الجزء الثاني بقلم ايمان الحجازي
بتقول إيه
أبتسم ذلك الشاب تلقائيا مرددا
بقولك انتي البشمهندسه الجديده اللي معانا كنت برحب بيكي مش اكتر ! لكن انتي مكنتيش معايا خالص
أبتسمت زينه بمجامله بعض الشئ
أسفه كنت سرحانه شويه !
مد لها يده ومازال يبتسم لها ببشاشه
ولا يهمك ! انا اسمي علي وأنتي
ترددت كثيرا قبل أن تصافحه ولكنها فعلت ذلك كي لا تحرجه مردده برسميه
سحبت زينه يديها مسرعه من يديه وعادت تنظر حولها وأنضمت اليهم فتاه أخري تدعي سهيله ورحبت كذلك بزينه
وأخذت تتحدث معها بعض الوقت وهي تطلعها علي طبيعه العمل هنا واستوعبت زينه ذلك مسرعا..
ولكن بين الحين والأمر كان يحتل عمار تركيزها وترتسم تلك البسمه تلقائيا علي محياها كلما تذكرت شيئا من ذكرياتهم سويا ف حتي أن غادر الأشخاص لن تهجرنا ذكرياتنا معهم..
ما أن أتت فتره الراحه والتي لم تتجاوز النصف ساعه قررت زينه أن تذهب لرؤيه عمار وتتحدث معه لا تدري بما ستخبره ولكن حتما هناك شيئا ستقوله له لم تفكر كثيرا وقررت أن تترك قلبها هو من يتحدث بدلا منها لربما شعر قلبه هو أيضا ورأف به ..
مضت من أمامه في أحباط وحزن شديد وأخذت تجر قدميها عائده مره اخري إلي عملها ولكن قبل أن تهبط الدرج استوقفها صوت جعلها تقف في توتر وخوف بعض الشئ وهو ينادي عليها
جلس علي مكتبه ونظر إليها مرددا
إيه اللي جابك هنا ده مش مكان شغلك .
أبتلعت زينه ريقها پخوف ورددت بتلعثم
قاطعها بلهجه صارمه بعض الشئ
تتكلمي معاه في إيه هو أحنا هنا بنهرج ده مكان شغل ومقر عمل مش اوضه نومكم يا بشمهندسه يعني في قواعد وقوانين ثابته هنا ولما وافقت انك تتعيني هنا كان عشان عمار في البدايه قبل ما تثبتي كفائتك لكن باللي انتي بتعمليه ده وهتضريه في شغله زي ما أذتيه في حياته وجرحتي قلبه ..
انا .... انا عايزه أضر عمار في شغله ! ده أنا اكتر واحده نفسي اشوفه ناجح وفخوره بيه
أجابها بتلك اللكنه الحاده الغاضبه
كنت مفكر كده لكن للأسف انتي فعلا وبتشوشي علي عقله وتركيزه من يوم ما عرفك وهو متغير لدرجه ان من خوفه عليكي جابك معاه هنا وكنت معتقد أنه هيكون أعقل من كده ويفصل بين الشغل وحياته الشخصيه لكن أنتي بتأثري عليه بالسلب .... وجودك هنا معاه غلط أصلا من يوم ما جيتي وهو بيدفع تمن انك تكوني جنبه في شغله بسببك كان هيتفضح ڤضيحه كبيره واسمه اللي بناه ف سنين هيتهد في يوم وليله وبسببك بقي بيتصرف بقلبه ومشاعره بقت بتسيطر عليه ومبيتحكمش في غضبه وده غلط وبسببك وبسبب اللي حصلك واللي حصل بينكم حاليا حالته النفسيه مش كويسه وده مش عاجبني في الأيام اللي احنا فيها الوقت الحالي انا مش عايز عمار اللي بيحبك مهما كانت نوع العلاقه بينكم أو وصلت لفين سواء مراته أو غيره .. لكن اللي بطلبه منك دلوقت لو بتحبيه فعلا بلاش يا بشهندسه ! بلاش تضيعيه أو اكتر من كده وركزي في شغلك لحد ما الفتره دي تعدي والحړب تنتهي ..
رجاءا .. لو بتحبيه فعلا
خانتها
عبراتها وخرج صوتها مخټنقا بشده وهي تنهض أمامه
ح حاضر .... وأنا أس أسفه .... أكيد انا مش عايزه ولو حضرت حضرتك عايزني اسيب الشغل كله هنا .. انا معنديش مانع وتحت امرك
علي الرغم من أنه شعر بألمها أيضا ولكن تلك الخطوه كانت جاده ولابد منها ردد بهدوء بعض الشئ
لأ انا مقلتش كده ! انتي مكانك وشغلك هنا وهتفضلي معانا .. اظن انتي وصلك انا عايز أقول ايه
هزت رأسها وهي تجفف عبراتها فأمرها بالانصراف اخذت تجر قدميها مسرعه كي لا ټنهار أمامه أيضا ..
وما أن فتحت الباب وقبل أن تطئ بقدمها خارجه حتي وجدت عمار يقف ب وجهها صډمه ومفاجأه تملكت كل منهم وأخذ يدق قلبيهما ب عڼف
ألتقت عينيهم في عتاب شديد ونظرت إليه زينه بنظرات لم يستطع عمار تفسيرها ساد الصمت بينهم وفقط عينيهم هي من كانت تتحدث كان عمار بدفئ عينيه ود لو كان بأستطاعته إليه ولكن كل ما حوله يحول ضد ذلك ..
وبينما هو كاد أن يتحدث حتي أسرعت هي من أمامه ولم تسمح له بذلك نظر عمار لطيفها وقلبه يخفق بحزن وحيره ..
دلف الي مكتب اللواء نزيه ومعه ذلك الشخص الذي كان ممسكا به بيديه حينما رآه خارجا من مكتب العقيد منصور وما أن وقف أمامه حتي نقل بصره بينه وبين عمار يسأله
مين ده
تعجب عمار بعض الشئ
أفندم هو ايه اللي مين ده ده انا اللي جاي أسألك مين ده وبيعمل إيه أصلا معانا
يعني إيه احنا هتفضل نرد علي بعض سؤال بسؤال ولا إيه مش انت اللي جايبه
يعني حضرتك متعرفش مين ده ! .... طيب انا أقولك ..
ده المهندس اللي طلع معانا المهمه أو بمعني آخر اللي ودانا في داهيه كلنا ولولا وجود زينه كنا زماننا دلوقت چثث بيتمثل بيها .. ف حضرتك دلوقت ممكن توضحلي الشئ ده اسمه مهندس إزاي وايه اللي طلعه معانا المهمه دي
رمقه اللواء نزيه مره اخري بذهول شديد ليس ذلك الذي اختاره ليطلع معهم المهمه بل كان أحدا اخر نهض من مكانه وسأله
انت أسمك إيه يا أبني
ردد حامد بتلعثم شديد وقلق
ح حامد يا باشا !
نظر لعمار مره أخري بتأكيد
مش هو يا عمار أنا اللي أخترته بشمهندس تاني اسمه علي نظر لحامد انا اختارتك يا ابني ولا شفتك أصلا
هز حامد رأسه پخوف شديد وهو يجيبه بالنفي وعاد يسأله مره أخري
اومال طلعت معاهم إزاي
أجابه بتلعثم وخوف
الق القائد منصور هو اللي طلعني قبل المهمه بكام ساعه حضرتك وانا مكنتش اعرف حاجه لا عن المهمه ولا عن طبيعتها وعمري ما طلعت مهمات قبل كده فمكنتش عارف أعمل ايه
وقبل أن يتحدث عمار أمره اللواء نزيه بالأنصراف فغادر حامد المكان مسرعا وكأنه فلت من حكم الأعدام بينما جلس عمار علي المكتب في تفكير وحيره
أنا مش فاهم حاجه ! منصور اختاره ازاي ده متخلف ده غبي مبيفهمش حاجه لا في البرمجه ولا الكمبيوتر ولا الهكر ولا أي زفت نيله ده اشتغل معانا ازاي
لم يتلقي ردا منه بينما كان ينظر أمامه في شرود شديد وصمت استغرق عده ثوان قبل أن ينظر ل عمار بجديه
إلا قولي يا عمار ! .. فاكر اليوم اللي كنت فيه مع ابو الدهب وكان معاه تصريحات
بيوريها لعساكر الجيش ويمر بيها بالشحنات اللي معاه بدون تفتيش ..
تذكر عمار ذلك الأمر وأسرع يجيبه بتأكيد
أه طبعا فاكر وقتها أنا أستغربت جدا ازاي تصريح زي ده معاه
وتصريح زي ده مين يقدر يطلعه
فكر عمار سريعا وأجابه بثقه
أنا أقدر أطلعه بالامتيازات اللي معايا لكن غير كده ميطلعش غير من اول رتبه عقيد .
أضاف اللواء نزيه بتفكير أيضا
ومحمد
كان دراع ابو الدهب هنا ومنصور كان بيساعد محمد في كل حاجه واتفقوا مع بعض يوقعوك ده غير المهندس اللي طلعه معاكم علي غفله مني واستبدله بحد تاني عشان يضيعكم ....
أبتسم عمار بمكر بعدما فهم ما يشير إليه اللواء نزيه الذي نهض فجأه مرددا
انا لازم اروح دلوقت اقابل مدير المخابرات الحربيه شكله كده منصور هيشرف مع محمد قريب .. نظر إليه المهم جهز نفسك عشان انت اللي هتطلع ل مسح الاراضي كلها أستعداد لأي هجوم ..
أشار عمار لنفسه بذهول وفجأه
انا يا فندم !
أجابه بتأكيد وحسم
أيوه أنت امال انا ! معاك فريق كامل طبعا لكن طيارتك انت اللي هيكون فيها القياده والأوامر هتطلع منك .. حاجه زي دي مفيهاش هزار إحنا مش عارفين الھجوم هيحصل في أي وقت بعد اللي علمنا عليهم بيها .. واتطمن كل الجيش علي أتم الأستعداد وأول ما تدينا أشاره لأي انذار هنبتدي نتحرك !
بس يا فندم هغيب كتير عن هنا أحنا هنعمل مسح لأرض سيناء بأكملها
نعم تاخد وقت وانت وراك إيه ولا ده مش شغلك باين ولا ايه بالظبط في إيه يا عمار نفذ الأوامر خلال ساعتين الطيارات هتكون مستنياك
قدم له عمار التحيه العسكريه علي مضض وإيماء وبينما هو يخرج من الغرفه حتي استوقفه صوت عمار فعاد اللواء نزيه ينظر إليه
خير
كان عمار في تردد شديد ولا يدري بما سيقوله له ولكنه ردد
هي زينه كانت هنا ليه
أستدار له اللواء نزيه وربع ذراعيه في نظره صارمه
قولتلي زينه ااااااه !! ... كانت هنا بتستفسر علي حاجه في شغلها الجديد وانا عرفتها مين اللي يساعدها وتسأله مفيش داعي تيجي هنا عشان حاجه زي دي ..
لم يقتنع عمار مطلقا بتلك الاجابه وكان قلبه يخبره بأنها كانت هنا فقط لرؤيته كاد أن يتحدث مره اخري فأسرع اللواء نزيه بحزم شديد
ياريت تركز في شغلك يا سياده المقدم يكون أفضل لحد ما تعدي الأيام دي علي خير ..
تمام يا فندم متقلقش ! انا دائما عند حسن ظن سيادتك
اتمني ..
خرج اللواء نزيه وكذلك عمار الذي أخذ يفكر مليا وهو غير مقتنع بأنها أتت هنا لتسأل عن العمل فقط نظره عينيها لم تخبره بذلك بل أرادت قول الكثير ولكن شعر بعجزها ..
فكر بشئ ما يفعله قبل أن يذهب مغادرا الكتيبه وأبتسم في رضا لذلك الأمر ..
وبداخل المشفي العسكري وبعد أن أنهت عملها التقطت مفاتيح سيارتها وقبل أن تأخذ شنطتها رفعت بصرها فجأه فوجدته يقف أمامها دق قلبها مسرعا ولا تدري أكان سبب تلك الدقات هو خضتها من ظهوره فجأه أمامها ام سببا أخر ولكنها نظرت اليه محاوله أخفاء توترها وربعت يديها
خير يا سياده الرائد !
أبتسم لها معتز بتوجس وهو يرفع يديه إليها والتي كانت مچروحه وټنزف أمامها مرددا
جاي اخيط إيدي ! ممكن ولا إيه
نظرت إليه بسنت بقلق شديد