كفي بها فتنة الفصل الثاني
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
بهاء و رصانة ..
أفاقت سلاف من شرودها عندما شعرت بنظرات الفتاة تتصوب بشك نحوها ... ضغطت علي شفتاها و مضت إليهما بخطوات متباطئة
تبتسم عائشة و هي تلكز كتف أخيها لينتبه معها بينما وصلت سلاف عندهما و قالت بصوت مضطرب
آ . أنا . أنا سلاف البارودي !
لوهلة جمدت نظرات أدهم علي وجهها لكنه سرعان ما أطرق رأسه و ترك الأمر لأخته .. لتمد عائشة يدها للمصافحة و هي تقول بإبتسامة
أهلا . أهلا يا حبيبتي . حمدلله علي السلامة يا سلاف
أنا إسمي عائشة و أبقي بنت عمتك أمينة .. و أشارت إلي أدهم مكملة
و ده أدهم أخويا
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
إزيك !
تمتم أدهم بتهذيب و هو لا يزال مخفضا رأسه
آسف مابسلمش
رفعت سلاف حاجباها بدهشة لتتدخل عائشة قائلة بحرج
معلش يا حبيبتي إوعي تزعلي من أدهم هو مايقصدش أي حاجة علي فكرة كل الحكاية إنه ملتزم أوي أكيد إنتي فاهمة يعني إيه ملتزم !
أومأت سلاف رأسها ببطء و نظراتها القلقة مصوبة نحوه ..
فين شنطك يا حبيبتي .. قالتها عائشة بتساؤل و هي تزيد إبتسامتها إتساعا لتموه علي ما حدث
أشارت سلاف إلي كلتا الحقيبتين في يديها ..
عائشة هما دول بس
سلاف أيوه
عائشة بلطف
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
و أخيرا فعل أدهم شئ غير الصمت و النظر بالأرض ... تطوع و حمل عنها حقائبها إلي السيارة إستقل أدهم في كرسي القيادة و عائشة بجواره أما سلاف فجلست وحدها بالخلف
و في الطريق ... كسرت عائشة الصمت بمرحها المعتاد
بس إنتي يا سوسو بتتكلمي مصري كويس أوي
بتتكلمي أحسن مني كمان رغم إني ماسمعتش منك غير 3 كلمات لحد دلوقتي ! .. و ضحكت
سلاف بإبتسامة
بابا الله يرحمه كان دايما يتكلم معايا مصري
عائشة الله يرحمه يا حبيبتي . عايزة أقولك إنك هتتبسطي أووي معانا و أنا بجد و الله مبسوطة جداا إنك جاية تعيشي معانا هتونسيني بدل ما أنا قاعدة طول الليل و النهار وشي في وش الحيط
ميرسي يا عائشة . أنا كمان مبسوطة أكتر إني قابلتكوا أخيرا بابا كان بيحكيلي عنكوا كتير
و هكذا طوال الطريق راحت الفتاتان تتبادلا بعض العبارات القليلة ... حتي وصلوا أخيرا إلي منزل آلعمران ..
ذلك المعمار الباهر
نادي أدهم بواب البيت و آمره بلطف
عم حسن خد الشنط إللي ورا في صندوق العربية و طلعهم عندي في الشقة
البواب تحت آمرك يا أدهم بيه
عائشة بإستغراب
الله ! إنت مش طالع معانا يا أدهم
أدهم لأ يا عائشة أنا متأخر أصلا يدوب ألحق المحاضرة التانية و بعدين أعدي علي المركز و إن شاء الله أكون هنا علي المغرب
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
طيب يا حبيبي . تروح و ترجع بالسلامة يا رب
و أخذ البواب أمتعة سلاف و صعد بها إلي شقة أدهم ...
تبعت سلاف إبنة عمتها و هي تتفحص المنزل بإعجاب ..
واسع الفناء و يوجد به حديقة صغيرة في الأسفل و جراچ للسيارات و من الداخل الجدران كلها مغطاة بألواح المرايا و الأرض من الرخام الصقيل
أخذ البواب المصعد أما عائشة فإصطحبت سلاف و أخذا الدرج ... لم يصعدا كثيرا حيث تقع الشقة بالطابق الأول
كان باب الشقة مفتوحا خرج البواب ثم دخلت عائشة تتبعها سلاف ...
أديها وصلت أهي يا ماما ! .. قالتها
عائشة بإبتسامة عريضة
لتري سلاف بعد ذلك هذه المرأة الخمسينية تشبه والدها إلي حد كبير .. أقبلت عليها و علي وجهها أكبر إبتسامة في العالم ..
سلاف ! .. هتفت أمينة و هي تكوب وجه سلاف بكفيها و أردفت بدموع
يا حبيبتي . إنتي . إنتي بنت نور أخويا ما شاء الله يا حبيبتي ما شاء الله . زي القمر
شعرت سلاف بالألفة مع عمتها أسرع مما توقعت فإلتمعت الدموع بعيناها و هي تنظر في ملامح وجهها الشبيهة بملامح أبيها
ثم خرج صوتها مرتعشا و هي تقول بإبتسامة حزينة
ش شكرا لحضرتك !
ضحكت أمينة و أحتضنتها بقوة ثم أبعدتها عنها بعد لحظات و قالت
بصي بقي يا حبيبتي . تيتة حليمة مستنياكي جوا في أوضتها
عايزاكي علي أد ما تقدري تحاولي تمسكي نفسك قدامها . هو أه أبوكي طول عمره متغرب عننا بس هي في الأخر أمه بردو . فاهماني
أومأت سلاف بتفهم لتبتسم أمينة برضا و تأخذها إلي غرفة الجدة
دقت الباب و فتحت ...
سيدة في العقد السابع من عمرها تجلس علي كرسي متحرك ... رأسها يشتعل شيبا و بدت في أرزل العمر و لكن رغم ذلك إستطاعت سلاف أن تري الحب و الحنان ينبعثان من عيناها
فور أن رأت الجدة حفيدتها .. فتحت ذراعيها و دعتها قائلة بنشيج حار
بدون تردد إنطلقت سلاف و إستقرت في حضڼ جدتها الدافئ ... ربتت حليمة علي ظهرها و هي تقول بصوتها الممتزج بالدموع
آاااه يا حبيبتي . إتحرمت منك و من أبوكي عمر بحاله
و كأن الجدة ضغطت علي زر السماح الذي لم تلمسه سلاف منذ إسبوع لټنفجر مجهشة بالبكاء الحار و هي تتشبث بأحضان جدتها أكثر و أكثر
بينما تقف كلا من أمينة و عائشة تتابعا هذا المشهد المؤثر في صمت و حزن بالغ .... !!!!!!!
يتبع ...