فردوس الشياطين الجزء الثالث
و قست ملامحه في هذه اللحظة و هو يكمل بصوت أجش
بس لو لاحظت في يوم سلوك مش هو هزعل أوي يا .. مراتي . الجوازة دي ماكنتش علي مزاجي أصلا فهعتبر نفسي ضاربت علي سهم عالي و سقط فجأة زي ما يعمل في البورصة . هتفضلي مراتي و هتلتزمي بعاداتي غير كده ...
غير كده إيه ! .. قاطعته ميرا و هي تنظر إليه بتحد سافر
أثار غضبه أن يراها وقحة إلي هذا الحد غير عابئة بإنذاره شديد اللهجة كان وجهه محمر من شدة الإنفعال الذي واصل كتمه بجهد خرافي لتبتسم ميرا بإستخفاف و هي تتأمله و تراقب إنقباضة كفه حول ذراع الكرسي المصنوع من خشب الجوز ...
إنتي جوزي Now . ماقلتش حاجة . و أنا عارفة حدودي كويس فمش هسمحلك تكلمني كده تاني . أنا عذرتك دلوقتي عشان مقدرة الإحباط .. أو الصدمة إللي إنت فيها . و خليك متأكد إني لما أعوز أعمل حاجة هعملها و مش هخاف منك . ساعتها هيبقي قدامك إختيارات طبعا و هتبقي حر تختار إللي إنت عاوزه .. غير كده يا بيبي مالكش عندي حاجة . أوكي
شكلنا هنتعب مع بعض أوي يا حبيبتي
ميرا بإبتسامة خبيثة
maybe بس أنا مش ناوية أتعبك يا عمرو صدقني . كل حاجة هعملها إنت إللي هتحددها بتصرفاتك .. ثم قامت من مكانها بتكاسل و إستطردت بتثاؤب
أنا تعبت أووي . اليوم كان طويل و الوقت إتأخر .. Good night بقي يا
بيبي و أشوفك الصبح
و أرسلت له قبلة في الهواء إستدارت ماضية إلي الفراش بخطواتها المتمايلة لتتركه يحدق في إثرها محاولا إخماد ثورته بلا جدوي
ماذا به الآن هل هذه غيرة أم حب مسألة كرامة أم حنق ... الإجابة تكمن في مشاعره التي أظهرها من خلال شغفه بها منذ وقت قليل ...و لكن إذا نزل عند رغباته بعد أن عرف بكل شئ فهو يستحق تلقي المزيد من طعناتها الچارحة في رجولته .. رجولته !!!
منذ رؤيتها قائد الحراسة دياب الحديدي و هي لا تستبشر خير دياب الحديدي أينما حل ظهوره يعني نذير شؤوم لا محالة و ما أزاد الأمر سوءا صمت أخيها الملبك و المثير للأعصاب .. أنها حتي لا تفهم شيئا ....
توقف سفيان عن المسير وسط هذا المكان النائي أوقف محرك السيارة و قال آمرا دون أن ينظر إلي مرافقيه
وفاء بإستنكار حاد
ننزل فين يا سفيان في الصحرا إنت جايبنا فين
سفيان بجمود سلامة الشوف يا وفاء . في بيت علي يمينك يا حبيبتي .. إنزلي يلا
كادت تفتح فمها لتحتج ثانية ليعاجلها سامح بصرامة
إنزلي يا وفاء .. إسمعي الكلام . يلا ! ... ثم فتح باب السيارة من جهته و ترجل
أجفلت وفاء بتعجب و لم تجد مناص منهما هما الإثنان بحثت يدها عن مقبض الباب و نزلت بدورها .. مشت نحو سامح و هي تضم شالها الثمين إلي صدرها لتقي نفسها موجة البرد القاسېة في الخارج
هو في إيه يا سامح إيه إللي بيحصل !!
لم يرد سامح ... لم يكن هنا أصلا .. كان مركزا علي صديقه فقط في اللحظة التي إلتفت فيها سفيان نحوهما كان واقفا أمام البيت المألوف
تحسس بابه ذي الطلاء المتآكل بكفه و هو ينظر نحو سامح قائلا
تعالي يا سامح . هات وفاء في إيدك و تعالوا ورايا .. في حاجة حلوة أوي لازم تشوفوها ! ... و ولج للداخل بخطوات وئيدة
تلفتت وفاء حولها ماسحة المنزل البالي من الداخل بنظرات مرتابة كانت تتبع خطوات سفيان و هي تسير ملاصقة لسامح ... حتي أفضي بهما المسير إلي إحدي الغرف و التي كانت الأكبر و الأكثر أثاثا أثاثا بغير نظافة حيث كانت الأتربة تغطي كل شئ
ذلك السرير المنتصب في الوسط كانت هناك سلاسل حديدية غليظة تتدلي من قوائمه الأربعة إلي الأرض .. بقايا ملابس داخلية و تحديدا نسائية منتشرة في الجوانب قماش لفستان بدا قيما رأته ممزقا هناك أمام لوح الفراش الأمامي أدلة علي وجود ساكن سابق لهذه الغرفة تمثلت في صينية موضوعة علي طاولة صغيرة بجوار السرير حملت بقايا طعام قد تعفن و تجمعت حوله الفطريات و دورق مياه جاف ... و !!!
جمدت عيناها في هذه اللحظة علي وجه أخيها الذي طل فجأة أمامها .. كانت عيناه أشد ظلاما تصلب فكيه الشړ المطلق الذي