الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بقلم أمل نصر الجزء الرابع

انت في الصفحة 16 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

بلدك كلها نورت برجعتك  

قالها كترحيب روتيني قد يفعله مع الجميع وجاء رد الاخر بامتنان

الله يعزك يا غازي بيه دا بس من زوجك البلد منورة بناسها

استجاب بابتسامة ليس لها معني يخاطبه

ربنا يبارك فيك يا سيدي      انا سمعت انك واصل من كام يوم  

دا حجيجي انا فعلا مفاتش على رجعتي غير ايام جليلة يدوب لحجت اخلص من زيارات الناس ومباركتهم برجعتي بالعافية وعشان كدة طلبتك وكنت عايز     

بس انت اتأخرت جوي في الغربة يا عمر

باغته بالسؤال مقاطعا ليجبر الاخر على السير في نفس وجهته

دا صحيح بس يعني معوجنش جوي دول كلهم خمس سنين     

ولا مرة نزلت أجازة فيهم

للمرة الثانية يواصل بأسئلته ليتسرب الى الاخر شعور غير طيب وكأنه داخل جلسة تحقيق

الظروف مكنتش تسمح ان انزل كنت ضاغط على نفسي بالجامد عشان اوصل للي انا عاوزه  

التقط الاخيرة ليردد سائلا بهدوء خطړ

وايه هو اللي انت عايزه بجى

انه بالفعل يجفله بردوده كما أنه يسشف الحدة من خلف أسئلته

هذا ما شعر به عمر ولكنه تمالك يجسر نفسه متذكرا ما وصل اليه بالإضافة إلى الاموال التي بإمكانها ان تقوي قلبه للطلب مباشرة من الاخر

بصراحة اللي انا عايزة هو حاجة غالية غالية جوي تستاهل الصبر وتستاهل الغربة ومرارها تستاهل كل شيء عشان ابجى مناسبلها        انا عشمان في كرمك يا غازي بيه في انك مترودنيش خايب الرجا انا جاي وطالب ايد الانسة روح اختك اشيلها فوج راسي واحطها جوه عيوني من جوا 

توقف غازي عن الشرود بكلماته المنمقة وبزغت بزاوية ثغره ابتسامة ضعيفة ثم قال

كلامك جميل يا عمر بصراحة اهنيك على لسانك الحلو ده دا انت ناجض تكتب قصيدة شعر

يا راجل  

اردف الاخير بحماس ردا على كلماته

والله لو أطول اعمل كدة واكتر كمان الانسة روح تستاهل ومعزتها عندي لا تقدر 

امممم

طالع عمر وجه الاخر الذي تبسم يطرق براسه للأسفل قليلا حتى رفعها فجأة

ولما انت بتعزها جوي كدة صبرت ليه خمس سنين في غربتك على ما رجعت تتجدملها

هم ان يردف له بنفس الاعذار السابقة عن الكفاح وما واجهه من مصاعب ولكن الاخر قطع عليه

انا عرفت انك بنيت بيت ابوك من بعد السنة التانية من سفرك   

افتر فاهه ليرد ولكن غازي تابع 

دا غير ان بعد السنة التالتة ابوك اشترى خمس فداداين ارض عفية في الحرجة      ودلوك وبعد خمس سنين راجع واجواز خواتك جايمين بالارض اللي اشتروها بإسمك برضو من ضمن الفدادين اللي خصصتها الدولة في البلد اللي ورانا 

اعتلى الذهول ملامح عمر لينعقد لسانه منصتا لهذه المعلومات التي يردفها الاخر عليه دفعة واحدة رغم حرصه على سريتها من قبله وقبل من يعرفونه

كان غازي يقرأ ما يفكر به حتى اردف يزيد من اندهاشه

متستغربش ولا تفتكر ان حد جالي من اجواز اخواتك الغلابة الحاجات دي انا وصلتلها لوحدي لما سألت عليك من وجت ما عرفت بطلبك مفيش سر في الحكومة يستخبى على العبد الفجير لكن السؤال اللي مجنني بجد وبرضك هعيده عليك من تاني لما بتعزها استنيت عليها خمس سنين كيف

ما انا كنت بكون نفسي 

قابل رده باستهجان رغم هدوئه

تكون نفسك برضوا ولا انت كنت بتعملك رأس مال تتكل عليه يا عمر 

سهم عمر بنظره اليه فهذه الطريقة من النقاش لم بكن يتوقعها على الإطلاق فواصل الاخر 

كان ينفع جوي تنزل من سفرك وتيجي تتجدملها بعد ما تبنى بيتكم        مكنتش انا ساعتها هتجل عليك ولا احملك فوج طاجتك كنت هوافج عشان اختي حتى لو اضطريت اسا     

وانا كنت هرفض مساعدتك دي 

خرجت منه بمقاطعة حادة ليكمل بوجه مشتد وانفعال حاد

انا كان ممكن اتجدملها من غير ما اسافر من الأساس واعشم بكرمك في مساعدتي من الأول لكن لا        انا رافض المساعدة دي عشان انا حر فضلت اني اسافر 

واتمرمط عشان اجيب الجرش اللي يكفي جوازي بيها جبل ما اخد اي خطوة 

شاطر يا عمر

ذوى ما بين حاجبيه يستغرب الجملة المبهمة لما يشعر وكأن بها شيء من سخرية وليست اطراء 

هو انت بتشكر فيا ولا بتذم

سأله بتوجس زاد بعد استماعه للإجابة 

لا طبعا مش بسخر انا بجول اللي شايفه على فكرة انت فعلا شاطر والشاطر في أحيان كتير بيبجى عايز كل حاجة وهو واثق انه يجدر يوصلها بشطارته بالذات لما يبجى حاسس انه ضامن!

يعني إيه

بمزيد من الحيرة شاعرا بالتخبط وعدم الاستقرار على ارض صلبه امامه يريد تفسيرا واضحا لمقصده والذي لم يبخل به غازي هذه المرة ليميل برأسها نحوه يردف بكلمات محددة لا تخلو من مكر

يعني مفيش حاجة في الزمن ده مضمونة شوف انت بجى سافرت وجمعت ثروة ورجعت واختي لسة سينجل زي ما بيجولوا لكن للأسف برضوا ملحجتش     

صمت فجأة يستقيم بجذعه قبل ان يخبره باعتزاز روح جبلت بواد عمها وفرحهم جرب 

هذه المرة لم يخفي استنكاره ليردد خلفه بعدم تصديق

واااد عمها مين انا لو وصلني انها اتخطبت زي ما بتجول مكنتش اخطي برجلي واجي هنا واصل ما تجيبها بصراحة

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 39 صفحات