الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية بقلم أمل نصر الجزء الرابع

انت في الصفحة 6 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

وزادت شقيقته بحماقتها

اها جبهالك ابويا ع الطبطاب لو انتي واثقة في نفسك يا بت عمي تجبلي الجواز 

الى هنا وتوقف كل شيء لتخرج صړختها الأخيرة قبل ان تسقط وتفقد وعيها 

كمااان يعني انتي تألفي من مخك وابوكي يحكم        

رووح 

فييسقط غازي بثقله على المقعد من خلفه بضغف وعجز ثم يخرج بالكلمة الفاصلة اخيرا نحو عمه

مش انت حكمت يا عمي انا كمان ليا حكمي بتك طالج  

    يتبع  

الفصل الواحد والعشرون

مش بعادة يعني حد يشوف وشك في ساعة صبحية كدة ليكون صرفوك من الشغل

توجهت له بالسؤال تستغرب الزيارة المفاجأة منه في هذا الوقت من الصباح وقد اذهلها بافتراشه الارض بجوارها في هذه البقعة المشمسة بمدخل المنزل ليزيد من دهشتها بالرد ضاحكا

وه يا حجة سکينة يعني عشان بس زورتك بدري النهاردة يبجى على طول كدة تظني انهم صرفوني لا يا ستي النهاردة اجازة من الحكومة نفسها

أممم 

زامت بها لتعقب بعدم اقتناع

ما هو دا يخليني استغرب اكتر هو انت بتطلع اساسا من بيتك يوم اجازتك دا انت ما بتصدج تاخد اليوم كله نوم           يبجى أكيد دا مشوار مهم اللي خلالك تلبس وتتأنتك كدة على وش النهار 

قالت الاخيرة بإشارة نحو الجلباب الجديد المنشي الذي يرتديه بالإضافة لرائحة العطر الذي تفوح منه بقوة وذقنه الحليق باهتمام يلفت الانظار نحوه ليتنشي هو من داخله لهذا الإطراء الغير مباشر مستشبرا داخله بانتباه والدته لهذه الهيئة الجديدة منه 

عدل من ياقة جلبابه في الأعلى ليردف بزهو

لا يا ستي مفيش اي مشوار انا جايلك النهاردة مخصوص اشوفك يا غالية عشان اطمن على صحتك خصوصي بعد ما عرفت ان جوز الحربيات بنتتك هجوا على بلادهم مع عيالهم التيران 

ردت بشبه ابتسامة ساخرة لاحت على جانب فمها

والله وفيك الخير يا سيدي بس عشان تعرف يعني خواتك روحوا لأجل ما يخلصوا مصالحهم بس هناك لكنهم كام يوم كدة وراجعين اهم ع الحال ده بجالهم مدة يروحوا وياجوا الحمد لله الطربج بجى سهل معاهم بعد العربية اللي جابها عيسى 

يعني واخدين الطربج سويجة  

عقب بها باستنكار رافعا طرف شفته ليستطرد بحنق

ما تجوليلهم يتلموا بجى في بيوتهم ومع عيالهم لزومها ايه الشحططة والخيلة الكدابة دي ولا هما ما صدجوا السكة خليتلهم وافتكروا انهم اصحاب بيت صح ايه نسيوا اللي عملوه لما مضوا بالتنازل على حجهم فيه 

اغتمت ملامحها المتجعدة لتشيح بوجهها عنه ناظرة للخارج متمتمة باستياء

والله هما مش محتاجين حد يفكرهم بس ع الأجل بيعملوا بأصلهم مع امهم وبيجوا يرعوها ويراعوا مصالحها مع عيالهم ولا عايزنا انا وبت عمك نبجى محتاجين للناس

بحماس مفاجئ رد فاردا اصابع كفه الكبرى على صدره أمامها

وتحتاجوا ليه للناس وانا موجود انا سداد ياما وان كنت بعدت نفسي السنين اللي فاتت عشان ما ازعجكمش فدا لسبب انتي عارفاه زين لكن خلاص عاد مفيش بعاد تاني والواحد لازم يشيل المسؤلية اللي عليه مش يسيبها للغريب

مين الغريب

رددت بها غاضبة وقد بدات تتستشف الان داخلها السبب الحقيقي لتبدل حال

ابنها وتعمده الان لتحسين صورته والتي طال ټشوهها حتى لم يعد هناك فرصة للتصحيح لتردف كلماتها بقوة عله يستفيق

خواتك مش اغراب ولا حتى عيالهم برضوا اغراب دول بيعملوا اللي عليهم معانا حتى لو هما ملهوش مكان زي ما بتجول ودا عشان ما نعوزش لحد 

اما انت بجى هتعمل معانا ايه وانت مكانك سيبتوا بخطرك من غير ما حد يكلمك ولا يجيرك     خلاص معدتش ينفع يا ولدي الاماكن عشش فيها الدبيب والخړاب ومعدتش ينفع ليها تصحيح 

زفر رافعا حاجبه لأعلى يعتلي تعابييره رفض واضح لكل ما تفوهت به ولكنه صمت عن الرد عليها كي يتجنب سيجالا معها قد يجبره على كشف جميع مخططاته وهو الان في مراحل البداية لا يصلح معه الاستعجال 

انتبه وتحفزت حواسه ينصت لصوت الخف الذي كان يطرق على درجات السلم بهبوطها من الطابق الثاني يزداد وضوحا مع اقترابها حتى حطت على الارض متوجهة مباشرة نحو جلسة المرأة لتقع عينيها عليه يبرم طرف شاربه وهذه الابتسامة القميئة يستقبلها بها 

ازيك يا سليمة عاملة ايه يا بت عمي 

ازاحت وجهها على الفور للناحية الأخرى تتمنم بسباب قبل ان تلتف ذاهبة للمرأة بملامح ممتعضة تخبرها

ميعاد الدوا يا مرة عمي  

 اقراص الدواء لولداته مع كوب الماء الذي ارتشفت منه على الفور تتجرع الاقراص دفعة واحدة قبل ان تعود لابنها ونظراته المتفحصة لزوجته وهو يخبرها بشرود تفضحه عينيه

طب ردي السلام دا حتي بيجولوا السلام لربنا  

زفرت سليمة ببطء تنهض مخاطبة له بضجر

معلش مخدتش بالي مرحب  

قالتها وتحركت عائدة لطابقها على الفور تتبعها عيناه وهذه الضحكة المتحشرجة معقبا خلفها

وه يا بوي لدرجاي انا مش باين جدامك 

توقف بعد لحظات على قول والدته

مخدتش بالها من الجلبية الجديدة المكوية ولا حتى وصلها ريحة العطر بتاعك 

تطلع اليها ليرى تجهما يعلو قسماتها وكأنها تخبره باستحالة مهمته غلبه العند كالعادة في الرد عليها 

معلش ياما شوية شوية تاخد بالها المكنش

انت في الصفحة 6 من 39 صفحات