الجزء الثاني بقلم سارة المصري
متخيلة انه مش هيقدر يعملها كنت متخيله انه هيجيلى فى اى لحظة ويقولى يلا نهرب من كل العالم ده ونعيش لبعض وبس
واضافت فى حړقة ودموعها تنهمر بغزارة
ازاي قلبه طاوعه يعملها ازاي يعمل كدة في نفسه وفيا
واضافت وهى تتجه الى الخزانه لتضربها بقبضتها
بس عملها خلاص فمش هستحمل اكون معاه فى بلد واحدة مش هستحمل اكون قريبة منه وبفكر فيه ليل ونهار وهوا فى حضڼ واحدة تانية حاسة اني بتخنق وروحي بتروح مني ھموت يا ايلينا همووووت ازاي هنت عليه ازاي
انا هبقى جنبك يا صوفيا عايزة تسافرى وتسيبنبى
ابتسمت صوفيا فى حزن وهي تهمس في ألم بلغ أقصاه
انا محدش جنبى ابدا انتى عندك جوزك واخوكى وحياتك
حاولت ايلينا ان تقول شىء لتدافع عن نفسها ولكن صوفيا بسطت كفها قائلة
انا مش بلومك ابدا انا اتعودت على كدة امى اتجوزت وخلفت وبقا ليها حياتها ونسيتنى وابويا اتجوز وخلف وبقا ليه حياته وسابنى هوا كمان تفتكرى هستنى من مين اهتمام لو اقرب الناس ليا رمونى انا حتى لو مت محدش هيحس بيا
اوعى تقولى كدة انا اسفة صوفيا اسفة فى لحظة ان الاحساس ده يكون وصلك بس ارجوكى بلاش تسافرى
شهقت صوفيا وهى تتخلص من ذراعى ايلينا قائلة
خلاص ايلينا انا خدت قرارى ومش هرجع البلد دى تانى هرجع لحياتى اللى كنت عايشاها يمكن لما ارجع انسى كل حاجة
يتساءل للمرة الألف هل ما فعله هو الصواب ويعود ليسخر من روحه
هو يعرف انه ابعد مايكون عن الصواب
هو فقط يتخبط بين جدران حيرته وفشله وضلاله يشعر بالضعف
الطعنه التى تلقاها فى رجولته أصابته بالهشاشة
اراد ان يحتفظ بقوته للنهاية حتى لو كان قاسېا عليها ذاك ارحم من ان ترى قلة حيلته وعجزه
ماالذى عاقب نفسه به
زواجه من سمر الذى سمح لابيه بكل بساطة ان يجبره عليه وهو يحاول ان يقنع نفسه انه فعلها بالرضا لينقذ اسم العائلة وشرفها وماهى الا مجرد ذريعة اتخذها ليبعد صوفيا عنه فلم يعد جديرا ابدا بتلك النظرة التى تحدقه بها دائما لتشعره بأن الكون يخلو من أي رجل سواه
تحبه ويعلم ولكن لكل منهما طريقته ومذهبه في العشق
نظر الى ساعته يعلم انه تأخر ولكنه سيذهب فى النهاية بقى فى شركته وحيدا ليبتعد عن تلك الاجواء فى القصر
امه أخذت تقبله فى سعادة حينما علمت بقراره وهى تظن ان دعواتها اخذت طريقها الى السماء بالسرعة التى تمنتها وتخلص ولدها من تلك الخواجاية ليتزوج ابنه عمه ابنة الاصول التى ربتها على يديها لم يعد قادرا على مسايرتهم فى هذه اللعبة فابتعد عن القصر قدر الامكان ولكن اليوم هو الزفاف اى زفاف زفافه على تلك المخادعة التى تدعى ابنة عمه تلك الكلمة التى ظل ابوه يرددها على مسامعه طيلة الفترة الماضية ليشعره ببطولة ما يقوم به
ابتسم فى مرارة وهو يتخيل صوفيا حوريته فى ثوب الزفاف
هل يمكن لأحد ان يصادر خياله ايضا
يتخيل عينيها تلتمعا بابتسامة تزيد جنونه وهوسه يتخيل رقتها وهى تتهادى لتتأبط ذراعه
يتخيل خجلها وهى بين احضانه للمرة الاولى
تنهد فى قوة لو استغرق فى خياله اكثر فسيذهب الى الچحيم عوضا عن الذهاب الى سمر
ابتسم فى سخرية فسمر والچحيم فى اى شىء يختلفان
لقد خرج من الجنه وذهبت حوريته للابد ولا بد انها الان ټلعن الساعة التى رأته فيها وتنعته باشنع الصفات
كم مرة منع نفسه من الذهاب اليها والفرار بها وليذهب كل شىء بعد هذا الى الچحيم لما لم يكن القدر اكثر رحمة ليضمها مرة واحدة فقط قبل ان
شعر بأنامل رقيقة على كتفه فاستدار فى بطء هل تحول الحلم الى حقيقة بتلك السرعة ام انه لازال يعيش داخل هوس ما يتمناه
انا هسافر يا زين
ومش هرجع تانى
مد يده الى يدها التى تلامس وجنته وأزاحها فى رفق ومهما حاول تركها من كفه لا يقدر وكأنها مغناطيس يجذب قطعة
معدن همس فى الم
ربنا يوفقك فى اللى جاى وتحققى اى حاجة تتمنيها و
لم يستطع ان ينطق بها مجرد تخيلها مع شخص اخر لا يقدر على استيعابه هى حوريته فقط جنتها حكرا عليه
نعيمها وحده من بشره القدر به
وايه يبعتلى انسان يحبنى غيرك تقدر تقولها يا زين
صوفيا
اقتربت اكثر فكاد ان يتراجع خطوة للخلف فأمسكت بذراعه لتمنعه بينما تركت يدها الاخرى فى كفه وقالت وهى تتمعن فى ملامحه
قولى انك مش كدة يا زين قولى ان احساسى صح قولى ان فيه ظروف اضطرتك وانا حتى مش هسألك ايه الظروف دى
واغلقت عينيها للحظة فتحتهما بعدها لتنهمر دموعها قائلة
بس متشوهش اجمل احساس حسيت بيه فى حياتى انا هسافر ومش هرجع تانى بس عاوزة اسمعها منك
قال وهو يشيح بوجهه للاتجاه الاخر مبتعدا بعينيه عنها يحاول ان يبحث عن تماسكه عن قوته عن قسوته عن اى شىء لا يجعله يصرح بالحقيقة ولكنه عجز سوى عن قول
صوفيا متصعيبهاش عليا ارجوكى
ادرات وجهه اليها ودمعة غافلته لتسقط رغما عنه فقالت وهى تمسحها باصبعها وتحتضن وجهه بين كفيها
قولها وميهمكش اى حاجة مش هطلب منك اى حاجة قصادها مش هطلب منك تشرح اى ظروف اضطرتك
كان يراقب كل شىء فيها عينيها انفاسها شفتيها يديها التى تحيط وجهه يريد ان يطبع كل ملمح فيها فى عقله لا يصدق انها ستذهب بلاعودة وان قرار اعدامه قد جاء موعد تنفيذه لم يعد لعقله اى وجود وهى تواصل فى حړقة
مش معقول كل اللى حسيت بيه معاك كان وهم كان خيال عايشة فيه لوحدى قول انك بتحبنى لسة يازين قول انك بت
ولم يترك لها الفرصة لتكمل لم يسعفه عقله ابدا وقد استنفذت مشاعره
انحنى فجأة ليقبلها دون ان يدرى كيف
دون ان يفكر انه يخرج عن كل مبادئه واعرافه
دون ان يشعر ولو للحظة انه يرتكب اى ذنب
ان كان اعدامه قد حان فتلك هى الرغبة الاخيرة فى الحياة
الحياة التى بدأت فقط بنظرة واحدة من عينيها وقلب لم ولن يدق لسواها
قلبه الذى يخفق فى عڼف وهو لا يتخيل انه على بعد لحظات من حرمانه منها للابد
كلما تخيل هذا الظن ضمھا اليه اكثر وبثها كل مخاوفه وعشقه واجابها بسهولة عن كل ما دار فى عقلها من شكوك
تلاشى تماما فى لحظات كل ما علمها اياه وكل ما منع نفسه عن ارتكابه طيلة عمره وهو يمرر يده فى شعرها وينزع عنه حلية صغيرة وضعتها فيه
قبلها فى قلة حيلة فى اختناق فى خوف فى حب جارف
اما هى فحصلت على اجابتها وتيقنت من انها لم تخدع ولو للحظة فى مشاعره تجاهها
شعرت بألمه ووجعه وضعفه
نسيت كل شىء حولها وذابت فى لحظة جنونه هذه حتى ابتعد بصعوبة عن شفتيها واسند جبينه الى جبينها وهو يلهث بشدة ويحيط خصرها بذراعيه فى تلقائية فقالت بانفاس متقطعة
انت لسة بتحبنى يا زين
اجابها وهو يغمض عينيه فى الم
وهيفيد بايه
وضمھا اليه قائلا فى ضعف كم كره ان يظهر امامها
هيفيد بايه ومفيش حاجة هتتغير بعد دقايق فرحى مبقاش ينفع يا صوفيا
تشبثت به اكثر قائلة
انت پتتعذب يازين انا حاسة انك پتتعذب وانا مش هسألك اكتر من كدة بس كفاية عليا انك انت بتحبنى وبس ولو حبنا ده سببلك اى ۏجع فانا هبعد من غير حتى ما اعرف ليه
افلتها زين من بين ذراعيه قائلا
صوفيا انت حبك اجمل حاجة حصلت فى حياتى بس كل حاجة اقوى منى سامحينى يا صوفيا انا
وضعت اصبعها على شفتيه قائلة
انا هبعد بس مش هحتاج منك اكتر من وعد اوعدنى زين انك هتحاول ترجعلى وتصلح كل حاجة
ابعد اصبعها وهو ينظر الى عينيها فى الم كيف يعدها بما لا يمكنه ان يبر به
صعب صعب يا صوفيا
همست فى حب
بس مش مستحيل انا هستناك حتى لو عدت قاطعها بسرعة
يبقى بتظلمى نفسك وبتحكمى عليها ټندفن معايا
اسندت رأسها على صدره قائلة
وانا مش هسيبك ټموت لوحدك انا هفضل مستنياك وانت هتدور
عليا وهتلاقينى مش هضغط عليك اكتر من كدة خلى حبك يقاوم كل حاجة وارجعلى مش عاوزة اكتر من وعدك ليا بده اوعدنى انك هتحاول
كانت تشعر بصدره يعلو ويهبط فى جنون تشعر بعڈابه بالمه وتردده بصرخاته المكبوته التى يحبسها عن العالم وتسمعها هى بوضوح بحر مشاعره العميق تغوص هى فيه الان
ابتعدت عنه فى هدوء ونظرت اليه نظرة وداع اخيرة وقبل ان تلتفت لتذهب تنهد وهو يغمض عينيه لثوانى ستذهب بلا عودة
سترحل ولن تراها مجدد
اعطها واعط لروحك بعضا من الامل
اعطها ماتريد ربما كانت الايام اكثر رفقا بك وبها امسك بذراعها قبل ان تبتعد وضمھا اليه من جديد لم يترك حتى للهواء فرصة ان يتسلل بينهما ډفن رأسه بين خصيلات شعرها الاشقر وأخذ نفسا طويلا من رائحته وبلله بدموعه التى سالت رغما عنه وكلما تنفس كلما امتلأ صدره بعبقها اكثر غير مصدق انها لحظة الوداع مرر يده فى شعرها قائلا
اوعدك انك هتفضلى جوايا لاخر لحظة فى عمرى اوعدك انى هفضل احبك لاخر نفس فيا
قالت ويداها المرتعدتان تتركان ملابسه التى تشبثت بها
وانا مش عايزة اكتر من كدة طول ما حبى جواك هتحاول مرة واتنين وعشرة وانا هستناك حتى لو لعمر تانى
واضافت وهى تضع يدها على صدره
طول قلبك ده ما بيدق قلبى انا كمان هيفضل يدق معاه هفضل احبك طول عمرى
وتراجعت للخلف وهى ترسم ابتسامة تقاوم بها كل صرخاتها ونحيبها لتلتفت فجأة وتطلق العنان لكل دموعها ابتعدت بخطوات سريعة وهو عاد الى نافذته ليراها تسرع بخطوات تشبه الركض
لن تلتفت ابدا له فان التفتت ستعود اليه دون شك
ان التفتت سيلحق بها ويلعن هذا العالم بكل مافيه سيسحق كل شىء تحت قدميه
ولكنه وعدها ان يعيد لها زين الذى احبته فهو الاجدر بها من هذا الضعيف الذى عجز عن حمايتها
تنهد بعمق والم وصړخت كل خلية من خلاياه وكل ذرة من كيانه وهى تختفي
وداعا صوفيا وداعا حوريتى الجميلة
وداعا كل شيء
الفصل التاسع عشر
انتهى حفل الزفاف الذى كان رائعا بمقاييس كل من دعي لحضوره الا صاحبه فلم يشعر سوى انهم يشيعونه لمثواه الاخير بعد أن صدر حكم الاعډام بحقه ورحلت صوفيا منذ