الفصول من 38_40
انك أم ولادي أنا بحاسبك وبصراحة بقى موضوع شغلك ده مش داخل دماغي وشايف ولادك أهم ومن حقهم تتفرغي ليهم ده لو عايزة مخدهمش منك
اوقفت سيارتها أمام البناية فور وصولهم وأمرت الصغير بحركة من يدها أن يسبقها للداخل وحين فعل تنهدت تنهيدة مثقلة بالكثير وقالت وهي تنظر له نظرة مطولة مؤنبة مفعمة بالخذلان والخزي التي ذاقتهم على يده
تاخدهم مني ! تاني هترجع تساومني وتلوي دراعي بيهم أنت هتفضل زي ما أنت عمرك ما هتتغير
نكس رأسه وابتلع غصته قائلا بتراجع كي يلاحق زلفة لسانه وتسرعه
لأ اتغيرت وبعدك عني علمني كتير بس ڠصب عني يا رهف أنا قولت كده من حړقتي أنا ھموت لو شوفتك مع حد غيري
غامت عينه بالندم وقال راجيا بعدما أزاح حدته وعجرفته جانبا
رهف أنا ندمت وحياة ولادي ندمت وطلقتها ولسة عندي أمل تسامحيني أنا لسة بحبك
نفت برأسها بعدم اقتناع وردت بصمود وقناعات أصبحت راسخة بها بعد نكبتها
مشكلتي معاك مكنتش هي وبس...واظن مش محتاج إني اقولك نفس الكلام في كل مرة ومش كل مرة هقولك حاول تتقبل الوضع الجديد وتتعايش معاه
مرر يده بخصلاته الفحمية القاتمة وقال وهو يشعر أنه على حافة الجنون
طب ريحيني وقوليلي أيه اللي بينك وبينه
قولتلك شغل وبس وصدقني يوم ما هفكر أربط مصيري بواحد مرة تانية مش هخبي ومش هقدم حجج ومبررات ليك
رهف...بلاش ترجعيلي خدي وقتك وانا عندي أمل انك تسامحيني انا هستناك ومش هيأس بس علشان خاطر اللي كان بينا بلاش تعملي فيا كده أنا مش هستحمل اشوفك مع راجل غيري... ليتناول نفس مثقل عميق ويزفره محمل بعبق احتراق قلبه ويستأنف بنبرة مرتعشة راجية
اكرهيني عاقبيني ابعديني اعملي فيا اللي يريحك بس اوعي تحبي غيري
ارتعش فمها وڼزف جرحها الكامن مرة أخرى فور حديثه و وجدت ذاتها تخبره بكل وضوح وبصوت مذبوح يقطر بأنين قلبها
قالتها وهي تهرول من أمامه كي تصعد الدرج لتؤاذر تلك السيدة الحنون في مصېبة ولدها تاركته ينظر لآثارها بعيون غائمة وبملامح متهدلة بائسة تنم عن فداحة خسارته لها.
اختنقت انفاسها وهمست بحړقة راجية وعيناها الباكية لم تفارق موضعه خلف الحاجز الزجاجي
متسبنيش يا يامن أنا مليش غيرك أنا اسفة والله آسفة أنا السبب يارتني انا مكانك...أنا استاهل لكن أنت لأ يا يامن
كانت تقف على مقربة منها احد الممرضات التي تقوم بمناوبة ليلية وقد تأثرت كثيرا بحزنها وتعاطفت معها لتتقدم منها وتقول مواسية
عايزة اشوفه خليني أدخله وحياة اغلى شيء عندك
الزيارة ممنوعة يا بتي والحكيم منبه
مش هتأخر إن شا الله ثواني بس اشوفه عن قرب وهخرج بالله عليك وافقي
تنهدت بقلة حيلة وقالت وهي تنظر يمينا ويسارا تتفقد خلو المكان
ماشي يا بتي انا هدخلك بس علشان جطعتي جلبي همي معايا هلبسك جاون واعقمك جبل ما تدخليله ويارب تعدي على خير
هزت نادين رأسها بأمتنان عظيم دون أن تنضب دمعاتها وما أن جهزتها وادخلتها لموضع رقدته كتمت شهقاتها بكف يدها وتقدمت منه بخطوات وئيدة واهنة تطالعه عن كثب بقلب يتلوى ويأن بين احشائها وضمير ينهش بها ويخبرها أن هي المتسببة الوحيدة في ما أصابه
حاولت التحكم بأنفاسها ودمعاتها تنهل من عيناها تروي شحوب وجهه معها أثر قربها...لتتراجع برأسها ومازالت تميل بجزعها تتأمل سكونه بنظرة مټألمة وتتلمس يده قائلة بنبرة مخټنقة ممزقة لا مثيل لها
ارجعلي يا يامن ...ارجعلي...متسبنيش حقك عليا أنا السبب...انا عارفة أن مفيش حاجة هتبررلك غلطي وأنا مش بنكره بس انا ندمت والله ندمت...بس متأخر أوي لتمرر يدها تزيح دمعاتها التي تعيق رؤيتها لوجهه وتستأنف مبررة سبب عنادها وما احړق قلبها
أنا كل اللي كان قاهرني منك انك ثورت لكرامتك و سبتني وانت عارف إني مقدرش اعيش من غيرك... أنا كنت بحلم بيك جنبي كل ليلة وعندي امل انك هترجع لغاية ما بعتلي ورقة طلاقي...أنت وجعتني أوي ومكنتش قادرة اتخيل أنك خلاص خرجتني من حياتك...لتشهق وتضيف بندم حقيقي من بين نحيبها