الجزء الثالث بقلم سارة المصري
انتى عاوزاه بس الاول اسمعينى
شهقت في عڼف تحاول ان تلتقط بعض الهواء لتقاوم هذا الضيق الذي الم بصدرها فجأة
الخېانة متبررش انت مفيش فايدة فيك هتفضل طول عمرك حقېر ونجس وۏسخ
واستمرت فى سبه ولعنه بأشنع الالفاظ التى تعرفها غير معطية له اى فرصة للنطق حتى اصبح على وشك فقدان اعصابه يريدها فقط ان تسمعه
طالعته فى حقد وازدراء لا يليق حتى بفأر اجرب
انت من النهاردة بالنسبالى ولا حاجة انا مهما حاولت انضفك من الوحل اللى انت فيه برضه هتفضل ۏسخ ياريتني كنت في قذارتك ياريتني كنت اقدر احسسك بجزء من اللي انا حاسة بيه يا ريتني كنت اقدر أخليك تدخل اوضتك هنا وتلاقيني على سريرك ده وفي حضڼ راجل غيرك
كيف سمح لأنامله التى طالما ضمتها اليه وازاحت خصلات شعرها عن جبينها خوفا ان تزعجها ان تلطمها بتلك القوة
هل اراد اسكاتها فقط لتسمعه
هل تلويحها بالاڼتقام منه بهذه الطريقة أذهب بعقله
لا لن يسامح نفسه ابدا
نظرة الى يده واخرى اليها وهي تتحسس الم صڤعته التي فجرت دموعها فجأة كأنها ابرة اخترقت بالون منتفخ من المطاط
لم يحتمل أكثر
اقترب ليضمها اليه فدفعته بقوة وهى تهتف به
اطلع برة مش قادرة أشوفك مش قادرة
لم يكن امامه سوى ان يرضخ لها ولو لدقائق ترك الغرفة بأكملها وهو يلعن نفسه ويلعن تلك الجينا
اما هى فاڼهارت ارضا
تمنت ان ينكر كل شىء وان يظل على انكاره للنهاية ولكنه اعترف ببساطة
اخذ ما حدث يجوب بذاكرتها من جديد
الحقيقة المرة التى ساقتها الاقدار اليها صدفة
مجرد صدفة فبعد ان اطمئنت على صوفيا دلتها احدى صديقاتها على مشفى جيد لتطمئن فيه على وضع حملها ذهبت الى هناك وبالمصادفة التقت بريان الذى كان يعمل بالمشفى بدوره حاولت ان تكون على طبيعتها حين رأته وردت تحيته فى روتينيه شديدة وقبل ان ترحل اوقفها يسألها عن احوالها
تنهدت تخبره في بساطة
مبسوطة جدا اتمنالك السعادة انت كمان مع حد يقدرك
تنهد بدوره فى حزن
كنت اتمنى السعادة دى معاكى انتى ايلينا
زفرت فى ضيق وهي تمنعه أن يأخذ الحديث الى مسار اخر
ريان الموضوع خلص بلاش الكلام ده انا اتجوزت وبحب جوزى جدا وهوا كمان بيحبنى
متأكدة أنه بيحبك ولا خيالك بيصورلك
ردت في ثقة وهي ترفع رأسها كأنها تفخر بحبه لها
طبعا متأكدة
ابتسم وهو يشيح بوجهه
واللى بيحبك ده ينفع يتجوز عليكي
لم تفهم ما يرمى اليه فى البداية
يوسف يتجوز عليا انا لا طبعا
رد في خبث وهو يتصنع البلاهة
ايه ده هو انتى متعرفيش
قطبت حاجبيها في نفاذ صبر
معرفش ايه
هز كتفيه وهو يواصل ادعاءه للبراءة
افتكرتك عارفة
هتفت فى حدة وغيظ من خبثه الواضح في الحديث
عارفة ايه يا ريان قصدك ايه
داعب ذقنه بسبابته للحظات قبل ان يلقي قنبلته الحاړقة بهدوء مقاتل رخيص يأتي عدوه من حيث لايدري
عارفة انه متجوز عليكى
اخترقت الكلمة اذنيها كطلقة رصاص مدوية
تحسست بطنها تستشعر من جنينها حب ابيه لينفي تلك التهمة الحمقاء بسهولة
ازدردت ريقها وهى تحاول ان تستجمع كل ذرة ثقة لديها بيوسف
كل لحظة حب عاشتها معه لتؤكد لنفسها ان ريان اما يهذى او يوقع بينهما لا اكثر
اهتزت ابتسامة ساخرة على شفتيها تواجه بها وقاحته
معقول مش لاقى حاجة توقع بيها بينا بتلعب لعبه اتلعبت فى مليون فيلم قبل كدة
مد ريان شفتيه بعدم اكتراث كأنه يخبرها عن اخر افلام نجمه المفضل وليس عن خېانة الرجل الذي تحب
فيلم اللى انا بقوله ده حقيقى ولو حابة تتأكدى بنفسك انا هساعدك
ابتسم في ظفر حين لمح نظراتها المتحدية تتبدل تدريجيا الى أخرى مترقبة لما سيقوله وتابع في هدوء فاكرة جينا جينا من حوالى تلات سنين كانت بتيجى المستشفى تتابع حملها مكنتش متجوزة والموضوع ده فى باريس عادى يعنى سألتها وقتها مين ابو الطفل ورفضت تقول بس ساعة ولادتها كانت بټموت ومكنش فيه حد جنبها غيرى عشان عيلتها كانت مسافرة وقتها قالتلى ان يوسف يبقا ابو الطفل ووصتنى انه لوجرالها حاجة اكلمه واعرفه بوجوده طبعا انا مستنتش لما يجرالها حاجة كلمت يوسف وهو فى البداية مصدقش بس بعدها بحوالى شهر جه هنا وعمل دى ان ايه واتأكد انه ابنه واتجوز جينا طبعا وبقاله اهو كام سنة رايح جاى عليها
اغمضت عينيها فى قوة حثت نفسها على التماسك لا يوسف لا يمكنه ان يفعلها حتى قبل ان يتزوجا لم يقع فى تلك المعصية ابدا لم يصل الى هذا الحد من الانحطاط كيف يصل الى هذا بعد حبهما وزواجهما وعدها انه لن يخنها او ېجرحها ابدا
طالعت ريان في حقد قبل ان تهتف فى حدة
انت كداب
ابتسم ريان وكأن السبة ليست موجهة له
انا مقدر انفعالك طبعا بس انا مش كداب لو عايزة تتأكدي انا معنديش مانع
زفرت فى ألم
تتأكد من ماذا
من خېانة يوسف
لا بل من برائته وكذب ريان
لقد وعدته انها لن تفقد ثقتها فيه مجددا
ولكن هى تحتاج ان تثبت لهذا الوغد انها احسنت الاختيار
ستخرج من بين أدلته الكاذبة دليلها الواضح لبراءة حب عمرها وزوجها
رفعت رأسها فى تحد
ماشى يا ريان هروح معاك بس عشان أأكدلك انك غلطان
هز كتفيه في بساطة وثقة
وانا موافق
اصطحبها الى منزل جينا وهناك رأت والدتها تجلس فى حديقة المنزل وهى تضع فى حجرها طفل فى الثانية من العمر تقريبا وبعد ان انتهت من اطعامه هبط من على ركبتيها ليسير بخطوات حثيثة ويلهو فى المكان نظرة واحدة من ايلينا كانت كافية لتدرك الجزء الاكبر من الحقيقة فالطفل نسخة مصغرة من يوسف ولكن لا
ربما الوساوس هى من صورت لها هذا عليها ان تتماسك تحسست بطنها وكأنها تحاول ان تستمد من جنينها القوة
كأنها تستدعى منه روح ابيه التى تسكن الان فى رحمها وتستمد منه ثقتها به شعرت بيد ريان تطوق ذراعها وهو يقول
ايلينا انتى كويسة
هتفت فى ڠضب وهى تنتزع ذراعها من يده
متلمسنيش خالص شوف جينا فين
مرت دقائق كأنها قرون وعقلها تتداوله كل الاحتمالات التى تبرىء يوسف ولكن نظرة واحدة للطفل الذى كان يلهو امامها كانت كافية لدحض كل هذا
جاءت جينا اخيرا مع ريان وهى تحمل بيدها حقيبة صغيرة
وعلى طاولة مستديرة فى الحديقة نظرت الى ايلينا فى ارتباك بينما نظرت لها الثانية مطولا وهى تقاوم رغبتها فى الفرار من المكان والهرب من الحقيقة التى تقف على اعتابها تنحنحت لتقول بصوت حاولت جعله متماسك وهى تنظر الى الطفل بطرف عينها
الولد ده يبقى ابن مين يا جينا
تنهدت جينا وهى تنظر الى ريان فى لوم
مكنش لازم اثق فيك ريان
حاول ريان تصنع البلاهة من جديد
انا كنت فاكرها عارفة عادى عندنا الراجل بيتجوز اتنين وتلاتة واربعة ولا ايه يا ايلينا
تجاهلت ايلينا حتى النظر اليه وهمست وهى تغرز اظافرها فى مفرش الطاولة
الولد يبقا ابن مين يا جينا
مررت جينا يدها فى شعرها وردت فى تلعثم
ادم يبقا ابن يوسف
دققت ايلينا النظر بها للحظات قفز قلبها في صدرها ليلكم ضلوعها في قوة ينبهها أنها في واقع وعليها أن تواجهه هي ليست قيد احدى كوابيسها اللعېنة جذبت مفرش الطاولة في عڼف لتهتف في استنكار لكل شىء
كدابة كدابة يوسف مستحيل يتجوز عليا او يخونى
تفحصت جينا وجهها تعاين انفعالاته بدقة وبعدها القت نظرة على ريان قائلة
اعتقد ان وجودك ملوش لزمة دلوقتى من فضلك عايزة اتكلم معاها لوحدنا
نظر الى ايلينا التى لم تعره اهتماما وهز رأسه فى تفهم ليغادر المكان
راقبته جينا حتى خرج من الباب وقالت وهى تشابك اصابعها
انكارك للحقيقة مش هيفيد بحاجة يوسف مكنش عايزك تعرفى دلوقتى بس ريان غير كل حاجة كان راسملها الولد يبقى ابن يوسف تصديقك من عدمه مش هيفرق
هزت ايلينا رأسها وهى تواصل فى اصرار لا تعرف هى نفسها من اين جاءت به
كدابة مستحيل
نقرت جينا بأصابعها الرفيعة على الطاولة للحظات قبل أن تفتح حقيبتها فى بطء كأنها تتلاعب بأعصاب الاخرى التي أخذت تراقبها وهى تخرج عدة اوراق وتمد يدها اليها بهم قائلة
اعتقد ده يخليكى تصدقى ده عقد جوازى من يوسف موثق من السفارة ودى شهادة ميلاد باسم ادم يوسف البدرى
اختطفت ايلينا الاوراق من يدها وتمعنت بها فى جنون تبحث عن اى خطأ ولكن هباءا
الدليل القاټل لخېانة زوجها الان بين يديها
وضعت رأسها بين كفيها تحاول استيعاب الحقيقة التى لم يعد هناك مجال للشك بها
يوسف البدرى خاڼها
يوسف نقض عهده لها
يوسف سلبها الامان
يوسف سمح لغيرها ان تشاركه اسمه
يوسف سمح لجزء من روحه ان يسكن رحما غير رحمها يوسف منح لمساته وهمساته وحنانه لغيرها
اختنقت عبراتها مع انفاسها وتكالبا معا لحبس نبراتها داخلها
استجمعت جل ارادتها لتحرر حروفها من مخالبهما وهى تتجنب النظر الى عينى جينا الظافرتين
امتى حصل امتى
اجابت جينا
من
تلات سنين
كيف خرجت الضحكة من ثغرها لا تدري
هل تغير جهازها العصبي فأصبح يستقبل الصدمات على نحو مختلف
طرقت الطاولة بقبضتها وضحكتها تتعالى أكثر حتى سمحت لبعض دموعها المخټنقة بالتقاط بعض انفاسها متسللة عبر الجفون
تلات سنين وفى الاخر عرفت صدفة ازاى حملتى الأول وبعدين اتجوزتو ولا العكس بسؤالها ارادت ان تنفى عنه چريمة الژنا فخيبت الأخرى املها بردها
الحمل الاول
حقېر
احقر مخلوقات الله
زان وعاص وخائڼ
تحاملت على نفسها ونهضت لتسمع جينا تواصل فى رجاء
لو سمحتى يا ايلينا ياريت يوسف ميعرفش ان ليا علاقة بانك عرفتى انتى عرفتى عن طريق ريان ارجوكى عرفيه كدة
ابتسمت فى سخرية وهي تتحسس بطنها التى اخذت الالام تداهمها اسفلها نظرت الى جينا هامسة فى انهاك واضح
هسبهولك خالص انتى وهوا شبه بعض
شعور بالاشمئزاز ملأها فى تلك اللحظة اشمئزاز منه ومن نفسها
كراهية له ولروحها ولقلبها الذى احبه بكل ما به من طاقة
عادت الى منزل صوفيا فلم تجدها
دلفت الى حجرتها وقفت امام المرآة لتتفاجىء بصورة امرأة اخرى لم تعرفها فى