رواية سجينة جبل العامري للكاتبة ندا حسن
وآخر نفس يخرج منها ستظل ترفض كل ما يعرض عليها منه وستظل تعترض إلى أن ترحل ويتركها تبتعد..
ليس أمامها أي خيار غير أن ترفض عرضه بالزواج منها وتقاوم تهديده وخۏفها اللعېن على شقيقتها وابنتها.. أو ترضخ بعد أن يفعل ما هدد به
وفي كلتا الحالتين لن تتركه ينعم بحياته ويسير بين الناس رافعا رأسه عاليا ينظر إليهم بتفاخر وشموخ وهو قات ل ورجل لا يؤتمن.. لن تتركه يستمر في فعل هذه الأشياء وستقلب هذه الجزيرة رأسا على عقب وسيكون هو أول المتضررين ولو بعد مئة عام..
أومأت إليها للأمام برأسها ووضعت يدها اليمنى على جسدها تضمها إليها قائلة بهدوء بعد أن عادت إلى طبيعتها تاركة كل ما حدث خلف ظهرها من أجل ابنتها
هنام أهو يا وعد
رفعت الصغيرة وجهها إليها مغمضة العينين والنوم يغلبها ثم قالت
تيته بتقولي إننا مش هنسافر تاني خالص يا ماما وهنفضل هنا على طول
أنتي عايزة ايه نرجع ولا نفضل هنا
أخفضت وجهها إلى جسد والدتها وشددت عليها بيدها وهتفت ببراءة وهي تغمض عينيها
نرجع أكيد ونبقى نيجي هنا كل إجازة نزور تيته علشان حبيتها أوي
مرة أخرى أومأت لها برأسها ونظرت إليها لتجدها قد عادت إلى النوم مرة أخرى احتضنتها
الأنظار في تلك المنطقة حيث ينحصر بين السور وحوائط القصر والأسلاك الذي تعيق عبور أي أحد..
واختفت تماما عن أعين الكاميرات بعد أن خرجت للخلف من الباب الخلفي الموجود بالمطبخ الأرضي..
هي مين دي
اشاجت بيدها بهمجية وهي تصيح به بصوت عالي سرعان ما اخفضته
أنت هتستهبل.. أخت زينة الست إسراء
أدرك بعد حديثها سبب خروجه من فمها فصاح يقت رب واض عا ي ده على ذراع ها ين ظر إلي ها برغ بة قاټل ة خبي ثة
دفعت يده من على ذراعها وتلوت أمامه وهي تكذب حديثه قائلة بضيق وانزعاج
كداب شيفاك بعيوني دول واقف معاها وعايز تفتح كلام وعينك هتخرج بره وتنط جوا هدومها
دي عيلة.. إنما أنتي قلبي من جوا وبعدين وحياتك عندي ما بصتلها
تابعته بتمعن ونظرات عينيها تخترق تعابيره وتفوهت قائلة بخبث يماثله
عاد للخلف يرفع يده الاثنين لأعلى مؤكدا على حديثها وهو يبتسم بلا مبالاة وبرود
الصراحة آه هي حلوة وزي القمر ومنزلش منها الجزيرة اتنين
وجدها اعتدلت في وقفتها التي تتغنج بها أمامه ووقفت مستقيمة بعد أن تغيرت ملامح وجهها الجدية والضيق الذي بدا عليها بوضوح فصاح سريعا
يصحح ما قاله لها يتلوى في الحديث معها
بس بردو أنتي اللي في القلب.. لما القلب يشوف العين تعمى
ضيقت عينيها عليه وهي تعلم أنه كاذب وأردفت تكمل على حديثه ببغض
يالهوي على كدبك اللي ملوش آخر
ابتسم ببرود وتابع بعينيه جسدها من الأعلى إلى الأسفل وتطاولت يده ومدها ناحيتها في منطقة محظورة يهتف
سيبك من كدبي.. وحشتيني أوي أوي
ابتسمت متغاضية عن كل ما تم بينهم من حديث لاذع يعذب القلوب العاشقة ولكنهم كانوا قلبين لاثنين لا تحركهم إلا رغبتهم
وأنت كمان وحشتني
صاح بضيق وانزعاج ظهر في حديثه وهو يسير بيده على جسدها دون خجل
طب ايه مش هنتقابل بره ولا ايه أنا زهقت إحنا عاملين زي الحرامية اومال لو مش متجوزين يا فرح
أجابته بجدية تشرح له الأمر كيف يتم مع والدتها بصعوبة
أنت عارف اللي فيها أخرج أنا بأي حجه تقدر تقولي أمي بتعمل تحقيق قبل ما أطلع من بوابة القصر ولو قولت رايحه عند حد من صحابي بتكلمني هناك تسأل عني ده غير الحرس اللي يلازمني
أبتعد بيده ونظر إليها بجدية متسائلا
شاكه فيكي ولا ايه
أومأت إليه بالنفي قائلة بدلال وصوت ناعم خاڤت
لأ خاېفة عليا
تفوهت بالحديث مرة أخرى بدلال أكثر من السابق تتمايل أمامه وهي في الأساس تقف لا تتحرك
لأ استحمل شوية كمان بس واوعدك نتقابل في أقرب وقت
تحدث بجدية
أما نشوف.. قوليلي مافيش جديد عندكم
سألته باستفهام لتستطيع الإجابة عليه
جديد زي ايه
أشار بعينيه ناحية القصر وشفتيه تتحرك مستفهمة عن زوجة شقيقها الراحل
مرات أخوكي
صاحت بجدية شديدة وهي تقص عليه سبب قدومها إلى هنا
أسكت مش طلعت جاية تاخد الميراث بتاعها هي وبنتها أنا قولت بردو الجية دي وراها حاجه مش معقول جاية تزورنا
عاد للخلف خطوة ووقف مستقيما أمامها وتحدث بجدية مثلها
وهتاخد
استنكر ما تقوله بشدة فصاح يقترب منها
بتقولي ايه
أكملت بجدية شديدة متأكدة من حديثها تقصه عليه بوضوح دون خوف أو عدم ثقة
حرك رأسه