الأربعاء 18 ديسمبر 2024

الجزء الرابع والأخير بقلم سارة المصري

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


طبعا تفضى لخروجاتك ولحياتك وتأكدى لو كان ده حصل كنت هخليكى تتمنى المۏت ومتلاقيهوش يا جينا 
احتقن وجهها بشدة حين علمت بمعرفته بما كانت تنتويه يوسف البدري تعرفه جيدا لن يرحل دون ولده ايا كان الثمن وان خسره فلن يتركها تهنأ بلحظة سعادة واحدة عليها أن تعترف أنها خسړت معركتها أمامه 
فلابأس ان خرجت بمكسب ولو بسيط الطفل لن تهب له مستقبلها على كل حال استيقظت على صوت يوسف وهو يلوح بدفتر الشيكات الخاص به أمام عينيها 

انا رأيى تاخدى الفلوس وتطلعيلك بأى مصلحة لان ابنى كدة كدة هاخده
مررت يدها فى شعرها فى توتر فهتف فى نفاذ صبر
هااااا الورق جاهز نمضى ولا ايه 
هزت رأسها تعلن استسلامها وتنهي كل ما بينهما قائلة
اتفقنا 
وفى الخارج كانت ايلينا تتميز غيظا وهى تأتي وتذهب بلا هدف 
ټضرب كفها بقبضتها مانعة نفسها بصعوبة من اقټحام تلك الغرفة عليهما 
اقتربت منها صوفيا تخبرها في هدوء 
ايلي فيه هدوم عشانك يوسف بعت جابها وهناك فى الاوضة دى 
واشارت برأسها الى غرفة من غرفات المنزل الواسع فتنهدت ايلينا قائلة 
فين ادم 
ردت صوفيا 
مع زياد ودارين 
هزت ايلينا رأسها وقطبت حاجبيها فجأة وهى ترى يوسف يخرج اخيرا والى جواره جينا لم تستطع ان تخفى غيرتها وحنقها فهتفت وهى تشيح بوجهها 
انا هروح اغير هدومى 
بدلت ملابسها سريعا وخرجت لتجده فى انتظارها التفتت يمينا ويسارا وتساءلت
اومال فين صوفيا وزين 
رفع يوسف حاجبيه 
روحو 
قلبت شفتيها فى حيرة 
وما استنوناش ليه 
اقترب ليمسك بكفها فجأة 
حاولت ان تنزعه ولكنه لم يعطها الفرصة وهو يجرها خلفه ليجلسها فى النهاية الى جواره فى سيارته هتفت به فى حنق 
انت اټجننت يا يوسف 
رد فى برود وهو يتخذ مقعد القيادة 
اه 
حملقت به لحظات وبعدها لاذت بصمت أخرجها غيظها منه رغما عنها لتسأله
احنا رايحين فين 
ابتسم دون ان ينظر لها 
ع السفارة 
قطبت حاجبيها فى حيرة حذرة 
ليه 
تنهد قائلا 
عشان نصلح الغلطة البشعة اللى عملناها من كام سنة ونتجوز تانى 
تضايقت من عدم اكتراثه بها ولا برأيها كأنها قاصر ولوه أمرها
جواز ايه وسفارة ايه ومين قالك انى موافقة اصلا 
الټفت لينظر لها نظرة سريعة ذات معنى قبل ان ينظر الى الطريق امامه من جديد متابعا
انتى قولتيلى 
تدلى فكها فى بلاهة 
امتى ده حصل 
رد فى تندر واضح
لما كنت فى الحاډثة مين باس راسى وقالى ارجع وقاوم ومش هسيبك لحظة تانى 
شهقت في خجل واحتقن وجهها بشدة حتى اصبح فى لون حبة فراولة ناضجة أشاحت بوجهها الى النافذة تسأله في تلعثم
انت كنت سامعنى 
رد فى عبث 
يعنى حصل اهو 
ردت وهى تحاول التخلص من توترها
غيرت رأيى 
واصل قيادته فى هدوء وكأنه لم يسمعها 
وانا مش هسمح لعندك ده يفرقنا لحظة تانى كفاية اللى ضاع مننا 
ضړبت تابلوه السيارة بكفها في حنق
دلوقتى بتحملنى انا المسئولية 
زفر فى ضيق 
يا ستى مش مهم مين المسئول خلينا نبدأ مع بعض من جديد كفاية فراق بقا كفاية انتى متعبتيش 
احتضنت نفسها بذراعيها يسألها عن الفراق 
لقد ذاقت مراره لسنوات وعاشت قهره للحظات كانت كالدهر وهي تظنه سيدوم ولكن كرامتها لازالت تقاوم 
من فضلك يا يوسف انا مش هروح معاك لمكان احنا محتاجين لسة شوية وقت ارجوك رجعنى لصوفيا 
استجاب لها هذه المرة وسط دهشتها واوقف السيارة على جانب الطريق وهو يفك حزام الامان تنهد في عمق قبل ان يلتفت لها 
ايلينا خلينا نتكلم جد المرة دى انتى عارفة انى مش ممكن اغصبك على حاجة بس ولو لمرة واحدة خلينا نعيش الحب بوشه الحقيقى خلينى نشوف سعادته كفاية الۏجع اللى شوفناه منه لو لسة مش قادرة تسامحينى مش هكلفك فوق طاقتك بس خليكى فاكرة انا اد ايه بحبك 
تأملته فى قلق وهو يدلك صدره فى تعب واضح فهتفت به فى توتر
مالك اكيد تعبت من السفر والمجهود 
هز رأسه يجيبها بابتسامة متعبة 
انا كويس متقلقيش بس تعبت من السواقة ممكن انتى تيجى تسوقى بدالى 
هزت رأسها بالموافقة ليتبادلا الأماكن 
اسند رأسه على النافذة الزجاجية مغمضا عينيه لتبدأ هى فى مراقبة ملامحه الساكنة 
كم اشتاقت لكل شىء فيه 
تمنت لو مدت اناملها كما كانت تفعل دائما فى السابق ومررتها على قسمات وجهه 
أخذت تدق على عجلة القيادة بأناملها الطويلة وهى تبدل نظرها بينه وبين الطريق امامها قبل ان تنظر اليه مرة اخيرة وتنطلق بالسيارة ليس عودة الى صوفيا بل الى السفارة ليعقدا قرانهما من جديد 
ابتسم من حبيبته التى لن تتغير ففى حبهما تريد ان تكون لها الكلمة الاخيرة ولا مانع لديه ان كان قد خطط لما فعله الان ليصل الى ما يريده ويجعلها تعترف بشكل عملى انها تريد الوصال بينهما مثله تماما 
لا ليه يا صوفيا 
قالها زين فى احباط وهو ينظر اليها فى رجاء لتنهض فى بطء 
زين احنا لسة محتاجين وقت

نهض ليقف فى مواجهتها 
وقت ايه وليه مش كفاية اللى راح 
تأملته بعينين حزينتين كيف تشرح له تلك الطلاسم المعقدة بداخلها 
هل تخبره بأنها حتى بعد ان اخبرتها سمر بكل شىء وعلمت منها بما عاناه لم يشفع له كل هذا ابدا اذا انها علمت انها كانت اختياره الأخير 
لا يمكن مقارنته بيوسف فايلينا كانت لديه دوما الاختيار الاول حتى وان كان رغما عنها 
اخرجها من شرودها هتافه 
صوفيا انا تعبت يلا بينا دلوقتى ع السفارة نكتب كتابنا زيهم 
ابتسمت فى حزن اتراه لازال يخشى من ابيه ولكنه قاطع افكارها بصرامة 
انا مش هرجع مصر غير وانتى على ذمتى 
واجهته فى تحد 
يبقى مش هترجع خالص 
عقد ساعديه ورد فى تحد مماثل
متأكدة 
هزت رأسها وتركته وهو يفكر فى تلك التى تمردت عليه محاولا ايجاد طريقة لقمع تمردها هذا واعادتها اليه بأى ثمن 
اشتاق طفولتها مشاكستها وعنادها وكل شىء فيها هو لن يتنازل عنها ابدا هذه المرة ولو كلفه الامر عمره 
دلفت ايلينا الى جناحها فى الفندق الذى حجزه يوسف ليقضيا فيه ليلتهما قبل ان يغادرا الى مصر فى الصباح اضاءت نورا خاڤتا واتجهت الى المرآة تفك وشاحها وتطلق لشعرها العنان خلف ظهرها 
اغمضت عينيها تتذكر كل ما مرت به فى الايام الماضية فلم يعطها فرصة لتشرد بأى شىء في وجوده اذ شعرت بكفه يداعب خصرها ليلف ذراعه يضمها اليه بينما يستند بذقنه الى كتفها وينظر الى انعكاس صورتها في المرآة هامسا
اتأخرتى عليا ليه 
رددت فى توتر لاتدرى اهو خجل
ام انها بعدها لم تستوعب انه اصبح الى جوارها من جديد يضمها بين ذراعيه
ام هى سعادة
ام دهشة وذهول 
هى اذن حالة الفوضى التى كانت تنتابها دوما معه شعورها بأنها تسقط كل يوم فى عشقه كمراهقة من البداية 
كنت بطمن على ادم 
ابتسم وهو يضمها اليه اكثر
الواد اتعلق بيكى بسرعة وحبك انا كدة هبدأ اغير 
تنحنحت لتجلى صوتها المتحشرج
انا كمان حبيته اوى 
واضافت وقد خطړ على بالها شىء
يوسف انت ليه بصتلى البصة الغريبة دى انا وزين لما كنت ليه بصتلنا كدة تعرف انا فهمتها ايه 
تنهد فى حرارة وهو يقطب حاجبيه
فهمتيها ايه انتى مكنتيش واخدة بالك انه تقريبا كاان حاضنك يا ست هانم 
اتسع ثغرها فى ذهول والتفتت قليلا بوجهها اليه 
يوسف انت كنت فى ايه ولا فى ايه وبعدين انت بتغير من زين اخوك معقول 
شدد من ضمھا اليه بتملك واضح 
انا بغير من الهوا اللى بتتنفسيه من الهدوم اللى بتلمس جسمك بغير من زين من
 

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات