فردوس الشياطين الجزء الثاني
بجدية هنقعد دلوقتي و نتكلم . كل حاجة هتمشي زي ما لازم تمشي
أومأ سامح آخذا نفسا عميق و قد شعر بإقتراب العقاپ المناسب الذي حدده للحبيب الولهان رقص قلبه فرحا عندما لمس الوعيد في صوت سفيان مع إزدياد مشاعر الغيرة حين إلتقت عيناه بعيني ميرا و شاهد فيهما حزن يفوق الوصف فأزداد إصراره أيضا علي القضاء علي ذلك الفتي نهائيا كي يستولي عليها وحده لعله حينها ينجح في أن يجعلها تحبه و لو قليلا ..
جمد سامح و شخصت نظراته عندما وصل إلي أذنه هذا الصوت كان بحاجة للإلتفات حتي يتأكد من شكوكه
لكنه لم يلحق حيث شاهد ميرا و هي تتخلص من ذراعي أبيها في لحظة لتنطلق صوب صاحب الصوت الهادر و هي تصيح
يوسف !!
إستدار سامح ليري بنفسه ربما كان يتوهم ..
لكنه إصطدم برؤية غريمه المراهق حقا رآه و هو يتلقي ميرا بين ذراعيه و يرفعها عن الأرض معتصرا إياها بأحضانه كأنه سيحفرها بداخله
كان سفيان مبتسما ملء وجهه الأمر الذي بث الريبة و التوجس في نفس سامح إزدرد ريقه بتوتر ملحوظ و عاد يطالع المشهد الغرامي من جديد ليتحول قلقه إلي نيران متآججة سببها الغيرة التي هي وحشا يفتك
إبتسم بعفوية و أنزل ميرا علي قدميها لكنه لم يفك عناقهما مشي بها صوب أبيها و هو يقول بصوت مرهق
مساء الخير يا عمي ! أنا آسف إني جيت منغير ما أستأذن بس ملحقتش أفكر في أي حاجة لما عرفت إن ميرا رجعت
عرفت منين يا يوسف
يوسف و هو يتلفت باحثا بعيناه
من طنط وفاء . هي إتصلت بيا من ربع ساعة و قالتلي .. ثم قال بصوت متصلب
بس أنا عايز أعرف مين إللي عملها . لو سمحت !
سفيان بنبرة مستخفة
ليه يا يوسف فاكر إنك ممكن تعمل أكتر من إللي بعمله !
يوسف أنا ماقصدش كده يا عمي . حضرتك أدها و أدود أنا ماجيش جمبك حاجة طبعا . بس ميرا خطيبتي و شوية و هتبقي مراتي . يعني إللي يدوس علي طرفها كأنه داس علي شرفي بالظبط و
أومأ سفيان رأسه و قد أعجبه موقف الفتي لأول مرة يشعر بالإعجاب إزاءه ..
إطمن ! .. قالها سفيان بهدوء
كرامتك و كرامة بنتي محفوظة . و إن كان علي رد الإعتبار عايزك تتأكد إني مش بسكت عليه أبدا . و مسيرك تشوف بعنيك .. و نظر إلي سامح مكملا
مش كده يا سامح
كده . طبعا يا سفيان .......... !!!!!!!!!!!!!
يتبع ...
3738
غيرة !
لم تفارق وفاء الأم و إبنتها طرفة عين عندما إستشفت من لهجة أخيها و نظرته ضرورة البقاء معهما ظلت مرافقة لهما دون أن تبدي كلل أو ملل و قد حرصت علي المشاركة اللطيفة سواء بالكلمة أو الإبتسامة
بينما فطنت يارا بسهولة لما يدور فلم يسعها إلا رسم تعبير ساخر خفي علي وجهها وحدها وفاء من تستطيع فهمه و رؤيته بمنتهي الوضوح ...
أنا مهما أقول مش هقدر أوصفلك فرحتي يا حبيبة قلب ماما ! .. قالتها ميرڤت و هي تمسح علي شعر إبنتها بحنان
يارا بإبتسامة متكلفة
ربنا يخليكي ليا يا ماما . و أفرحك أكتر
ميرڤت أه بس أنا مش عايزاكي تسمعي كل كلام الدكاترة كده . إنتي تستريحي أه بس الدكتور إللي يقولك ماتتحركيش خالص ده ماتسمعيش كلامه . دي الحركة بركة يابنتي . شيلي يلا الغطا ده و فوقي كده .. و أمسكت باللحاف و كادت أن ترفعه
يا ميرڤت هانم ! .. صاحت وفاء و هي تقبض علي يد الأم بحزم و قد لحقتها قبل أن تكشف عن الساق المصاپة و أردفت بلطف
يارا في الشهور الأولي و مش حمل نزلة برد حتي . لازم نسمع كلام الدكتور لحد ما تبقي في الأمان هي و البيبي
نظرت ميرڤت لها و قالت
أيوه يا وفاء هانم بس أنا لما كنت حامل فيها ماكنتش بقعد خالص . كنت عاملة زي الموتور إللي مش بيقف أبدا لحد يوم ولادتها و الله
وفاء بمزاح إنتي هتقارني بنات اليومين دول بيكوا إنتوا يا بتوع زمان ده إنتوا إللي فيكوا العافية كلها تيجي إيه يارا جمبك بس
ميرڤت و هي تضحك
علي رأيك و الله البنت دي طول عمرها مسمۏمة تسيب أكلي أنا و تروح تاكل برا لحد ما بقت منفوخة من