الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فردوس الشياطين الجزء الثاني

انت في الصفحة 31 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

المارة يرمقونهم بنظرات مستنكرة فعلا خمدت حركتها و هي تقول من بين أسنانها 
شيل إيدك من عليا
سامح بتحذير حاد 
هشيل إيدي . بس لو فتحتي باب العربية و جريتي مني صدقيني هتندمي يا ميرا . سمعاني ! .. ثم رفع يده متأهبا لأي تصرف طائش
لكنها بقيت علي وضعها جالسة في سكون و مشيحة بوجهها بعيدا عنه ..
تنهد سامح بصبر نافذ ثم إدار وجهه نحو الطريق و شغل المحرك و إنطلق مرة أخري لتنتبه ميرا بعد قليل لإنحرافه عن سبيل المدرسة الذي حفظته عن ظهر قلب إلتفتت إليه و قبل أن تفتح فمها لتستوضحه كان قد نزل بالسيارة إلي ممر مظلم
نظرت ميرا حولهما لتري ما هذا المكان الموحش لكنه لم يكن سوي جراچ تابع لأحدي العقارات الحديثة ...
إيه ده إنت دخلت هنا ليه .. قالتها ميرا بتساؤل و هي توجه نظراتها المړتعبة نحوه
لم يرد سامح و ركز في البحث عن مكان يركن به المدة المؤقتة التي يريدها بينما ذعرت ميرا من سكوته و خشيت أن يكرر ما فعله بها بالسابق هنا في هذا المكان فصاحت پغضب 
أنا بكلمك علي فكرة . عارف لو قربت مني تاني أنا هصرخ . هصرخ جامد و هلم الناس !
كانت علي أهبة الإستعداد عندما أوقف السيارة أخيرا لكنه أحبط محاولاتها كلها قبل أن تبدأ حيث ضغط علي زر واحد فأغلق جميع أبواب السيارة بالقفل مما أثار رعبها أكثر و جعل أنفاسها تتلاحق كظبي مذعور و هي تنظر إليه منتظرة هجومه المفاجئ عليها بأي لحظة ..
إلا أنه لم يفعل لم يوجه إليها أي رد مادي بل إستدار لها بكل هدوء و قال 
إهدي يا حبيبتي . مبدئيا أنا مش مچنون عشان أفكر أعمل معاكي أي حاجة هنا في الخلا ده . أولا ممكن أي حد يشوفنا ثانيا فاضل ربع ساعة علي معاد مدرستك و لازم أوديكي قبل ما الباب يقفل
تنفست ميرا الصعداء حين أكد لها حسن نواياه لكنها قالت بصلابة 
أومال إنت جبتني هنا ليه عايز إيه يا سامح 
سامح بنفس الهدوء 
عايز أعرف إيه إللي حصلك ليه عملتي عكس إللي إتفقنا عليه .. إحنا مش كنا متفقين إن مافيش حاجة إسمها يوسف تاني في حياتك ... و هدر پعنف 
ما تردي !!!
أجفلت ميرا و هي تجيبه بتلعثم 
I had no choice ماكنش قدامي إختيار 
إنت أجبرتني

________________________________________
علي الموافقة و أنا كنت خاېفة دادي يعمل فيه حاجة
يعني لسا بتحبيه .. قالها سامح بهسيس غاضب و هو يمد يداه و يجذبها من كتفيها صوبه
ردت ميرا بتوتر 
ده مش زرار يا سامح أدوس عليه فأبطل أحبه !
تملكته الغيرة عن أخره و هو يغمغم بغيظ 
قوليلي فيه إيه زيادة عن أي حد إشمعنا ده إللي ماسكة فيه من يوم ما رجعتي معقول يعني مش قادرة تحبيني و لو شوية إنتي ماتعرفيش أنا بحبك أد إيه يا ميرا . ماتعرفيش أبدا
حاولت أن تستغل مشاعره المنفعلة في هذه اللحظة فقالت تستميله بلطف 
give me some time . أنا إنسانة يا سامح لازم تحترم ده و تراعي أني لسا بنت صغيرة . أنا مش كبيرة زيك !
نجحت ميرا في تخفيف حدته معها لمع الإنتصار بعينها و إبتسمت برقة حين أرخي قبضتاه عن كتفاها بينما أغمض عيناه بشدة و هو يطلق زفيرا مخټنقا من صدره ثم يقول بضيق شديد 
أنا عارف إن حبي ليكي ده أكبر غلطة إرتكبتها في حياتي . في حقك و في حق نفسي . بس أعمل إيه إللي حصل .. مقدرتش أشيلك من راسي .. و غرز نظراته فيها مكملا بعاطفة ملتهبة 
لما ببصلك بنسي كل حاجة . بنسي نفسي و سني و أبوكي . صديق عمري . مش عارف فيكي إيه بيشدني كده ! إنتي مجرد بت حتي ماعدتيش سن المراهقة .. تفتكري أنا عندي مشكلة !
بدا سامح و هو يتحدث علي هذا النحو كأنه يقدم كل تلك الإعترافات لنفسه بينما كان يجب أن تستغل ميرا الموقف لصالحها فمدت يدها إليه بدون تردد و أخذت رأسه في صدرها و هي تتمتم 
calm down سامح . بليز ماتقلقش من ناحيتي خالص . أنا خلاص بقيت بتاعتك من بعد إللي حصل بينا . إلا لو ...
جمد سامح للحظة بعد كلمتها الأخيرة إبتعد عنها و قال محدقا بها بقوة 
إلا لو ! إلا لو إيه !!
ميرا بإبتسامتها الرقيقة 
إلا لو إستمريت مع أنطي وفاء . ساعتها مش هقدر أكون معاك عادي
عقد سامح حاجباه و سألها 
يعني إيه . عايزاني أعمل إيه مش فاهم !!
ميرا بدلال مش إنت بتقول إنك بتحبني 
سامح بصوت كالأنين 
أنا مابقتش متخيل حياتي منغيرك . أنا بعشقك يا ميرا مش بحبك
إتسعت إبتسامتها فطوقت عنقه بذراعيها و مالت صوب
30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 33 صفحات