفصيل
عقدت حاجبيها بإستغراب شديد و نظرت إلي سامح منتظرة رده ..
كان الأخير يحملق في شقيقها ببرود لم ينجح كثيرا في إستفزاره إلا أنه تقدم منه خطوة و هو يقول مبتسما بسخرية 
مشكلتك يا سامح . مشكلتك الوحيدة إنك عاشرتني العمر ده كله و لسا مافهمتنيش .. كنت فاكر أنك بتلعب من ورا ضهري بس أنا كنت سايبك بمزاجي ... إنت فاكرني مش عارف حاجة عن علاقتك بأختي لأ يا وفاء .. و نظر لأخته التي طبعت الصدمة علي وجهها الآن و أكمل بنفس الإسلوب 
أنا عارف كل حاجة . من أول يوم .. كنت عارف إيه إللي بيحصل في شقة الزمالك و كنت سايبك بكيفي بردو . كنت بقول و ماله ما هي كبرت بردو و من حقها تشوف نفسها حتي لو هتتسخط و تمثل دور عيلة 18 سنة
عضت وفاء علي شفتها السفلي بقوة و قالت محاولة مجابهته 
و إنت جايبنا هنا عشان نتحاسب علي علاقتي بسامح طيب ما هو خطبني و قريب هيتجوزني . إيه مشكلتك دلوقتي 
ضحك سفيان و أجابها 
أنا ماعنديش أي مشكلة يا حبيبتي أياكش كان ۏلع فيكي . مايخصنيش .. و نظر إلي سامح مضيفا بهدوء خطېر 
المرة الوحيدة إللي تتحسبلك فعلا . لما قدرت تاخد بنتي مني . لما خطڤتها من حضڼي و وهمتني أنك أوفي مما تخيلتك . مش عارف كان غباء مني و لا إيه ! و أنا لما كنت باخد بالي من نظراتك . من زلات لسانك . من طريقتك كلها إللي إتغيرت من ساعة ما جت ميرا هنا .. كنت مغفل فعلا . جايز عشان دخلت في حياتي واحدة شوشت تركيزي و شغلتني عن بنتي و أحوالها شوية . بس مش أنا إللي أسيب حقي أو حق بنتي يا سامح ... و أكيد أنت عايز تعرف الموضوع وصل لحد عندي إزاي . إزاي قدرت أوصل للمكان ده .. طبعا من حقك تعرف . مش لازم كل حاجة تخلص و إنت فاكر أنك قدرت تستغفلني للنهاية
كانت نظرات سامح زجاجية عكست عدم خوفه من ټهديد صديقه الضمني بينما أردف سفيان محركا أصابعه بحركات عشوائية 
سواق التاكسي .. جبتها منين ياسطي .. من المنصورية .. فين بالظبط .. علي أول الطريق الصحراوي .. أنه يديني جملة مفيدة . أبدا . ماكنش لازم أحسس مخلوق أني بدور ورا الحكاية . خصوصا بعد ما خمنت بسهولة أن السواق كداب من نظرة واحدة . فهمت كل حاجة حتي قبل ما أتكلم .. نمر عربيته إتصورت . إتبعتت لأصدقائنا في مباحث المرور . شوية تحريات بسيطة و سرية . عرفت بسهولة بردو خط سيره في اليوم ده
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 19 صفحات