رواية سجينة جبل العامري للكاتبة ندا حسن
الخروج بهذه السهولة..
وقف جبل أمام بوابة القصر بعد أن عادوا إليها مد يده إلى حقيبة ظهرها جذبها منها ثم أعطاها إلى عاصم الذي أخذها منه وأشار إليه قائلا
دخل الآنسة إسراء ووعد وخد بالك منهم كويس
أقتربت إسراء من زينة تقف جوارها وفعلت ابنتها المثل تتمسك بيدها بقوة وصاحت قائلة
وزينة هتروح فين
ابتسم إليها بسماجة وبرود قائلا
تسألت مرة أخرى بجدية وقلق
مشوار فين.. خدنا معاها
نظر إليها بقوة وتابع يجيبها بخشونة
ادخلي.. شوية وهترجع
تركت زينة يد ابنتها ونظرت إلى إسراء بجدية وهدوء حتى لا تجعلهم يشعرون بالقلق وقالت
ادخلي متقلقيش عليا
لم تكن تكمل رفع شفتيها عن بعضهم البعض لتتحدث مع شقيقتها إلا وكان هو تحدث بصرامة وقوة موجه حديثه إلى عاصم
أشار عاصم إلى إسراء أن تدلف فنظرت إلى شقيقتها ودلفت على مضض وهي قلقة للغاية مما يحدث الآن وبيدها ابنة شقيقتها...
بعد أن دخلت من بوابة القصر نظرت إلى عاصم بعينين بريئة قلقة للغاية تدعوه أن يطمئنها فشعر هو بذلك بعد أن دلف وأغلق البوابة ناظرا إليها
تقدم منها قائلا بجدية
متقلقيش شوية والهانم هتيجي
ابتسم إليها قائلا بود وحب
اطلعي فوق اوضتك ارتاحي شوية وماما هتيجي
أومأت إليه برأسها فسارت مع إسراء متجهين إلى الداخل وهو معه حقيبتهم الذي تحوي أغراضهم..
أما إحنا عندنا مشوار مهم هيخليكي تفكري مليون مرة قبل ما تعملي أي حركة زي دي..
جذبها من يدها خلفه وهو يسير يكمل الطريق يتخطى القصر وكأنه يتوجه إلى الجبل..
نظرت إلى الطرف الآخر ورصدت بعينيها الجبل من بعيد ثم نظرت إليه هو ولم
يطبق يده القوية على يدها بقوة وعڼف شديد يجذبها خلفه عنوة عنها يسير هو بسرعة وهي تحاول خلفه أن تجاري حركات قدميه ولكنها لا تستطيع ليس لأنه سريع بل لأنها أعصابها قد خارت منها منذ أن قبض على يدها في أول مرة.. ېحطم كل أحلامها بتلك القبضة القوية التي أشارت لها أنها في قبضته..
سار بها إلى أن وصل إلى مقصده ولم يكن غير الجبل ترك يدها ووقف ينظر إليها بعينيه الخضراء التي أصبحت مخيفة أكثر من السابق بكثير أسفل ضوء القمر..
بقيت تنظر إليه مباشرة داخل عينيه لا تدري كيف تحملت ذلك وكأنه هو الآخر أخذ نظرتها إليه تحدي فتابع واستمر ينظر إليها يخيفها فأبتعدت بعينيها السوداء تنظر في الفراغ المحيط بهم والسكون الذي بعث بقلبها الړعب والفزع.. وتلك الصحراء المخيفة كمن يقف أمامها..
وجدته يبتسم بزاوية فمه يبتعد عنها خطوات بسيطة للغاية وقف أمام منطقة معينة هبط بجسده العلوي للأسفل ينحني إلى الأرضية.. تابعته باستغراب شديد فوجدته يزيح بعض الرمال بيده ليظهر غطاء خشبي صغير مثبت بالأرض الرملية رفعه بيده ثم وقف شامخا.. وقفت هي مذهولة لم تكن تدري ما الذي عليها فعله الآن يبدو أن القادم أسوأ بكثير مما سبق.. تنفست بعمق والرهبة تكاد تقضي عليها..
تابعت نظراته الشامتة لها ورأته وهو ينظر إليها ثم وضع قدمه أسفل ذلك الغطاء يضغط بها على شيء ما لم تراه جيدا ثم استمعت إلى صوت عالي يصدر من الجبل فنظرت إليه سريعا لتراه وهو يفتح!..
لم تكن أي كلمات أو معاني تعبر عما تشعر به في هذه اللحظة من الذهول والخۏف والتردد الذي أصابها والندم الذي احتل كيانها بسبب عودتها إلى هنا ووقوفها بوجهه.. لما أردت أن ترى ذلك الجبل لما!
الآن فقط علمت أن حديث يونس كان صحيحا مئة بالمئة وهي الوحيدة الغبية الفضولية عندما رأت العتمة تخرح من الداخل وجانب كبير منه أبتعد عن الآخر ليفتح مرر إليه..
ابتسم باتساع وهو يتابع نظراتها وتعابير وجهها المزعورة فتقدم منها يقبض على يدها قائلا بكبر
ولسه مشوفتيش حاجه
دفع الغطاء الخشبي بقدمه ليعود كما كان وجذبها من يدها پعنف وقوة وسار إلى الداخل في الظلام الدامس وهي بيده تسير خلف لا ترى أي شيء وفجأة اشتعلت الأضواء لا تدري كيف.. هناك ضوء في الداخل كأي بيت عادي رأته وهو يضغط بيده على زر في الحائط أعاد إغلاق الجبل مرة أخرى مع