الجزء الاول بقلم ندا
اركبي ياختي
استقلت بجواره واغلقت الباب لينطلق هو بالسيارة ويهتف مستنكرا
_ عرفتيني اول ما قولت يابت .. صحيح مبتجيش غير بالتهزيق !
امسكت بالكتاب الذي في يدها ورفعته في وجهه قائلة في تحذير باغتياظ
_ علاء اتلم بدل ما تلاقي الكتاب ده نازل على دماغك واخليك تدخل في غيبوبة
كان عين على الطريق وعين على الكتاب الذي بيدها وهو يضحك مغمغما
اشاحت بوجهه للجهة الأخرى تخفي ابتسامتها ثم عادت له وقالت في استهزاء
_ طبعا هتعرف بيتذاكر ازاي ما تلاقيك مكنتش بتفتح كتاب في الكلية
_ طاب وليه الإحراج ده يابنت عمي بس !!
اطلقت ضحكة بسيطة لتجده يكمل في جدية بخفوت
_عاملة إيه إنتي
هتف في صوت رجولي قوي
_ شغل إيه دلوقتي بس يارفيف مش لما تخلصي كليتك الأول على الأقل
اعتدلت في جلستها وهتفت محاولة اقناعه
_ أنا زهقت من قعدة البيت ياعلاء وخلاص أنا فاضلي ترم وأخلص وهاخد الشهادة وهشتغل بيها وماما كل اللي عليها تشتغلي ليه وفين وزين إنت عارفه دماغه قفل مفيش شغل .. طيب السبب من غير سبب طالما إنتي مش محتاجة للشغل يبقى ملوش لزمة ده حتى كرم بيقولي لا .. وحسن اللي بينصفني في كل حاجة يقولي الدنيا مش آمان وإنتي لسا صغيرة !! يعني هو عندي أنا لا وعند مراته تشتغل عادي
_ يسر بتشتغل ليها خمس في الشركة معانا وبعدين دي قدام عينا يعني مع ابوها ومعايا
_ وأنا كمان عايزة اشتغل في الشركة ولا عشان يسر محدش بيقدر عليها وبتفرض كلمتها عليكم مش بتقدروا ترفضوا ليها طلب
قالتها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها باحتجاج ليجيبها ضاحكا برزانة
_ خلاص هكلم بابا وأقوله اخليه يقنع زين واخواتك وتشرفي معانا في الشركة
_ بجد ياعلاء هتقول لعمي !
رمقها بطرف عينه غامزا بابتسامة وهو يهتف
_ أممممم وهو احنا عندما كام رفيف في العيلة
رجعت بظهرها على المقعد وهي تقول بتحمس
_ مع إني مش حابة الشركة بس يلا أهو امري لله هبدأ منها
القي نظرة عليها مبتسما ثم عاد بنظره للطريق يقود السيارة متجها إلى منزل عمه بينما هي فأخرجت هاتفها واخذت تعبث به تارة وتارة تتابع الطريق في صمت !! .......
_ عرفت إزاي إني هنا !
وضع الدلو على الأرض بعد أن فرغ من الماء وغمغم في خفوت جميل
_ مسعد اتصل بيا وقالي وحتى لو مكنش قالي أنا باجي كل يوم هنا بزور سيف وأروى
نسيت أن ذلك الحارس لا يتأخر في إخباره بأي مكان تذهب له ولكن لم تعد تهتم فليخبره كما يشاء وليؤدي مهتمه على أكمل وجه فبؤسها الآن أشد
من أن تنشغل بأمره .
لاحت ابتسامة شبه خفية على شفتيها وعادت تحدق بقبر والدتها تدعو لها في صوت لا يسمع بأدعية خاصة بالمټوفي ودموعها تسقط من حفنيها في صمت ولتمر دقائق قصيرة وكل منهم يستخدم طريقة مختلفة في الدعاء وعندما وجدت نفسها ستنهار في البكاء أمامه ففضلت الرحيل وطلبت منه أن يذهبوا فلم يبدي أي اعتراض ورافقها حتى وصلوا لسيارته واستقلت بالمقعد المجاور له .
خرج همسها بعد دقيقيتن وهي مستندة برأسها على زجاج السيارة وعيناها معلقة على الطريقة
_ قبل ما تتوفي بيومين كان بتكتبلي على الورقة دايما وتقولي أنا حاسة إني هروح لسيف قريب أوي وأنا كنت بضايق منها وبقولها وهتسبيني إنتي كمان زيه انا مليش غيركم وهفضل وحدي .. وأهي سابتني وبقيت لوحدي مليش حد حتى عمي ميعرفش إنها ماټت أساسا ولو عرف مش هيسأل فيا مفضليش في الدنيا دي ناس غيرك
آخر كلمة نطقت بها جعلته ينظر لها باستغراب