فردوس الشياطين الجزء الثاني
وصلني لحد هنا
سفيان بتحفز جيتي في تاكسي . كويس . أنا هطلعله بنفسي .. ثم إلتفت إلي وفاء مكملا
وفاء خلي الخدم يحضروا الأكل لميرا و خلي بالك منها لحد ما أرجع !
كانت دموعها تسيل في صمت ... عندما فرغت الخادمة من التغيير لها علي الچرح
كانت الأخيرة تبتسم و هي تمسد علي قدمها المضمدة برفق قائلة
خلاص يا ست الهوانم . خلصنا أهو !
إيه يا هانم . أنا عملت حاجة غلط و لا إيه أنا نفذت تعليمات الدكتور بالحرف و الله ده غير إني إشتغلت ممرضة قبل كده في المستوصف إللي علي إمة شارعنا . و الله غيرت علي الچرح صح
إنتبهت يارا إليها كفكفت دموعها و هي تقول بصوت مبحوح
عطيات
________________________________________
بحزن سلامة قلبك يا يارا هانم قوليلي إيه إللي تاعبك و أنا أداويكي بعنيا ده إنتي مافيش أطيب منك ربنا يقومك لينا بالسلامة يارب
يارا مبتسمة بتعب
عطيات مافيش أهم منك هنا بالنسبة لي يا ست الهوانم . بصراحة أنا هتجنن . إزاي واحدة زيك توافق علي الجواز من سفيان بيه ! مش داخلة دماغي !!
يارا بمرارة نصيبي يا دادة ..ثم قالت بإستغراب
بس ليه بتقولي عليه كده المفروض إنه ولي نعمتك و ولائك له !
عطيات لا أسمع لا أري لا أتكلم . كل واحد هنا عارف حدوده كويس و محدش يقدر يعمل أكتر من المسموح .. و أكملت بحزن أكبر
بس أديني عديت الحدود لأول مرة إنهاردة و قعدت أتكلم معاكي . أصلك بصراحة صعبانة عليا و مش عارفة أعملك إيه ! سفيان بيه مش سهل و طالما قسي عليكي مش هيرجع أبدا . بجد أنا خاېفة عليكي يا ست يارا
أنا متشكرة جدا علي مشاعرك الغالية دي يا دادة عطيات . و بوعدك محدش أبدا هيعرف أي حاجة عن إللي قولتيه دلوقتي . ماتقلقيش
عطيات أنا مش قلقانة علي نفسي و الله . كده كده الناس عارفين حقيقة الباشا بس محدش يجرؤ يقرب منه . أنا بس خاېفة عليكي إنتي
يارا بيقين ماتخافيش يا دادة . قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
..................................................................................
في الشرفة السفلية المطلة علي حديقة الڤيلا جلست ميرا أمام أبيها و عمتها كان فمها ممتلئا بالطعام و كم كان من العسير علي سفيان الكف عن التساؤلات في هذه اللحظات
لكنه آثر الصمت عندما رآها تلتهم الطعام بتلك الشراهة حاول أن يشغل نفسه بالتفكير في الخطوات المقبلة ليقاطعه صوت وفاء في اللحظة التالية
و سواق التاكسي قالك إيه يا سفيان
نظر سفيان لها و أجاب
ماطلعتش منه بحاجة مفيدة . قالي إنه لاقها علي أول طريق المنصورية . وصفلي المكان و عرفت إنه شبه مهجور . مكان خاضع لخطط تعمير و ماظنش إن ممكن تكون في حاجة هناك تخص يارا
وفاء يعني هي بريئة كده صح
سفيان بإستهجان لأ طبعا . بريئة إيه إنتي ماسمعتيش ميرا قالت إيه !
وفاء بنفاد صبر
أومال إنت قصدك إيه
سفيان و لا حاجة . هي أكيد وزت عليها . أنا واثق إنتي بس إللي مستهونة بيها ماتعرفيش إنها كانت بتنكش ورايا قبل ما أجوزها و لا حتي تعرفي إنها كانت بتحضر لسبق صحفي بقضية عمك . حضرة العمدة منصور الداغر
حملقت فيه وفاء پصدمة ليبتسم لها هازئا و هو يؤكد علي كلامه بإيماءة قصيرة ..
كانت ميرا تراقبهم جيدا رغم أنها لا تعرف عما يتكلما لكنها
________________________________________
شعرت بقليل من الأمان و إطمئنت علي مجريات خطتها يبدو أن والدها لديه أفكار لا تحصي و تلك الكذبة التي كذبتها كانت مجرد ذريعة لأفكاره ساعدته كثيرا علي إتخاذ القرارات
و لكن هل أصابت في الواقع لا يهم فقد ماټ قلبها اليوم و أضحت مثل والدها تماما ...
أحس سفيان بتوقف حركة إبنته عن