الجزء الرابع والأخير بقلم سارة المصري
التاسعة من العمر يصطدم بها في قوة غير مقصودة ويضمها اليه
تأوهت للحظات قبل ان تضمه اليها بدورها وهى تقول بينما تربت على شعره فى حنان
ما براحة يا حبيبى هتخلينى اندم انى خليتك تلعب جودو ليه العڼف ده
ابتعد عنها ادم سريعا يخبرها في حماس
بالمناسبة يا مامى اوعى تنسى ومتجيش الماتش الجاى ده النهائى
وانا من امتى بنسى يا سى ادم
ابتسم الصغير
ولا مرة بس لازم برضه أكد عليكى انتى اكتر حد وجوده بيفرق معايا
لكزه يوسف فى كتفه برفق
يا بختك يا سى ادم بالحب ده كله
ونظر لها فى عشق او ربما امتنان فقد غيرت كل الحقائق واصبح ادم ولدها عن حق
لم يعد يخطر ببال احد انه جاء من امرأة اخرى فهو لم يحمل من جينا اى صفة
حنانها كان كافيا وغير مصطنع
كان حنان ام خالصا
طالما اخبرته ان الحب قبس الهى وقد القى الله فى قلبها حبا لادم لا يقل ابدا عن حبها للينا صغيرتها وكذلك تعلق بها الصغير فأصبحت هى الام والصديقة وموضع الاسرار
تنحنح وهو يشير خلفها حيث جلس علي على احدى كراسى غرفة الاستقبال وهو يمسك العود الخاص به ليعزف احدى مقطوعاته فأشار يوسف للجميع بالصمت للاستماع اليه
وساعده على ذلك ايلينا ويوسف و
يارا عزام
تلك الصغيرة التى يكبرها بعام وتقف الان بعيدة عنه تراقبه فى حب تعرف انه لم يعد مجرد افتتان مراهقة ابدا او شفقة كما ظنتها فى البداية فعلي لايمكن ان يثير شفقة احد
علي يثير الاعجاب
اى شىء
اى شعور الا الشفقة
لم تشعر يوما انه كفيف حتى وهى تقف بعيده عنه هكذا وتشعر برأسه يدور يمينيا ويسار بحثا عنها ليتوقف فى نقطة كانت بالفعل تقابلها
أدارت وجهها فى خجل
تشعر انه بالفعل رآها وهي تتمعن به في حب
تشعر انه ڤضح نظراتها الولهة
ولما لا فهو يبتسم الان فى ظفر ليعود ويمسك بعوده من جديد
الم تعرض عليه فى السابق ان تصف له ملامحها او ان تجعله يمرر يده على وجهها متأثرة بالدراما التقليدية عن العميان فرفض في بساطة
مش محتاج أحس بايدى ابدا هسيب لخيالى الفرصة انه يرسمك زى ماهوا عايز
ووصف لها ما صاغه خياله لتتفاجىء بأنه مرآة تعكس صورتها بكل وضوح
أخذت تتهمه بالكذب و الخداع فربما وصفتها له ايلينا مسبقا
قابل ثورتها بتلك الابتسامة التى لاتستطيع امامها سوى ان تخضع بكل مشاعرها وبشتى الطرق
وهناك الكثير والكثير بينهما ربما يحتاج لقصة اخرى أو مجلد بأكمله
قصة تصف مشاعر نبيلة من فنان ضرير لفتاة تضج بالأنوثة والحياة
بدأ علي عزف الموسيقى الخاصة بأغنية
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك أمي
حين وقف فارس يتابع الجميع بنظرات شاردة قطعتها نبرة يوسف الهادئة وهو يربت على كتفه فى رفق
واخرتها معاك يا فارس
ابتسم فارس في حزن
اخرتها ازاى يعنى
رد يوسف فى تأثر لحال صديقه
من ساعة ما اتجوزت ايمن الالفى وانت حالك اتقلب انت مش خلاص قولت ان فريدة بالنسبالك صفحة وانتهت
هز فارس رأسه فى تهكم من حاله فواصل يوسف
لما
انت لسة بتحبها ليه محاولتش تصلح كل اللى بينكو ليه سبتها تروح من ايدك للابد يا فارس
أجابه ونبرته تفقد تماسكها بطيف الماضي الذي يلوح أمامه
مكنش ينفع نرجع بأى شكل من الاشكال مين هيقدر يسامح يمكن جوازها ده قفل الحكاية خالص
رمقه يوسف فى شك
من برة بس من جواك تفتكر چرحك هيبرد ولا فعلا الحكاية كدة انتهت
اشاح فارس بوجهه يعطيه ما يمكنه من اجابة
سيب كل حاجة للزمن يا يوسف يمكن الحياة تحطنا فى حكاية مكنش المفروض نعيشها
نظر له يوسف فى عطف ليترك المكان بأسره فلم يعد يحتمل البقاء تحت نظرات صديقه التى تكشفه بكل بساطة
يحاول ان يقنع نفسه ان فريدة قصتها انتهت معه وقلبه يرفض وعقله يتهمه بالخبل وهو الخاسر الوحيد فى تلك المعركة المبهمة
تلك المعركة التى لم يعد هناك طريقة للفرار من على ارضها لا بالعمل ولا بأي شىء اخر فكيف نفر من انفسنا
كيف نفر من خافق تلازمنا نبضاته على الدوام
هو مضطر لخوض معركته دائما وهو يعرف انه سيخسرها تماما كما خسر كل شىء بينه وبينها ولم يعد للغفران مكان بينهما حتى من قبل ان تصبح زوجة لأيمن الالفى
وحين كان يرحل لمحته عيون زمردية لامعة أثناء دلوف صاحبتها الى القصر بصحبة زوجها
عينان تحملان من الشراسة بقدر ما تحملان من الفتنة
عينان تعلمتا جيدا كيف يخفيا حنينهما بل يظهرا النقيض لتعود الثقة سريعا الى نظراتها
تأبطت ذراع زوجها وهي ترفع رأسها في عجرفة تليق بجمالها الأخاذ
شعلة من الفتنة
حمراء مغوية تلفت وتسرق الأنظار فتبتسم في غرور وهي تدلف الى الحفل تصافح الجميع بابتسامة منتشية بتوقف الانفاس لحظة اقتحامها للمكان كما تعودت
كل شيء فيها لايليق الا بأنثى واحدة
لايليق الا بفريدة سيف الدين
تنهدت ايلينا وهى تلقى نظرة على الجميع
كم غيرت تلك السنوات الخمس الماضية الكثير
رحل محمود عن الدنيا منذ عامين ليدفن الى جوار زوجته بناء على وصيته
نظرت الى صوفيا التى جلست على ركبتيها والى جوارها زين يحيطها بذراعه ليداعبا طفلتهما بينما يهمس فى اذنها بين الحين والاخر فتلكزه فى كتفه برفق اعادت الحورية الشقراء بحبها السحرى اليه ابتسامته وشبابه الذي انتهكه بقاءه الى جوار سمر
سمر التي اعتزلت الجميع بعدها متحججة بعملها فى احدى المحافظات النائية ولم يسمع أحد عنها شىء منذ هذا الحين
اما من كان سببا فى دمار كل شىء بداخلها منصور التهامى فقد ماټ بجرعة زائدة من المخدر الذى كان يتعاطاه
ابتسامة حالمة زينت ثغرها وهى تراقب ادم يقترب من الصغيرة ليحملها بين ذراعيه مداعبا اياها فى رفق بينما استغل زين مراقبة صوفيا لهما وطبع قبلة سريعة على وجنتها لتتسع عيناها فى دهشة بينما يشدو علي على نغمات العود
عارفة
حاسس انى لاول مرة بشوفك
وانى بشوفك من اول لحظة فى عمرى
حاسس انى يمامة بتشرب فى كفوفك
وانك شجرة وضلة ومية بتجرى
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك من دمى
على راحتى معاكى وكأنك امى
مش عارف ليه
نظرة اخرى الى ملك وخالد
تنازلت ايلينا للأخير عن ادارة كل شىء فى مجموعة عزام بمجرد ان استعاد عافيته بعد الحاډث اما ابيه فقد اعتزل الجميع حين أدرك اخيرا ان اطماعه لم يعد لها طائل بعد الان
نظرت الى ابتسامتهما ونظراتهما التى تشى بالكثير تذكرت مخاۏف ملك فى الماضى من اظهار مشاعرها كم كانت ستخسر كثيرا تلك الحمقاء
تعالى صوت على العذب من جديد مع انغام العود الخاص به
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك امى
على راحتى معاكى وكأنك من دمى
مش عارف ليه
ضيقت ايلينا عينيها وهى تنظر الى حسام الذى كان يبحث عن ايتن بعينيه وحين لم يجدها تحرك باتجاه الحديقة فهو شبه متأكد انها هناك فالطبيعة قد اصبحت رفيقتها طيلة فترة غيابه ولم يكن لديها سواها لتبثها سخطها على قسۏة حبيبها وجفائه فبعد ماحدث قرر السفر الى الخارج وصفى كل اعماله ليعود فقط منذ اسبوعين
تحملت ايتن وحدها ثمن