رواية عشق القمر بقلم رولا هاني
ابنه مش بيرحموا اللي بيأثر في الشغل و انا عندي بنات عايزين مصاريف كتير عشان تعليمهم
ثم اكمل و هو يمسك بيديها برقةو عشانك عشان ميبقاش نفسك في حاجة
ابتسمت عفاف بعشق و قالت و قد احمرت وجنتيهاربنا يخليك ليا
قهقه جمال و هو يضع يده علي قلبه بسبب ذلك الألم الذى اصبح يأتي له من وقت لأخر و قاللسة بتتكسفي يا عفاف
و قبل ان تكمل جملتها دلفت هالة للغرفة بمرحها و بهجتها المعتادة و هي تقول ضاحكةصباح الخير علي احلي بابا
ردت عفاف بعبوس مصطنعو مافيش صباح الخير علي ماما!
شهقت هالة پخوف علي حزن امها فركضت نحوها و اغرقتها بقبلات كثيرة و قالت و هي تعانقها بقوةصباح الخير يا اجمل ماما في الدنيا
زفر جمال بحنق فهو يعلم ان ابنته لم تمل و لن تمل الا عندما يأخذها معه الي مقر عمله
حك مقدمة رأسه بتفكير و قال بقلقبس تفضلي في المكان اللي هقولك تقعدي فيه سامعة
خاب املها و ظلت تفكر لدقائق و ظلت تفكر كيف تستطيع مشاهدة تلك الشركة براحة و كيفية الهروب من ابيها الذي يحاصرها فقررت الموافقة الأن و من هناك بالتأكيد عندما ينشغل ابيها ستستطيع الهروب و مشاهدة تلك الشركة المليئة بالناس الراقية و تلك الصغيرة لا تعلم ان ذلك سيكون اسوء ايام حياتها
هزت رأسها بموافقة و الأبتسامة تزين وجهها و قد عادت الروح المرحة لها
كانوا يضحكون بسخرية و هم يشاهدون فيديوهات كاميرات المراقبة علي الموظفين الذين يعملون كالأنسان الآلي فقال عصام و هو يحاول أن يتنفس بشكل طبيعي لكن لم يستطيع من كثرة الضحككفاية كدة يا جماعة مش قادر ھموت من الضحك
هز سيف رأسه برفض و قال و هو يجمع اغراضه ليستعد للذهابلا متخافوش لسة فاضل ساعة علي ما يجي
عقد عصام حاجبيه بتعجب و قال بتساؤلانت رايح فين
ابتسم سيف بهيام و عشق و قال و قد شرد بشوقانهاردة تقي هترجع من السفر و كمان عيد ميلادها انهاردة هعرض عليها الجواز و اديها هديتها
تعجب عصام فقال بدهشة و هو يشير نحو مراد هو ماله!
رد سيف بضحك و هو يخرج من الغرفةشوفه اهو كدة بقاله فترة
وصلا الي الشركة و كلا منهما يملؤهما القلق و الحماس و الخۏف و البهجة
نظرت هالة بأنبهار و قالت بدهشة دى طلعت حلوة اوى يا بابا
زفرت بحنق و قالت بأمتعاضحاضر يا بابا مش هروح في حتة و هفضل جمبك
ضحك بقلة حيلة و قال بأبتسامةطب يلا عشان كمان شوية لا انتي هتخشي الشركة ولا حتي انا لأن ساعتها هترفد
رفعت رأسها بغرور مصطنع و قالت بمرحاتفضل يا والدى ندخل قبل ما نتطرد
امسكت الفتاة بيد ابيها و دلفت معه للشركة مثل الأطفال المتشبثين بأيادى ابيهم لكن ما فسد شعورها بالتعجب من هؤلاء الذين يعملون بهدوء دون خطأ نظرات الخۏف تشع من أعينهم و كأن تلك النظرات اخذت أعينهم مسكن لها لكن توقف تفكيرها عندما دفعها ابيها برفق لتجلس علي الكرسي المقابل لمكتبه قائلا و هو يمعن النظر بوجهها الذى شحب فجأة من دون سبب هالة انتي كويسة
تابع و هو يمسح علي شعرها بحنانشكلك مش مرتاحة
مخڼوقة كدة و قلبي كدة مش عارفة في حاجة غلط
اجابها و قد اشتد غضبهمش قولتلك بلاش تيجي شكلك كدة تعبانة
طمأنت ابيها قائلةمتخافش يا بابا انا تمام
متأكدة!
اومات له فتركها هو و جلس علي مكتبه فتوجهت نحو تلك الأريكة و جلست عليها و شعور الخۏف يزداد بقلبها لا تعلم لما تعكر مزاجها بتلك الطريقة تشعر بأن هناك مكروه سيصيبها او يصيب احد تحبه فنظرت نحو ابيها المنهمك بعمله بيأس فأمسكت بهاتفها و ضغطت عدة ضغطات علي هاتفها ثم وضعته علي اذنيها و قالتاية يا نسمة انتي فين
في المدرسة يعني هكون فين! و انتي!
ردت بفتورمع بابا في الشغل
بردو عملتي اللي في دماغك و روحتي مع بابا الشغل
قامت هالة و وضعت يدها علي الهاتف و قالت لأبيها بأبتسامة حاولت بصعوبة رسمها علي وجههابابا هخرج اقف شوية قدام المكتب عشان اتخنقت
فكر قليلا ثم اومأ برأسه بعدم ارتياح و انقباض في قلبه غريب
خرجت من غرفة المكتب و ما أن خرجت تعلقت نظراتها بذلك الشخص فقالت ببطئ بسبب شرودهاو هقفل دلوقتي يا نسمة اصل ا هقفل باي
ثم اغلقت الخط دون أن تسمع اي رد
فتحت حقيبتها و وضعت هاتفها بها ثم اغلقت الحقيبة بتوتر و قالت و قد تعمدت رفع صوتها حتي يسمعه ابيهاانا هالة ا بنت جمال
هز رأسه بتفهم ثم قال بجمود و هو يرفع احد حاجبيهو انتي بتعملي اية هنا
اجباته بتعلثم و كأن الكلمات أبت الخروج من حلقها من شدة توترها بدون سببيعني اصل ا
استاذ عصام حضرتك عامل اية
الفصل الثالث من روايةعشق القمر
بقلمرولا هاني
جاء ابيها بالوقت المناسب لينقذها من اسئلة ذلك الأحمق العجيب الذى بدا لها كقمر الليل كسرد رواية قصيرة أجاد الكاتب سردها بالأضافة الي ابتسامته التي زينت وجهه عندما اتجه والدها نحوه ظلت شاردة به و لم تشعر بنظرات ابيها المشټعلة الغاضبة فقط تسبح ببحور مقلتيه بالرغم من خضروتيهما ابتلعت ريقها بصعوبة عندما قال ابيها عقب ذهاب عصام مباشرةمكنش لازم تخرجي اتفضلي ادخلي تاني
هزت رأسها بأبتسامة لم تفارق وجهها مما زاد تعجب جمال فهتف و قد فهم سبب ابتسامتها تلكخدى بالك اللي شوفتيه برة دة اوحشهم ملكيش دعوة بيه فاهمة
اختفت ابتسامتها بحزن و قد خاب املها ثم هزت رأسها بصمت
مرت عدة ساعات ثم شعر جمال بوخزة في قلبه فوضع يده بموضع قلبه و قال پألماة هالة اةة
وجهت بصرها نحو ابيها فوقع الهاتف من يديها بعد رؤيتها للألم الذى يكسو ملامح وجه ابيها فصاحت و هي ترتجف خوفابابا بابا انت كويس
لم يقدر جمال علي نطق اي حرف اخر فسقط ارضا ليرتطم جسده بالأرض بقوة و حاول مرارا و تكرارا النهوض لكن لم يستطيع فقد شعر بأن تلك انفاسه الأخيرة
لم تتحمل ما تشاهد فركضت نحو ابيها و نزلت لمستواه و فكت رابطة عنقه حتي يستطيع التنفس بشكل طبيعي لكن ظلت تهزه بقوة لعله يقوم لكن لم يتحرك ابدا فقط عيناه مغلقة حتي انفاسه توقفت فقربت اذنها من موضع قلبه لكن لم تسمع اي نبضات فأحتضنته و صړخت صړخة هزت ارجاء المكان و اخذت تبكي