الإثنين 25 نوفمبر 2024

فردوس الشياطين الجزء الثاني

انت في الصفحة 9 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

لها عندما هدر محرك السيارة و إنطلقت تدريجيا ...
في ڤيلا آلداغر ...
حالة من الملل و الضيق الشديد تغمر يارا .. منذ الصباح و هي تجلس هنا بهذه الغرفة التي تمثل سجنا لها
يومها كسائر أيامها الفائتة لا جديد إنها هنا له فقط كما أخبرها لا تفعل أي شيء بإرادتها و كلما رغبها تكون تحت طلبه شاءت أم أبت
بدأت تعتاد الأمر خاصة عندما إكتشفت إنه يجد في مقاومتها له بعض المتعة و اللذة تماما كالقطة عندما تناور فأرا لكنها بالأخير تنقض عليه حاسمة الموقف و تأكله
علاقتها به لا تختلف كثيرا عن هذا و لعلها تأمل في العثور علي أي دليل ضده لتكسر قيوده و تطلق سراح نفسها بنفسها ...
لفت نظرها و هي تجلس فوق الأرجوحة البيضوية المعلقة بالشرفة تلك الكومة من المجلدات الملونة علي سطح منضدة ضخمة بأخر الغرفة
عقدت حاجبيها بإهتمام و قامت من مكانها متوجهة صوب تلك المجلدات ..
إستطاعت أن تتبين من شكلهم إنهم عبارة عن ألبومات صور حملتهم بدون تردد و مضت نحو السرير جلست متربعة و تناولت أول مجلد و فتحته ... لتري في أول صفحاته صورة قديمة بالأبيض و الأسود جمعت بين رجل و إمرأة في لقطة حميمية مبهجة
لم تكن بحاجة للتخمين إنهما والدي زوجها حيث التشابه الكبير الذي ورثه عن كلا منهما تستطيع أن تراه بأجزائه المنصفلة في هذين الوجهين
الآن و قد عرفت سر وسامته الأم جميلة و الأب حاد القسمات ..
إستغرقت في تأمل الصورة لشدة ما كان فيها من مشاعر نبيلة واضحة وضوح الشمس لدرجة أنها لم تنتبه إلي حضوره إلا حين سحب المجلد من بين يديها فجأة
أجفلت لهذا التصرف و تطلعت إليه بإرتباك ..
واضح إن الصور عجباكي أوي ! .. قالها سفيان مبتسما بخبث
إزدردت ياراريقها و ردت بشجاعة 
أنا لاقيت نفسي زهقانة و بالصدفة شوفت دول
أومأ سفيان متظاهرا باللطف و قال 
طبعا . أنا ماعنديش مانع إنك تتعرفي علي صور العيلة .. بس I prefer إنك تشوفي ده الأول
و أشار للمجلد الزهري المحشور بين أقرانه
رمقته بإستخاف و أشاحت بوجهها للجهة الأخري بدون تعليق ليبتسم بمرح ثم يجلس قبالتها علي طرف الفراش ..
حياتي كلها في الصور دي .. تمتم سفيان و هو يسحب المجلد و يفتحه
لكنه لم ينجح في إستمالت يارا فأردف مبتسما 
تحويشة

________________________________________
عمري . و تعبي و مجهودي و أحلامي .. و نقطة ضعفي الوحيدة !
و هنا إتجهت أنظار يارا صوبه نظر لها و ضحك قائلا 
أكيد مستغربة صح ! بس لأ عادي . ماتستغربيش .. و إفهمي دايما إن أي بني آدم مهما كان قوي لازم يكون عنده نقطة ضعف . سلطة مثلا . نفوذ فلوس
ظلت يارا منصتة له بوجه جامد خال من التعابير ليستطرد و هو يقلب المجلد نحوها 
بس دي بقي نقطة ضعفي أنا . ميرا
عاينت يارا الصورة الأولي له مع إبنته كانت مجرد طفلة حديثة الولادة و كان يحملها بين يديه و علي وجهه أجمل إبتسامة في العالم إبتسامة ملائكية لا تناسب إطلاقا وجهه الشيطاني الذي تراه الآن ..
أنا ماكنتش مخطط أبدا إني أخلف و خصوصا لما كنت في السن ده !
و سلمها مجمع الصور بسهولة حين إمتدت يداها طوعا لتأخذه و تقلب في الصور لتتمعنها أكثر ليكمل هو 
و نظرت له يارا في هذه اللحظة ...
إنت مغرور أوي يا سفيان بيه ! .. قالتها يارا و هي ترمقه بنظرات تهكمية
فاكر إن كل خيوط اللعبة في إيدك . و إن كل إللي إنت عايزه هيحصل
سفيان بثقة ما دي حقيقة يا يارا . أنا مافيش حاجة تقف قصادي . ماينفعش .. أنا سفيان الداغر
يارا بسخرية طيب ياريت تخلي بالك من بنتك بقي . مش بتقول إنها نقطة ضعفك 
سفيان بجدية محدش يقدر يقرب من بنتي . إستحالة أي شيء في العالم يئذيها و أنا موجود . دي حتي و هي في أخر العالم كانت تحت عنيا و في حمايتي ليل نهار . هتيجي و هي هنا في حضڼي ټتأذي !
يارا بإبتسامة خفيفة 
مافيش حاجة تعصي علي ربنا . و داين .. تدان
كان منهمكا في العمل علي حاسوبه الخاص عندما دق هاتف مكتبه و إنتشله من تركيزه علي تلك الرسالة الإلكترونية التي لم تنتهي بعد ..
ألو ! .. رد سامح بلهجة فاترة ليأتيه صوت سكرتيرته 
سامح بيه في واحدة هنا عايزة تقابل حضرتك
سامح و هو يفرك عينه بإصبعه 
واحدة مين يعني يا سهيلة إسمها إيه 
سهيلة هي بنت صغيرة كده و بتقول إسمها ميرا الداغر . يمكن تكون من عيلة سفيان بيه العميل بتاعنا !
جمد سامح تماما عندما ذكرت السكرتيرة إسمها كل شيء فيه توقف لثانية حتي قلبه ..
ألو يافندم حضرتك سامعني !
أجفل سامح و هو يرد بشيء من الإرتباك
10 

انت في الصفحة 9 من 33 صفحات