رواية كاملة
پألم ممېت يأكل في صدره وبالأخص في قلبه .. يأكل الأخضر واليابس وعلى وشك جعله أرض يباب لا حياة فيها .. أرض تحتاج للتعمير
من جديد وربما التعمير يستغرق سنوات عمره الباقية وېموت دون أن يكمل إعادة تعميره في بداية الأمر فقدانه لأبيه ومن ثم زوجته والآن صديقه صديقه الذي لا يعلم أحد عن نيران قلبه التي لا تنطفىء لا أحد يرى مدى دماره الداخلي حينما يذهب لزيارة قپره فينكب أمامه باكيا كالأطفال فقد كانوا كشيئين من المستحيل انفصالهم عن بعض سوى المۏت ولقد فصل المۏت أحدهم عن الآخر دون سابق إنذار ! .
_ نزل عليك الإلهام ولا لسا
نظر له ورفع حاجبه هاتفا ببرود كشيء من المشاكسة بينهم
_ اهااا وبيسلم عليك ياخفة !
لم يعلق حسن على ماقاله ولكنه قال ساخرا
_ عيني عليك البت حنين جاية بكرا يابني قولي لو حابب مساعدة والله اخليها تصرف نظر عنك خالص بدل ما إنت في المرار ده
قالها وهو يبتسم بمكر فالتزم الصمت للحظات حتى قال وقد تبدلت ملامح وجهه للحقد
_ لا يسر دي عايزة حاجة تظبطها بجد
_ إن جيت للحق أنا اتخنقت من حنين ومبقتش عارف اعملها إيه دي لزقة ياعم دي نافص تدخل ورايا الحمام مكان ما اروح الاقيها في ديلي !
قهقه بصوته المرتفع وغمغم بمكر
_ ما أنت غلبان وعلى قد نياتك وهي عارفة إنك بتتكثف ومش هتكسفها بس أنا صايع سيبهالي بكرا وأنا هظبطهالك
_ طيب بمناسبة الصياعة مش ناوي تلم نفسك ياحسن أنا كنت متوقع إن أخرك صحاب والكلام بس شكله الموضوع تخطى الحجات دي
_ كرم أنا مش صغير وعارف كويس أوي بعمل إيه أكيد مش هتوصل بيا للي في دماغك ومتحاولش تفهمني إنك إنت وحضرة الشيخ زين كنتوا قمة في البراءة
عاد لابتسامته وهو يداعبه ولكن بطريقة رزينة
_ وفر نصايحك لنفسك ياكرم أنا عارف كل ده كويس ومش محتاج حد يفكرني بيه
_ لا مش عارف يا أستاذ .. ومتفتكرش إني عبيط أنا عارف كل المخاريب اللي بتروحها وبتسهر فين ورغم كل ده بقول إنك هتعقل بس مفيش فايدة واضح إنت مش مدرك عظمة الذنب اللي بترتكبه وأنا بحاول ابعد زين عنك بقدر الإمكان لأني عارف إنكم مش بتتفاهموا مع بعض وفي كل مرة بتتخانقوا بس كفاية اعقل كدا وبطل القرف ده أنا خاېف على مصلحتك
كان زين مستغرق في النوم وكذلك في الأحلام لكنها أحلام مفزعة باتت تسبب له حالة نفسيه وتذهب بعقله ! .
كان بؤبؤي عيناه يتحرك پعنف تحت جفنيه وانفاسه سريعة وغير منتظمة وكأنه يجاهد في الفرار من شيء .. شيء مرعب كأشباح أو ما إلى ذلك ! ولكن ياليته شبح ! .. فهو صديقه الذي رحل عنه بسببه هو من أطاح به لحافة المۏت فقط من أجل شعور باللذة سيدوم لساعات ولكن الأمر لم يدم لساعات بل للأبد فذهب هو لرب كريم واستمر هو في مسيرة حياته تطيح به الحياة تارة من هنا وتارة من هنا ويتخبط في أزماتها مقاوما دوماتها فيذهب ويأتي للحياة مرات عديدة والآن هدأت الحياة من سهماها التي تطلقها عليه متتابعة ولكن ضميره لم يهدأ وسيظل يعاني من الآم الضمير في كثير من ذنوبه ولن تتركه كوابيسه المزعجة مطلقا حتى يتصالح مع نفسه ! .
فتح عيناه دفعة واحدة مڤزوعا وهو يلهث من الهلع وهب جالسا على فراش ثم أنزل قدماه في الأرض وډفن وجهه بين راحتي كفيه ويستغفر ربه مرارا وتكرارا محاربا شعور يمزقه ويضغط على انفاسه التي تخرج متقطعة فعجز عن مقاومة دموعه التي تصرخ مطالبة بالنزول فسمح لها بالسقوط واجهش بالبكاء في صوت شبه مرتفع مرددا من بين بكائه وصوته المبحوح
_ سامحني يا وائل .. سامحني !!
نفضه في مكانه طرق الباب فجفف دموعه فورا وسمح للطارق بالدخول وكان الطارق كرم حيث دخل واغلق الباب هاتفا
_ هو في حد بينام دلوقتي يابني !!!
حاول جاهدا إظهار صوته طبيعيا وهو يزيح بعيناه عنه ويتمتم
_ ما أنت كنت معايا في الشركة وشوفت كان الشغل إزاي النهردا كتير ومتعب
تقدم ناحية