سلسلة الأقدار الجزء الاول
انت في الصفحة 1 من 144 صفحات
الفصل الأول
بمثل هذا الوقت من العام الماضي في إحدي ليالي كانون الباردة هزمت إحداهن أمام كلمات دافئه أغتالت برودة قلبها فأذابته و أضرمت النيران بأوردتها و التي سرعان ما أخمدتها لوعه الفراق لتترك خلفها بقايا حطام إمرأة أقسمت علي نكران العشق طيله حياتها ...
نورهان العشري
كلما كانت ذاكرة الإنسان قويه كلما كانت حياته أصعب بكثير و في قانون العقل كل الأشياء قابله للنسيان ماعدا الشئ الوحيد الذي تود نسيانه .
أخرجت تنهيدة حارة من جوفها و هي تقف أمام شرفه مطبخها تراقب نزول المطر الذي كان ينهمر بشدة في الخارج . كم كان ذلك المنظر من أهم مسببات السعادة بحياتها و الآن اصبح لا يجلب لها سوي تعاسه كبيرة ممزوجه پألم قاټل يستقر بمنتصف قلبها الذي و بعد مرور أربع سنوات علي فاجعته الكبري لايزال ينتفض ۏجعا حين يتحسس أي شئ و لو بسيط يعيد إليه ذكرياته الرائعة المشبعه بمرارة قاتله لازالت عالقه بحلقها للآن ..
زفرت بحدة و كأنها تنازع لتخرج ۏجعها بذرات ثاني أكسيد الكربون و شرعت في عملها الذي أتمته بعد عشرون دقيقه ثم توجهت إلي غرفه شقيقتها و طرقت عدة طرقات علي الباب فلم يأتيها رد فقامت بفتح الباب بهدوء لتجدها نائمه كالعادة فتسللت مخالب الندم إلي قلبها لتقرضها من الداخل علي ذلك الذنب الذي اقترفته بحق شقيقتها و عادت بذكرياتها للأسبوع الفائت
كانت جالسه علي أحد المقاعد بشموخ في ذلك البهو الكبير تنتظر الميعاد الذي جاهدت أسبوعا كاملا حتي تحصل عليه و ها هو يأتي بمنتصف اليوم و هي في عملها لتهاتفها تلك الفتاة بلهجه صلفة تخبرها بأن موعدها مع السيد سيكون بعد خمسة و أربعين دقيقة و ألا تتأخر فاضطرت إلى ترك عملها ومهرولة إلى ذلك الصرح الكبير الذي كان يثير في نفسها التوتر الذي قلما يظهر عليها و لكنه كان نابع من السبب المحرج في كونها تود مقابلة ذلك السيد الذي كان الوصول إليه شاقا و كأنه أحد رموز الدوله أو أحد المشاهير .
فجأة طرأ علي بالها صورته التي تخيلته عليها من حديث أخاه عنه. عجوز بدين أصلع قصير القامه سمج لا يفقه شئ في هذه الحياة سوي جمع الأموال فقط .
بلغ توترها ذروته حين أخبرتها الفتاة بأنه ينتظرها فسحبت نفسا عميقا إلى رئتيها قبل أن تنهض متوجهه إلي حيث أشارت عليها الفتاة و ما أن دخلت حتي لفت انتباهها المكتب الأنيق الذي يتمتع بذوق رجولي جذاب بتلك المقاعد الجلديه ذات اللون البني يتوسطهم منضده دائريه وضعت فوقها مزهرية بها بعض الزهور الجميله .
كان هذا أول ما رأته حين دلفت إلي الداخل لتجد على يمينها مكتب ضخم و لكنه أنيق و عصري أمامه مقعدين تتوسطهم منضدة صغيرة و خلفهم كان مقعد السيد المنشود و الذي كان يعطيها ظهره مما جعلها تتقدم خطوتين إلي الداخل و قد كانت خطواتها هادئه لا تعكس توترها الذي كان يزداد مع مرور الوقت خاصة و أن ذلك المتعجرف لا يزال يعطيها ظهره مما جعلها تسخر داخلها قائله
بدأ شبح إبتسامه ساخرة في الظهور علي جانب شفتيها و لكنها تجمدت فورا ما أن دار الكرسي ليواجهها لتجد نفسها أمام أوسم رجل قد رأته بحياتها !
شعر أسود حريري لامع مصفف بأناقه ملامح رجوليه جذابه عينان ثاقبه أنف مستقيم شفاه غليظه ذقن منحوت ببراعه لحيه كثيفه نوعا . كانت ملامحه تضج بالرجوله محاطه بهاله من الهيبه و الثقه اكتسبها من سنوات عمره الاربعين و جعلت ثباتها يتلاشي شيئا فشيئا إلي أن أتتها نبره صوته العميقه لتكمل صورتة الرائعه حين قال و هو ينظر إلي أسمها المدون أمامه
أنسه فرح عمران .
لا تعلم لما شعرت بشئ من السخريه في حديثه و إنعكس علي نظراته التي بدت و كأنها تقيمها و قد حمدت ربها كثيرا بأنها كانت ترتدي ثياب العمل الرسميه المكونه من تنوره سوداء تصل إلي أسفل ركبتيها و فوقها قميص من الستان