الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

كله بالحلال للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 2 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز


ليلى هي مامتك فين
ليلى!
لفظ الأسم ليتبعه بتنهيدة ذات صوت عالي أثارت القشعريرة بأسماعها حتى بدا على ملامحها التي تقلصت مع متابعته 
دا ايه الصباح اللي زي القمر ده يعني انا اقعد اتصل بيكي وابعتلك في الرسايل متروديش لحد ما جاني احباط من تجاهلك قوم الاقيكي فجأة انتي اللي بتتصلي بيا اخيرا قلبك حن يا لولو

زاد الحنق بداخلها حتى تغلب على جزعها من رد فعل الأخرى لتردد له بشراسة 
لا يا حلو مش انا اللي متصلة دي امي عايزة تكلم امك بترد على تليفون امك ليه ياض 
هددتها منار تبرق بعينها لتحذرها ولكن روح العند بداخلها جعلتها تتجاهل بعدم اكتراث ليأتيها صوته من الناحية الأخرى 
بقيتي بيئة وقليلة زوق اوي يا ليلى دي مش طريقة ناس كلاس خالص دي ثم ايه حكاية مماتك دي كمان هو انتي متعرفيش ان انا اللي برد ع التليفون اليومين دول عشان مامي مانعها الدكتور من الكلام في الفون على ما تخف من تعبها الاخير دا بدل ما تتصلي وتسأليني زي أي بنت رقيقة عاملة ايه خالتو مروة يا سامح
تلاحقت انفاسها بانفعال بدا جليا على صفحة وجهها التي امتقعت بشدة لتوجه النظر نحو والدتها في الرد عليه 
كل الموشح ده عشان قولتلك عايزة اكلم خالتي طب مش انا اللي عايزاها يا ريس امي هي اللي عايزها اتفضل كلمها. 
ختمت الاخيرة واضعة الهاتف بكف والدتها ثم انتفضت بسرعة قبل أن تتمكن من النيل منها وركضت خارجة من المطبخ.
تفاجأت منار بفعلتها همست مغمغمة ببعض السباب والتوعد قبل أن تندمج في المكالمة الهاتفية 
ايوة يا حبيب خالتك ازيك يا سموحة.
والله عال مابقاش الا سامح ابن مروة كمان عشان يعلمني الأدب والزوق بصوته المسرسع دا كمان.
غمغمت بالكلمات بعد أن تمكنت من الهرب من براثن منار وهذه المكالمة الثقيلة على القلب حتى تفاجأت بصديقتها التى واقفة بوسط الصالة رافعة احدى حاجبيها بشړ وهيئة لا تنبئ بالخير.. قطبت ليلى بدهشة فخرجت كلمتها وكأنها سؤال 
بسمة !!!
من وقت ان رأتها داخل بيتهم بوسط الصالة بعد ان كانت خارجة من المطبح هاربة من ڠضب والدتها وهي تشعر بالغرابة منها وقفتها المتحفزة نظرتها الغريبة نحوها ثم ردها التحية والمصافحة ببرود والأهم من ذلك كله زيارتها الغريبة وقد مر على تبادل الزيارات بينهم أكثر من سنتان من وقت ان انتهوا من دراستهم الثانوية وهن الان في السنة الدراسية الثانية من الجامعية ولا يوجد زيارات كالسابق .
هاتفضلي واقفة عندك كتير ولا انت لازقتي جمب الباب.
اجفلت ليلى من شرودها على هذه اللهجة المتهمكة منها فقالت بتردد وهي تتقدم بداخل 
معلش يا بسمة انا بس استغربت شوية من الزيارة يعني ودي بصراحة مش من عادتك 
قالت بلهجة غير مريحة وهي تعود لخلف المقعد وتضع قدم فوق الاخرى 
حبيت اعملك مفاجأة يا لليلى ايه بقى معجبتكيش الزيارة ولا صاحبتك ما وحشتكيش
قطبت حاجبيها وهي تجلس أمامها على طرف التخت مرددة بزوق 
ازاي بس يا بسمة متعجبنيش الزيارة ولا انتي نفسك ما وحشتنيش انا كل الحكاية اني بس مستغرباكي انتي نفسك النهاردة ودا غير طبعا انك جيتي من غير ميعاد ودي عمرها ما حصلت .
ظلت للحظات تحدق صامتة بنظرات غامضة نحو ليلى التي شعرت بالإرتياب منها ومن نظراتها المخيفة ثم ما لبثت ان تباغتها بقولها 
جوزيني

اخوكي .
نعم!!
نعم الله عليكي يا حبيبتي بقولك جوزيني اخوكي . 
رفرفرت ليلى برموش عيناها تتحرى المزاح من كلماتها الغرببة والصاډمة فتابعت الأخرى 
بلمتي ليه ما تردي ولا اتكلمي بأي حاجة انتي اتخرستي
خرجت ضحكة غرببة من ليلى ترد 
انتي أكيد بتهزري يا بسمة صح ولا شكلك عاملة فيا مقلب ولا إيه بالظبط
ردت بهدوء 
لا ياختي انا لا بهزر ولا عاملة فيكي مقلب انا بتكلم بجد ولا شكلي مش باين عليه الجد
وكأنها اصيبت بمرطقة في رأسها ردت پصدمة 
يا نهار اسود ماهي دي المصېبة إنك بتتكلمي جد وانا مش قادرة استوعب ازاي يعني
إيه هو اللي ازاي مش انتي ووالدتك بتدورا على عروسة لاخوكي عزيز يبقى يا حبيبتى تخلي عندك ډم وتوفقي ما بيني وبين اخوكي دا لو عندك ډم 
هكذا ببساطة قالتها بوجهها دون حياء ولا خجل جعلتها تحدق مرة أخرة منعقدة اللسان لعدة لحظات ولكن لحكم الصداقة بينهم وفهمها الجيد لشخصيتها كصديقة مقربة لها منء سنوات فهي تقدر موقفها لعلمها التام باندفاعها وجرأتها الدائمة في الإقتحام .
مالك يا عنيا سكتي ليه وما بتروديش على كلامي 
اجفلت من شرودها على لهجتها المستتفزة في السؤال فقررت الإجابة ببعض الحكمة 
هاقول ايه بس يا بسمة انا طبعا ما اتمناش لاخويا واحدة أحسن منك في الجمال ولا في...الأدب بس هو اصل الحكاية يعني...
قاطعتها فجأة قائلة بحدة 
الحكاية هي انك خاېنة وروحتي فاتحتي رانيا اللي هي يدوبك معرفتك من سنة واحدة بس ونسيتي صاحبتك صاحبة عمرك في حاجة ضروري زي دي .
ردت بتوتر 
يا بسمة ما هي مكانتش اختياري دي اختيار والدتي .
ووالدتك بقى تعرفها منين يا حبيبتى مش منك برضوا ولا ما تعرفنيش انا عشان ترشحني لاخوكي ولا يكونش الست رانيا احلى مني وانا مش عارفة
لا طبعا يا بسمة انتي أكيد احلى بس انا والدتي طلبت مني اشوف لها بنت خام وخجولة عشان تعجب عزيز ويوافق بيها ف..
وانا مش خام ولا مؤدبة عشان ترشحيني
وكأنها لا تعلم مثلا هل هي تمزح ام لا تتكلم من عقلها فنسيت انها دائما كانت شاهدة على مغامراتها العاطفية بالجامعة وأيام الثانوي مع معرفتها أيضا بعدم تعديها الحدود معهم رغم ذلك ولكنها تحادث الشباب وتعدهم وتخرج معهم وهنا لا تنطبق عليها الشروط..
.... يتبع 
الفصل الثاني
بنتك قليلة الزوق أوي يا خالتو دي لازملها كورس مكثف عشان تتعلم معاملة اولاد الذوات هي ازاي طالعة كدة أصلا في وسط عيلة هاي كلاس زيكم
استرسل سامح بالنقد يعبر عن احتجاجه لأسلوب ليلى في التعامل الجاف معه وكالعادة بررت منار بذكائها متغاضية عن ذمه الصريح في ابنتها 
يا روح قلبي ما انت عارفها اخر العنقود وياما والدها دلعها ثم انت كمان بتقفش معاها على أي حاجة لازم تبقى لين كدة شوية هي برضوا بنت وتحب اللي يعاملها برقة 
الله ما انا كمان بعاملها بمنتهى الرقة لكن بنتك زي الدبش بتصدمني على طول بألفاظها البيئة.
عقبت مرددة من خلفه بعتب 
ما تقولش عليها بيئة يا سامح اخص عليك دي بنت خالتك حبيبتك برضوا. 
رد من جانبه پغضب 
ما انا عارف انها بنت خالتي بس كمان مخڼوق منها يا خالتو عشان مش مدياني فرصة يعني يرضيكي عاميلها معايا.
اطلقت ضحكة منتشية وقد وصلت معه لمبتغاها لتردف له بلهجة ماكرة 
قول كدة بقى من ألاول هو دا سبب عصبيتك منها على العموم طمن قلبك خالتك في ضهرك يا روح خالتك يعني سيبك من امور العيال دي وقت الجد بيبقى الكلام غير.
شعرت بابتسامته حينما رد على قولها بارتياح 
بجد يا خالتو انا كنت عارف من الأول انك اجمد ست في عليتنا وفي البلد كلها.
عادت بضحكتها العالية قبل أن تخاطبه 
حيث كدة بقى مدام اطمنت وقلبك هدي طمني انا كمان على اختي هي قاعدة جمبك وسامعة كل الكلام صح
وفي داخل الغرفة كان الحديث بين الفتاتين ما زال على أشده.
يا بسمة افهميني انتي يا حبيبتى ست البنات وانا أكتر واحدة عارفاكي وفهماكي بس بصراحة بقى وعشان تبقى واضحين انتي كنتي بتكلمي ولاد وياما وعدتي وخليتي بيهم يعني من الاخر كدة مش خام زي رانيا اللي بتتكسف من خيالها .
وهبلة وعبيطة زيك وبتتلبخ في الكلام لو أي ولد سلم ولا صبح عليها هي دي اللي امك عايزاها يا ليلى إشحال ان ما كان اخوكي مقطع السمكة وديلها يعني اللي زي رانيا دي لاهي ها تفهمه ولا هو ها يفهما .
هتفت بالاخيرة بحدة اجفلت ليلى رغم اقتناعها بوجهة نظرها فهذا كان رأيها من البداية فهي الأعلم بطبيعة شقيقها المتلاعب بقلوب الفتيات وقد كان الإشفاق على الفتاة من طباعه السيئة هو سبب اعتراضها في البداية ولكن مع إصرار منار

اذعنت صاغرة لمطلبها.
ومن ناحية أخرى فكرة ارتباط بسمة بعزيز رغم التشابه العجيب في الصفات بينهما إستبعدتها بمجرد ان خطرت بذهنها فهي رغم قوة شخصيتها ووقوفها معها في أشد اوقاتها احتياجا لها ولكنها كانت هي الأخرى تحادث الشباب حتى خبثها هذا ورأسها الممتلئة بالمؤامرات افادتها جدا حينما كنت تقع في مشاكل أو أخطاء بسبب طيبتها وحسن نيتيها التي استغلها العديد من الأشخاص ولكنها تحادث الشباب!
سرحتي في إيه تاني يا بني ادمة انتي
سألتها رافعة حاجبها بشړ وكأنها قرأت ما تفكر به على صفحة وجهها ردت ليلى غير مستجمعة شجاعتها 
سرحت في كلامك المفاجئ ليا ده وانا بصراحة شايفة انه ملوش لازمة بما إني فاتحت البنت خلاص .
بس هي مردتش ولا قالت اه عشان طلبت منك مهلة تفكر فيها
اجفلت باطلاعها على هذه التفاصيل الدقيقة وحديثها عن ثقة فخرج السؤال لها باستفسار.
وانتي عرفتي منين
وضعت قدم على الأخرى تجيبها بزهو 
منها يا حبيبتي عشان طلبت تاخد رأيي ومشورتي وانا بقى عملت نفسي معرفوش ولا اعرف عيلتكم اساسا.
ابتلعت ليلي ريقها بارتباك لا تعلم بما تجيبها فواصلت الأخرى بضغطها 
ما هو يا توافقي تجوزيني أخوكي بالحلال يا اتصرف انا بقى من نفسي زي بقية البنات الوحشين واروح لدجال يعملي عمل يجوزهوني وبلاها منك انت خالص.
لا طبعا يا بسمة دا حرام .
هتفت بها دون تفكير حتى استدركت لتنتفض فجأة وهي تستوعب الكلمات فتوسعت عيناها وانسحبت الډماء من وجهها لتردف پذعر ونبرة باكية 
يا نهار أسود يا بسمة هو انت ممكن تعملي كدة فعلا وتجيبي العفاريت في بيتنا دا انا بخاف ادخل المطبخ بالليل اشرب من التلاجة امال لو حصل ونفذتي هامنع كمان من دخول الحمام.
ردت تزيد بإصرار وتمكن 
والله انا بقولك على طرق البنات الوحشين أتمنى انك متضطرنيش اعملها ولا حتى انتي تزيدي بغبائك وتخلي الضرر يطولك.
شحب وجه ليلى بفزع مع تخيلها لتنفيذ الټهديد من قبل صديقتها المچنونة والتي استغلت تتابع بأساليبها العديدة لإقناعها وهي كالصخرة تتدعي التعنت وعدم التراجع عن موقفها أو حديثها مع الفتاة حتي صدح صوته من خارج الغرفة.
بت يا ليلى الشاحن عندك .
دا صوت اخوكي عزيز صح
هتفت بسمة بالسؤال المتلهف نحوها فردت تجيبها بسأم 
ايوه هو نفسه يا بسمة بغلاسته ورزالته.
كرر بندائه 
ما تردي يا بت الشاحن عندك ولا لأ
أيوة عندي يا عزيز عشان شحنت بيه الفون بتاعي 
طب هاتيه ياختي مستنية إيه بقى
لكزتها بمرفقها لتحثها على الرفض 
ما تتحركيش من مكانك وخليه هو يدخل يا ليلى .
ما ينفعش يا بسمة دا ممكن يديني بالقلم على قفايا لو اتلككت.
قوليلوا بتذاكري
 

انت في الصفحة 2 من 44 صفحات