فردوس الشياطين 43_44
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
و هتمشي برأيك .. بس ماتفتكرش إنها هتبقي هبلة يعني . أكيد إنت فاهمني !
لوي عمرو فمه قائلا و هو يحافظ علي صبره بشتي الطرق
طيب حضرتك فهمني إنت ليه بتقولي الكلام ده و عايز توصل لإيه بالظبط أنت مش مطمن علي بنتك معايا يعني !
أطلت أبتسامة معابثة عند زوايتي فمه و هو يجيبه بهدوء
أنا مطمن علي بنتي دايما فين ما تكون . لكن أنا بنصحك بس . و أخر نصيحة .. حياة بنتي قبلك كانت حاجة و معاك هتبقي حاجة تانية خالص
عمرو يعني إيه
سفيان بجدية يعني من حقك تحاسبها بعد إرتباطك بيها . لكن قبل كده لأ .. خليك فاكر الكلمتين دول كويس . كل الكلام إللي سمعته مني مهم . لكن الكلمتين دول أهم . خليهم علي بالك دايما . فاهم
فاهم . فاهم يا باشا
..................................................................................
كانت وفاء تجلس بجوار سامح في غرفة المعيشة تضحك بدلال و هي تقاسمه قطعة حلوي و تناوره و تشاكسه بينما يجاريها هو مستمتعا باللعبة ...
إنتبه كلاهما علي صوت سفيان عندما خرج من مكتبه برفقة الضيف شاهداه و هو يوصله حتي باب المنزل بنفسه إستدار الأخير متجها صوبهم إبتسم لهم بحليمية و هو يهتف
معلش الضيف أخدني منكوا شوية . بس إنتوا عارفين أبوه راجل مهم جدا
سامح بإهتمام كان جاي ليه إبن الوزير يا سفيان
كان في شغل متعطل في الجمارك و شوية مشاكل كده فقلت أما أميل علي معالي الوزير يخلصلي هو الحاجات المعقدة دي . الراجل علاقتي كويسة جدا بيه و لولا مشغولياته كان جالي بنفسه بس هو بعت إبنه
أومأ سامح بتفهم و قال
طيب كويس و الله . رغم أنك لو كنت قولتلي الحاجات دي يمكن كنت خلصتهالك بسرعة . بس مش مشكلة خلي الدولة تردلنا جزء من الجمايل .. و ضحك
إبتسم سفيان ردا علي دعابته ثم نظر إلي أخته متسائلا
أومال فين ميرا يا وفاء
وفاء فوق يا حبيبي في أوضتها . لسا طالعة من شوية
سفيان طيب أنا هطلع أبص علي يارا و نازل تاني . معاد الدوا بتاعها قرب
..................................................................................
في غرفة ميرا ... تهالكت فوق سريرها و الشحوب يعتريها بالكامل و يبيض وجهها
أرتعشت يدها الممسكة بالهاتف و إتسعت عيناها المحدقتان برقمه الذي عاود الإتصال للمرة الثالثة حتي الآن ..
كان الصراع كالأمواج تتقاذفها لا تعرف هل ترد عليه أم لا .. فقد إنتهي كل شئ بينهما و هو الذي إختار فماذا يريد الآن
إرتعدت ميرا پعنف حين دق باب غرفتها أخفت الهاتف بسرعة تحت الوسادة و هي تصيح بصوت مهزوز
أنا يا ميرا .. كان صوت والدها
إبتلعت ريقها بصعوبة و قالت
Come over دادي !
ولج سفيان إليها مبتسما أقفل الباب خلفه و مشي ناحيتها قائلا
إيه يا حبيبتي . طلعتي يعني مش قاعدة مع سامح و عمتك ليه
ميرا بإرتباك حسيت بشوية صداع . قلت أطلع أستريح في أوضتي
سفيان و هو يجلس بجوارها
لأ سلامتك يا حبيبتي ! .. و مد يده متحسسا جبينها
مافيش حرارة . هتبقي كويسة بعد الأكل
و هنا صدح رنين هاتفهها مكتوما من تحت الوسادة ...
إزداد إرتباك ميرا أكثر و أكثر بينما تسلل الشك فورا إلي سفيان خاصة عندما رآها تتخشب في جلستها و لم تعير الرنين أي إهتمام أو بالأحري تتعمد تجاهله ..
موبايلك ده إللي بيرن يا ميرا
إرتعش بدنها و هي تتطلع إليه ردت بتلعثم
آ آه . موبايلي
سفيان هو فين
دست ميرا يدها و سحبته من تحت الوسادة أبعدته عن ناظري أبيها ليسألها بإلحاح
مش هتردي !
و عندما لم يجد منها ردا أخذ الهاتف من يدها و ألقي نظرة مستكشفة علي هوية المتصل ...
يوسف ! .. ردد سفيان بلهجة هازئة
أطرقت ميرا رأسها هاربة من نظراته بينما أغلق سفيان الهاتف تماما ثم أمسك بذراع إبنته بلطف و قال آمرا
بصيلي يا ميرا
عضت ميرا علي شفتها بقوة لكنها أطاعته بالأخير و نظرت إليه بعينان ملؤهما الدموع ...
إنتي لسا بتحبيه .. سألها بلهجة مقتضبة
ضغطت ميرا علي
شفتاها و سالت دموعها مجيبة سؤال والدها ...
إنفعل سفيان قائلا
كده ماينفعش . أنا أديتك أعذار بما فيه الكفاية . إنتي عايزة مني إيه يا ميرا ردي عايزة إيه أنتي كده مش مريحاني . كده بتهدي كل إللي بنيته و بحاول أبنيه عشانك . حرام عليكي يابنتي حسي بيا شوية و حاولي تفهمي و تتعلمي مني . مش هتكسبي حاجة من ورا سذاجتك دي غير الآذي . لازم تبقي زيي سامعة لازم
أنا بحاول . صدقني ! .. قالتها ميرا بنبرة مخټنقة و تابعت بنشيج متقطع
أنا عارفة إني علاقتي بيه إنتهت . إطمن . عمري ما هكلمه و لا هشوفه تاني .. I promise
تنهد سفيان بسأم و قال محاولا تهدئة أعصابه
ميرا إنتي بقيتي متجوزة دلوقتي . فاهمة يعني إيه متجورة لازم تنسي كل حاجة إتعلمتيها في أمريكا و تفتكري بس إللي علمتهولك طول الفترة إللي فاتت . أنا مش عايز أسيبك و إنتي بالهشاشة و السذاجة دي
في هذه اللحظة توقفت ميرا عن الإنتحاب نظرت إليه متسائلة
تسيبني قصدك إيه .. إنت . إنت هتروح فين و هتسيبني !!
سفيان بهدوء لسا مش عارف . بس في كل الأحوال أنا عايز آمنك . عايزك قوية مافيش حاجة أبدا تقدر عليكي .. ميرا مافيش وقت . كلها أيام معدودة ماتخذلنيش أرجوكي
فغرت ميرا فاهها و هي تقول
يعني إيه !
سفيان بصرامة يعني يوم الخميس الجاي هتتنقلي بيت جوزك و هتنفذي كل إللي إتفقنا عليه
ميرا و قد إتسعت عيناها وجلا
و إنت !!
إبتسم سفيان و أجابها و هو يمسح دموعها بإبهامه
أنا هفضل معاكي دايما . أوعدك ............. !!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع .....