الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

فردوس الشياطين الجزء الثاني

انت في الصفحة 23 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

وصلني لحد هنا
سفيان بتحفز جيتي في تاكسي . كويس . أنا هطلعله بنفسي .. ثم إلتفت إلي وفاء مكملا 
وفاء خلي الخدم يحضروا الأكل لميرا و خلي بالك منها لحد ما أرجع !
كانت دموعها تسيل في صمت ... عندما فرغت الخادمة من التغيير لها علي الچرح
كانت الأخيرة تبتسم و هي تمسد علي قدمها المضمدة برفق قائلة 
خلاص يا ست الهوانم . خلصنا أهو !
و تطلعت إليها تلاشت إبتسامتها فورا حين رأت عيناها الدامعتين ففغرت فاهها و هي تقول پصدمة 
إيه يا هانم . أنا عملت حاجة غلط و لا إيه أنا نفذت تعليمات الدكتور بالحرف و الله ده غير إني إشتغلت ممرضة قبل كده في المستوصف إللي علي إمة شارعنا . و الله غيرت علي الچرح صح
إنتبهت يارا إليها كفكفت دموعها و هي تقول بصوت مبحوح 
إنتي تمام يا دادة عطيات . أنا مش بعيط بسبب الچرح .. في چرح تاني أكبر منه بكتير . هو إللي بيألمني
عطيات

________________________________________
بحزن سلامة قلبك يا يارا هانم قوليلي إيه إللي تاعبك و أنا أداويكي بعنيا ده إنتي مافيش أطيب منك ربنا يقومك لينا بالسلامة يارب
يارا مبتسمة بتعب 
ربنا يخليكي يا دادة . بس ماتشغليش بالك بيا أنا هبقي كويسة . روحي شوفي أهل البيت هما أكيد محتاجينك دلوقتي أكتر مني
عطيات مافيش أهم منك هنا بالنسبة لي يا ست الهوانم . بصراحة أنا هتجنن . إزاي واحدة زيك توافق علي الجواز من سفيان بيه ! مش داخلة دماغي !!
يارا بمرارة نصيبي يا دادة ..ثم قالت بإستغراب 
بس ليه بتقولي عليه كده المفروض إنه ولي نعمتك و ولائك له !
عطيات بجدية هو ولي نعمتي و ولائي له أه . أنا هنا بشتغل في البيت ده بقالي 15 سنة و سفيان بيه و أخته وفاء هانم بيعتبروني واحدة من البيت . لكن بصراحة مابتعجبنيش طريقتهم في الحياة .. أنا شوفت كتير في البيت ده حاجات ماترضيش ربنا . بس إللي سكتني إني ماشوفتش منهم حاجة وحشة ليا . إتعودت عليهم و إتعودوا عليا و ماشية علي القانون إللي حطه سفيان بيه لكل الشغالين هنا
يارا قانون إيه ده يا دادة عطيات !
عطيات لا أسمع لا أري لا أتكلم . كل واحد هنا عارف حدوده كويس و محدش يقدر يعمل أكتر من المسموح .. و أكملت بحزن أكبر 
بس أديني عديت الحدود لأول مرة إنهاردة و قعدت أتكلم معاكي . أصلك بصراحة صعبانة عليا و مش عارفة أعملك إيه ! سفيان بيه مش سهل و طالما قسي عليكي مش هيرجع أبدا . بجد أنا خاېفة عليكي يا ست يارا
إبتسمت يارا معبرة عن سرورها بهذه المحبة و قالت 
أنا متشكرة جدا علي مشاعرك الغالية دي يا دادة عطيات . و بوعدك محدش أبدا هيعرف أي حاجة عن إللي قولتيه دلوقتي . ماتقلقيش
عطيات أنا مش قلقانة علي نفسي و الله . كده كده الناس عارفين حقيقة الباشا بس محدش يجرؤ يقرب منه . أنا بس خاېفة عليكي إنتي
يارا بيقين ماتخافيش يا دادة . قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
..................................................................................
في الشرفة السفلية المطلة علي حديقة الڤيلا جلست ميرا أمام أبيها و عمتها كان فمها ممتلئا بالطعام و كم كان من العسير علي سفيان الكف عن التساؤلات في هذه اللحظات
لكنه آثر الصمت عندما رآها تلتهم الطعام بتلك الشراهة حاول أن يشغل نفسه بالتفكير في الخطوات المقبلة ليقاطعه صوت وفاء في اللحظة التالية 
و سواق التاكسي قالك إيه يا سفيان 
نظر سفيان لها و أجاب 
ماطلعتش منه بحاجة مفيدة . قالي إنه لاقها علي أول طريق المنصورية . وصفلي المكان و عرفت إنه شبه مهجور . مكان خاضع لخطط تعمير و ماظنش إن ممكن تكون في حاجة هناك تخص يارا
وفاء يعني هي بريئة كده صح 
سفيان بإستهجان لأ طبعا . بريئة إيه إنتي ماسمعتيش ميرا قالت إيه !
وفاء بنفاد صبر 
أومال إنت قصدك إيه 
سفيان و لا حاجة . هي أكيد وزت عليها . أنا واثق إنتي بس إللي مستهونة بيها ماتعرفيش إنها كانت بتنكش ورايا قبل ما أجوزها و لا حتي تعرفي إنها كانت بتحضر لسبق صحفي بقضية عمك . حضرة العمدة منصور الداغر
حملقت فيه وفاء پصدمة ليبتسم لها هازئا و هو يؤكد علي كلامه بإيماءة قصيرة ..
كانت ميرا تراقبهم جيدا رغم أنها لا تعرف عما يتكلما لكنها

________________________________________
شعرت بقليل من الأمان و إطمئنت علي مجريات خطتها يبدو أن والدها لديه أفكار لا تحصي و تلك الكذبة التي كذبتها كانت مجرد ذريعة لأفكاره ساعدته كثيرا علي إتخاذ القرارات
و لكن هل أصابت في الواقع لا يهم فقد ماټ قلبها اليوم و أضحت مثل والدها تماما ...
أحس سفيان بتوقف حركة إبنته عن
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 33 صفحات