الجزء الاول بقلم ندا
هاتفها تجيب على المتصل بصوت ناعس دون النظر لاسمه أولا
_ الو
أجابها بنبرة رقيقة هو ينظر لساعة يده يتفحص الساعة التي قاربت على الحادية عشر ظهرا
_ صباح الخير إنتي لسا نايمة لغاية دلوقتي !!
انتفضت جالسة بعدما تعرفت عليه من صوته وأخذت تفرك عيناها لتزيح آثار الخمول عنها وتهتف بإحراج
_ صباح النور معلش كنت نايمة ومخدتش بالي من الاسم امبارح رجعنا متأخر من الفرح ونمت متأخر و.....
_ كفاية ياملاذ خلاص أنا مقولتش حاجة عشان ده كله !!
منذ أن رأت جانبا مختلفا في شخصيته بالأمس وهي لا تنكر خۏفها البسيط منه وتوترها ازداد أكثر فحسمت قرارها أنها ستكون حذرة في كل شيء معه لم تغضب منه ولكنه سبب لها اضطرابات أكثر وحرصا في التعامل معه
_ متزعليش مني بخصوص امبارح أنا عارف إن طريقتي كانت شديدة شوية بس مكنش قصدي والله .. أنا آسف !!
ابتسمت هي على الجانب الآخر بصفاء وهمهمت بنبرة صوتها الناعمة
_ متقلقش مزعلتش يازين .. وإنت عندك حق تتعصب
_ متأكدة إنك مزعلتيش !
قالها مبتسما بمشاكسة لتجيبه بنفس نبرتها السابقة
اتسعت ابتسامته ولمعت عيناه بوميض رجولي ماكر قبل أن يهتف بخفوت ونبرة يعلم أثرها جيدا عليها
_ لا بس أنا عايز اصالحك وش لوش عشان أتأكد إنك مزعلتيش !!
لحظات من الصمت القاټل بينهم كان هو يتخيل ملامح وجهها الحمراء من الحياء بينما هي فكانت تحاول التغاطي عن كلماته الخبيثة وعدم التفكير فيها كثيرا حتى لا تتلعثم في الحديث فأخرجت صوتها ضعيف ومرتبك
اتاه ردها ونبرة صوتها المحرجة كما كان يتوقعها تماما ليكمل جرعته ويضيف قليلا من البهارات الحارة حتى يزيد من تلعثمها
_ يعني جهزي نفسك عشان بليل هعدي عليكي وهاخدك وهنروح نقعد في مكان لطيف كدا على انفراد وهناك هقولك وش لوش إزاي
انفراد مجددا !! .. ألم يكفيه توترها واضطرابها بالأمس وهي معه على انفراد أيضا مجرد التفكير في أنهم سيكونوا معا مجددا ولا أحد معهم يؤدي لتسارع دقات قلبها وخصوصا وهو يلمح لها بهذه التلميحات الجريئة .. يبدو أنها خدعت به وكانت تظنه رجلا صارما ولا يعترف بأمور الحب التي يمارسوها العشاق بالإضافة إلى أنها لم تكن تتوقعه أنه يعرف كيفية إرسال تلميحات منحرفة بالكلام !! واتضح أنه ماكر محترف وتدينه والتزامه سينقشع ويزول حين يكون معها .
_ تاني !!!
قال مستنكرا بحب
_ واحنا طلعنا امتى اولاني عشان نطلع تاني امبارح مكملناش نص ساعة ورجعنا
_ طيب يازين هجهز على بعد المغرب واستناك إن شاء الله إنت في الشركة دلوقتي !
قال بجدية بسيطة
_ آه ومعايا اجتماع بعد نص ساعة
هتفت بلطف
_ ربنا يعينك
_ آمين .. أنا هقفل وإنتي قومي اغسلي وشك واتوضى عشان دلوقتي الساعة 11 وخلاص فاضل على آذان الضهر ربع ساعة
_ حاضر
غمغم مبتسما بدفء
_ في حفظ الله
ردت عليه بنفس جملته كما اعتادت منه ثم أنهت الاتصال وتنهدت بعمق ونهضت من فراشها متجهة صوب الحمام لتفعل كما طلب منها للتو على الهاتف !! .....
خرجت من الحمام بعد أن أخذت حمام صباحي دافىء وقطرات الماء تتساقط من خصلات شعرها المبتلة فتوقفت في منتصف الغرفة الواسعة ودارت بنظرها في جميع أرجائها الخزانة التي تحوي ملابس لشخص لا يريد دخول الغرفة لمجرد وجودها بها والفراش الضخم الذي يتسع لأثنين وأكثر ولكنه لا يضم سوى واحدا .
بنعتها بعديمة الكرامة !! وهي منذ لحظتها تفكر هل العشق يفقد المرء كرامته ! تتساءل لآلاف المرات عن سبب عشقها له ! وإن نظرت بالمنظور الواقعي فهو رجل لا يحب ولا تقبل به فتاة إلا الأقلية .. إذا هي من الأقلية ! لا بل هي من الذين حړق الهوى عيناهم فأعماهم أو بالأحرى هي ليست عمياء بل مطلعة على كل عيوبه ولكنها تتصنع العمى وتخبر نفسها مرارا وتكرارا بأنها عشقت مرة واحدة وستكون الأخيرة ولن تترك فرصتها في العشق تذهب هدرا ستقف صامدة في وجه الصعاب لآخر نفس فيها ولن تجعل اليأس يتملكها وسواء أبا أم شاء لن تتوقف عن عشقه ولن تهدأ إلا حين تحصل على مرادها وتجعله يخر بدماء العشق والهوى أمامها مثلما أرهق دمائها لسنوات !! .
ارتدت ملابسها وصفصفت شعرها ثم توجهت نحو الباب وقبضت على المبقض وقبل أن تديره لينفتح أخذت شهيقا طويل وأخرجته زفيرا متمهلا مغمغمة لنفسها محاولة تهدئتها حتى لا تنغز في عقلها الأفكار السيئة أن ټخنقه وتفشي غليلها منه بمجرد تذكرها ما فعله معها بالأمس
_ خليكي relax خالص واهدي ومهما يقول متتعصبيش يعني باختصار كوني باردة
ثم فتحت الباب وغادرت الغرفة متجهة صوب المطبخ محاولة قدر الإمكان تجنبه على الأقل إلى حين