الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة للكاتبة نورهان العشري

انت في الصفحة 29 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


التعلق و لكنها أكتفت قائله من بين أسنانها
ذنبك أن حضرتك طلعت بالفكرة المجنونه دي و زرعت جواها الأمل أنها هتتحقق ! 
زفر سالم بملل مصطنع يتنافي

تماما مع لذه قويه تعتريه من حربهم الخفيه تلك و قام بإضفاء المزيد من الوقود علي ڠضبها حين نظر إلي ساعته قبل أن يقول بفظاظه
سبق و قولتلك أنتي إلي قولتي موافقه و أكدتي علي فكرتي دي يبقي المشكله عندك ! و دلوقتي أنا شايف إنك يدوب تلحقي تجهزي أنتي و هي عشان هنسافر بكرة بدري 

برقت عيناها من جملته الأخيرة و قالت بإستنكار
سفر إيه إلي بكرة ! أنا حتي لو وافقت فعلا و سافرت محتاجه ييجي أسبوع علي الاقل عشان أجهز نفسي و أخد أجازة من شغلي مانا أكيد مش هخسره عشان أفكار حضرتك المجنونه !
كان يعلم بأن عاصفه هوجاء ستهب ما أن يلقي بكلماته علي مسامعها و لدهشته كان يتوق لهبوبها .
إلتفت إلي الدرج بجانبه و هو يمسك بورقه بين يديه ناولها إياها تزامنا مع حديثه الهادئ حين قال
أجازتك أتمضت خلاص تقدري تبدأيها من النهاردة!
لا تعلم كيف تناولت الورقه من بين يديه و لكنها شعرت بأن العالم يدور من حولها حين تأكدت من صدق حديثه فرفعت رأسها تطالعه بزهول تجلي في نبرتها حين قالت
أنت عملت كدا إزاي 
سالم ببراءه مزيفه
عملت إيه قصدك عالاجازة يعني ! عادي صاحب الشركه في بينا بزنس كتير و مامنعش لما طلبت منه دا !
كان عقلها في مكان آخر حيث قالت علي نفس لهجتها
إحنا متكلمين في الموضوع دا إمبارح بالليل و النهاردة الجمعه و الشركه أجازة الورقه دي أتمضت إزاي و أتوافق عليها أمتا 
وصل إلي مركز إڼفجار البركان فأرجع ظهره إلي الخلف مستندا علي مقعده الجلدي و هو يقول بهدوء جليدي
أتمضت إمبارح الصبح !
برقت عيناها و هبت من مقعدها تناظره پصدمه تحولت لڠضب كبير تجلي في نبرتها حين قالت
يعني قبل حتي ما تفاتحني في الموضوع ! دا أنت مقرر موافقتي من قبل ما أعرف ! إزاي تجيلك الجرأة تعمل كدا 
علت نبرتها قليلا فتصاعدت الأدخنة إلي رأسه فقال بلهجه جافه محذرة
زي ما أختك جتلها الجرأة تفكر تتخلص من إبن أخويا من غير حتي ما تعرفنا أنه موجود و أنتي طاوعتيها و روحتي معاها !
فرح بسخط
قولتلك مكنتش أعرف ! 
سالم بفظاظه
مش موضوعي ! كل إلي يهمني إني أحمي الحاجه الوحيدة إلي باقيه من حازم الله يرحمه 
دارت حول نفسها وقد بدأت الرؤيه تتوضح لها شيئا فشيئا و هنا توقفت لتقول بزهول و إستنكار
آه قول كدا بقي ! أنت كنت عارف كل حاجه و خططت كويس عشان توقعنا في الغلط بالرغم من إنك عارف بالحمل من أوله لكن سبتنا عشان أكيد كنت متوقع تصرف جنة 
سالم بهدوء لم يفارقه
حاجه زي كدا !
رمقته بنظرات الخسه قبل أن تقول بإحتقار ممزوج بالڠضب 
بس دي طرق ملتويه و أساليب حقېرة !
قست ملامحه قليلا و قال بفظاظه و جفاء
هعمل حساب لصدمتك و مش هحاسبك علي كلامك دا ! 
شعرت بغصه مؤلمھ داخل حلقها جعلتها تقول بمرارة 
بعد موقف سليم لما قولتلي لو ليكي حق هتاخديه مني شخصيا حسيت إني واقفه قدام راجل واضح و صريح لكن دلوقتي ..
لا يعلم لما شعر بالڠضب الممزوج بالألم في تلك اللحظه فقاطعها قائلا بهدوء
كل شئ مباح في الحب ! و الحړب !
أخترقت جملته مسامعها مرورا بقلبها الذي إنتفض بشدة جاعلا من أنفاسها تضطرب داخل صدرها و لم تستطع إجابته فما قاله كان خارج نطاق توقعها لتجده يتابع بعينان مركزة علي وجهها و كأنها شعاع ليزر
زي مانتي بتحاربي طول الوقت عشان أختك أنا من حقي أحارب عشان أخويا أو إلي باقي منه ! 
لا تعلم لما لامست الخيبه جوانب قلبها فتابعت پقهر 
بس دي أنانيه !
غمغم بهدوء
سميها زي ما تسميها ! و بعدين أنتي مش خسرانه حاجه بالعكس أنا كدا بحللك كل مشاكلك !
كانت تتضور ڠضبا من حديثه لذا قالت بجفاء
أولا مطلبتش منك تحللي حاجه ! ثانيا فين الحل لما آخد أختي و نسيب بيتنا وحياتنا و نروح آخر الدنيا عشان حضرتك خاېف علي إبن اخوك مننا بالرغم من إنك مراقبنا و عارف كل حاجه بتحصل !
تجاهل سالم حديثها و قد أقترب من
نقطه شائكه جعلته فريسه للأرق البارحه لذا قال بترقب
إلي أعرفه أنك أنتي و أختك ملكوش غير بعض . و مدام هتبقي معاها يبقي مفيش مشكله. إلا إذا كان في حد معين مش عايزة تمشي و تسبيه 
غزت الحيرة ملامحها و لم تستوعب كلماته فقالت بعدم فهم 
تقصد إيه 
كانت نظراته تقتنصها و تقيم جميع إنفعالاتها و خرجت الكلمات بتمهل من بين شفتيه
أقصد يمكن في حد في حياتك مش عايزة تبعدي و تسبيه مثلا !
هنا برقت
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 70 صفحات