الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم أمل نصر الجزء الاول

انت في الصفحة 17 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

نالت الاحترام والحب حتى من أقرب الناس اليه كرهها وكره ابنها لأنه مثلها نال سخطه من قبل وجود السبب أما الان وقد حصل على أكبر أمانيه وأضاع عليه صفقة العمر التي يخطط لها منذ سنوات طوال ماذا سيفعل معه
في مكان آخر. 
حيث القهوة الشعبية والتي يجتمع بها أغلب الرجال بالقرية اتخذ مقعده حول طاولة صغيرة في جانب منزوي إلى حد ما بعيدا في ألأطراف بصحبة عزب شقيق نادية والذي توطدت علاقاته به منذ عدة سنوات وذلك بحكم التجارة التي جمعت بينهما وعدد الفدادين التي اعطاها له كي يزرعها ويتشاركا الاستفادة من محصولها
في البداية كان الحديث متخذا مجراه العادي قبل أن يتطرق للموضوع الأهم بالنسبة اليه ويستدرجه بنعومة في سحب ما يريده منه
جابلت ولدك الصبح النهاردة كان رايح يوصل عمته كبر ما شاء الله دا ماشي جنبها اللي يشوفه يجول راجل كبير.
رد عزب بتفاخر مبتسم
محمود... انت هتجولي عليه دا سارح في الطول لما هايفوتني انا كمان كانه طالع لعيلة امه
الله اكبر عليه ربنا يحفظه. 
قالها ثم استطرد نحو الجهة التي يريدها
كنت رايح اوصل اختي على بيت جوزها شوفناهم صدفة وجفنا نسلم عليهم ما انت عارف فتنة كانت زميلة اختك في المدرسة دا حتى عرضنا نوصلها معانا بس هي مرديتش حنبلية جوي.
اومأ بابتسامة ليس لها معنى ليرتشف من كوب الشاي خاصته قبل يخرج قوله
تلاجيها بس اتكسفت منك ما انت عارف الموضوع الجديم والحساسية اياها يعني حتى لو مر عليها سنين بس برضوا.
اشتدت تعابيره ليخرج زفير دخان الشيشية من أنفه بكثافة وقد كان مطبقا فمه بخط قاسې قبل أن يردف بسخط متعاظم
ومين
جالك ان ناسيها ولا ناسي عملة ابوك فيا لما صغرني وبدى عليا الغريب
شحب وجه الاخر بحرج شديد جعله يتعرق بارتباك ملحوظ ليبتلع قائلا بتوتر
ما هو مكنش بيده حاجة برضوا الرأي كان رأي البت ودي كانت أصغرنا يعني وابويا مكنش بيرفضلها طلب.
اشاح بوجهه للأمام يظهر على عدم الرضا عن كلماته فتابع عزب بتشدق
عارف لو كان الأمر بيدي ساعتها والله ما كنت اسيبها أبدا على كيفها انا دجة جديمة واعرف زين ان البنت اذا طلبها واد عمها حتى لو على ظهر الجمل يوم فرحها تنزل وتبجى من نصيبه على رأي المثل الجديم.
عقب متهكما غير ابه
ضهر جمل بجى ولا طيارة مش هي رفصت النعمة برجليها كانت هتبجى هانم في بيتي معززة مكرمة خليها بجى تخدم في بيت العيلة المحروس وامه وجده وجدته كمان ناجص بس فايز وعياله عشان تبجى تمت.
لا يا شيخ متجولش كدة كف الله الشړ.
هتف بها عزب ليواصل احتجاجه
الخامورجي دا كمان هو احنا ناجصين بلاويه.
پغضب متعاظم كان يخطو بأقدامه نحو جهة لم يحددها بعد المهم هو الهروب من وجه زوجته المؤنبة له بصړاخها وسخطها والبحث الان عن ملاذ له يفرغ فيه كبته بل وينسى به همومه اما الذهاب الى اصدقاء الشراب أو أن يأخذ طريقه نحو برهومة المورد الرئيسي للمكيفات في الحالتين سيدفع مبلغا طائلا لكن المهم الان هو مزاج رأسه حتى ينسى كل شيء
فايز.
صدر الصوت الخشن والمعروف لإسماعه هاتفا باسمه التف للخلف وجده يتقدم نحو بخطواته الثقيلة كجسده انتظر حتى اقترب منه يصافحه مرحبا
عامل ايه يا فايز
بادله المصافحة يتمتم برد التحية بفتور انتبه له الاخر فتابع يسأله بفضول
مالك كدة حاني ضهرك وشكلك راكبك الهم حتى الكلام بترد بالعافية.
استشاط داخله واحتدت أنظاره بانفعال ظاهر ينهره
وانت مالك يا صدجي ان كان راكبني الهم ولا الدبان حتى ايه دخلك مش خلاص جدمت ايصال الفلوس لابوي وهو دفع عايز ايه تاني
ابتسامة كسولة اعتلت وجه الرجل ليرد على قوله بمكر
خدت فلوسي يا فايز وحمد لله ان ابوك طلع راجل زين وسدهم عنك بدل ما كانوا راحوا عليا زي اللي راح منك.
مالت برأسه نحو مضيقا عينيه بريبة يسأله
جصدك ايه يا صدجي.
انتصب الرجل يناظره بخبث منتقيا كلماته بقصد
جصدي انت عارفه زين يا فايز وهو سبب الحنية دي 
ابوك طلع راجل مش هين خالص يا اخي يعني انا بجالي سنين احايل واصبر عليك في الفلوس اللي كنت بتسحبها بالهبل مني على أمل ان هيجي

اليوم اللي اتلم فيه ع البيت اللي كنت ناوي اعمل منه أكبر برج فيكي يا بلد واجهزه بجى لعيادات الدكاترة والصيدليات والمعامل في الحتة المهمة دي في جلب البلد يعني كان اسمه هيلعلع زي الطبل
جوم هو في لحظة واحدة يجلب الطراببزة على راسي بس اجولك يا فايز مش انت الغلطان انا اللي طلعت اهبل لما فكرت ان واحد زيك ممكن تيجي من وراه فرصة يا راجل دا انت الأرض اللي واجف عليها بتكرهك يبجى ابوك هو اللي هيحبك ولا يورثك كمان مش انا خسران لكن بجولهالك اها عنده حج والله يورث الزين ويسيبك.......
بصق كلماته ثم تحرك من أمامه ذاهبا ليختم اخيرا بقوله
جبر يلم العفش.
تجمد محله وقد عصف به الذهول
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 41 صفحات