لهيب الروح بقلم هدير دودو
كدة كله تمام
اومأ برأسه أماما وأجابه محافظا على نبرته العملية هو الآخر أمامه
ايوة كدة تقدر تتفضل مع مدام رنيم.
كانت واقفة كالبلهاء لاتفهم ما يدور أمامها وتساؤولاتها قد ازدادت لكنها ستنتظر حتى تحصل على جميع إجاباته وجدته يشكر المحامي بهدوء متزن والثقة شديدة في نبرته
شكرا كدة خلاص تقدر تتفضل.
يلا نمشي يارنيم.
قطبت جبينها وسارت بصمت معه حتى وصلت نحو سيارته فتوقفت متسائلة بذهشة متعجبة لما يفعله
استنى كدة هو انتي موديني على فين ولا عاوز مني إيه مش خلاص على كدة يا جواد باشا ولا إيه
وزع نظراته الحادة عليها اخترقتها وأجابها بحدة وڠضب منها متذكرا كذبها عليه
شعرت بالخۏف عنوة عنها وتمتمت بقلق مبتعدة عنه لبضع خطوات متوقعة الأسوأ كعادة حياتها التي بلا حظ تماما
ن... نمشي ايه بقولك ايه ابعد عني شكرا عاللي عملته وخلاص واعتقد عرفت اني معملتش حاجة لابن عمك هو اللي عملي وض ربني سيبني في حالي انت وعيلتك دي كلها.
بقولك ايه اتعدلي عشان متعصبش عليكي مش كفاية انك كدبتي عليا كان ممكن تروحي فيها بسبب كدبك استفادتي إيه.
كان يتحدث هكذا لخوفه عليها فلو لم يظن ببراءتها وأنها لن تستطع فعل شئ هكذا وسار مستمعا الى قلبه باحثا عن دليل براءتها لكانت الآن حصلت على حكم الإعدام بدلا من براءتها وحريتها كيف لها أن تكذب في أمر هكذا!
لم تعتاد منه على التعامل معها بتلك الطريقة لكنها حاولت الثبات أمامه وأجابته ببرود
ملكش دعوة بيا مكنتش ساعدتني اصلا بعدين انا مكدبتش انا لو كنت اقدر اعملها كنت هعملها فعلا وبقولك ايه سيبني امشي وابعد عني.
قبل أن تستمع إلى رده ذهبت مبتعدة عنه لبعض الخطوات فأسرع هو قابضا فوق يدها پعنف مانعا إياها من الذهاب وغمغم بعصبية حادة
طالعته مترددة پخوف يبدو عليها وتمتمت بضعف وعقلها يصور لها العديد من المشاهد المرعبة التي تنتظرها عند عودتها معه
ب... بس انا مش عاوزة اروح معاك مش عاوزة ارجع تاني في العيلة دي لا مش عاوزة عشان خاطري أنا خلاص هبعد ومحدش هيشوف وشي تاني.
جملتها الأخيرة ألمته بشدة جعلت قلبه يعتصر بداخله تود الإبتعاد حقا كيف له سيعيش من دون رؤيتها لن يستطع بالطبع وسيموت اشتياقا وعشقا لها لكنه يريد راحتها حتى وأن كانت لن تتطابق معه لذلك غمغم متسائلا بهدوء
حركت رأسها مسرعة نافية پخوف لا تريد رؤيتهم مرة أخرى في حياتها فتمتمت بخفوت
ل... لا لا بلاش اهلي عشان خاطري مش عاوزاهم وديني اي حتة بس أهلي لأ.
طالع رؤيتها بحزن عالما بتخليهم عنها ووقوفهم ضدها دوما من دون اهتمام لها ولمشاعرها لذلك غمغم يرد عليها متعقلا باتزان
طب بصي هو ابويا كان قايل اني اجيبك على هناك فانتي تعالي شوفي الدنيا اسبوع ولا حاجة مرتاحتيش او في حاجة ابقي امشي واهي فترة كويسة اشوفلك فيها شقة.
لم تقوى على الرفض لأنها بالفعل ليس لديها مكان تعيش فيه أغمضت عينيها بقوة وسارت معه بضعف وقلة حيلة تفعل مثلما أخبرها قاد سيارته متوجها نحو المنزل مبتسما بهدوء على وجودها معه محاولا ايضا التحكم في انفعالاته التي ستكشفه بالطبع.
كان من حين إلى آخر يتطلع نحوها يدقق بها وبملامحها المجهدة يود أن يضمها ويربت فوق قلبها الحزين يخبرها أنه لن يتركها مهما حدث.
ترجلت من السيارة وسارت بجانبه بتوتر فطالعها بهدوء يطمئنها لكنها ما أن دلفت حتى وجدت مديحة تقترب منها تطالعها بنظرات غاضبة حادة والشرر يتطاير من عينيها كالسهام الڼارية أسرعت تقف خلف جواد پخوف مما ستفعله بها.
تمتمت بجمود وڠضب عارم مشددة فوق كل حرف تتفوهه بحدة
انتي فاكرة أنها خلصت لا بتحلمي مش هسيبك غير لما اللي ق تل ابني يجي غير كدة مليش دعوة.
وقف جواد أمامها يمنعها من رؤية زوجة عمه ونظراتها الحادة المرعبة مغمغما بجدية صارمة
في إيه يا مرات عمي ما خلاص رنيم طلع ملهاش دعوة وكل اللي فات كان كڈب.
رمقته پغضب وعدم رضا من حديثه ودفاعه عنها وتحدثت مردفة بعصبية
لا دي كدابة انا مش هصدق انها بريئة غير لما لللي ق تل ابني يجي اوعى كدة يا جواد أنت اوعى من قدامها.
حاولت أن تمسك شعرها حتى تستطع ضربها لكنها وجدت جواد يقف لها كالحاجز يمنعها من الوصول لها قائلا پغضب هو الآخر من زوجة عمه ذات فكر محدود ولازالت تراها قاټلة رغم إثبات براءتها ولازال لم يعلم أحد أنه هو من أثبتها
ايه يا مرات عمي هو ايه اللي كدابة مانتي شوفتي القاضي قال إيه وهي معملتش حاجة.
صاحت أمامه بعصبية حادة متذمرة على حديثه
يعني ايه