من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
عمرك ماشفته قبل اكده ولا هتشوفه غير على ايد وجد .
عبث بذقنه وأعجبه دلالها وغزلها له وهتف
_ وه يا سلطان داي باين امك دعت لك دعوة زينة في ليلة قدر
ثم تحرك من أمامها وهو يتحمحم
_ اممم اني ههملك دلوك وهمشي علشان مينفعش قعدتنا تطول ويا بعض واحنا لسه مكتبناش وجهزي حالك كتابنا بعد يومين .
أودعته السلامة بنفس دلالها
ابتسم لها ابتسامة رجل مسن فرحا بدلاله منها
ومشي من أمامها
أما هي فور أن غادر تبدلت نظراتها المصطنعة وأردفت بين حالها والغل يقطر من نبرة صوتها
_ واديني اهه هتجوز بوك قبليك ياعمران وهلاعبك انت ومرتك لعب على أصوله وهوريك كيف يكون مكر الحريم اللي قلبها انك سر والأيام بيناتنا وقابل بقى .
في مكتب ماهر البنان يتفحص الملف الذي بيده وانزعج بشدة ثم ضغط زر الهاتف قائلا بحزم
_ تعالي لي يا أنسة رحمة فورا .
_ نعم يافندم تؤمر بحاجة
أشار إليها بكف يداه أن تقترب واردف باستفسار
_ تعالي اقعدي اهنه اني عايز أعرف مالك بالظبط داي تالت ملف أطلبه منيكي النهاردة وتجيبي لي واحد غيره ممكن أعرف تركيزك النهاردة ماله تحت الصفر ليه
إنتي عارفة كله إلا الإهمال في الشغل بيزهقني .
ثم انسدلت دموعها اجبارا عنها حاولت كتمها لكنها فشلت رآها ماهر فعلى الفور تبدل شعوره من ماهر البنان المحامي الصارم إلى ماهر الإنسان وقام من مكانه وسألها مصطنعا بعضا من الجمود كي لا ترى لهفته عليها ودهشته لبكائها
مسحت عبراتها المتساقطة على وجهها ورددت باختصار
_ لا مفيش هو ممكن استأذن من حضرتك اروح النهاردة
أثارت فضوله وصمم أن يعرف مابها فسألها مرة ثانية
_ ده مش الرد على سؤالي يارحمة في ايه بالظبط پتبكي ليه وحالتك مش مطمئنة بالمرة
رفعت جفونها المغشية بالدموع وتحدثت
_ مش عايزة أشغل وقت حضرتك بمشاكلي .
_ الله هو في ايه يارحمة ماتنطقي ومتزهقنيش !
انزعجت من صياحه بها وعلمت أنه يحادثها الآن كماهر الذي طلب يدها للزواج وجففت دموعها بحدة وهتفت من بينهن
_ الله هو انت بتزعق لي اكده ليه انى اللي فيا مكفيني منقصاشي !
ض رب بقبضة يداه على المكتب وردد بضيق
_ استغفر الله العظيم يارب على صنف الحريم ده !
مابدل ده كلياته ماتحكي علطول يابت الناس .
أثار العند داخلها وأردفت وهي تقوم من مكانها
_ داي مش طريقة حديت بعد اذنك اني همشي .
تحركت خطوتان فأرجعها امرا
_ استني عندك يارحمة ما أذنتلكيش انك تمشي واتفضلي ارجعي حالا اقعدي مكانك .
دارت بجسدها وربعت ساعديها أمام صدرها قائلة بتأفف
_ اااوف أني بجد مخڼوقة ومش هتحمل طريقتك الجامدة داي معايا
وأكملت وهي تشهق دموعا أثرت به بشدة وجعلت ساكنه يتحرك شفقة علي حالها
_ أني عندي هم يكفي العالم كله والله .
نف خ بضيق من شهقاتها التي أثرت به واقترب بضع خطوات وطلب منها أن تجلس على الأريكة الموجودة بالمكتب وتهدأ من حالها
استجابت لكلامه وجلست على الأريكة وجلس على الكرسي الموضوع بجانبها مع حفظ المسافة بينهم ثم هتف
_ ممكن بقي تهدي وتقولي لي مالك ولا هتقضيها بكى طول النهار.
هدأت من شهقاتها وأخذت منه المنديل الورقي الذي مد يداه به لها ومسحت دموعها وأجابته
_ فيه مشاكل في البيت بين ماما وبابا وماما حالتها صعبة جدا.
رأى أنها مشكلة عابرة فأردف
_ طيب ايه المشكلة ما ده حال كل البيوت ومش مستدعي منك القهر ده كله .
حركت رأسها نافية ورفضت كلامه
_ لاااا المشكلة بتاعتنا غير اي مشكلة وممكن أمي تروح فيها .
اتسعت عيناه بدهشة وردد
_ للدرجة داي طيب سبتيها وجيتي ليه مفضلتيش جارها ليه
تحدثت وهي تنظر أرضا
_ اني وهي عمالين نبكي جار بعضينا ومتحملتش وسبت البيت كله وقلت اجي اهنه يمكن انسى لكن مقدراش .
أخذ نفسا عميقا ثم زفره
_ طيب اني مش هسألك عن المشكلة بس عايز اطلب منك متاخديش كل
حاجة على أعصابك إنتي لسه صغيرة والعمر قدامك هتشوفي لسه فيه كتييير لازم يبقي عندك قوة تحمل للأمور ومهما كانت المشكلة في نظرك كبيرة بعد شوي هتفضل تصغر تصغر لحد ماتتعودي عليها .
اندهشت من حكمه على الأمور وتسهيله لها في أبسط الأشياء حتى لو كانت معقدة ثم سألته بتعجب
_ هو إنت عنديك كل حاجة سهلة اكده الحزن زي الفرح والكره زي الحب والغدر زي الوفاء معندكش حتة جواك تفرح لو فيه حاجة تفرح وتبكي لو فيه حاجة تحزن وتعيش جميع الأحاسيس لجميع المواقف !
أجابها بكل أريحية وكأنها لم تقل شيئا
_ كان زمان لحد ما غيرت من نفسي وعلمتها الصلابة وأنها تستقبل كل حاجة بهدوء ودربتها على الثبات النفسي كويس أوووي .
ضمت حاجبيها بعدم استيعاب لما قاله ورددت بعدم فهم
_ من زمان ! من مېته اكده يامتر .
ذكرته بآلامه التي ډفنها منذ سنوات وكل ذكرى فيها علمت في شخصيته وبنت منه إنسانا جديدا وأجابها بلا مبالاة وكأنه شيئا عاديا
_ من يوم مامراتي وبنتي فارقوا الدنيا وسابوني .
شهقت شهقة عالية قائلة بذهول
_ هو انت كنت متجوز وعندك بنت !
أجابها بنفس اللامبالاة
_ سيبك مني ومن حياتي وركزي في مشكلتك واعرفي ان مهما كان همك في عنيكي كبييير هيقابلك مواقف مع غيرك هتعرفك إن همك ده ولا حاجة جمبيهم شفتي المثل المعروف اللي بيقول اللي يعيش ويشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته حطيه دايما قدامك علشان تنسي .
صممت على سؤالها
_ ليه هربت من سؤالي ومجاوبتنيش عليه
نظر بجانبه وأشاد
_ ملهوش لازمة النبش في ماضي مش هيفيدك ولا هيفيدني بحاجة غير أنه تقليب مواجع .
قررت التحدث معه بدون خوف
_ هو إنت إزاي عايزنا نتجوز وانت عندك غموض رهيييب وحياتك معرفش عنها حاجة واصل !
_ حياتي وماضيا ملكيش صالح بيهم طالما مش متعلقين بالحاضر حياتي القديمة بماهر القديم اندفنوا من زمان مع إللي اندفنوا .
_ هو انت ازاي كل حاجة عندك سهلة وبسيطة اكده! ازاي عايزني اتعامل زيك اني ميبقاش عندي مشاعر
_ علشان لما تبقي بتتعاملي بإحساسك في كل حاجة الص دمات الصغيرة هتأثر فيكي وتهدك وهتخليكي مش مستعدة ولا عندك طاقة للص دمات الكبيرة لازم تعودي نفسك إن كل الامور بسيطة علشان متشليش هم بكرة .
_ يعني أنت عايزني ابقي عاملة زي الإنسان الآلي ابقي ربوت متحرك !
_ لاااا مش هتبقي زييه خالص هو الروبوت بياكل ويشرب وبيتنفس
_لااا انت اكده عايزنا نبقي زي الحيوانات بقي معندناش احساس
_ وإنتي ليه مصممة تنبشي في ماضي لاهيفيدك ولا هيفدني عودي نفسك أن الكلام اللي ملهوش عازة منحكيهوش عمال على بطال ونألم روحنا .
_ بس ازاي هبقي مرتك يعني نصك التاني وأنا معرفكش !
لازم تحفظني كويس وتعرف شخصيتي واني كمان اعرفك كويس واحفظ طباعك .
_ مع العشرة كل حاجة هتعرفيها ومتقلقيش اني من النوع اللي لابتعصب على أتفه الأمور ولا من النوع اللي بيعمل ضوضاء ومشاكل هتلاقيني اهدى مما تتخيلي .
_ بس اني مش عايزة اكده حياتي تبقي باردة مع شريك عمري .
_ أمال عايزة ايه بالظبط
شردت بعقلها وأجابته بابتسامة
_ عايزاك لما تشوفني نايمة توطي التكييف علشان مبردش عايزاك تنتقدني وتزهق علي لما تشوفني لابسة حاجة ضيقة وتتعصب جامد وتقول لي متلبسيهاش تاني
عايزاك لما ترجع من الشغل تجري علي تحضني وتقول لي وحشتيني
عايزاك لما اعمل أكلة حلوة تقول لي الله تسلم ايدك لما نفسي اشتري طقم حلو تخرج معاي وتقول لي رأيك
لما أكون مبهدلة من شغل البيت ومهتمية بيه تتقمص اني بعيدة عنك
وتفاصيل كتييييييير أوووي ياماهر نفسي أحسها معاك انت مش مع غيرك .
خط فت قلبه في تلك اللحظة برقة تفاصيلها التي سردتها حركت ساكنه الذي يحاول دائما إخماده وكبت المشاعر البدائية الوليدة لأي موقف
ولكن تماسك أمامها وأردف وهو يتراجع بعقله سنوات وسنوات إلى الوراء وتذكر إحدى المواقف
_ ولما أهتم حبة زيادة بيكي وكل مرة ازود اهتمامي تقولي لي انت خانق ني ومعدتش أتحمل الخن قة داي
ولما اقول لك اللبس ده ضيق متلبسيهوش تاني في الأول هتنبهري وبعد اكده هتقولي لي انت متسلط أوووي
ولما ارجع من الشغل وملاقكيش واقفة مستنية الحضن اللي يحتويكي أزهق واتعصب وأغ ضب ونقلب اليوم نكد علشان مش مركزة .
واسترسل حديثه وكأنه عاش تلك التفاصيل
_ هي دي الحياة اللي انتي عايزاها اللي فيها خناق ونكد طول الوقت !
حزنت بشدة لقلبه للأمور بتلك الدرجة ولأنه لم يهتم بتفاصيلها التي حلمت أن تعيشها مع زوجها ثم قامت من مكانها فليس لديها طاقة أن تكمل ذاك الحوار في هذا الوقت
واستأذنت منه
_ بعد اذنك همشي دلوك لازم اروح اطمن على ماما ومش هقدر أجي بكرة .
أذن لها بالمغادرة وقام إلى مكانها وأمسك الوسادة التى كانت بين يداها واستراح بجسده كليا على الأريكة ووضع الوسادة بين يداه وعاد إلى الوراء في سنين من العمر يسترجع ذكرياته المريرة التي غيرت شخصه كليا
فلاش_باك
دلف ماهر إلى شقته بقلب ينبض سعادة وفرح عارم فاليوم قد ربح قضيته الأولى بمهارة فائقة ومن حظه المحالف له دائما في عمله كانت القنوات الفضائية متجمهرة أمام قاعة المحكمة وتحولت تلك القضية التي ربحها بخيط رفيع أخذ منه سهر ليال عدة لم يذق فيهم طعم النوم حتى حصل على ذلك الخيط وبرأ موكله بعد أن تخلى عنه جميع المحامين وكان واثقا في برائته
نادى على زوجته بصوت عال مملوء بالسعادة
_ فرح يافرح اظهر وبان عليك الامان .
لم تستجيب لندائه فشعر بالخزي الذي دوما يشعر به معها فهو قد قام بمهاتفتها منذ أن خرج من المحكمة وكانت نائمة وطلب منه أن تكون في انتظاره لأنه معدا لها مفاجأة فمنذ ثلاثة أيام وهو غائب عن المنزل
دلف الى غرفة نومهم وجدها تغصى في سبات عميق والغرفة مظلمة أضاء الأنوار وإذا به يفتح عيناه على وسعهما مما رأى
تحرك إلى التخت وقام بإيقاظها ببعض العن ف
_ فرح إنتي يا هانم قومي لي اكده من الغيبوبة