الفصول من 23_25
به يشعر أنه يلامس السماء من شدة سعادته حتى أنه همس ببسمة واسعة مفعمة بلهفة قلبه
معقول كل ده انا
مهما قولت مش هوفيك حقك
قالتها وهي تربت على يده المسنودة على الطاولة بحركة مطمئنة مؤيدة جعلته يتنهد براحة ويهدر قائلا وهو ينحني برأسه واست قلبها
انا بحبك يا نادين بحبك
حانت منها بسمة هادئة رغم ذلك الخزي الذي يعتريها من نفسها ثم كوبت يده التي تستقر على يدها براحتها قائلة بتماسك بالكاد تصنعته كي تتهرب من أسئلته المتكررة التي ستفضح أمرها
طب تعالى نرقص
أومأ لها ولكن استوقفها قائلا
استني كنت هنسى
تأهبت بنظراتها له وهو يسحب يده من بين يدها ويخرج علبة من المخمل الأحمر وفتحها أمام نظراتها لتشهق بتفاجئ حين رأت دبلتين واحدة من الذهب الأبيض المرصعة بفصوص صغيرة من الالماس الذي يخطف الأنفاس والآخرى فضية بتصميم رجالي مميز اعجبها كثيرا ليهمس هو بنبرة عاشقة مفعمة بضجيج قلبه
هزت رأسها بسعادة منقوصة لطالما كانت تتمنى أن تكون خالية من أي منغصات أو شيء يرهبها ثم تناولتها من العلبة واخبرته بكل ثقة
عمري ما هقلعها ولو أخر يوم في عمري
لتحثه بنظراتها أن يلبسها إياها وبالفعل فعل ذلك ببسمة واسعة جعلتها تود أن ترتمي بين يداه الآن وتجهش بالبكاء ولكن إن فعلت ستخرب سعادته وتجعله يشعر بالريبة من أفعالها أكثر لذلك ألبسته هي ايضا دبلته وأخبرته بنبرة تقطر بحاجتها
أومأ لها لساحة الرقص
بعد وقت قليل وعندما طال صمتها همس هو بنبرة هادئة
فاكرة يوم ما اصريتي ارقص معاك يوم عيد ميلاد صاحبتك
بهتت ملامحها لثوان قبل أن تجيبه
اه ميرال
تنهد تنهيدة عميقة ثم أخبرها
اليوم ده كان حلو وعمري ما نسيته
شعرت بوخزة بقلبها عند تذكر هذا اليوم وكم لعنت أفعالها حينها ولعنت شيطانها الذي دفعها كي تهدد وتثير أعصاب تلك الرفيقة التي لاتعلم حتى لما فعلت بها ذلك كل ما تعلمه انها كانت تغار من تلك الحرية التي تتمتع بها وحرمت هي منها حتى انها استكترت عليها الآخر ونزعته منها دون أن تحسب حساب لشيء سوى لترضي غرورها وتخرج عن المألوف وتلبي رغبات شيطانها فياليتها كانت تعلم أن شيطانها سيتبرأ منها ومن أفعالها وسيتركها ليكون الندم حليفها وحدها.
قالها وهو يخرجها من بين يديه لتبتسم هي بسمة مغلفة بالخزي وتجيبه بنبرة نادمة ومټألمة وضميرها ينهش بها
أنا كنت غبية اوي يا يامن وعملت حاجات كتير مش عارفة هعرف اكفر عنها ازاي.
كان يظن أنها تعني غباء أفعالها تجاهه حينها ولم يخطر بباله كونها تقصد شيء أخر لذلك أجابها بنبرة مطمئنة وهو يشملها بدفء عيناه
حبيبتي انسي...وبلاش ټعذبي نفسك وتلوميها وبعدين أنت وعدتيني انك هتبقي قوية و هنعوض كل اللي فات
أنا قوية بيك يا يامن اوعدني أنك متكسرنيش وتبعدني عنك
أنت روحي يا نادين ومفيش حد يعرف يعيش من غير روحه
تنهدت بقوة وهي تتناول نفس عميق من رائحته المميزة ثم همست بصدق
وأنا بمۏت فيك يا قلب وروح يامن
كانت تلك الكلمات المؤججة بالمشاعر هي ختام سهرتهم ولكن ليست ختام متوقع لقصتهم كأي عاشقين بل مازال القدر يخبأ بين طياته الكثير لهم.
انهى عمله و وجد ذاته يذهب لذلك المكان الذي لطالما جمعه بها وبأطفاله لا يعلم لم أتى ولكن كل ما يعلمه أنه تعود عندما يضيق به الحال يعود لهنا و يجدها بأنتظاره كي تهون عنه وتنعمه بدفئها ولكن الآن أين هي
فذلك المنزل الذي كان يضج بالحياة أصبح الآن موحش دونها.
زفرة قوية نبعت من اعماقه ويخيل إليه انه يراها بكل زاوية فهنا كانت تجاوره وتشاركه تفاصيل يومها وهنا على تلك الطاولة كانت تدس بفمه الطعام كما تفعل مع صغارها أما هناك بغرفة مكتبه فكانت تجلس لساعات تتأمله وهو يعمل وكأنه هو اكبر انتصارتها
فنعم اشتاقها واشتاق لتلك البسمة الرقيقة التي تمنحه اياها و تجعله يظن أن العالم خلى من كل مصائبه ولم يتبقى غير ربيعها وسلامها النفسي الذي ينفض دواخله ويحفز كافة حواسه نحوها.
تنهد تنهيدة مثقلة بالكثير من الندم وهو يرتمي على فراشه الذي لطالما جمعه بها لتحين منه بسمة مفعمة بالحنين لتلك الليالي التي كانت تدثره بها ب وتساعده على النوم ليجد ذاته بها لعلها خير منه واحتفظت بأريجها بين طياتها فنعم اشتاقها اشتاق ل رهف خاصته التي كانت تتفهمه دائما فقد ادرك لتوه أن حياته دونها خاوية لم يعد بها دفء ولا سکينة كالسابق ورغم أن الأخرى توفر له حياة زوجية كأي زوجين ولكن لا تقارن بحياته السابقة بتاتا فتلك التفاصيل لم يلحظ توافرها من عدمه إلا عندما عاشر الآخرى فكانت هي تهتم بكل صغيرة وكبيرة تخصه حتى انه كان يصنف تلك الأمور بالروتينية