رواية بقلم رحمة السيد
كل ده عشان أقرب
إتسعت عيناها بحرج من إعلانه لها صراحة فردت بأول اجابة قفزت لعقلها
لا طبعا أنا آآ.... عامله لنفسي لكن أنت...... أنت متهمنيش!
فعلا
واضح اوي إني ماهمكيش امال جسمك بيتنفض كده ليه وليه عملتي التمثلية اللي عملتيها قدام الكل اليوم اياه
لا بقولك إيه بتعاملني بهمجية وعديتها قصيت شعري وقولت ماله مايضرش لكن تبوظلي الرسمة اللي انا متحنطة بقالي ٣ ساعات عشان أرسمها لاااا... هي سايبه ولا إيه!
كان ينوي الاقتراب منها مرة اخرى مصرا على إفساد تلك الرسمة ولكنها دفعت
يده بقوة حتى سقطت تلك الحنة من يداه على الارض فحدقت بها بانتصار وهي تتنفس بارتياح...
ومفيش خروج من الاوضة دي ولا حد هيدخلك حتى
وبالفعل خرج وبدأ يغلق الباب من الخارج بالمفتاح الخاص بالغرفة فجلست هي على الفراش ممسكة بزجاجة الطلاء لتبدأ بطلاء أظافرها وهي تتمتم ببراءة
لا يا يونس اوعى تقفل الباب يا يونس لا والنبي متقفلوش!
شعرت بخطواته الحادة تبتعد عن الباب فتركت زجاجة الطلاء وهي تتنهد بعمق.... لازال الطريق أمامها طويل... طويل ومخضرم بالأشواك الضارية....!!
في القصر.....
بينما في الخارج كان بدر يبحث عن مريم التي لم يجدها في الغرفة التي خصصت لها فقابل احدى العاملات ليسألها بقلق
مشوفتيش مريم يا نسمة
ضيقت الاخرى عيناها متمتمة
تقريبا شوفتها داخله اوضة أيسل هانم
اومأ برأسه موافقا بهدوء
تمام شكرا
ثم أسرع بخطواته نحو غرفة أيسل طرق الباب مرتان ولم يجد رد ففتح الباب دون مقدمات ليجد أيسل التي خرجت من المرحاض تجفف يدها وهي تصيح فيه بغيظ
إيه ده هو أنت ازاي تفتح الباب كده من غير استأذان افرض بعمل حاجة!!!
كنت بدور على مريم ونسمة قالتلي إنها هنا تقريبا
عقدت ذراعاها معا ومن ثم أردفت بحروف غاضبة مغطاه برداء البرود
لا الست هانم بتاعتك جت هنا بالغلط ومشيت
دلف بدر داخل الغرفة ثم رفع إصبعه في وجهها وقد تبدلت نبرته لتصبح مشدودة حادة لتسقط داخلها قاصدة تذكيرها بما تحاول إلقاؤه لأبعد نقطة عن عقلها... ثم بدأ يحذرها
اسمها مريم مش الست هانم بتاعتي وبعد كده تاخدي بالك من تعاملك معاها متقعديش تقوليلها صاحبة القصر وبلا بلا بلا !! انتي اللي محتاجانا مش احنا اللي ھنموت ونقعد في القصر بتاعك!!
انا مش محتاجة لأي حد لا انت ولا البت بتاعتك دي!!
بينما وهي ټضرب المنضدة سقطت زجاجة العطر لتتهشم ارضا ولم تعيرها أيسل اهتمام فعاد بدر خطوتان للخلف وهو يشير بعيناه للأرضية التي تبللت بالعطر... ثم قال بجمود آمرا
يلا يا شاطره روحي امسحي اللي وقعتيه
إتسعت عيناها بذهول.... أيحاول تأديبها!
فهزت رأسها بعناد تضخم مستوطنا عيناها لترد بحدتها المعهودة
مش ماسحه! وأعلى ما في خيلك اركبه اي حد هيجي يمسح دلوقتي
هز بدر رأسها نافيا بنفس الهدوء الصلب الذي جعل كل خلية ب أيسل تهتاج بالجنون
هتمسحي طالما انتي اللي وقعتيها اتحملي اللي عملتيه وامسحيها اللي هيمسحها مفيهوش ايد مش فيكي!
ثم أمسك مقبض الباب رافعا كتفاه معا بلامبالاة خبيثة
وإلا.. مفيش خروج من الاوضة لحد ما الارض تتمسح ووالدتك مش في البيت ومفيش حد في البيت غير نسمة وتقريبا مشغولة يعني حليني عقبال ما حد يعبرك ويفتحلك الباب
ولم ينتظر لحظة اخرى بل أغلق الباب لټضرب هي الباب پجنون من الخلف منادية بهيستيرية
انا محدش يقدر يجبرني على حاجة مش عايزاها !!
لم يجيب بدر بل ظل صامتا..... وبالفعل كما توقع استكان اهتياجها وكتم صوتها...
لترتخي نظراته بلذة الانتصار... لن يكون بدر الجمال إن لم يعيد تربية تلك الطفلة المدللة من البداية....!
بينما في الداخل كانت أيسل تمسح الأرضية كما استطاعت وللأسف لم تفيدها خبرتها المعډومة بشأن امور المنزل... تمتمت بنبرة شبه باكية كالأطفال وهي تحرك قطعة القماش يمينا ويسارا
وديني وما أعبد لوريك يا بدر انا يخليني امسح الارض ڠصب عني!
تحرك صدرها صعودا وهبوطا تحاول طرد أشباح الڠضب التي تظلل الرؤيا الشيطانية عن عقلها ثم ابتسمت ابتسامة ماكرة خالية من المرح وهي تنهض متوجهة للمرحاض لتجلب زجاجة الصابون ثم همست بصوت منخفض حتى لا يسمعها وهي تسكب من زجاجة الصابون على الأرضية امام الباب مباشرة
إما كسرتلك ضهرك مبقاش انا
وما إن انتهت حتى رفعت صوتها وهي تقف مبتعدة عن الباب بمسافة
انا خلصت!
فتح بدر الباب وكما توقعت لم ينظر ارضا بل دلف اولا وما إن لامس حذاءه الارضية اللزجة بالصابون حتى تحركت قدمه بسرعة رغما عنه ليختل توازنه ويسقط ارضا متأوها پألم...
فتعالت ضحكات أيسل التي أخذت ټضرب كفا على