الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية كاملة بقلم نسمة مالك

انت في الصفحة 13 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز

وقد بدأ ضغطها يعلو ويهبط بأن واحد وبغيظ شديد قالت.. 
مين ضحك عليك و قالك إني ببقي كويسه في وجودك.. انت ناوي تجلطني ولا تشلني يا جدع أنت!..
بعد الشړ عنك..قولتلك أنا جنبك ومعاكي مش هخلي حاجة تزعلك ولا تضيقك..
غمز لها مكملا بثقه وغروره المعتاد.. 
وبعدين أنتي بقيتي فارس الدمنهوري يعني تنسي الدنيا والناس واي تعب أو زعل جواكي..
تنظر له بفم مفتوح ببلاهه..لم يستطيع عقلها استيعاب حديثه وافعاله معها.. تعجز حقا عن وصفه بأي كلمة..فجرائته وغروره فاق كل توقعتها..
اقتربت خديجه الواقفه تتابع ما يحدث بأعين منذهله من تصرفات ابن أخيها الغريبه كليا عليهوكأنه أصبح شخصا أخر بفضل ساحرته.. جلست على الفراش بجوارهما بعدما استجدتها إسراء بنظرها أن تنقذها من ما يفعله بها هذا الفارس..
واردفت بحدة قائله.. 
روح انت مشوارك يا فارس وانا هفضل جنبها.. البنت مش حمل عمايلك دي كلها..
مدت إسراء لها يدها تحثها على حملها كالصغيرة التي يحملها إحدي الغرباء التي تبغضهم وتريد ان تأخذها والدتها منهم.. ضحك فارس على هيئتها بصوته كله له
حتي لو قولتلها أوبح يا بيبي محدش يقدر ياخدك مني..
أنهى جملته وأخذها في عناق حار ويده تسير بلهفه لا تخلو من الجرائه على كامل ظهرها..
ضړبته خديجه على يده برفق وهي تقول بخجل شديد.. 
ولد يا فارس ايه اللي بتعمله دا انت اټجننت.. اتأدب عيب كده..
نظرت للطبيبه والممرضة الواقفان يتابعان ما يحدث بابتسامة بلهاء وأكملت بأمر.. 
اتفضلوا على شغلكم يله..
لم يستمع فارس لحرف مما قالته.. هو مكتفي بعناق ساحرته الذي جعل سعادته تصل لعڼان السماء.. حتي شعر بجسدها يرتعش بين يديه بقوةوبدأت تلتقط أنفاسها بصوت مسموع يدل على اقتراب انفجار ثورتها.. فأنزلها من على قدمه على مضض.. أجلسها على الفراش وهب واقفا يهندم ثيابه وبتنهيده عاشقه قال.. 
هروح أجبلك إسراء الصغيرة واجيلك على طول..

كم تشتاقها كثيرا.. تود رؤيتها
فرحتها التي ظهرت على ملامحها جعلت قلب هذا العاشق ينبض پجنون.. ابتسم لها ابتسامتة المهلكة مردفا بثقه أثارت أستفزازها مره أخرى.. 
مش هتاخر عليكي علشان عارف إني هوحشك..
ختم جملته وهو يميل ومن ثم سار لخارج الجناح بخطواته الواثقه..
تاركا إسراء خلفه كالتي تلقت خبطة قوية على رأسها وبذهول تحدثت قائله.. 
والله ما طبيعي اللي بيعمله معايا دا!!..
ضحكت خديجه برقة على هيئتها وتحدثت بستغراب قائله.. 
هو فعلا مش طبيعي خالص.. دا مش فارس اللي أنا ربيته.. انتي خلتيه واحد تاني..
ثواني بس.. انا أسفه في اللي هقوله هو دا كده بحركاته واللي بيعمله معايا حضرتك ربتيه!.. 
قالتها إسراء بابتسامة مصطنعه تظهر جميع أسنانها..
رسمت خديجه الڠضب على ملامحها جعلت الأحراج يعتلي وجه إسراء وهمت بالاعتذار منها ثانية.. لكنها ضحكت فجأه بشدة واجابتها بأسف.. 
بصراحة هو كده ماشفش تربيه هههههه..
ضحكت إسراء على ضحكاتها..
ربتت خديجه على ظهرها مردفه بطيبه.. 
ايوة مده اضحكي.. ضحكتك جميله أوي ماشاء الله عليكي..
إسراء.. أنتي اللي أجمل وشكلك طيبه أوي مش زي فارس باشا المغرور..
دفعتها خديجه برفق على الفراش مدمدمه بجديه مصطنعه.. 
اممم.. وأنتي شكلك تعبان اوي ومحتاجه تنامي وترتاحي.. علشان لما بنوتك تيجي
تقدري تقعدي معها وأنتي فايقه..
تمددت إسراء على الفراش واغلقت عينيها بتعب وعلى وجهها ابتسامة اكثر من سعيدة بعودة ابنتها لها.. لتتسع ابتسامتها دون أرادتها وهي تتذكر أفعال هذا الفارس..
نهرت نفسها حين شعرت بجزء ما بداخلها تروقه تلك الأفعال..
فهي بالآخر أنثى وإذا التقطت بعاشق لها من طرف واحد ووجدته دوما ينوح ويبكي يجعلها تنفر من هذا العشق .. فإذا شئت أن تتقرب إلى امرأة تحبها .. فحاول ما استطعت أن تضحكها.. لأن قلب المرأة كالطفل المولع بالمرح واللهو..
ظل يعاد بذهنها همساته لها وكلماته التي تذيب الحجر وعناقه الحار الذي جعل جسدها يرتجف بقوة.. حتي ڠرقت بنوم عميق.. ليهاجمها حلمها المعتاد عن ما حدث لزوجها..
.. فلاش باااااااااااك.. 
قبل تسعة أشهر..
إسراء.. 
تجلس على ركبتيها أمام زوجها رامي الجالس أرضا على سجادة الصلاة بعدما أنتهي من أداء صلاة الفجر.. مستند بظهره للحائط.. ضامم ركبتيه لصدره.. خافض رأسه ويتحدث بصوت يملؤه الأسي.. 
طردوني بعد ما طلعوني حرامي ومرتشي ومكتفوش بكده كمان وبعتو الملف بتاعي لكل الشركات المتخصصة في مجالي علشان محدش يقبل يشغلني عنده يا إسراء..
أطبقت جفنيها بقوة تكبح عبراتها ورسمت ابتسامة رضا بقضاء اللهمدت يدهاا.. لتتفاجئ بعينيه المملؤه بالعبرات التي تأبي الهبوط وبغصه مريره قال.. 
افترو عليا وقطعوا عيشي وأنا ربنا يعلم اني شريف وعمري ما قبلت قرش حرام..
عارفه.. والله عارفه يا حبيبي..  
دا ابتلاء من ربنا بيختبر بيه قوة إيمانك وصبرك وبإذن الله هينصرك ويرجعلك حقك.. بس أنت أهدي ومتزعلش نفسك بالشكل دا الله لا يسيئك..
تمسك بها بكلتا يده.. يستمد منها بعض القوة.. وبدأ يتحدث بهذيان وعدم تصديق من شدة حزنه وقهرته على حاله.. 
بقالي 10سنين شغال في الشركة والكل يشهد بأخلاقي وأمانتي وفي يوم وليله ينقلب الحق باطل واطعڼ من كل الناس حتي أقرب أصحاب ليا شهدو عليا إني حرامي..
لهنا ولم تحتمل أكثر وانهمرت عبراتها تتساقط على وجنتيها بغزاره وبعدم فهم همست بصعوبه من بين شهقاتها قائله.. 
ليه.. ليه كل دا.. ليه يعملوا معاك كده! ..
نظر لها وقد تحولت ملامحه المنكسرة لأخرى غاضبهواجابها بابتسامة زائفه وعينيه تفيض بالدمع.. 
علشان عرفت اسم الراجل الكبير اللي ورا كل محاولات الأغتيال والسړقة اللي بتحصل في الشركة ولما عرضوا عليا فلوس كتير وانا رفضت وحاولت أوصل ل فارس باشا صاحب الشركة قفلوا كل الطرق اللي توصلني بيه وطردوني وقطعوا عيشي.. بس أنا هعمل المستحيل وهوصله وهقوله ان اللي بيحاول ېقتله ومشغل ناس بتسرقه واحد مش مصري واسمه مارفيل وهو أكيد هيجيبه..
أنهى حديثه وبدأ يلتقط أنفاسه بصوت عال.. لتهرول إسراء وتجلب له كوب من المياه وتساعده على تناوله مردفة بتوسل.. 
أهدي يا رامي.. بالله عليك أهدي ليجرالك حاجة.. انا وبنتك ملناش غيرك بعد ربنا..
أنا كويس.. متخفيش..
أنا مش حرامي يابنتي.. يشهد عليا ربنا اني عمري ما دخلت جوفكم لقمة إلا
بالحلال..
سارت نحو المطبخ وقامت بتحضير الطعام على وجه السرعة وعادت له.. جلست بجواره تربت على لحيته بحنو قائله.. 
رامي.. قوم يا حبيبي كل ونام تاني! ..
قطعت حديثها وانقبض قلبها بفزع حين شعرت

ببرودة بشرته الشديده.. انتفضت فجأه وبدأت توقظه پعنف مردده بړعب وهلع جعل جسدها يرتجف بشدة.. 
رر رامي.. قوم يا حبيبي.. قوم بالله عليك.. يااااارب متحرمنيش منه ونبي يارب.. 
ظلت تحاول مرارا وتكرارا ايقاظه ولكن أمر الله قد نفذ..
..نهاية الفلاش بااااك..
راااااامي.. 
هكذا أستيقظت إسراء من نومها وهي تصرخ بأسم
زوجها پبكاء شديد..
بس يا حبيبتي متخفيش.. أنتي كنتي بتحلمي..
تمسكت بها إسراء واجهشت بالبكاء أكثر وبأسف حدثت نفسها.. 
مش هقدر أقرب منك يا فارس طول ما أبو بنتي معايا في أحلامي.. 
.. ديمه.. 
ممسكه بهاتفها تتحدث به پغضب قائله.. 
عايزة تفهميني ان فارس الدمنهوري هيبص لحته شغالة يا صابرين!..
اجابتها صابرين قائله پحقد.. 
للأسف يا ديمه هنام.. بيعملها معامله خاصه جدا وكلامها مشي على اللي شاغلين في القصر كلهم انهارده..
صكت ديمه علي أسنانها بغيظ وبفضول قالت.. 
اسمها أيه البت دي! ..
صابرين.. اسراء يا هانم وشكلها جربوعه من الشارع..
ديمه.. بأمر.. ططب اقفلي وخلي عينك عليها وبلغيني بمل حاجة..
أنهت جملتها وطلبت رقم آخر.. فأتها الرد باللغه الفرنسية.. 
مرحبا ديمه..
ديمه.. مرحبا مارفيل.. أريدك أن تحضري إلى مصر بأقرب وقت ممكن..
مارفيل..أخبريني ماذا حدث!.. هل كل شئ علي ما يرام!..
ديمه.. پبكاء.. لا..أريد مساعدتك.. فأنا لم أستطيع أن اجعل فارس يحبني ..
ضحكت مارفيل ضحكه ساخرة وبالامباه تحدثت.. 
لا يهم بالنسبه لي حبيبتي ولكن اطمئني لن تكن غيرك زوجة! ..
صمتت لبرهه وتابعت بثقه.. 
ابني فارس الدمنهوري.. 
اعتلت ملامحها الڠضب وأكملت محدثه نفسها.. 
الذي لم أكره بحياتي شخص مثله !!..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
االبارت ال..
مفاجأة!!..
فارس.. يجلس داخل سيارته الواقفه على جانب الطريق..كان بطريقة لإحضار الصغيرة ولكنه تذكر حديث ساحرته واتفاقه معها وإصرارها على جعل زواجهما بالسر حتي يتم والد ابنتها عام على ۏفاته..
لا يجب أن يذهب بنفسه ويحضر الصغيرة من عمها..إن فعل هذا سيأكد ظنون بعض أشباه البشر عن سمعة حبيبته..
أطلق زفرة نزقة وهو يمسح على خصلات شعره الكثيفه مدمدما بذهول من نفسه.. 
من امتي وانت پتخاف أوي كده على حد يا فارس.. ولا من أمتي وانت بتعمل للناس حساب أصلا..
ابتسم بشرود وانتفض قلبه انتفاضه لذيذه 
هي وحدها امتلكت قلبه وكيانه ووجدانه.. لا قبلها ولن يأتي بعدها.. 
سيفعل لأجلها كل شئ.. لأجلها فقط حتي يري نور الشمس التي تشرق عندما تبتسم له..
ظل يفكر كثيرا كيف يجلب الفتاه دون أن تمس بسوء.. اتسعت ابتسامته وأخرج هاتفه من جيب سرواله بلهفه مرددا بعتاب لنفسه.. 
إزاي بس توهت عن بالي يا صاحبي..
طلب إحدي الأرقام وأنتظر قليلا حتي أتاه الرد..
صاحبي الغالي اللي واحشني.. 
كان هذا صوت المقدم غفران المصري..
فارسبستفزاز مقصود.. عارف إني واحشتك عشان كده كلمتك يا أبو مالك..
حرك غفران رأسه بيأس من غرور صديقه الذي لن يتخلى عنه بحياته وتحدث پغضب مصطنع قائلا.. 
يا أخي لغرورك..
ضحك فارس حتي ادمعت عينيه مغمغما.. 
طيب متزعلش وقولي أنت فين عايزك معايا في مشوار ضروري..
غفران.. بقلق.. خير.. انت كويس! ..
إجابه فارس بتنهيده حزينه.. كويس الحمد لله متقلقش.. بس لو فاضي عايزك تيجي معايا.. في حوار بسيط كده وعايزك نخلصه سوا..
غفران..هتجيلي ولا اجيلك أنا.. 
ظهرت الفرحة على محيا فارس فصديقه الشهم لن يخذله أبدا..
فارس.. انا عايزك تيجي بالبوكس ومعاك القوة بتاعك يا غفران.. لو ينفع..
غفران.. اممم كده في حوار.. تعالي على البيت عندي وأنا هكلم القسم يبعتولي البوكس على ما توصل..
فارس .. تمام..أنا جيلك
حالا.. 
أغلق هاتفه وطلب رقم اخر..ليجيبه تامر في الحال مردفا.. 
أيوه يا فارس باشا.. أنت فين دلوقتي!..
فارس .. بتعقل.. 
اسمعني يا تامر.. انا هاجي دلوقتي بعربية بوكس ومعايا قوة وهاخدك انت ومراتك مع البنت.. مش عايزك تقلق من أي حاجه.. انا كلمتلك دار أيتام وخلصت كل الورق اللي خته منك وجبتلك جواب مشاهدة تقدر انت ومراتك تختار الطفل اللي عايزينه انهارده..
تامر.. بمتنان.. مش عارف أشكرك إزاي يا فارس باشا..
فارس.. مافيش داعي للشكر.. انا مديونلك بكتير وأولهم حق أخوك واوعدك إني هرجعهولك في أقرب وقت..
تامر.. برتياح.. تسلم وتعيش يا باشا والله ينور عليك الصراحة في فكرة انك تيجي بالبوليس كده هيبقي أحسن.. علشان الحته عندنا هنا ميعرفوش ان سيادتك كتبت على ام إسراء كانوا هيسالوني انت جاي تاخد بنت أخويا مني بصفتك أيهوحتي لو قولنا إنك جوزها الكلام هيكتر أكتر وهيجيب غلط.. فأنت كده صح وكأنها خدت بنتها بالقانون وهي كده كده حاضنه..
فارس .. بس في أقرب وقت الكل هيعرف أنها بقت مراتيوسواء دلوقتي او بعد كده
أنا مش هسمح بأي غلط يتقال في حق مرات فارس الدمنهوري..
بينما غفران أغلق هاتفه وظل واقفا مكانه لبرهه.. يحاول يتحكم في ضحكاته على شقاوة زوجته التي
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 27 صفحات