رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن
انت في الصفحة 1 من 181 صفحات
ندوب الهوى
الفصل الأول
نداحسن
تهوى الروح شخصا حلمت به ليالي طويلة
خرج من منزله في الطابق الأول علوي ثم هبط الدرج بهدوء وبطء قصد أن يفعله لعله يرى شخص لم يراه منذ يومين وكل تفكيره يصب نحوه فقط والذي ازداد بعدما وقع على عاتقه شيء لن يستطيع أن يتحمله بعد ما حدث بينه وبين والده من نقاش خرج منه هو الوحيد الخاسر..
ولحسن حظه بينما يمر بهدوء تفاجئ بصوت قوي ميزه بأنه صوت باب! ثم شعر بشيء يرتضم بظهره وبعدها استمع إلى أشياء أخرى اصطدمت بالأرضية!..
أعتقد أنها مريم الابنة الصغرى لهذا المنزل ربما تكن متأخرة على إحدى محاضراتها كالعادة فهو دائما يراها تهرول سريعا إلى أصدقائها بعد تأخرها عليهم يا لها من كسولة..
استدارت إليه بعد أن أغلقت باب الشقة بهرجلة ونظرت إليه نظرة معتذرة دون حديث وهي تهبط إلى الأرضية لتلملم كتبها الذي وقعت على الأرضية هبط معها سريعا هو الآخر ليساعدها في جمعهم ولكنه في الحقيقة كان يريد أن ينظر إليها وإلى تفاصيل وجهها وملامحه الذي غابت عنه يومين..
أنا آسفة والله يا بشمهندس جاد كنت خارجة بضهري مشوفتكش
ثم وقفت على قدميها فوقف معها هو الآخر وزع نظره عليها من الأعلى إلى الأسفل إنها حورية! جميلة برغم البساطة التي تحلت بها ترتدي فستان أرضيته لونها أزرق منقوش عليها باللون الأبيض مغلق بالكامل وأكمامه تصل إلى بداية كف يدها يحمل على خصرها حزام أبيض اللون ويصل طوله إلى الأرضية بينما يزين وجهها الأبيض المستدير ذلك الحجاب الأبيض الذي يجعلها تبدو كالحورية التي تهبط من الجنة..
شعر أنه أطال النظر إليها أخذ يتمتم بالاستغفار داخله عدة مرات وبأن يرحمه ربه ويسامحه أنه يفعل الآن الخطأ ليس الصواب..
آسفة على ايه محصلش حاجه
هل كان ينظر إليها بهذه الطريقة.. أنه منذ فترة ليس جاد الذي تعرفه هل يريد أن يقول لها شيء أو يريد أن يوضح لها شيء بهذه النظرات.. سريعا عادت ونفضت هذه الأفكار السخيفة من رأسها فهي في هذه الفترة أصبحت تتوهم كثيرا باشياء لم تحدث بعد وربما لن تحدث أبدا..
أنه جاد الله أبو الدهب كيف سيكون غير ذلك الرجل الوسيم الذي يقف أمامها كيف سيكون غير ذلك الرجل المعروف بأخلاقه واحترامه لكل شخص بتلك الحارة..
تنهدت بصوت مسموع وقد أطالت بوقفتها معه هنا وهي تعلم أن ذلك لا يجوز أبدا غير أنها من الأساس متأخرة انتشلها من أفكارها به هاتفها الذي بين يدها خرج صوته عاليا آتي بمكالمة من صديقتها فوضعته على وضع الصامت ونظرت إلى ذلك القابع أمامها قائلة بتوتر وخجل من ذلك الموقف الذي وضعت نفسها به
عن اذنك لازم أمشي
ثم خرجت سريعا ولم تعطي إليه الفرصة للرد من الأساس لتذهب إلى كليتها حيث أنها كانت تدرس بالسنة الأخيرة بكلية الزراعة تركته يقف بداخل ردهة المنزل يفكر بها وبحديثها حركاتها التلقائية ونظراتها العفوية التي تأتي من عينيها عسلية اللون الساحرة يفكر
بكل شيء يخصها وهناك مع ذلك التفكير دقة قلب عڼيفة خائڤة من القادم..
هو الآخر خرج من المنزل والذي كان ملك لوالده وعمه مكون من طابقين علوي هو ووالده ووالدته بالأول وعمه بالثاني مع عائلته وفي الطابق الأرضي منزل هدير وعائلتها..
خرج متوجها إلى المنزل المقابل والذي كان ملك لهم أيضا الطابق الأرضي به ورشة ميكانيكا سيارات ملك له بينما الطابقين الآخرين كانت شقة منهم له ليتزوج بها والأخرى إلى ابن عمه وشقيقه سمير..
تقدم إلى الورشة ووجد بها الشباب الذين يعملون معه بها تحت إشرافه المهندس جاد الله أبو الدهب
بمنتصف اليوم
جلست مريم في غرفة شقيقتها هدير على الأريكة تحت النافذة التي تنظر منها على الشارع