رواية بقلم رحمة السيد
انت في الصفحة 1 من 43 صفحات
الفصل الأول
في قصر واسع ينم عن الرفاهيه التي أمتلكها أصحابه...
جلس بدر الجمال مشدود الوجه متجهم وكأنهم يغرزون وتدا بقلبه أمام المأذون الذي كان يعقد قرانه على كتلة الغرور ذات الخصلات الڼارية تلك الفتاة التي يكرهها ويمقت كل صفاتها أيسل الرافعي...
ظل يراقب ملامحها عله يجد بها حزن او إنكسار ولكنها كانت ثابتة هادئة تحمل بريقا غريبا لا يدري مصدر توهجه أهي السعادة ام القهر المكتوم ولكن على أي حال تبدو صامدة ليس وكأنها اجبرت على هذه الزيجة !!...
فلاش باك
قولي يا ست فاطمة شغل إيه
قالها بدر بتركيز مسلطا سوداوتاه على السيدة الحنون التي ربت أيسل بعد أن وجدتها شريدة في الشارع دون أهل...!
تنهدت فاطمة متفحصة كامل هيئته.. بدءا من شعره الاسود الغزير الناعم وسمار بشرته الرجولية الحادة.. هبوطا لجسده الطبيعي بالنسبة لرجل في منتصف الثلاثينات من عمره..!
انا كنت عرفت في مرة إنك عليك ديون وتقريبا أنت بتحاول تسدها صح
اومأ برأسه على مضض دون رد.. وعاد ينظر لها بأعين تنبض حدة قبل أن يسألها
وده إيه علاقته بالشغل اللي حضرتك قولتي عليه
قالت دون مقدمات
مهو الشغل ده إنك تتجوز أيسل وفي المقابل هساعدك تسد ديونك لازم تكتب كتابك عليها وإلا بنتي هتضيع مني أهلها اللي رفضوا يقابلوني زمان عشان ياخدوا بنتهم اللي تاهت جايين دلوقتي لما شافوها يفتكروا إن ليهم بنت كبيرة وحلوة عشان يشغلوها معاهم في الكباريه المقرف اللي هما شغالين فيه وبيهددوني يجبولي البوليس ويقولوا اني خطڤاها من زمان لما كانت طفلة 4 سنين !
لتتابع بنبرة حملت توسلا خاڤتا
ماقداميش حل غير ده ساعتها حتى البوليس مش هيقدر يعملهم حاجة
رفع بدر كتفاه معا وقال مستنكرا بنبرة أجشة
حضرتك ماشاء الله مش ناقصة فلوس وممكن أي حد من معارفك يخلصلك الحوار ده!!
هزت رأسها نافية بشيء من اليأس
ثوان من الصمت مرت ولسانه ثقيل بحروف تتنازع نزعا للخروج من بين شفتاه المشدودة بقسۏة وهو يبتسم ساخرا في استنكار
ويا ترى الهانم الصغيرة عارفة إنها هتتجوز نجار بيجي يشتغل في القصر بتاعهم
زفرت مطولة بعمق.. وببسمة حانية على ذكر سيرة أيسل أردفت بهدوء
نهضت مقتربة منه تربت على كتفه برفق ثم لانت نبرتها كثيرا وهي تخبره
خد وقتك في التفكير يا بدر وحقك ترفض بس افتكر إن أنا محتاجة مساعدتك
اومأ بدر موافقا برأسه ثم نهض يعدل من ملابسه مغمغما بصوت أجش
بعد اذنك يا ست فاطمة
ثم غادر بصمت تام تتابعه فاطمة بعيناها... ذاك الرجل منذ أول يوم رأته وهو يثير إعجابها بشخصيته الرجولية الجذابة المنغلقة... الغريبة الحازمة !
وبما أن مدللتها الصغيرة تعشق الصعوبات والتحديات لم تجد سوى ذلك الجلف لتعجب به وهو الذي لا يعيرها أدنى اهتمام..!!
عودة للواقع
صوت المأذون الهادئ نجح في إنتشاله من عمق الذكريات وهو يقول
اتفضل حضرتك امضي
وبالفعل أمسك بالأوراق متنهدا بقوة لينهي كل شيء... هو قد قرر وانتهى الامر..!
وما إن إنتهت مراسم كتب الكتاب حتى صدحت الزغاريد عن بعض العاملات بالقصر..
فتنفست أيسل بصوت مسموع مغمضة عيناها... من المفترض أن تكون سعيدة... لقد أصبحت زوجة الرجل الذي زار أحلامها مرارا وتكرارا ليزيدها تيمما به.. وفي ذات الوقت يؤلمها قلبها لأنها تتزوج بتلك الطريقة وبسبب الاشخاص الذين هم من المفترض أهلها فما عادت تشعر بأي شيء وكأن كل شعور ناقص فلم تعد تستطع ترجمة أي شعور..!!!
غادر المأذون والشهود لينهض بدر شامخا برأسه يهتف بخشونة
أنا هاخرج شوية يا ست فاطمة اظبط حالي زي ما اتفقنا
تمام وشكرا يا بدر
قالتها فاطمة ثم اومأت برأسها موافقة بقلة حيلة وهي تراقب ملامح أيسل التي تشنجت وكأن احدهم يعتصر قلبها بقبضة الغيرة الدامية..!
رفعت فاطمة رأسها تلحق ب بدر قبل أن يغادر لتردف بهدوء
طب اقعد أنت وأيسل الاول يا بدر عشان لو عاوزين تتكلموا في أي حاجة
دقيقتان تقريبا استغرقهم بدر في التفكير ليومئ برأسه متقدما من أيسل التي كانت تضع قدم فوق الاخرى وتنظر لأصابعها المتشابكة بصمت.. ليخترق صوته الرخيم عزلتها وهو يخبرها
يلا !!
بالفعل نهضت بهدوء قاټل تتقدمه متوجهة نحو احدى الغرف الفارغة دلفت هي اولا وهو خلفها ثم جلست أيسل على الكرسي تضع قدم فوق الاخرى كعادتها دون أن تلحظ تلك العينان السوداوتان التي تراقبها مستنفرة
من تلك الحركة التي ترجمت له على نحو الغرور !!..
جلس هو الآخر أمامها ليبدأ بدر كلامه هاتفا بصوت أجش ثابت وعيناه تلتقط نظراتها المستكينة بخواء غريب...
اولا ده وضع مؤقت اجباري وهيعدي لكن لازم نحط النقط على الحروف عشان الوقت ده