رواية همس القلوب بقلم اميرة الشافعي
حلوين
جاوبت إحدي الصغيرات ....همس مجتش يا مس ليلي
بعد إنتهاء اليوم الدراسي بالدار
لم تذهب ليلي لبيتها الذي تعيش فيه مع جدتها العجوز وإنما إتجهت لبيت صديقتها شمس فغياب الصغيره جعلها تقلق وفكرت بشمس وقالت... لعلها مريضه
عند الباب فؤجئت بزحام شديد كل الجيران يلتفون حول الفراش الممدده عليه شمس بهدوء وسکينه وتجلس همس بجوارها ټحتضنها وتبكي وهي تطلب منها ببراءه أن تردعليهاوتحاول إيقاظها......
إقتربت ليلي متسائله ....مالها شمس تعبانه
تعيشي إنتي .....قالتها إحدي الجارات
لتهرع ليلي إلي فراش شمس تنظر إليها بذهول. .... .. غربت الشمس ......تاركه الصغيره تلف ذراعيها حول عنقها وتبكي
نظرت ليلي لشمس شعرت كأنها تراها وتذكرها بتحمل الأمانه
دموع ليلي الغزيره المنهمره علي رحيل شمس لفتت الأنظار فهي تبكي پهستيريا وتشهق من شدة البكاء
وأخذت إحدي الجارات تواسيها إلي أن هدأت قليلآ وإسترجعت وإحتسبت.....
وبسرعه إلتقطت ليلي الصغيره لتحملها وټحتضنها وتنام الصغيره علي صدرها فقد شعرت بالأمان
تم تجهيز الجسد النحيل وتكفينه ودفنه في مقاپر أعدها المسجد كصدقه للفقراء
وجلست ليلي تتقبل العزاء في صديقتها بحزن وغصه....
ظنها البعض قريبه لها من فرط إهتمامها
إستلمت صاحبة الشقه مفتاح شقتها وإيجار متأخر دفعته ليلي بطيب خاطر
وأخيرآ خرجت وهي تحمل الصغيره النائمه وحقيبة الأوراق التي أعدتها شمس وأعلمتها بمكانها قبل مۏتها وترجلت حتي
وصلت لبيتها وذكريات حديثها هي وشمس يدور برأسها تنهدت وضمت الصغيره المتدلي رأسها علي كتف ليلي
بعدإستغراقها في النوم.....
طرقت
الباب لتفتح الجده العجوز متسائله
كنتي فين يا ليلي ومين دي يا بنتي
لترتمي ليلي في أحضان العجوز وتنتحب لقد مرت ليلي باليتم من قبل
نعمه جدة ليلي .....مالك يا قلب جدتك پتبكي ليه....
ليلي بحسره ....دي همس ال حكيت لك عنها يا تيته وأمها ماټت النهارده ومالهاش حد يا تيته جبتها تعيش معانا
نعمه بتأثر ....يا ضنايا يا بنتي دي نايمه علي كتفك طيب إدخلي نيميها علي السرير
حاضر قالتها ليلي وهي ترجو جدتها أن تترك همس تعيش بينهم. ...
طلبت نعمه من ليلي أن تحضر همس لتنام بغرفتها ولكن ليلي رفضت وأصرت أن تقضي همس ليلتها الأولي بأحضانها هي فهي تألفها وقد تفزع ليلآ
في الثانيه ليلآ همست الصغيره ....ماما ..ماما
لټحتضنها ليلي وتقول ....نعم حبيبتي أنا هنا
بكت الصغيره قليلآ حينما لم تسمع صوت أمها كما إعتادت.....
فأضاءت ليلي الغرفه وجلبت الماء لها لتشرب وتعاود النوم بأحضانها ثم أخذت تربت علي ظهرها بحنان وتقاوم دموعها الحبيسه داخل مقلتيها
وبسرعه إعتادت الصغيره أن تنادي ليلي ماما فهي صغيره بريئه لم تدرك الحياه بعد.
وأصبحت ليلي تصطحبها معها الي الحضانه وتعودان معآ لتمر الشهور وينقضي عام من عمر كلا من الصغيرتين همس وليلي فيزيد إرتباط كلآ منهما بالأخري ولم تعد الصغيره تتذكر والدتها فبالنسبه لها أصبحت ليلي هي أمها التي تحنو عليها وترعاها
عادت ليلي من عملها تصطحب همس
وأخذتا تصيحان
جعانين يا تيته
ليلي ضاحكه .....همس جعااااااانه
همس تقلدها ......ماما جعااااااانه
لتحضر العجوز حامله آواني الطعام ضاحكه
ويتتناولن ثلاثتهن الطعام في سعاده
وجود همس أضاف جو من السعاده والمرح علي العائله الصغيره
إن منزلهن صغير لكنه نظيف ومريح
وما يجعل ليلي سعيده تلك الشجره العتيقه التي توجد خارج المنزل قبل المدخل الطويل ببوابته الخشبيه الجميله وسوره العالي الذي صممت الجده أن تبنيه مرتفع لتشعر بمزيد من الأمان هي وحفيدتها ليلي
تتسلي ليلي وهمس كثيرآ باللعب معآ حول الشجره العتيقه وتحاولن تسلقها لجلب ثمرات التوت اللذيذه
بينما تجلس الجده علي مقعد خشبي صغير تتلقي ما تقذفه لها ليلي من ثمرات
وبالداخل غرفتان
غرفة الجده المريحه وغرفه لليلي وهمس
كل غرفه بها فراش واحد نظيف ومرتب وخزانه للملابس ومرآه كبيره مثبته علي الحائط
وبالصاله منضده للطعام وبعض المقاعد الخشبيه وبالجانب اريكتان مريحتان وشاشه تلفاز معلقه علي الحائط
البيت من الداخل بسيط ومرتب.....
إندمجت همس بسرعه مع عائلتها الجديده
وحفظت ليلي الأمانه فعاملت همس كأبنه حقيقيه
تلعب معها وتستذكر معها دروسها وقليلآ ما توبخها إذا أساءت التصرف وسرعان ما تعتذر همس وتلقي نفسها في أحضان ليلاها .....
في المساء نامت الصغيره وجلست الجده مع ليلي تتحدثان ....
ليلي بمرح....معقوله عدت سنه وهمس معانا والله ملت علينا البيت يا تيته صح
نعمه.....أكيد بس يا بنتي يا ريت بلاش ماما ال إتعودت تقولها لك دي خليها تقولك طنط أحسن ولا أبله
ليلي بتذمر ....ليه يا تيته أنا فرحانه قوي إنها بتقولي ماما