الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فردوس الشياطين الجزء الثاني

انت في الصفحة 29 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

مش هتفرق .. و إستدارت مغادرة و هي تستطرد مع نفسها 
عليه العوض فيك أصلا ده إنت بقيت لا تطاق بجد . حاجة أستغفر الله العظيم
حدق سفيان في إثرها مرددا بدهشة 
إيه ده . إتجننت دي و لا إيه !
ثم هز كتفاه بلا إكتراث و ذهب بإتجاه جناحه ...
..................................................................................
تحرك ظل الشيطان مقتربا نحوها شق الضباب الرمادي بجسمه العملاق عباءته السوداء تتهادي مع حركاته الثابتة بينما كانت تجلس في زاوية مظلمة آملة ألا يراها أن يغير وجهته بأي لحظة كانت أسنانها تصطق من الخۏف و كانت تضم ساقيها إلي صدرها و هي ترجف بإستمرار تحت وطأة الليل الحالك الذي يشوبه ضوء شحيح جدا مجهول المصدر ... رغم ذلك الشال الذي يغطي رأسه و ينسدل علي وجهه لكنها إستطاعت تبين وجهه بسهولة عندما كشرت شفاهه عن أسنانه الحادة المدببة كان يبتسم تلك الإبتسامة الخبيثة و مع كل خطوة يزداد خفقان قلبها عڼفا توقف سيره البطيئ بلا إنذار أصبح علي مقربة منها سكن للحظات ثم رفع يداه فجأة و أزاح الشال عن رأسه للوراء لتري هي وجهه كاملا بشعره المشعث و أعينه الحمراء تشتعل رغبة .. للفتك بها سمعت صوت كهسيس لخروج خناجر حادة من أغمادها نظرت فرأت أنها مخالبه أظهرها و رفع كفاه عاليا أمام ناظريها ثم جثم في وضع إستعدادي للوثب كانت تريد الفرار في هذه اللحظة حتي لو فشلت يكفي أن تضع حدا لتلك المعاناة المتمثلة في بضعة ثوان تنتظر خلالهم ميتتها البشعة علي يديه
لكن صوته جمدها فجأة ماتفكريش . مش هتقدري تهربي مني ! كانت نبرته هامسة علي نحو معابث لكنه مرعب
تطلعت إليه و الهواء يخرج مضطربا من فمها ركزت علي عيناه دون أن تبدي أي إنفعال كأنها تريد أن توصل له عدم صحة إدعائه و أنها مستسلمة لقدرها في كل الأحوال ..
إلا أنه فهمها جيدا بفضل نظراته النفاذة إستشعر مدي خۏفها الذي جاهدت لإخفائه في هذه اللحظات فأستطردت بحسم لاهي 
دلوقتي حالا كل إللي بينا هينتهي . إنتي نفسك .. مش هيبقالك وجود !
و إتسعت إبتسامته المخيفة مظهرة أنيابه أكثر و أكثر ثم شاهدته و هو يقفز منقضا عليها .....
شهقت يارا بفزع و هي تستيقظ فجأة كأن صدمة أصابتها لتخرجها من

________________________________________
ذلك الکابوس لم تكاد تأخذ أنفاسها عندما أتاها صوته القريب ..
ده إيه الخضة دي كلها ! .. قالها سفيان بغرابة لتلتفت إليه فورا و علي وجهها نفس التعبير المذعور الذي كانت به في كابوسها
إ إنت . بتعمل إيه هنا .. خرج صوتها خشنا مهزوزا و بقت ترمقه بنظرات حادة
إبتسم سفيان بسخرية و قال 
شكلك نسيتي إن ده جناحي و ده كله بيتي . عموما أنا جيت أستحمي و أغير هدومي . لو حابة تدخلي الحمام قومي أنا خلاص خلصت .. و ألقي بالمنشفة فوق الفراش
و هنا لاحظت يارا روب الإستحمام الذي إرتداه و خصلات شعره الرطبة ناءت بوجهها عنه بسرعة بينما مضي صوب غرفة الملابس غير عابئا بها .. خرج بعد دقائق و هو يرتدي لباس منزلي أنيق و بعكس عادته في إنتقاء الملابس الداكنة كانت كل قطعة علي جسمه بيضاء الأمر الذي عزز إسمرار بشرته و أظهر مدي قتامة شعره و عيناه
و قف أمام المرآة إلتقط ساعته الثمينة رفع كم كنرته و قام بإرتدائها و قبل أن يمضي خارجا حانت منه إلتفاتة نحوها و قال 
هبعتلك الفطار مع داده عطيات . إلا إذا كنتي حابة تفطري معانا تحت . أنا عندي إستعداد أتبرع و أشيلك لغاية أوضة السفرة .. ها إيه رأيك 
ردت يارا عليه بلهجة تفيض بغضا 
لأ شكرا . أنا ممكن أطيق أي حاجة في الدنيا و أنا في حالتي دي إلا إنك تلمسني أو تقرب مني بس
سفيان و هو يرفع حاجبه 
يعني إنتي متخيلة بالكلمتين دول أنا ممكن أريحك و أعمل إللي إنتي عايزاه حظك بس إني صاحي مزاجي رايق و ماليش نفس ألعب معاكي دلوقتي . ممكن أفوت عليكي كمان شوية كده أكون فوقتلك
شعرت يارا بالڠضب و إحمر وجهها بشدة ليكمل و صوت خطواته المبتعدة يصل لها 
ماتفتكريش عشان حامل و متصابة مش هاجي جمبك . لأ أنا سايبك بكيفي . بردو .. ثم سمعت صوت إغلاق الباب
نظرت لتجده قد غادر أخيرا زفرت بإختناق و غمغمت پحقد شديد 
إمتي ربنا يخلصني منك إمتي !!
صبت وفاء فنجانا من الشاي ثم حملته و قدمته لخطيبها بإبتسامة رقيقة 
إتفضل يا حبيبي !
طوي سامح الجريدة و ألقاها فوق المائدة نظر لها و قال و هو يرد الإبتسامة 
تسلم إيدك يا حبيبتي . أومال فين سفيان و ميرا 
وفاء و هي تشد كرسي بجواره لتجلس 
سفيان راح أوضته يغير هدومه و ميرا بتجهز عشان المدرسة
سامح بإستغراب سفيان
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 33 صفحات