كله بالحلال للكاتبة أمل نصر
منهما وتسحبه معها
بابا يا بشمهندس بابا يا ليلى هو أينعم طول الوقت مختفي بس أكيد تعرفيه.
طبعا اعرفه امال ايه عمي شاكر ازيك يا عمو.
اقترب منها الرجل بابتسامة ودودة تنبع من قلب طيب
أهلا يا روح عمو انتي بقى الأمورة صاحبة عيد الميلاد دي أنتي كتكوتة اوي .
تبسمت له بخجل حتى عقب ممدوح
طب سلم على اخوها بالمرة بقى عشان ما تزودتش في المعاكسة حكم انا عارفك
اهلا يا بني نورتنا وانستنا.
الله يحفظك يا عمي ربنا يبارك فيك.
تابع الرجل بسماحة أدهشته
طبعا انا عارف اني جيت متأخر وانت كنت بتجهز نفسك عشان تمشي بس بصراحة بقى انا مش هسمحلك.
بهت عزيز يناظره بعدم فهم لكن سرعان ما تابع شاكر له موضحا بتفكه
صدحت ضحكة عزيز برنة دغدغت مشاعرها وهي تجده يندمج مع والدها الحبيب في المزاح وكأنه يعرفه من زمن وقد كان وقتا جيدا يسرقه العشاق المجاورين لها في تبادل النظر ببنهم.
بضجر وملل كان يحدثها عبر الهاتف وقد طال به الانتظار داخل السيارة ولم يرى أي فرد منهما بعد إن كان عزيز أو ليلى حبيبته
وصله صوتها بإصرار كالعادة
يا بني يا حبيبي اصبر شوية تاني كمان حتى عشان تتطمن على ليلى ولا هي متهمكش
لا طبعا تهمني انتي ازاي تقولي الكلام ده يا خالتو
خلاص يا قلبي مدام كدة تعالى على نفسك شوية وافتكر اللي عاملينه في حفلة بكرة عشانها دي أكيد هتنبسط اوي منك
استفاق من شروده على صوت خالته الذي كان يصدح في أذنه
سامح ما تقولي على اسم الشارع اللي انت قاعد فيه يمكن اعرف حد هناك.
زفر يقلب عينيه بسأم فقد أعادته مرة أخرى للضجر مع حبس نفسه داخل السيارة من أجلها.
شوفي يا خالتو انا معرفش اسم الشارع بالظبط بس هما مجموعة بيوت متفرقة كدة يعني مثلا انا شايف قدامي بيت واحد اسمه شاكر عبد اللطيف.
شاكر عبد اللطيف .
ايوة يا خالتو تعرفيه
لأ بس الأسم مش غريب على وداني!
يا سلام ويعني انت كنت ازاي في شبابك.
قالها عزيز بنظرة فهمها الرجل ليهتف به باعتراض
لا يا حلو متبصش ع القرعة ولا الكرش اللي ظهروا السنادي بس دا انا كنت مقطع السمكة وديلها.
يا عم بالذمة دول تربية سنة
قالها عزيز مندمجا بالمزاح مع الرجل
والذي كان لا يكف عن مشاكسته له من وقت اجتماعهما معا مما جعل جوا من الالفة يسود بين الاثنان وبسمة تشاركهم الجلسة بسعادة تاركة الفرصة لشقيقها الذي استغل دخول ليلى المنزل بحجة الذهاب المرحاض حتى يعطيها هديتها بعيدا عن الجميع.
اوعي تقولي انها مش عاجباكي هنصدم بجد.
هتف بها بدراما اضحتها وهي تتناول القلادة الغريبة وتتأملها بانبهار لا يخلو من الدهشة
لأ والله حلوة بس انا بصراحة مستغربة شكلها هي اتعملت ازاي وانت اشترتها من فين
اجاب ممدوح وهو يتناولها منها شارحا
انا مشترهتهاش وهي مش معمولة هنا اصلا بصراحة بقى انا من ساعة ما عرفت بميعاد ميلادك وانا محتار اجيبلك ايه حتى لما كنت بسألك عن اللي الحاجات اللي بتحبيها او الالوان اللي بتفضليها بس انتي بقى ولا مرة ريحتيني ولا رستيني على بر في الاخر لقيت نفسي كدة بشغل عقلي وقولت ع اللي حابب انا ادهولك ويبقى ذكرى مني ليكي ملقتيش احلى من القلادة دي اللي اعز حاجة على قلبي.
أعز حاجة على قلبك
ايوة يا ليلى عشان دي اخدتها من صديق عزيز في كينيا كنت اتعرفت عليه في رحلة لقبيلتهم مع جماعة اصحابي الناس هناك فقرا لكن بأقل الخامات بيعملوا احلى هدايا والسواح الاجانب بيشتروها منهم انا بقى وأصحابي حاولنا نساعد الناس على قد ما نقدر بإمكانياتنا البسيطة
صاحبي الكيني دا بقى كان اسمه ياسو اختصار ياسين لأنه كان مسلم اتوطدت علاقتي بيه اوي لدرجة اني لاقيته في مرة بيقلع القلادة دي من رقبته ويلبسهالي وقالي كدة بالحرف
دي قلادة الحظ عندنا في القيبلة يعني الانسان يتمنى حاجة من قلبه وتتحقق وهو دا اللي حصل انا اتمنيتك من قلبي يا ليلى وربنا كان لو حكمة يجمعنا اخيرا ببعض.
معقول يا ممدوح
تمتمت بها بقلب يرتجف بالفعل حتى ظهر في اهتزاز الصوت قبضت عليها داخل كفها تعاود التطلع بها متابعة بدمعة احتجزته داخل مقلتيها
دي أحلى هدية جاتني في حياتي انا بعتبر ان دا هو يوم عيد ميلادي الحقيقي انا اتولدت النهاردة يا ممدوح.
مر الوقت بسلام وابتهاج غمر الجميع حتى عزيز الذي كان ذاهبا بنية مختلفة ليس مفكرا غير بنفسه وما تهواه روحه الطائشة دوما ليتفاجأ بدفء أسري ومحبة من القلب جعلته ينسى الوقت في الجلسة وشقيقته صاحبة اليوم نفسه كانت خارجة معه تشعر ان اقدامها ليست على الأرض بل هي محلقة في سماء عالمها الجميل تتمنى الا ينتهي حلمها ابدا.
ايوة يا خالتو ابنك خارج اخيرا مع ليلى من نفس البيت اللي العربية واقفة قدامه.
بجد يا سامح يعني هما الاتنين كانوا في نفس المكان طب فكرني باسم البيت تاني
يا خالتو ما قولتلك استني دا في واحدة خارجة بتودع ليلى بكلمتين قبل ما تركب العربية شكلها مش غريب عليا...... دي....... اه افتكرتها...... دي البت اما لسان طويل اللي زعتلي قبل كدة قدام ليلى دي اللي اسمها بسمة.
بتقول مين بسمة يعني هما طول الوقت ده كانوا عند بسمة
.... يتبع
الفصل الثالث عشر
هل حدث أن وضعت رأسك على الوسادة وقلبك متخم بالفرح إمنية سعيدة تحققت معك ثم غفت عيناك على أحلام وردية صنعها العقل السعيد بما حدث لتستقيظ أيضا على دلال وغنج لم تتوقعه ولو في خيالك وذلك لطبيعة الشخصية التي تغعل لك ذلك.
هذا ما حدث مع ليلى وهي ترفع أجفانها وتفتح عيناها على وسعهم لهذا الدلال المفرط الذي تتلاقاه من والدتها
قومي يا لولو قومي يا حبيبة قلبي كدة وصحصحي يا للا بقى لولو قومي.
ماما ! حصل ايه هو انتي فيكي حاجة
ايه يا بت العبط ده كل الخضة دي عشان بس بصحيكي بدلع انتي ليه محسساني ان امك امنا الغولة.
مطت ليلى شفتيها بابتسامة ساخرة وهي تعتدل بجذعها تنكر بكذب
لا طبعا يا ماما انا بس متفاجأة شوية من الرقة الزيادة..... قصدي يعني.....
خلاص فهمت.
هتفت بها تقاطعها لتتابع بعدها وهي تعدل جلستها على الفراش بجوارها
عارفة وجهة نظرك طبعا لإن انا فعلا عصبية دايما معاكي ودا عشان مصلحتك وعشان انتي آخر العنقود وخدتي كل اهتمامي بعد مۏت باباكي مش زي اخواتك دول كانوا ورا بعض يعني انا كنت بوزع اهتمامي عليهم هما التلاتة مع مسؤليات البيت وواجباتي ناحية باباكي ولو عن سر تغيري عنك النهاردة فدا عشان سبب مهم اوي اخوكي كان لمح عنه امبارح لو تفتكري .
سألتها بغباء
اخويا لمح عن ايه امبارح
ضحكت منار تقرصها من وجنتها بمزاح ثقيل
هو انتي صاحية فاقدة الذاكرة يا بت مش برضوا النهاردة عيد ميلادك ولا انا مش واخدة باللي
اااااه طب قولي كدة.
دمدمت ليلى تلطم كفيها ببعضهما ضاحكة قبل تعود باستدرك لها
ايوة بس انا عيد ميلاد بيتكرر كل سنة ومفيش مرة
عاملتيني كدة!
زمت شفتيها بضجر وهي تهم لتنهض من جوارها مرددة بقنوط وقد عادت لشخصيتها المعروفة
خلاص يا عين امك انا غلطانة اني فرحانة بيكي النهاردة.
اوقفت تجذبها من مرفقها مرددة بإلحاح وتصحيح
لا يا ماما خلاص والله انا بهزر معاكي يا ست وهو في حد في الدنيا برضوا بكره الدلع
خلاص يا ختي مسمحاكي هو انا هيجيلي قلب ازعل منك النهاردة ودا يومك اصلا دا انتي النهاردة عروسة مكملة العشرين.
رفررت بأهدابها صامتة علها تستوعب هذا التغير المفاجيء منها حتى نهضت تخاطبها بحزم
ياللا قومي بقى شان تفطري مع اخوكي ومعايا قومي ياللا يا بنت النهاردة يوم مميز ليكي .
ظلت تطالع أثرها بعد مغادرتها لعدة لحظات حتى غمغمت بعدم استيعاب
يا نهار ابيض معقول معقول دي ماما وكل ده عشان انا النهاردة كملت عشرين سنة دا ايه اللي حاصل معايا ده دا انا لسة مفوقتش من حلم امبارح واللي حصل من بسمة وممدوح.....
على خاطرها الاخيرة مالت سريعا تتناول القلادة هديته لها من أسفل الوسادة التي كانت غافية عليها لترفعها امام عينيها بعشق واضعة عليها عدة قبلات قبل ان تضمها داخل قبضتها على موضع قلبها تتنهد بحالمية مغمغضة عينيها لتستعيد صورته البديعة بذهنها وكل كلمة اردف بها عن عشقه لها لتغمغم بتمني
يارب حقق المراد بقى واربطني بيه.
وفي غرفته وقد كان مستيقظا منذ فترة ولكنه أبى أن يترك التخت بدون أن يحادثها عبر الهاتف يسمع صوتها الناعم على بداية الصباح بدون ان يفوت فرصته من العتاب معها بصوت خاڤت لا يسمعه غيرهما
كان لازم تقوليلي طبعا عن حضور والدك واخوكي مش ابقى زي العبيط بسحبلك اختي وانا مش فاهم حاجة.
بعد الشړ عليك متقولش كدة.
قالتها بنعومة كخرخرة القطة تضحض كل مقاومة له قبل ان تتابع سائلة بفراسة
يعني عايز تفهمني انك محبتش القعدة مع بابا ولا ممدوح
تبسم لذكائها المميز يجيبها
لا طبعا مقدرش انكر اعجابي بالإتنين اخوكي شاب محترم وباين اوي انه خلوق أما بقى لو عن باباكي فدا راجل سكرة أصلا بجد استمتعت بالقعدة معاه وبهزاره
أممم يعني بابا سكرة واخويا محترم عيلة حلوة صح
ضحك يعقب على قولها
اه هي فعلا عيلة جميلة انتي بتلمحي لإيه
نفت على الفور تزيده ۏلعا بمشاكستها
لا يا عم انا لا بلمح ولا حاجة انا بس بعلق على كلامك.....
امممم .
هذه المرة خرجت منه وابتسامة متوسعة لاحت على ثغره لتلاعبها في الحديث معه وكم يعجبه هذه المناكفة.
حساك بتتريق على كلامي.
لا يا ستي وأتريق على كلامك ليه
طب لو قولتلك اني حاسة بإعجاب من ناحية ممدوح اخويا ناحية ليلى اختك تقول ايه
لم يجيبها على الفور فسؤالها المفاجئ جعله يستعيد نظرات المذكور بالأمس نحو شقيقته وأفعاله الواضحة معها زوى ما بين حاجبيه يستوعب باستدراك متأخر ليرد على السؤال بسؤال
يعني افهم من كدة