عروس بلا ثمن
حلم رائع تخشى الاستيقاظ منه تدعو الله ان يكمل تلك الفرحة على خير لها
مرت الايام سريعا بها فى حمى اخبار جارتها سعاد والتى لم تكن صډمتها اقل من صديقتها مها والتى هتفت پصدمة فور قيام زينة باخبارها عن اخبارها الجديدة اثناء جلوسهم معا فى كافتريا الشركة لتتلفت زينة حولها بقلق قائلة بړعب
مها علشان خاطرى
اهدى شوية كل العيون بقيت علينا
لم تنطق مها بحرف بل ظلت تنظر اليها ببلادة عدة لحظات جعلت زينة تملل فى مقعدها تهمس باسمها بقلق لتهز مها رأسها بقوة يمينا ويسارا تحاول الخروج من صډمتها قبل ان تهتف بفرحة قائلة بتاكيد ومعرفةكمن كان يعرف كل شيئ منذ البداية ولم تنصدم من قليل
واخذت تثرثر بعدها عما تنتوى ارتداءه فى الحفلة وتفاصيل كثير اخذت تتحدث عنها بحماس ليمضى بيهم الوقت فى ثرثرتهم تلك وفتتعرض ثانيا لنفس الوقف فور اعلامها لسعاد بشأن الخطبة لتجلس بصمت وذهول فى البداية ثم تصيبها حمى الحماس فجاءة هى الاخرى تثرثر بسعادة وصوت مخټنق بدموع فرحتها لتشعر زينة بالسعادة وهى ترى كل هذه الفرحة منها لها
مضت بها الايام بين دوامة حماس مها والسيدة سعاد فلم يتركا لها فرصة للتفكير فيما هو اتى تشعر بالدوار من شدة حماسهم هذا
ها هى تجلس مرتديه اياه فى انتظار وصوله بقلق وتوتر اخذ بالتصاعد كلما اقتربت الساعة المقررة لحضوره تشعر بالاشتياق الشديد لوالديها فى تلك اللحظة و مرارة فقدانهم كما لو كانت فقدتهم بالامس فقط تتمنى وجودهم معها فى هذ اليوم بشدة اصابتها بخنقة فى حلقها جعلتها توشك على البكاء
ليه كل القلق اللى على وشك ده قلقانة كده ليه ما زمان عريسنا جاى وكلها ساعة وتبقى حرم رائف بيه الحديدى ومحدش فينا هيعرف يكلمك بعدها ياستى
التفتت اليها زينة بعينين تلتمع بدموعها ناظرة لها بأمتنان تدرك محاولتها لابعاد تفكيرها عما يحزنها فى تلك الحظة تهمس لها بصوت اجش ضغيف
بجد يا مها انا مش عارفة اقولك ايه انتى بجد نعمة ربنا بعتها ليا وفى وقت انا كنت فى اشد الحاجة ليكى فيه
ارتسم الجد فجاءةعلى وجه مها قائلة لها بجدية
اسرعت زينة ترتمى بين احضانها تكاد سيطرتها على تلك الدموع تتلاشى فى تلك اللحظة لتربت مها فوق خصلات شعرها بحنان عدة لحظات تطمئنها بلمساتها الحنون قبل ان تبعدها عنها قائلا بحسم زائف وصوت مرح
مش وقته خالص
العياط احنا نكتب الكتاب والعريس يمشى ونقعد انا وانتى ونجيب طنط سعاد ونعمل حفلة عياط محصلتش بس نخلى الدموع دى لبعدين
ضحكت زينة بمرح على كلماتها المرحة تلك مبددة ءلك الحزن المرتسم على ملامحها لتمر بهم لحظات قليلة
وقفت زينة على قدميها تنظر باتجاه مها تهمس بتوتر وارتباك
مها ايه رايك فيا كل حاجةمظبوطة
مها وهى ترجع خصلة صغيرة من شعرها هاربة الى مكانها برقة تهمس بتأكيد وفخر
زاى القمر ارهنك انه هينبهر لما يشوف كل الجمال ده ادامه
ابتسمت زينة بسعادة فرحة بكلمات مها المشجعة لها تنظر باتجاه الباب لتمر لحظات حتى دخل العم رزق جارهم مرحبا بحفاوة بهؤلاء القادمين معه تراقب دخول ياسر خلفه رجل متوسط العمر يرتدى بذلة رسمية ويحمل حقيبة جلدية ادركت بانه المأذون ولكن من تنتظر دخوله بفارغ الصبر لم يتبعهم فاخذت تنظر بقلق فى اتجاه الباب غير واعية لاقتراب ياسر المتجهم الوجه منها مادا يده اليها مهنيئا برسمية شديدة جعلتها تشعر بالبرودة تزحف ببطء فوق جسدها وهى تقدم له يدا مرتعشة تستقبل تهنئته بصوت خاڤت تتسأل بداخلها اهذا التجهم المرتسم فوق وجهه موجها لها هى رفضا لها ولزواجها بصديقه ام هو طبيعة لديه فهى لا تتذكر رؤيتها له منفرج الوجه ابدا وخاصا فى صحبتها
انتقل ياسر للجلوس بجوار العم رزق دون اى يضيف كلمة واحدة لكنها رغبت بسؤاله عن رائف واين هو وبالفعل فتحت فمها تستعد لالقاء سؤالها لكنها صممت حين رات من احتل افكارها يدلف الى داخل الغرفة بصحبة السيدة سعاد يرافقها ويبتسم لها برقة جعلت النجوم تبرق من عينى السيدة بسعادة اعجابا انبهارا به تبتسم بخجل له كفتاة صغيرة لكن
قطع رائف حديثه الضاحك مع سعاد حين لمحت عينه تلك الواقفة فى انتظاره تتسلط انظاره عليها تمر فوقها ببطء من اعلاها الى اسفلها لاتغفل عن شيئ تلتمع بالشغف فورا لم يستطع اخفاءه متقدما منها
بهدوء وخطوات بطيئة عينيه لاترتكز سوى عليها هى فقط كانها قوة جاذبة له تشده اليها دون اى مقاومة منه
وقف امامها تماما ينظر اليها بشغف هامسا باسمها برقة لا يشاركهم احد لحظهتم هذه
افاقت من دوامة مشاعرها تسعت عينيها برهبة وذهول وهى ترى راسه ينخفض باتجاها ببطء
الكثير من اللوم المستتر
مش يلا يا رائف الاستاذ عاوز يمشى وراه فرح تانى غيرنا
زينة الواقفة مكانها بتوتر بعد ابتعاده عنها تراقب كل ما يحدث بعينين تغشيهما دموع اخذت بالظهور فور ان بدء المأذون بعقد القران لاتدرى اهى دموع فرحتها بزواجها من رائف ام حزنها على ما تفتقدهم معها فى تلك اللحظة الحاسمة فى حياتها
فى احدى الشقق الفاخرة
جلس فريد بجسد مسترخى فوق احدى المقاعد يدير بين اصابعه كأس زجاجى يحمل مادة شفافة يرتشف منها ببطء وتلذذ حتى تعالى جرس الباب فينهض واقفا ببطء يتقدم لفتحه وما ان رأى من يقف بخارجه حتى هتف بسخرية
سوزان هانم بذات نفسها دايه الشرف ده كله
لينحنى بطريقة مسرحية ساخرة يدعوها لدخول تقدمت سوزان الى الداخل بخطوات واثقة تعلم جيدا الى اين تتجه يتبعها فريد ببطء
جلست سوزان تضع قدما فوق اخرى تكشف عن ساقيها فى فستانها القصير وهى تأرجحها تنظر الى فريد بتمهل قائلة بهدوء
من غير مقدمات كده وكلام ملوش لازمة انا جيالك فى موضوع مهم ليك وليا
ضحك فريد عاليا لتتغير ملامح سوزان فورا الى التوتر والڠضب ليقول فريد ممازحا
متزعليش اوووى كده بس انا كنت مراهن نفسى انك اكيد جاية لمصلحة وانا اللى قلت لنفسى لما اتصلتى بيا الصبح وطلبتى تقابلينى انى وحشتك وراجعة تعيد الذى ماضى
نهضت سوازن على قدميها فورا پغضب تختطف حقيبتها تسير فى اتجاه الباب وهى تهتف
الظاهر انى غلطت لما جيت اتكلم معاك
امتدت يده توقفها بسرعة قائلا باسف مزيف
استنى بس رايحة فين حقك عليا يا ستى متزعليش مكنتش اعرف ان سيرة اللى فات هتزعلك اووى كده
صړخت سوزان باسمه پغضب هذه المرة ليرفع هو يديه امامه دليلا على الاستسلام ثم يتحدث بهدوء
خلااص متزعليش تعالى اقعدى بس وقوليلى عوزانى فى ايه
اخذت تنظر اليه عدة لحظات بحذر قبل ان تزفر عميقا مستسلمة تتتجه الى الاريكة مرة اخرى تجلس مراقبه له يتجه هو الاخر للجلوس بجوارها قبل ان يسألها بصوت عملى جاد
خير يا سوزان هانم كنتى عوزانى فى ايه
لم يخفى على سوزان نبرته الساخرة عند نطقه لاسمها لكنها قررت تجاهل الامر تعتدل فى جلستها قائلة بحزم
انت اكيد عارف ان سليمان لما ماټ كتب فى وصيته كل حاجة لرائف
هز فريد راسه ببطء بالايحاب ينظر الى الكأس بين يديه بملل لتكمل سوزان ضاغطة على كل حرف يخرج من فمها بتأكيد مشوق
بس اللى متعرفهوش ان فيه شرط لو رائف منفذوش كل حاجة هتبقى ليا
فورا اتمام جملتها اعتدل فريد فى مكانه يسألها سريعا بلهفة واهتمام
شرط ايه ده ورائف رايه ايه وافق ولا..
قاطعته سوزان بحسم قائلة بغموض
هعرفك كل حاجة بس الاول لازم
اعرف هتساعدنى فى اللى عوزاه ولا وبعدها لينا كلام تانى
ارتسمت ابتسامة ذئبية شرسة فوق شفتى فريد قائلا بتأكيد خبيث
طبعا يا روحى هساعدك عمرك طلبتى ايه حاجة منى تخص رائف وقلتلك لا ابدا
شعرت سوزان بالبرودة تسرى فى جسدها فور نطقه كلماته هذه ترى من خلالها مدى كرهه وبغضه لرائف تدرك بانه الاختيار المناسب فبرغم شعورها بالازدراء منه و لكل اساليبه لكنه ما تحتاجه اليه ان كانت تريد الفوز على رائف الحديدى فى معركتهم معا بعد ان اصبح غولا من غيلان السوق ولا سبيل لها بالوقوف امامه بفردها سوى من خلال مساعدة غولا اخر لها حتى ولو كان من اقذر ما راتهم عينيها فى استخدام اساليبه للفوز لذلك اتخذت قرارها سريعا تقص عليه كل شيئ دون اهمال تفصيلة صغيرة جلس هو خلال حديثها هذا يستمع اليها باهتمام وعينين تشتعل بهم بنيران تغذيها حقده وكرهه لمحور حديثهم
الفصل 8
فصل كبير اهو يابنات يارب يعجبكم واحب اوضح مواعيد النشر مرة تانية لكل
اللى بيسأل او يقولى انتى بتتاخرى النشر هيكون اتنين وخميس من كل اسبوع
اشوفكم على خير ومستنية رايكم فى الفصل
طيب انتى زعلانة ليه دلوقت كده
وجهت مها تلك الكلمات الى زينة الجالسة امامها على احدى طاولات كافتيريا الشركة المكتظة بالعاملين فى فترة الاستراحة فتلفت زينة حولها بتوجس قبل ان تهمس بحزن
مش شايفة بيبصولى ازاى من ساعة ما الخبر اتعرف كانى .....
اسرعت مها تقبض اناملها فوق كفيها قائلة بحزم
سيبكم منهم وهما من امتى بيسكتوا ولا بيبطلوا كلام محدش منهم عنده ليكى حاجة
اخفضت زينة عينيها تخفى المها مما يحدث معها منذ لحظة حضورها منذ الصباح وحتى الان فسألتها مها بمرح فى محاولة لتغير مجرى الحديث
قوليلى عملتى ايه مع رائف قالك ايه لما وصل الصبح خصوصا انكم معرفتوش تقعدوا مع بعض بعد كتب الكتاب ومشى بعده على طول
هزت زينة كتفيها دلالة عن لا شيئ قد حدث فقد اتت صباحا لتجد جميع من بالشركة قد علموا بخبر خطبتهم تتلقى التهانى من جميع العاملين تصاحبها نظراتهم لها حتى صعدت الى مكتبها فتجد شاهى هى الاخرى جالسة كمن فوق راسه الطير لا توجه اليها كلمة واحدة حتى ولو ردا على تحيتها الصباحية ليظلا على هذا الحال عدة لحظات اتى رائف خلالهم يلقى بتحية سريعة عليهم هى وشاهى ثم يتجه الى مكتبه فورا دون ان يوجه اليها حتى ولو نظرة ملقيا بامر صارم من