غيبيات تمر بالعشق بقلم مروة البطراوي ج 1
اختها الصغيرة
كده كتير عليكي يا ريحانه..انتي
استحملتي معاملة حماكي الزفت...وهو كان زى العيل قدام أبوه ..أه بيحبك بس الحب مش كل حاجه...
خرجت ريحانه من بين أحضان نورا قائله بامتنان
انتي جميله أوى يا نورا...واحلي حاجه فيكي انك مرضتيش بأي جوازة...عارفه انك مستنيه تلاقي واحد يحبك...بس نصيحه مني اوعي تضحي بأي حاجه.
حاضر عونيا...دلوقتي بقا بم ان عندنا شغل بكره بدرى ومضينا العقد...تعالي بقا أنا عزماكي في مطعم نتغدي وهتيجي تباتي عندي...وهتفضلي قاعده عندي .
ابتسمت لها ريحانه بامتنان وسعدت لهذا العرض لطالما حلمت أن تبتعد عن بيت والداتها لفترة..حتي لا تتعابش مع مرارة لسانها...نظرت بعينيها أمامها بكل قوة تركز في انتصاراتها القادمه..سوف تنحي الحزن من مقلتيها...سوف تبقي جيده...ستنظر نحو مستقبلها فقط.
في صباح اليوم التالي بعد اتخاذ قرارها أن ترى الدنيا بعين أخرى بعين الأمل والتفاؤل...ذهبت الي المصنع ودلفت الي المعمل ...شعورا لا يوصف كلما تقف بالمعمل تنظر الي أدواته تستنشق عبير العطور ترتدي المعطف الأبيض وتقوم بثني أكمامه وتتقدم من مواد التحضير لكي تغوص فيهم كانها تخوض معركه لطيفه معهم تكون هي الفائزة بتحضير العطر الذي تهواه..تجد ان في ذلك انتصار علي ما سار بها من ذي قبل...تتذكر وعده لها بفتح مصنع لتحضير العطور ولكن بعد أن أتاه المال رفض أن يضيع مال في مثل ذلك المصنع...ستريه كم هي امرأة ناجحه وتشترى مصنع وتحقق أهدافها...لو سألوها ماذا تفضلين الأن ستكون الاجابه أود البقاء في هذا المكان طوال حياتي..وتود أن تكون نهايتها هنا وسط رائحه مفعمه بالعطور...ولكن يوجد جزء في صدرها لا تعرف من أين أتي يحثها علي الابتعاد عن هذا المكان وفورا...تخشي أن تكون نهايه هذا الطريق مفجعه مثل نهاية زواجها..تتسائل فيما بينها لما هذ الجزء القلق في صدرها...ماذا تفعل الأن أتستسلم للقلق وتهرب..أم تبقي حتي لو كان الختام به لعنه مثل لعنه زواجها...نفضت كل شئ من رأسها وبدأت عملها وانغمست فيه حتي أنهكت ثم رفعت رأسها تبحث عن نورا لتجدها ممده علي الأريكيه لترفع نظاراتها الطبيه من علي عينيها قائله
نهضت نورا من مكانها قائله وهي تشير الي اللاب توب
لا بصي...انتي بس الوقت سرقك بعد أخر اختبار...اللي هو معروف طبعا عطر الريحان يا ريحانه قلبي...فأنا قولت أنام شويه علي بال ما تفوقي.
يعني لازم تفكريني بريحانه قلبي ده...قلتلك مېت مرة مش بحب حد يقولي الاسم ده...كفايه عليه فضل محتكره سنين...وقال ايه اوعي يا ريحانه حد يقولك كده غيرى.
خبطت نورا يدها علي رأسها لتتذكر لقب ريحانه ثم عضت علي شفتيها قائله
أه نسيت...حقك عليا يا ريرى...انتي عارفه أنا بحبك قد ايه وكنت بحب أقولك كده زمان...بس عمرى ما هنسي شات الدفعه لما ډخلتي تقولي ممنوع حد يقولي يا ريحانه قلبي الا قصي.
شفتي الأيام لفت ودارت ازاي...التملك وحش أوى يا نورا وأنا اللي غلطانه اللي سمحت ليه بالتملك ده.. المهم هو المصنع ده مفيش فيه شاي
ابتسمت نورا قائله وهي تنهض بحماس
حتي لو مفيش هجيب من بره وهجيب أكل كمان احنا من الصبح في المعمل مفيش عامل دخل قالنا انتوا عايشين ولا ميتين.
توجهت نورا الي الكافيتيريا بينما ريحانه تمددت علي الأريكيه قليلا بتعب منتظرة كوب من الشاي لبذهب الصداع الذي انهك رأسها...بينما نورا في كافيتيريا المصنع تحمل من العامل صينيه الشاي وبعض الكعكعات متوجهه الي المعمل فوجئت بزوجين من العيون السوداء ظلت تحدق بهم كثيرا...غير متوقعه رؤيته..تتسائل فيما بينها ما الذي يفعله هنا...تتذكر أنها رأته مرتين مرة بيوم خطبه ريحانه والمرة الأخرى يوم زواجهم ترى علم أن ريحانه تعمل هنا وجاء لټدمير سعادتها ولكن ما الذي يخصه بريحانه ...ثأره ليس مع ريحانه...ثأره مع أخرى...ريحانه ليس لها ذنب. أتخبر ريحانه عما رأته أم تصمت حتي لا تعكر صفو فرحتها...قررت الصمت لحين معرفه سر تواجده في المصنع وحتي لا تتأخر علي ريحانه ذهبت سريعا اليها وقررت أن تسأل عن سر تواجده بوقت أخر..دلفت الي ريحانه ووضعت الطعام والشاي لتقوم ريحانه بالتهام الشطائر وشرب الشاي وهو ساخنا لم تستشعر سخونته من كثرة احساسها بالبرد لتجد نورا شارده فقطبت جبينها قائله
مالك يا نورا مش بتاكلي ليه...مش كنتي جعانه
ردت نورا وهي شارده لتقع بكلماتها قائله
مش أنا شفت زيدان ابن عمة قصي بره في الطرقه...بس مش عارفه بيعمل ايه هنا في المصنع...يكونش عرف انك هنا وجاي ېخرب عليكي
انتفضت ريحانه من مقعدها قائله
ده ايه اللي جابه هنا المصنع...وبعدين هو ماله ومالي أصلا...ده أنا عمرى ما اتكلمت معاه غير مرتين...ومش معقول جاي يدور عليا.
فاقت نورا پصدمه من حديث ريحانه وعلمت أنها قالت كل شئ فزفرت بيأس قائله
وأنا اللي كنت عماله أكرر في دماغي اني مش هقولك...لغايه ما أعرف هو كان بيعمل ايه بالظبط...أديني ادلقت زى كبايه الشاي...يارب ما يطلع هو ويبقي تخيلات.
ابتسمت ريحانه بسخريه قائله
نورا انتي مش بتعرفي تخبي عليا حاجه...ياريت قصي كان زيك...وعلي فكرة زيدان ده عمره ما يبقي تخيلات...ده يطلع في حالتين يا في الحقيقه يا في الحلم المزعج.
زمت نورا شفتيها قائله
يبقي هو ...عموما يعمل اللي يعمله في قلب المصنع واحنا مالنا...والله حتي لو كان صاحب المصنع نفسه ملوش عندنا حاجه بلا هم هو وابن خاله.
غيبيات تمر بالعشق بقلم مروة محمد
ترك لهم المكان برمته لأنه يعلم جيدا أن صديقتها لن تهدأ الا أن تصل لمعلومات عن سبب وجوده....ارتدي نظاراته وركب سياراته وجلس خلف مقوده واعتدل بظهره الي الخلف وحرك وجهه يمينا ينظر الي المصنع بقوة لطالما هذا المصنع يجلب له الراحه...حيث كان يقضي فيه طوال يومه..تذكر صديقه عندما تم الأمر وجذبها عن طريق الاعلان هي وصديقتها فقال
تم الأمر يا زيدان باشا...أي خدمه تانيه يا شقيق
رد عليه زيدان يثبات قائلا
متشكر يا امير...انت طبعا عارف لو الأمور مش هتمشي زى ما رسمتها انت هتعمل ايه.
ابتسم أمير بخبث وهز رأسه بطاعه الي زيدان ورحل ليبدأ زيدان مسيرته الحمقاء
موكا يحر الروايات رواية غيبيات تمر بالعشق
أخذت عينيه تتجول هذا المصنع قبل الرحيل الي الضجه وترك الهدوء والرائحه الذكيه....ذهب الي المجموعه الكبيرة التي تضم شركاته والتي تديرها سمر ابنة خاله وشقيقة قصي...والذي احتفظ بها زيدان بعد فعلة قصي خاصه عندما أثبتت ولائها له وأخبرته أن المدبر الأعظم لهذه الزيجه هي شكران والداته...دلف الي الشركه لتجحظ سمر من رؤيته حيث أنها تعلم جيدا أنه لا يميل الي التواجد هنا الا أول كل شهر لمواصله سير العمل...تعلم أن له عمل أخر لا يعلمه أحد وأخذت تبحث ماذا يكون ولكن دون جدوى حتي أنها ملت نهضت مسرعه واحتضنته وهو مثل جبل الجليد لتتحدث بعذوبه قائله
حلوة المفاجأة دي يا زيدان رغم ان احنا في نص الشهر...أيوه كده أنا ببقي عايزة أشوفك كل يوم..ليه حتي مش بتيجي تزورني... انا بقيت عايشه وحيده.
قطب جبينه قائلا
معناه ايه الكلام ده...ايه طردوكي علشان حكيتي وقلتي كل اللي حصل في غيابي...طب ما أنا كنت هعرف...انتي بس اللي اتسرعتي .خفتي علي شغلك معايا.
نظرت اليه بغيظ قائله
هو لما أجرى وأقولك خبر زى ده...بدل ما تفرح بيه وتقولي شكرا..تقول اني خاېفه علي شغلي..شغل مين يا زيدان أنا من امتي بيهمني الشغل
هتف باشمئزاز قائلا
كلكم صنف واحد...صنف نمرود يهمه الشغل والمركز...الوحيده اللي مكنش بيهمها هي شذي ...كانت عايزة عواطف وبس...وعلشان كده أخوكي قدر يضحك عليها.
تمالكت نفسها من الڠضب قائله
ولما شذي كانت عايزة عواطف وبس...وهي في نظرك الست الشريفه بس أخويا قدر يضحك عليها...ليه مشاعرك متحركتش وأنقذت الموقف..
نظر لها بوجوم دون رد فغيرت مسار الموضوع قائله
أمير اتصل بيا النهارده من المطار وقال انه راجع وعايزك تفوت عليه بليل لأنه مضطر يقفل تليفونه...وانت تليفونك كان مغلق.
حاول اثارة ڠضبها قائلا
تمام...ما تيجي معايا يا سمر...أهو فرصه تغيرى جو...وانتي عارفه أمير فرفوش وبيحب يهزر معاكي كتير...ويمكن السنارة تغمز وأفرح بيكم.
ابتسمت ببرود قائله
ماشي يا زيدان وماله... اعمل حسابي جايه معاك...انت عندك حق لازم أغير جو...بس بالنسبه لموضوع أمير ده مرفوض..لأن حتي لو عجبته هو ميعجبنيش.
رفع كتفيه بلامبالاه قائلا
براحتك...مع ان أمير يعجب الباشا..والستات بيترموا تحت رجليه بس هو يوافق...وعلي فكرة رومانسي زى أخوكي..وأعتقد ده النوع المطلوب في السوق.
ركزت في عينيه تراها تحمل في طياتها تلميحات كارهه فردت قائله
أه هو فعلا النوع المطلوب في السوق...بس أنا زيك مش بحب النوع ده خالص..النوع ده مينفعش يكمل ويكون أسرة...أنا عايزة حد أعيش معاه في أمان.
كور عضله يديه لأنه يفهم مغزى كلامها فرد پغضب وسخريه قائلا
في أمان!...معاكي ربنا...أنا نفسي راجل مش مضمون...يمكن شذي كده هتكون مرتاحه وهي بعيد عني وحسبتها صح...لكن انتي عامله زى عمتك بتحسبيها غلط.
زمت شفتيها باستياء قائله
أنا مش زى عمتي..عمتي يهمها الحسب والنسب والوضع المادي...لاغيه الأحسايس والمشاعر..وعندها الأمان فلوس..لكن أنا الأمان عندي حاجه لا انت ولا غيرك يقدر يفهمها.
نظر اليها پغضب وحده قائلا
يبقي ياريت بلاش تيجي معايا مشوار بليل...خليكي بعيد...ولو عايزاني أرجعك بيت أهلك معنديش مانع..ولا أقولك اصرفي فلوس من الشركه واشترى شقه تمليك.
اهتزت لتعامله معها كالسلعه وانصرفت الي مكتبها ټلعن حظها أنها بعد أن ارتاحت من شذي وفقا لتخطيط عمتها..هو ما زال لم يرضي بها.
مروة محمد حصرى لموكا سحر الروايات
جاء الليل وهدوئه ونظر الي السماء وتذكر كل شئ عندما ضاع منه في لحظه واقتص منه حق يملكه لبجد قدمه تقوده الي النادي الذي يمتلكه أمير ليحتضنه أمير قائلا
اتأخرت ليه يا عم زيدان..ده أنا وصلت من بدرى وقلت انك هتيجي بدرى نتسلي سوا...عموما مش فارقه الزباين لسه موصلوش ....أنا حاسس انها ليله فريده من نوعها.
نظر اليه زيدان بشرود قائلا
أنا النهارده روحت المصنع...كنت ناوى أعمل خطه هجوم...بس صحبتها ضيعت كل حاجه...هو كان يعني لازم صحبتها دي تشتغل معاها
ابتسم أمير بخبث قائلا
ما هو انت متعرفش...البت اللي اسمها نورا دي بالذات لازم تشتغل...لأنها لو ما اشتغلتش ريحانه مش هتقبل بالشغل...بس انت غلطان.
زفر زيدان بحنق قائلا
معاك حق...مكنش ينفع أظهر ليهم في أول يوم شغل...بس انت عارف ان المصنع ده عشقي...ومحدش يعرف ان عندي المصنع ده...
هز أمير رأسه بتفهم قائلا
عارف ...وعارف انه يعز عليكي تسيب المصنع في يوم وليله وتروح تحط وشك في وش بوز الاخص...الا قولي عملت ايه لما شافتك النهارده
ابتسم زيدان بسخريه قائلا
أولا حضنتني حضڼ كبير...كان ناقص تبوسني والله لو