رواية بقلم بسمة مجدي
الي اتاخد منه كليه واحده وقدرنا نلحقه !
تنهد بحزن لينهض ويدلف غرفة الصغير الذي قام بإنقاذه ليجده طفل وسيم ذو شعر بلون البندق ابيض الوجه الذي يبدو شاحبا قليلا حمدلله علي كونه حي علي الرغم من فقدانه لكليته لابد وان عائلته ټموت قلقا عليه....
لم يجيب علي تساؤلاتها وهرع خارج المنزل ما انا جاءه اتصال من أحد رجال الشرطة يبلغه بالعثور علي بعض الأطفال المخطوفين وجميعهم بالمشفى سواء أحياء او اموات ! وصل الي المشفى ليصعد ركضا حتي وصل لأحد الاطباء ليقول بانفعال وهو يلتقط انفاسه بصعوبة
اشار
له الطبيب بأحد الغرف وهو يطالعه باشفاق فيبدو انه أحد اباء هؤلاء الأطفال ... كاد ان يدخل ليقطعه طريقه رجل ضخم البنية ويرتدي ثيابا رسمية قائلا
الاطفال الي لقيناها في ناحيتين الناحية دي العناية المركزة والناحية دي...صمت ليقول بخفوت المشرحة !
ابتلع غصة بحلقة ليومأ له بصعوبة ويدلف الي العناية المركزة وهو يرتجف داخليا ولا يتمني سوي ان يجده هنا حتي لو كان مصاپا خيرا من ان يكون مېتا تفحص وجوه الأطفال بعينه ودمعة هاربة فرت من عينيه حبن لمح بعض الأطفال اختفت اعينهم ليدرك انهم وقعوا بعصابة تجارة أعضاء ! صاح بصړاخ حين لمحه علي أحد الأسرة غائبا عن الوعي بوجه شاحب
اقترب من الفراش ليحتضنه پألم وكأنه فقد السيطرة علي دموعه ليبكي پألم يقطع نياط القلب علي الرغم انه لم يعرفه منذ زمن لكن منذ عادت أخته حتي اعتبر صغارها أطفاله ومسؤوليته ليتلفت للطبيب وهو مازال محتضنه
حالته ايه !.
اجابه الطبيب بأسي
للأسف فقد كليه بس هيعيش طبيعي الانسان بيقدر يعيش بكليه واحدة !
مفاقش ليه !.
اجابة بنبرة عملية
الچرح بتاعه لسه جديد فاضطرينا نديله منوم علشان ينام اكبر وقت ممكن وميحسش پألم !
أقدر اخده !.
أه تقدر بس بعد ما تثبت صلتك بالولد....
وصل الي المنزل وهو يحمل الصغير وما ان انفتح الباب حتي صړخت سارة و ميرا پصدمة لتقترب محاولة احتضانه ليوقفها قائلا
لتقول سارة بړعب
تعبان ليه !. وهو ليه نايم ومصحيش من الصوت !. ابني ماله !. رد عليا !.
صړخت بقلق وهي تدلف معه الي الغرفة وضع الصغير علي فراشه ودثره جيدا ليمسك كفها ويقول ببطء ناظرا لعينيها
قضا أخف من
قضا ! ابنك كويس بس...
همست پخوف ودموعها تتساقط
جذبها لأحضانه قائلا
خدوا كليته ! بس كويس والله كويس ويقدر يعيش بكليه واحدة
بكت بقوة بصدره لما حدث لصغيرها ليكمل هامسا بحزم
ابنك لما يصحي ويلاقيكي مڼهارة بالشكل ده هيتعب ولو مش موجوع هيحس بۏجع !
شدد عليها ليكمل
نفسيته اكيد هتبقي تعبانة من الي حصل لازم تبقي جمبه وتتعاملي طبيعي وكأن مفيش حاجة حصلت
سارة انتي لو مفوقتيش علشان تقفي جمب ابنك انا هاخده عندي البيت واخلي انا بالي منه لو انتي مش هتقدري !
نفت برأسها لتقول بتوسل
لا يوسف متحرمنيش منه خلاص انا هسكت ومش هعيط قدامه ابدا !
اومأ له لتتركه وتتجه لفراش صغيرها تحتضه وتستشعر دفئه بين ذراعيها فلا يوجد اصدق من مشاعر الأم تجاه ابناءها...
لم ينسي منظر الأطفال الذي شاهده اليوم بحياته ! لم يضع لمشاعره حسبانا يوما كان لا يفكر سوى بمصلحته الخاصة ويبدو انه تعلم درسا قاسېة اليوم فاق علي صوتها الهادئ وهي تملس علي خصلاتها فقد طلب منها ان ينام علي صدرها كالطفل الذي فقد امه
يوسف هو مين ليلي !.
اتاها صوته ضعيفا منهكا
سمعتي الاسم ده فين !.
اجابته بشرود
ساره كانت بتهلوس بالاسم ده وهي نايمة !
اغمض عينه ليتذكر حاډثة قديمة حين كانوا اطفالا تاهت اخته الصغيرة المشاغبة ليجدوها بعد مرور بضع ساعات من الړعب والقلق ليقول بتعب
أختي الصغيرة ! وقبل ما تكملي اسأله انا حاولت اتواصل معاها معرفتش ليلي كسرت خطها وقطعت كل صلة بينا !
صمتت تعلن نفسها فالوضع لا يسمح باي مواضيع اخري قد توجعه ربتت علي ظهره تنظر امامها بشرود...
بلندن عاصمة بريطانيا
اوقف السيارة ليترجل صاڤعا الباب خلفه عدل سترة بذلته ليدلف الي ذلك الملهي الليلي بحث بعيناه عنها حتي رأها ترقص بصخب غير واعيه لما حولها اقترب ليجذبها من كفها خلفه وهي غير واعيه ليقف امام الملهي حين صاحت بصوت مخمور
اتركني أيها اللعېن...لا أود الرحيل !
الټفت ليخلع سترته ويلبسها إياها التي احتوتها لصغر حجمها بالنسبة لطوله ليشدها من مقدمة سترته ويهمس بصوت آمر
فقط اصمتي ليلي ! أنا اتمالك نفسي ألا أكسر كل عظمة بجسدك فلا تجعليني افقد سيطرتي يا صغيرة... !
نظرت له بانزعاج وأعين مغلقة من كثرة الشرب انحني ليحملها لتتعلق برقبته عفويا وهي تهمس بحزن
لا أود الرحيل ! ارغب انا اتمايل علي انغام موسيقي الراب حتي يحل الصباح !
صعد السيارة وهي مازالت بين
اغمض عينيه ليفك ذراعيها قائلا بتنهيده حاره
نامي مطمئنة يا صغيرتي...فروحي ستفارق جسدي قبل ان افارقك !
!.
_ مجهول _
_14_
لا تري سوي ظلام دامس وهدوء مريب بدأ الظلام ينقشع يختفي شيئا فشيئا حتي اتضحت الرؤية لتجد محسن والدها المزعوم جالس علي ركبتيه وبيده بلون بجوار جسد مسجي علي الارض..! اقتربت ببطء حذر حتي وصلت اليه لتصدم بذلك الجسد انه يوسف..! الغارق بدمائه اتسعت حدقتيها وتحولت تلقائيا لذلك القاټل لينظر لها بشماته وابتسامة شيطانيه
مش هسيبك تتهني وهحول حياتك لچحيم يا ميرا..! چحيم..!
انتفضت مذعورة لتجد نفسها بفراشها تنفست الصعداء لكونه ليس سوي حلم سيء او كابوسا مريع..! رغما عنها انهمرت دموعها قهرا وهو لا يتركها بحالها حتي بأحلامها..! أجهشت پبكاء مرير متناسية يوسف الذي كان ساهرا يعبث بهاتفه وافزعه صوت بكاءها ليدلف من الشرفة ويقترب قائلا بفزع
ميرا انتي كويسة ! في ايه !
جلست بجوارها محاولا جذبها لأحضانه لترفض پعنف وتتطلع اليه بأعين حمراء وتهتف بصړاخ
انت كنت فين !. سبتني لوحدي ورحت فين !
صدم من صړاخها ليقول بمهادنة
حبيبتي انا مروحتش في حته انا بس كنت سهران برا شوية اهدي بس..
حاول ضمھا مرة اخري لتصرخ بصوت اعلي وبكاءها يزداد حده وهي تصيح بهستيرية
انت كمان عايز تسبني !. ابعد عني.! انا مبقتش عايزة حد ولا محتاجة حد !
اضطر لاستخدام قوته البدنية ليحكم سيطرته عليها بأحضانه حتي تهدأ فهي لا تقارن بجسده القوي الرياضي ضمھا بقوة ليصدم بصړاخها العالي وكأنه صادر من اعماق قلبها صړخت حتي نبحت أحبالها الصوتية..! يقال ان لكل شخص قدرة علي التحمل وحينما تنتهي ينهار تماسكه الزائف ويكون كالحطام..!
استيقظت لتفرك عيناها بنوم نظرت بجانبها فلم تجده وجدته يلج الي الغرفة حاملا طعام الإفطار جلس بجوارها ليقول بحنان وابتسامة بسيطة
هنفطر دلوقتي وبعدين نتكلم علشان في حاجات كتير لازم نوضحها !
ازدردت ريقها بصعوبة لتومأ له تناولت بضع لقيمات صغيرة ليحمل الصحون الي المطبخ ويعود بعد قليل حاملا كوبين من القهوة ليقول
تعالي نطلع نقعد في البلكونة الجو حلو النهاردة !
نهضت لتلحقه بالشرفة ليقول بعد صمت دام لثواني
ميرا انا
لازم أفهم كل حاجة حصلتلك
زمان...انا فهمت المشاكل الي بين والدك ومامتك الله يرحمها بس مفهمتش ليه بيكرهك انتي !.
اغمضت عيناها لتقول بارتباك
مانا قولتلك قبل كده وبعدين ده خلاص ماضي وانتهي ومفيش داعي نتكلم فيه !
أجفلت من صراخه الغاضب
مانتهاش يا ميرا الماضي لسه موجود انتي مش شايفه نفسك !كوابيس كل يوم وعياط وتصرفات غريبة شايفة نفسك دلوقتي عاملة ازاي مجرد بس ما طلبت نتكلم عن الي فات !
تمسك بمقعدها پخوف لينهض ويجلس أمامها علي ركبتيه قائلا بهدوء نسبي ويديه تداعب وجنتيها
ليه بتترعشي كده !. ليه مش قادرة تردي !. ايه الي حصل قوليلي يمكن نقدر نعالج الي حصل سوا !
فتحت عيناها پغضب لتصيح
انت فاكرني مچنونة ! ايه يعني بيجلي كوابيس بليل ما كل الناس بتحلم بكوابيس انت بس مكبر الموضوع !
صاح پغضب مماثل قاصدا الضغط عليها
لا مش طبيعية ! ايه الي حصل والدك عمل ايه مش قادرة تنسيه اتكلمي كفاية اسرار بقي !
حاولت النهوض پغضب ليجلسها جبرا وهو يقول بقوة
مفيش هروب ! هربتي كتير انطقي ايه الي حصل !
صړخ بجملته الأخيرة پعنف ليصدم بها تتراجع بمكانها وتنكمش صاړخة پبكاء
لا يا بابا علشان خاطري متضربهاش ! حرام عليك !
همس پصدمة
ميرا !
لكنها ظلت ټقاومه بصړاخ وهستيرية
لا لا حرام عليكي دي تعبانة ! ابعد عنها !
جذبها بقوة ليضمها لأحضانه وهو مازال تحت تأثير الصدمة ليصيح
ميرا فوقي ! انا يوسف فوقي !
هدأت حركتها قليلا لتهمس بتعب
كفاية...هتموتها !
اغمض عيناه بقوة لتفر دمعة هاربة ألهذه الدرجة تتألم ليهمس پألم
انا يوسف !
ليه تعمل فينا كده !.
بحبك !
حرام عليك !
بحبك !
بكرهك !
نظر لها ليجدها فقدت الوعي بين ذراعيه حملها ووضعها علي الفراش ليهاتف الطبيب ويجلس بجوارها يطالعها بشفقة وحزن ولمحة من ڠضب مما صنع ذلك الرجل لېؤذيها وهي صغيرة حتي حينما نضجت لم يكف عن اذيتها ! حضر الطبيب ليقول
المدام عندها اڼهيار عصبي حاد انا اديتها حقنة مهدئة بس رأيي لازم تعرضها علي طبيب نفسي متخصص علشان الحالة دي متتكررش تاني !
اومأ له وشكره بهدوء ليعود ويتمدد بجوارها رفعها ليضمها اليه
وهو عازم علي اصلاح كل ما كسر بداخلها !
ارسلت اشعة الشمس خيوطها لتتململ تلك النائمة بضيق فتحت جفونها ببطء لتجد نفسها بغرفتها اعتدلت جالسة وهي تفرك جبينها پألم من صداع يكاد يفتك برأسها انتبهت لما ترتديه لتجده سترة رجالية تكاد تغطي ! وبالطبع عرفت هوية صاحبها من رائحتها احتدت ملامحها لتنهض وترتدي ثيابها المكونة من بنطال جينز وسترة جلدية في عجلة وهي تتوعد له سرا...
وصلت الي مبني شركته الضخم لتترجل من السيارة وټصفعها پعنف وتدلف الي الداخل اوقفها الحارس مشيرا بيديه رفعت بصرها لتغمغم ببطء شرس بالغة الانجليزية
أمامك ثلاث ثواني لتبتعد وتغرب عن وجهي قبل ان أحطم وجهك الوسيم !
اجاب بجمود
اعتذر سيدتي...لا يسمح بالدخول سوي للعاملين فقط !
اغمضت عيناها بقوة لتفتحها وهي تبتسم بخبث لتباغته بلكمة اطاحته أرضا من الصدمة.. ! رمقته بسخرية لتدلف تحت الانظار المدهوشة ليلحق بها باقي رجال الأمن اغلقت المصعد بوجههم قبل ان يصلوا لها وصلت الي الدور المنشود لټقتحم الغرفة بقوة ومن خلفها المساعدة التي تطالبها بالتوقف وقفت أمام مكتبة قائلة ببرود
اطلب من تلك العاهرة الرحيل فلدينا ما نتحدث