براثن اليزيد بقلم ندا حسن
غريبة شويه
مرة أخرى يبتسم وكأنه يوزع ابتسامات مجانية أردف قائلا بجدية
كان عندي شغل قريب من هنا فقولت اعدي أسلم عليكي مايصحش ابقى هنا ومشوفكيش
يدق قلبها فرحا بتلك الكلمات العفوية التي تخرج منه لتعمل على إسعاد قلبها وروحها وكل شيء ينبض في جسدها فتحدثت بتردد قائلة
لأ بقى يبقى تتغدا معانا أنا وبابا اوعى متوافقش
موافقش ليه موافق طبعا
ابتسمت باتساع شديد ولكن زالت ابتسامتها عندما تحدث متسائلا
مروة كويسه أصلي برن عليها كتير مبتردش عليا حتى جربت أرقام غريبة
إلى الآن يفكر في شقيقتها التي تزوجت والآن تكون حياة أسرية مع زوجها في سعادة وهو إلى الآن يقف عند نقطة أنه يحبها منذ الصغر ويريد أن يتزوجها وتصبح له لا يرى أنها تحبه لا يرى أنها ضحت من أجل شقيقتها التي لم تكن تحبه من الأساس! فعلت ذلك فقط لأنها تعلم بحبه إليها ولم تكن تريد أن تخرب كل شيء عليهم لم تكن تريد أن تصبح شرير القصة لذا صمتت ولكن القدر وقف إلى جوارها تزوجت شقيقتها غيره وهو إلى الآن لا ينسى وكأنه يحارب حبها إليه وما باليد حيلة فالحب ليس منا فهو من مكان لا نستطيع الحكم عليه بل هو الذي يحكم علينا دائما..
سيبك من مروة بقى يا تامر مروة خلاص اتجوزت ليه مش قادر تستوعب ده وبعدين جوزها قالها متردش على أرقام غريبة علشان كان في حد بيبعتلها رسايل وبيضايقها بص قدامك هتلاقي اللي بيفكر فيك واللي عايزك بجد أنت بس شيل الغشاوة اللي على عنيك أو أمام أحد حتى لا يخجلها أو يظهر عليهم الضيق من المفترض أن تكون هي من يفعل ذلك وليس هو فقد ترجته لكي يتحدث ولم يفعل هو الذي ابتعد وليس هي..
أنها محقة به ولكن هناك شيء يزعجه رجولته لا تسمح له بموقف كهذا معها قال بسخرية سائلا إياها
هيفرق معاكي
أجابته بثقة كبيرة بعد أن وجدته يتهكم في حديثه وتعلم لأنه منزعج منذ أن رفضته قبل بضعة أيام
أكيد طبعا
نظر إليها مطولا بهدوء مستغرب من أجابتها السريعة التي تأكد فيها أنه يفرق معها كثيرا أردف قائلا بجدية وهو يستدير إليها
شهقت بفزع وخوف عندما نطق تلك الكلمة الصغيرة المكونة من خمسة أحرف وقد ظهر الهلع على ملامحها فاقتربت منه بسرعة قائلة برجاء ولهفة
وهتسبني لوحدي
لقد رأي الهلع مرتسم بوضوح على ملامحها الدموع خلف جفنيها تهدد بالفرار ولكنه تحدث قائلا ببرود
مظنش غيابي هيفرق معاكي أوي لو قبل كده كنت قولت ماشي لكن دلوقتي لأ مظنش
ليه كل ده علشان قولت لأ مش أحسن من اللي كان هيحصل من غير رضا وقبول بينا وبعدين تعالى هنا
المفروض أنا اللي أزعل مش أنت ليه بتعمل كده بجد
اڼفجرت باكية أمامه بشدة بعد أن سألته لما يفعل هكذا وكأنها تنتظر تلك اللحظة منذ زمن لتبكي بكاء حاد زفر بحنق وضيق فهو لا يود أبدا أن يراها تبكي لا يريد أن يضعف بهذه الطريقة المخجلة أردف بحدة وجدية
استدار ليذهب ناحية الباب فذهبت خلفه سريعا تتمسك بيده بلهفة وتحدثت برجاء والدموع عالقة ب اهدابها
خدني معاك طيب هقعد عند بابا وميار ومنين ما تخلص هرجع معاك متسبنيش هنا لوحدي
نفض يده من بين يدها ونظر إليها بهدوء وفي داخله براكين ثائره بسبب هذا المظهر التي هي عليه تحدث قائلا ببرود
لأ ده بيتي أنا مش سايبك في الشارع ابقي اقعدي مع يسرى وأنا مش هطول على بالليل هبقى هنا
بترجي تحدثت مرة أخرى ربما يرضخ لطلبها
أرجوك
قولت لأ
استدار سريعا ليذهب وتركها في الغرفة تقف تنظر في أثره باستغراب ودهشة فقط من أجل كلمة لا تركها وذهب هكذا بعد أن تغير بشدة في معاملته إياها هي فقط تريد أن يكون كل شيء صحيح بينهم وهو هكذا يجازيها!..
بينما هو ذهب ولم ينظر بين قدميه من أن يكون أصابها شيء بالداخل ففتح الباب سريعا ولكن لم تكن موجودة تعجب كثيرا فأين ستذهب في هذا الوقت من الليل..
خرج سريعا من الغرفة يبحث عنها في المنزل وفي حديقته ولم يجدها فصعد مرة أخرى إلى الأعلى سريعا ليراها إن كانت في غرفة شقيقته ولكن وهو يصعد أستمع إلى صوت يأتي من غرفته فذهب إليها مرة أخرى ووجدها هي بالداخل..
أغلق الباب بحدة فاستمعت إليه ولكن لم تنظر له تقدم منها والڠضب يلوح بعينيه أمسك يدها يديرها إليه ليسألها قائلا
كنتي فين في الوقت ده
أجابته بهدوء شديد وابتسامة هادئة تزين شفتيها