رواية رائعة بقلم أمل نصر الجزء الثالث
هو احساس يغمرها بالفرح الذي اقترب اخيرا ليطرق بابها أم هو الشوق الذي اللهب فؤادها منذ أن علمت بمجيئه منذ الأمس حينما اخبرها عبر رسالة نصية بأنه الان داخل البلدة والسيارة تطير به في طرقاتها لقد قفزت وقتها من فوق التخت حتى همت أن تتناول عبائتها لتخرج لاستقباله ولكن عقلها عاد اليها حينما نظرت إلى شاشة الهاتف لتعلم ان الساعة تعدت الواحدة صباحا وإن خرجت مندفعة برغبتها المچنونة الان سوف تجلب على رأسها المشاكل وهي في غنى عن أي شيء الان يعطلها يكفيها عڈاب الانتظار.
زفرت تخرج تنهيدة بعمق ما تحمله داخلها من عڈاب لتلتف بخطوات متأنية حتى جلست على طرف التخت تعود بذاكرتها لهذا اليوم الذي تم به ما يشبه ميثاق العقد بينها وبينه قبل ان يسافر وذلك عقب فسخ خطبتها من ابن عمها عارف مباشرة
هتف سائلا بلهفة ينهج بلهاث بعد أن وجدها جالسة اسفل شجرة التين التي جاءت اليها برفقة شقيقته هاربة من ملاحقة الجميع من أفراد عائلتها بعد اتخاذها هذا القرار المؤلم والمفاجئ والذي دفعت ثمنه ايام من المړض جعلت شقيقها يضطر تحت الضغط أن ينصاع لرغبتها ويخسر من أجلها صداقة اقرب الاشخاص من ابناء عمومته عارف ابن عمها والذي كان نصيبه البائس ان يقع في عشق امرأة لا تبادله المشاعر وقد مرت فترة خطبتها به حتى كانت كالحبل الذي يطوق رقبتها يزيدها اختناقا يوما بعد يوم حتى فاض بها ولم تعد لديها قدرة على التحمل.
شهور وانا محرم نفسي حتى ما اعدي جمب البيت عشان ما شوفكيش واتوجع ودلوك لما اسمع بعودتك الاجيكي دبلانة كدة ايه اللي حصلك يا روح
تبسمت له بشحوب وجاء الرد من شقيقته
جايمة من دور عيا يا عمر عايزها تبجى كيف
سمع منها وبنبرة حانية اختلطت بوجعه
سلامتك يا غالية من كل شړ امرض انا سنة ولا يوم واحد تتعبيه انتي....
بعد الشړ عليك متجولش كدة .
قاطعته على الفور ودون انتظار لتغزو ابتسامة سعيدة ملامحه بعد ان سمع صوتها اخيرا وبهذا الرد الذي أثلج صدره لتنهض جميلة من جوارهما تستأذن بحجة مكشوفة
تبسم هو ينظر في أثرها مغمغما
عندها زوج والله البت دي طلعت بتفهم.
انا فسخت خطوبتي بعارف عشانك.
باغتته بها حتى طالعها مشدوها للحظات حتى اسبل اهدابه فجأة ليعتدل بجلسته متربعا موجها أنظاره في نفس وجهتها وقد تهدلت أكتافه بقنوط حتى اخرج زفير يأسه قائلا
المفروض ان ابجى أسعد واحد دلوك لكن للأسف العجز وجلة الحيلة مانعين عني حتى الأمل.
طالعته غاضبة لتردف بانفعال مكتوم
انا بجولك اتجدم وملكش دعوة بأي حاجة..
يعني برضوا هتجعد ساكت وتسيبني اروح لغيرك انا فاض بيا ومن سلبيتك خليك على حالك يا عمر ولا اجولك انا هريحك مني خالص.
قالتها وتحاملت على كفيها لتنهض من جلستها على الأرض وفور ان وقفت على أقدامها فاجئها بقوله
جاتني فرصة عمل في الخليج
طالعته باستفهام فتابع شارحا
انا مسافر ومشواري طويل يا روح الراجل اللي هيسفرني هياخد نص مرتبي لحد ما اخلص دينه عليا لأني للأسف هسافر على حسابه دا غير اني ملزوم ابعت لأهلي ومتخلاش عنهم......... يعني مشواري طويل على ما اجدر اللم جرش يمكني من فعل أي حاجة لنفسي..... مش جادر اجولك استنيني اخاڤ اظلمك.
بس انا هستناك.
حتى لو كنتي ناوياها من جلبك برضوا مش هلوم عليكي لو شوفتي نصيبك مع حد يستاهلك انتي دلوك اربعة وعشرين سنة عمرك من عمر جميلة ودي مخطوبة زي ما انتي عارفة وخلاص فرحها جرب.
تابعت له بعزم مؤكدة
برضوا هستناك يا عمر ومش هخلف بوعدي معاك
عادت من شرودها لترفع كفها أمام وجهها تمتم بلوعة
خمس سنين خمس سنين انجطعوا من عمري وانا دلوك على بعد خطوة واحدة بس واعدي التلاتين سبحان من صبرني ع اللي فات وسبحان من يجملني للي جاي
خرج من غرفة الاستقبال التي امتلأت عن اخرها بالرجال المهنئين بعودته من بلاد الغربة ليمر على عدد من النساء الاتي التقطنه بالسلامات والقبلات ايضا فهذا شيء عادي بالنسبة للنساء المتقدمات في العمر فكان يقابلهم بالابتسام والردود الممتنة
نفذ منهم بأعجوبة متعللا بإرهاقه حتى خرج من الباب الخلفي يجلس على المصطبة الرخامية يقلب في شاشة هاتفه يتبادل معها الرسائل للاتفاق على موعد للقاءها قبل اتخاذ أي أجراء رسمي.
ااه يا عمر حتى وانت معاها في نفس البلد برضك لسة في الرسايل اللعېنة دي ابو العوايد الزفت...
غمغم بصوت خاڤت قبل ان يجفل رافعا رأسه على ظل صغير.
تطلع للفتاة التي كانت واقفة مواجهة له مباشرة ذات بشړة سمراء بلمعة ناعمة جاذبة