الأربعاء 27 نوفمبر 2024

من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 48 من 120 صفحات

موقع أيام نيوز


غيبوبة من امبارح بالليل البرد الشديد جاله من يومين ومسألش في نفسه وخرج في عز السقعة ورجع والمطر شغال مشي نص ساعة بحالها حكالي اكده قبل مايدخل الغيبوبة جت له حمى ومن ساعتها كل شوية يدخل عرض جديد وربنا يستر وهو أصلا عنديه حساسية من صغره وده زود الدور عليه .
اهتز فكها بسخرية وتحدثت وهي تض رب كفا بكف 

_ هه يا سبحان الله الفلوس اللي هيم وت نفسه عليها نفعته بإيه دلوك !
مرمي جوة اهه بين الحيا والمۏت ولا كنوز الدنيا تقدر تشفيه غير ربنا قادر على كل شيء.
سألها بتفحص 
_ هو إنتي شمتانة فيه 
نفت كلامه مجيبة 
_ هشمت في ابو ولادي ياعامر ! انى أه بيني وبينه مصانع الحداد لكن وقد التعب والشدة سيبت عيالي وجيت له والله العظيم لو هو مهيسأل فيا ولو م وت مش هيوبقى عنديه وقت يقف في عزايا حتى.
نفخ بضيق من كلامها وهتف باستنكار
_ ليه بتقولي اكده ! إنتي محسساني انك متجوزة شيطان مش إنسان 
لم تريد أن تدخل معه في جدال واستدارت برأسها ناحية غرفته متسائلة
_ متشغلش بالك بكلامي وخترفتي داي المهم ينفع أدخل له 
هز رأسه برفض
_ لا مش قبل بكرة الصبح الدكاترة قالو اكده .
حملت حقيبتها وانتوت المغادرة فهي يستحيل أن تنام بعيدا عن اولادها ولو ساعة واحدة 
_ تمام هبقي اجي الصبح بدري هروح دلوك علشان العيال .
كان لايود ان تمشي فتحدث 
_ هو إنتي لحقتي تاجي علشان تمشي 
_ قعدتي دلوك ملهاش لازمة ولا هتفيده بحاجة ولا هتفيدني .
بعيناي متعلقة بوجودها أردف 
_ طيب استني هوصلك .
كاد أن يحمل مفاتيحه ولكنها منعته قائلة 
_ لا متتعبش نفسك معاي عربيتي .
أنهت كلامها والقت السلام وغادرت المكان بهدوء كما دلفته ووقف هو ينظر على أثرها بعيناي متمنية .
في منزل سلطان المهدي ظهرا دلف عمران الى حجرة والدته بابتسامته التي زينت ثغره وجعلته أكثر بشاشة مرددا وهو يقبل رأس والدته 
_ كيفك يازوبة والله كانك اليوم رجعتي عشرين سنة لورا ياحلوة إنتي ياقمرة.
بادلته زينب الإبتسامة قائلة وهي تربت على يداه بحنو
_ منحرمش منيك ولا من جبرك لخاطري ياولدي ودايما تبقي أحسن الناس .
وضع كف يداه الأخرى على يدها مردفا بحنو 
_ جبر خاطر ايه ياحاجة داي حقيقة والله شاهد على اللي في قلبي 
ثم استرسل حديثه وهو يخبرها 
_ طيب أني همشي دلوك هجيب سكون عايزة تاجي تطمن عليكي وعلى حبيبة كماني معايزاش حاجة نفسك فيها أجيبها لك وياي ياست الناس 
بعيناي تنطق حبا وتعلقا بولدها الوحيد وابن عمرها أجابته 
_ معايزاش غير الستر والسعد ليك ياولدي روح هاتها وأني اهنه مستنياكم .
قبلها عمران من يدها وانتوى الخروج فتحدثت هي قبل أن يخرج من الباب 
_ عمران 
لبى نداؤها وهو يشاور على عينيه 
_ عيونه .
ابتسمت بحنو وأردفت 
_ ربنا يجعل لك في كل خطوة سلامة قلبي وربي راضيين عنك يابن عمري .
دق قلبه برضا وحب لوالدته وأرسل لها قبلة في الهواء كي يعبر عن مدى سعادته بها وبدعائها ثم غادر المكان وأمسك هاتفه وأخبر سكون أن تكون بانتظاره على باب المشفى 
وصل عمران الى المشفى وجد سكون في انتظاره تبادلا السلام بحب نابع من قلبهما ثم صعدت سيارته وانطلقا كليهما الى منزله 
وصلا إلى المنزل وهبط عمران من سيارته ثم تحرك للجهة المقابلة وفتح باب السيارة مرددا وهو يبسط يداه إليها وكأنه يعاملها معاملة الأميرات
_ وه إيه الدلع ده كلياته اللي من حظك ياسكون 
خلي بالك هاخد على اكده علشان متفكرش إنك تعمل الحاجات الحلوة داي في الاول بس 
لااااا ياسيادة العمران هتعودني على حاجة همسك فيها بيدي وسناني أنا قلت أهه اللهم بلغت .
ضحك عمران على كلماتها المحببة إلى قلبه مردفا بتأكيد
_يحق لك الدلع والدلال يا أميرتي الجميلة 
واسترسل حديثه وهو يشير بأصبعه تجاه عينيه 
_ من العين داي قبل داي ومن اهنه ورايح مش هتلاقي غير اكده .
سعد داخلها بشدة من طريقة عمرانها التي عشقته ولم ټندم يوما على وهبها قلبها له 
ثم مد يداه إليها حتى تحتضن كف يداها لكي يدلف كلتاهما إلى الداخل ولكنها تحمحمت بخجل وهي تنظر حولها 
_ أممم... ممكن أمشي جنبك علشان... بسسس ..
احتدم وجهه بغ ضب مصطنع ثم قال 
_ وه أني جوزك ياسكون ! كيف تعملي حساب للناس وجوزك هيمد لك يده علشان تحضن يدك وانتي أول مرة تدخلي بيته 
ثم استرسل بأمر لا رجعة فيه
_ هاتي يدك ده احنا فرحنا كمان سبوعين ومتعمليش حساب للناس طالما بنغصبش رب الناس ياحبيبي.
تركت كل كلامه وتشبس عقلها ولسانها بل وكامل كيانها في كلمته الأخيرة ثم مدت يدها بابتسامة وهي تتقوى به ولم تخشى أحدا غير الله في وجوده قائلة 
_ أهو انت اللي مليون حبيبي يالا بقى ندخل علشان عايزة أطمن على
الحاجة وحبيبة .
سكن كف يداها الصغيرة داخل باطن يداه ثم تحركا بسعادة بادية على وجوههم رأتها من تقف بالأعلى وهي تنظر إليهم بغل نابع من عيناها وحدثت حالها وهي تجز على أسنانها وتربع يدها أمام صدرها وتهز قدمها لأسفل بغ ضب عارم 
_ وه اهدي ياوجد اهديييييي ولازم تتعلمي البرود علشان تعرفي تلعبي المباراة وتدخلي أجوان كمان اهدييييييي .
وظلت تنظر لأثرهم لحين دلفوا المنزل واختفوا من أمام ناظريها
دلفت الي غرفتها بخطوات تض رب الأرض غلا وحقدا وصارت تدور حول نفسها وهي تجز على أسنانها پغضب وانتوت أن عيناها تتبعهم خفية علها ترى شيئا تمسكه عليهم كي تشفى قلبها المړيض المملوء بالكره لسكون
أقبلت سكون على زينب وهي باسطة ذراعيها لها 
_ بسم الله تبارك الرحمن وشك ولا وش القمر ياماما الحاجة.
ثم احتضنتها بمحبة وكل منهما تربت على ظهر الأخرى ثم تحدثت زينب بحنو 
_ تسلمي لي يابتي ومنحرمش من دخلتك علي 
ثم تحركت ببطء كي تترك لها مساحة تجلس بجانبها وأكملت بحب 
_ تعالي يامرت الغالي اقعدي جاري اهنه والله اتوحشتك كتييييييير قووي ياداكتورة.
جلست بجانبها وامسكت يدها وربتت عليهما قائلة
_ والله من القلب للقلب ياماما الحاجة 
ثم تلفتت حولها كي تسأل عن حبيبة 
_ أمال فين حبيبة وفين ولادها عاد مش شايفاهم 
أجابتها زينب 
_ سألت عنك العافية يابتي 
حبيبة راحت الحمام وعيالها بوهم خدهم للداكتور علشان عنديهم الصفرا وهو مبيتحملش عليهم الهوا قلبه ضعيف .
أمائت سكون رأسها بتفهم ثم سألتها 
_ بتاخدي دواكي بانتظام ياحاجة
ثم أكملت وهي تنظر إلي عمران 
_ اوعى تكون مهمل الحاجة ومبتهتمش بيها ولا بدواها ياعمران ! مابتها الكبيرة نفسة ومهتقدرش على مراعيتها 
مط شفتيه بامتعاض مصطنع وهتف باستنكار
_ وه ياداكتورة ! أنى أهمل الحاجة زينب وأسيبها لحالها كيف اكده !
ثم أشار إلى والدته مستنجدا بها كي تدافع عنه
_ طب الحاجة قدامك أهي اتكلمي ياست الدار وعرفيها كيف عمران بيعاملك 
ضحكت زينب ضحكة خفيفة ثم نظرت لسكون وأجابتها
_ لا يابتي ورب الناس ما هملني واصل وواخد باله مني وبيهتم بيا على الاخر 
ثم نظرت إلى كلتاهما قائلة بتمني 
_ ربنا يتمم لكم على خير ياولدي ده اليوم اللي بحلم بيه من بقالي كتير ياعمران وأخيرا قرب ياحبيبي وهفرح بيك بس حازز في نفسي فراقك عني ياعمران .
قط عت كلماتها وشهقت پبكاء جعلهم انتفضوا واحتضناها وهم يرددون بدهشة 
_ مالك بس ياست الدار !
وسكون أردفت بنفس دهشته 
_ ليه بس دموعك الغالية داي ياماما الحاجة ايه حوصول !
ارتفعت شهقاتها وتحدثت من بينهن 
_ صعبان عليا انك مش هتبقى جاري ياعمران في أي وقت أقول أاااه ألقيك قدامي ياولدي إنت الوحيد اللي بستقوى بيك على الظالم بعد ربنا .
نفخ عمران بضيق ثم تحدث كي يطمئنها 
_ ومين قال إني هسيبك بس ياحاجة أني هفضل جارك ومش ههملك واصل ولا لحظة 
واستطرد بحزن
_ وبعدين مين قال انك هتتوجعي ياحاجة !
متقدريش البلا قبل وقوعه إنتي زينة أهه وكلها يومين وتفكي الرباط اللي على راسك وهتخرجي من حبستك داي وتقعدي برة تجهزي لعرس ولدك عمران اللي خلاص قرب أهه وبقى على الابواب .
انفرجت أساريرها وهتفت وهي تمسح دموعها
_ يعني انت ياولدي هتسكن ويانا اهنه في البيت ومش هتروح بيتك اللي بنيته لجوازك 
تحمحم كي يجيبها وهو ينظر في عيناي سكون فهو إلى الآن لم يبلغها بقراره ولكنها فهمت معنى نظراته وضغطت على عينيها بطمئنة له مما جعل باله استراح وهتف بتأكيد 
_ كنت مخليهالك مفاجأة ياحاجة ومن حسن حظنا ان بوي لسة مجدد الدور التالت ومخليه على سنجة عشرة يدوب ناقصة العزال بس ويبقي تمام .
سعد داخلها ثم نظرت إلى سكون كي تستشف رأيها ووجدت الابتسامة اعتلته ثم رددت وهي تربت على ظهرها
_ وناقصه العروسة كماني اللي هتزينه ياولدي .
أمائت لها سكون بخجل وهتفت بخفوت
_ تسلم لي ياماما الحاجة منحرمش منيكي ابدا.
ثم عادت حبيبة واستقبلتها سكون واطمئنت على جرحها وجلسوا يتسامرون بسعادة سكنت معالمهم وبعد مرور حوالي ساعة وجهت سكون حديثها إلى عمران قائلة وهي تنظر في ساعتها
_ مش يالا علشان توصلني ياعمران علشان متأخرش .
قام عمران ملبيا كلامها 
_ يالا ياداكتورة .
ودعتهم سكون بمحبة بعد أن سألت عن رحمة فعلمت أنها في عملها وعن سلطان وعلمت أنه في أرضه 
ثم خرجا سويا فتحدثت سكون بحماس 
_ أمال فين اسطبل الخيل بتاعك ياعمران نفسي أشوفه قووي قبل ما مشي 
سحبها من يدها وذهب بها إلى الاسطبل الصغير الموجود في حديقة منزلهم 
بعد أن دلفا داخل الاسطبل تبعتهم تلك العيون الخبيثة التي كانت تترصد خروجهم من باب المنزل بخطواتها الشيطانية المتهادية 
نظرت سكون إلى الاسطبل بعيناي يكسوها الانبهار من ترتيبه ونظامه ونظافته والى الخيل بفرحة وكأن ذاك المشهد تخيلته كثيرا هي وفارسها وفرسته يقفون في المكان الذي شهده خيالها كثيرا 
رأى عمران نظرة الحالمية نابعة من عيناها فوقف قبالتها وأمسك كلتا يداها قائلا
_ ياترى الجميل سرحان في ايه بقى وحبيبه قدامه 
ضغطت على يداه بسعادة وأجابته وعيناها تتلفت في المكان 
_ متتخيلش حلمت باللحظة داي قد إيه كنت دايما لما بتاجي على بالي وأفكر فيك أشوف صورتك وانت على فرسة وواقف تبص علي من بعيد وأنى عيني تاجي في عينك وأدورها الناحية التانية كأني خجلانة .
اقترب منها وهو يتلمس يداها برغبة وتسائل بدعابة
_ ياسلام طلعتي من المراهقات اللي بتحلم بالفارس اللي ياجى يخطف البطلة على حصانه ياداكتورة 
نزعت إحدى يداها من يده ولكزته بخفة على كتفه وأردفت بحزن ممزوج بدلال على دعابته 
_ مراهقات مين ! هو الحب الحقيقي في نظرك اسمه مراهقات 
ثبت يداها على كتفه وجذبها بخفة أمام عيناه
حتى التصقت في أحضانه وصارا كلتاهما يتنفس أنفاس الآخر ابتلع أنفاسه بصعوبة في قربها المهلك ثم تمتم بهمس 
_ حبيبي ياناس اللي بيحبني من زمان وكان مستنيني تعرفي أنى لازم
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 120 صفحات