الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الجزء الاول بقلم ايمان الحجازي

انت في الصفحة 47 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


بتوتر وريبه في حين أضاف اللواء نزيه
انت بتبص لي كده ليه لا اوعي تكون مفكر اني مش عارف انت عملت ايه متنساش انا مين واعرف عنك إيه وبتفكر إزاي وحتي لما طلبت الاجازه كنت عايزها ليه ولا إني جايلك النهارده وبقولك
أن النهارده اخر يوم في الاجازه كان من فراغ مثلا !!
حمحم عمار بحرج قليلا في حين أضاف اللواء نزيه مجددا بجديه 

المهم دلوقت ابو الدهب واللي وراه واللي عايزين يعملوه في البلد لازم نقبضوا عليه في اسرع وقت هو حاليا متراقب عشان لو فكر ېغدر والنهارده بالكتير هيكون مشرف معانا
علق عمار عينيه علي الفراغ أمامه في تفكير عميق وهو يربط بعض الخيوط ببعضها البعض نظر عمار إلي اللواء نزيه مره اخري وردد بجديه وخبث 
أرفع المراقبه من علي ابو الدهب وسيبه يهرب واسمع انا بفكر في إيه !
تطلع إليه اللواء نزيه بجديه وحيره وأخذ يقص عليه عمار خطته وما فكر به وما أن تنتهي حتي أبتسم اللواء نزيه بفخر مرددا 
انت ناوي علي إيه 
مش كانوا عايزين يدخلوا البلد في حرب يبقي ندخلها فعلا بس احنا اللي نبدأ 
أخذ يفكر اللواء نزيه مره أخري بخطته 
طبعا محمد معاك 
ضحك عمار بشده 
طبعا معايا ! ده محمد ده حبيبي طب ده انا عامل الخطه دي كلها علي شرفه 
اخذوا يتبادلون الضحك سويا في حين شرد عمار مره أخري وتنهد بحزن وحزم أمره فجأه دون تفكير مرددا 
باشا انا عايزك في موضوع تاني مهم وعايزه ينتهي الليله بحيث لما ارجع بكره يكون خلصان ! عارف ان الحاجه دي بتاخد وقت عشان كده عايزك حضرتك اللي تعمله 
انتبه له بجديه مرددا
خير يا عمار 
تذكر عمار زينه وأخذ يقص عليه ما يريده بشأنها ردد اللواء نزيه بإيماء
ماشي ابعتلي الورق النهارده وبكره ترجع يكون خلصان فعلا نهض واقفا يلا امشي انا دلوقت مستنيك بكره !
قدم له عمار التحيه العسكريه في خضوع
تمام يا فندم !
ما أن خرج من الڤيلا حتي اسرع عمار يبحث حوله في كل مكان عله يجدها ولكن دون جدوي ظل واقفا بمكانه قليلا وما أن استدار حتي وجد والده يقف أمامه
هو أنت طردت زينه
من البيت 
عمار بتعجب شديد 
طردتها مين قال كده جبت الكلام ده منين 
هي اللي مشيت وكانت بټعيط وخرجت بره الفيلا كلها وحتي مردتش عليا لما ندهت عليها 
برق عمار عينيه بدهشه وذهول 
وانت سبتها تمشي 
أمال أمسكها زي العيال الصغيرة 
مسح عمار بيديه علي شعره پغضب وحيره واغمض عينيه پألم ثم ردد 
بابا ! انت أيه رأيك في زينه !
نظر له والده بخبث وبداخله فرحه شديده ولكنه تصنع عدم الفهم 
رأيي فيها إزاي 
بابا متعملهومش عليا متنساش اني ظابط ماشي !
قهقه والده بفرحه وسعاده مرددا 
ده يبقي اسعد يوم في عمري يا ابني ! البنت حلوه وقبلها طيب وتستاهلك
حلو يبقي النهارده عايز كل حاجه تخلص ! بكره راجع الكتيبه والبلد هتتقلب الايام اللي جايه ويا عالم هرجع تاني ولا لأ 
أخبره عمار بما يريده في حين أتت عمته رباب من الخلف والفرحه لم تسمعها هي الأخري واستعدت لتجهيز كل شئ مع أخيها 
وصلت زينه إلي منزلها والحزن والالم يسيطران عليها دلفت من باب المنزل وطيف ذكرياتها حول تلك الجدران تحاصرها من كل اتجاه وهي تتذكر والدها تركت الباب مواربا ودلفت إلي غرفته وأخذت تتطلع لصورته هي الأخري وقبلتها في شوق وبكاء وأخذت تدعوا له بالرحمه والمغفره 
تطلعت لصورته مره أخري وهي تتذكر عمار وما فعله معها وذلك الألم الذي غرسه بداخلها مره اخري كفكفت دموعها ونظرت حولها بيأس وحيره شديده منزلها مغطي بالاتربه والعناكب ويوحي بالملل والكآبه كحالتها تماما 
جلست علي إحدي المقاعد بعدما أزاحت الاتربه من عليها ولكن فوجئت بانقطاع الكهرباء علي الرغم من أن المنزل غير مظلم كليا لما تتخله أشعه الشمس من المنافذ ولكن كان مخيفا بعض الشئ نهضت زينه بتوتر وخوف مسرعه نحو النافذه كي تفتحها وما أن وضعت يديها عليها وحركتها قليلا حتي اڼفجر أمامها عدد مهول من الفئران الصغيره والكبيره 
اڼفجرت صرخه فزع كبيره منها ولم تشعر بقدمها الا وهي تتراجع بسرعه شديده للخلف حتي
اصتدمت بشئ وكادت أن تقع من فرط سرعتها ولكن وجدت نفسها مستلقيه داخل احضان أحدهم وهو يحملها أليه وفجاه أستمعت لصوت ضحكات عاليه صوت تعرفه جيدا دق قلبها بمشاعر غريبه خوف فرح حزن سعاده حب 
مش متخيل إنك پتخافي من الفيران 
نظرت زينه حولها حتي وجدتهم اختفوا من أمامها عادت تتطلع لعمار مره اخري مردده 
انا مبخافش من حاجه بس معروف أن الست ميقهرهاش غير فار
المهم ! خير حضرتك مشرفني هنا ليه 
عقد عمار ساعديه أمام صدره ناظرا إليها بحب 
لا مفيش بس كنت عايز شويه اوراق من هنا كده وقلت كويس انك جيتي 
عقدت زينه أيضا ذراعيها ونظرت إليه بغيظ وأخذت تقلده
اوراق أيه يا فندم انت ليك أوراق هنا وانا مش واخده بالي 
أقترب منها قليلا وبهمس ردد 
انا ليا هنا حياتي كلها مش بس اوراق 
زينه ببرود شديد 
مش فاهمه 
كور عمار قبضه يديه وكاد أن يلكمها بوجهها من شده الغيظ بينما هي تصنعت اللامبالاة 
نظر إليها عمار بجديه وحزم شديد وأشار لها بإصبعه 
هي كلمه واحده يا زينه ومش مستني منك غير اه أو لأ واعرفي أن اللي هتقوليه دلوقت قرار مفيهوش راجعه لو وافقتي هتيجي وتبدأي دنيا جديده وحياه تانيه خالص معايا ولو رفضتي يبقي الكلام اللي قولتهولك من أخر مره هيبقي حقيقي ومش هتبقي فعلا غير مجرد ذكري ومش هتشوفي وشي تاني 
شعرت زينه ببعض الخۏف والرهبه من كلامه لم تدري بما يريد منها ولكن ثمه شئ بداخلها فرحا للقائه والبقاء معه مره أخري أقترب منها عمار وجذبها إليه ونظر لعينيها مطولا بنظره خاصه أرجفتها 
تتجوزيني 
لم تتكن تتوقع تلك الكلمه مطلقا ! شعرت باڼهيار حصونها بين يديه ورجفه جسدها بإقترابه منها لتلك الدرجه اقرعت دقات قلبها الطبول وشعرت بتوتر شديد وسرعان ما تذكرت اخر ما أردف به معها حينما كانت بمنزله خرج صوتها مرتجفا 
مش موافقه 
قالت زينه تلك الجمله من وراء قلبها وهي لم تتوقع عواقبها فقط أرادت عناده وأخباره بأنها أيضا لها حق الأعتراض إبتعد عنها عمار واسرع مرددا 
انا أصلا مش باخد رأيك علي خيره الله الف الف مبروك ! أنجزي بقه هاتي بطاقتك وشهاده ميلادك وأوراق تخرجك من الجامعه وكل حاجه رسميه ممكن تحتاجيها هنا عشان مقدامناش غير النهارده !
هزت زينه رأسها بذهول وهي لم تستوعب ما يقوله وظلت تنظر له بتبلم فصړخ بوجهها 
إنجزي انتي لسه واقفه ! لسه قدامنا شبكه هنجيبها وفستان والمأذون تلاقيه مستنينا في البيت يلااااا
مازالت الصدمه مسيطره عليها وجسدها لم يحملها من شده فرحتها وهي لم تصدق ما تسمعه في حين جذبها عمار من يديها مسرعا 
انتي شكلك هتتعبيني انا عارف تعالي معايا قوليلي بتشيلوا الورق بتاعكم فين 
تحركت زينه معه لا إراديا
وأخرجت تلك الأوراق بالفعل فجمعهم عمار وبينما كاد أن يخرج من المنزل ممسكا بيديها حتي استوقفته زينه وهي تسحب يديها 
هو إيه اللي بيحصل ده انا مش فاهمه حاجه 
أستدار لها عمار مرددا 
إنتي شايفه إيه انا بكره راجع الجيش انتي عارفه ده معناه ايه 
لا مش عارفه ومش فاهمه بصراحه
معناه أن في احتمال كبير اني مشوفكيش تاني وانا مينفعش مشوفكيش ولا ينفع تبعدي عني أصلا ! والنهارده هنتجوز بالذوق بالعافيه هنتجوز ! 
شوحت زينه بيديها في انفعال 
وانا بقه مش موافقه ! قلتلي ارجعي بيتك واديني رجعت وحابه جدا إني أفضل ذكري زي ما قلت علي الأقل هتكون اهون من اللي هشوفه معاك بعدين خليني ذكري يا عمار عشان مبقاش نقطه ضعفك يا سيدي ومتبقاش مكلف بحمايتي مره تانيه علي الأقل انا هنا بأمان وسط اهلي وناسي 
تنهد عمار وهو يقترب منها جذبها إليه بحب وتطلع لعينيها 
لسه برضه مش فاهماني يا زينه ! مش قلت لك قبل كده أن في سبب تاني ورا كل كلمه وحشه بتطلع مني ليكي مش يمكن وقتها كنت عايز اشوف رده فعلك ايه 
زينه بتريقه
وضيق 
وانا بقه هفضل ادور ورا كلامك عشان اشوف انت تقصد ايه ومتقصدش إيه ! في حاجات مينفعش أصلا نسأل فيها عشان هنقل من نفسنا وقتها
بس في حاجات بتتحس بعيد عنك بتتحس ياللي معندكيش ډم 
انت عايز إيه يا عمار 
عايزك 
وعايزني ليه مش قلتلي قبل كده أن اكتر حاجه عاجباك في نفسك أنها مهما اتعلقت بحاجه تقدر تستغني بسهوله طبق بقه نظريتك دي عليا
بحبك
خرجت منه دون تفكير بينما زينه ما أن استمعت إليها حتي دق قلبها پعنف وكان تلك الكلمه كانت سحرا اخر سيطر عليها نظرت له بلوم وعتاب وترقرقت عينيها بالدموع في حين اقترب عمار أكثر وجذبها إليه وضمھا بقوه مرددا 
بحبك يا زينه أكتر من اي حاجه في الدنيا ومقدرش امشي أو اروح مكان الا وانتي معايا وجنبي مش عايزك توحشيني ولا تبعدي عني اقدر استغني عن اي حاجه الا انتي
رددت زينه بين أحضانه بهيام 
وانا كمان بحبك 
أخرجها عمار برفق ونظر لعينيها بحب مرددا 
طب يلا بينا ولا إيه 
رددت زينه في تردد 
بس يا عمار 
قاطعها عمار بصرامه ممزوجه بالحب
زينه ! من شويه كنت قاعد مع القائد بتاعي واول ما جيتي في بالي قولتله علي موضوع شغلك علي طول من غير تفكير لمجرد إني عايزك معايا ومقدرش أبعد عنك ! فانتي لو تقدري خليكي هنا وانا مش هرجعلك تاني ! قلتي إيه تقدري 
هزت رأسها بالنفي فأبتسم عمار وحملها مره واحده دون تفكير فصړخت زينه بفرح 
انت بتعمل إيه !!! نزلني 
أغلق عمار المنزل بقدمه مرددا علي عجاله 
بقولك مستعجل مستعجل وانتي برضه واقفه معندكيش ډم خالص وعماله تحللي وتفكري ده انتي بارده 
ضحكت زينه بكل قوتها ولفت ذراعيها حول عنقه في حب وفرح فنظر لعينيها الفرحه في سعاده هو أيضا وهبط بها الي سيارته منطلقا نحو منعطف جديد بحياتهم سويا 
ذهب عمار في بادئ الأمر إلي الجامعه الخاصه بزينه لسحب شهاده التخرج حيث أخبرته انها لم تعرف حتي نتيجتها بالسنه الأخيره لها حصلوا عليها بالفعل من حيث أسرعت علاقات عمار أجراءات انتهائها واكتشفوا إنها نجحت بإمتياز وكعادتها الأولي علي الدفعه أضاف ذلك الخبر إليهم المزيد من السعاده وقبل عمار يديها مرددا 
انا كل يوم بعجب بيكي وبذكائك اكتر من اللي قبله 
أنطلقا مره اخري بالسياره وتوقف عمار أمام معرض كبير للمجوهرات ونزل من سيارته وهي خلفه أمسك بيديها ودلفا سويا للداخل وكل منهم بداخله فرحه لم تتسع الدنيا لها توقفا امام أحدي فاترينات الدبل والخواتم اخذت زينه تتطلع عليهم مردده بسعاده 
هو المفروض دلوقت انا أعمل إيه 
أجابها عمار بضحك 
إنجزي يا حلوه أختاري دبلتك عشان
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 52 صفحات