بقلم ميار خالد
فتره طويلة كان يامن قد أكمل العشرين من عمره و في إحدى المرات أثناء زيارته لها قالت له و هي غارقة في أفكارها
أنا خاېفه
خاېفه من ايه
فاضل شهرين و أكمل ال ١٨ سنه .. و ساعتها هخرج من الدار هنا
أنتبه لها يامن أكثر لينتفض من مكانه لقد نسي تماما هذا الأمر! صمت بقلق فنظرت له براء بابتسامه و قالت
نظر لها يامن للحظات حتى قال
براء أنا لازم أقولك حاجه مهمه
نظرت له براء بتساؤل و أردفت
حاجه إيه
أنا ...
و كاد أن يعترف لها و لكن أوقفه هاتفه الذي صدع رنينا و كان كريم نظر أمامه للحظات و شعر أنه بحاجه لترتيب أفكاره فقال
براء أنا لازم أمشي دلوقتي .. هاجي أشوفك بكره خليكي فاكره
في إيه بتبصيلي كده ليه
مش ملاحظة أن يامن زاد أوي الفتره دي
أيوه بس دلوقتي الوضع اتغير
نظرت لها براء للحظات ثم قالت
أتغير أزاي يعني مش فاهمه
يعني أنتوا مبقتوش صغيرين يا براء .. العمر بيجري و هو دلوقتي بقى عنده عشرين سنه يعني لا أنت صغيره ولا هو عيل أعتقد فهماني
نظرت لها براء بثبات و قالت
اللي في دماغك ده مستحيل يحصل يا سلمي .. اطمني أنا عارفه حدودي كويس و عارفه أنا فين و هو فين .. مع معني أننا صحاب ده هيخليني اتعشم بحاجه مستحيل تحصل
براء .. كنت بدور عليكي كنتي فين
معلش يا حنين كنت مشغوله شوية
طالعتها حنين بحزن و قالت
اخس عليكي يا حنين انساكي إزاي بس .. ده أنت أختي الصغيرة
بجد .. يعني هتبقي تيجي تزوريني و أشوفك
أكيد طبعا
احتضنتها حنين بفرحه و ذهبوا لينهوا عملهم في الدار ..
و في اليوم التالي كان يامن يقف في جنينة الملجأ في انتظار براء و بجانبه كريم و كان يبدو على يامن التوتر الشديد فقال كريم
نظر له يامن بتهكم و قال
خاېف يا كريم .. أنت عارف أن براء حساسه جدا خاېف متتقبلش مشاعري دي و ساعتها هكون خسرتها حتى كصديقة عمري
نظر له كريم و ظهرت إبتسامة صغيرة على جانب شفتيه و قال ليطمئنه
متقلقش .. أتكل علي الله و قولها اللي في قلبك بس الأهم من كل ده .. أنت قدرت تقنع طنط عاليا بمشاعرك دي براء فاضلها شهرين و تخرج من الدار هتقدر في الوقت ده تظبط كل حاجه
زفر يامن بضيق و قال
لسه مقولتلهاش على الموضوع بس أنا مش صغير يا كريم .. غير كده هي مش هتقولي لا لو عرفت إني بحبها .. من صغري كانت بتعملي كل اللي أنا عايزه معتقدش ترفض المرة دي
كان يامن يقول تلك الكلمات و لكن بداخله كان يكمن قلق خفي من رد فعل والدته حين تعرف أنه قد وقع بحب تلك الفتاه البسيطة التي اقټحمت حياته منذ عدة سنوات أنه يتذكر ذلك اليوم الذي وقعت عينيه عليها تلك الفتاة الصغيرة ذات الشعر الغير مرتب و دموعها التي ټغرق عيونها و نظرات الضياع و الحزن التي قد خيمت في عينيها كل هذا تجمع في طفلة بعمر ال٦ أعوام لم تكن تعرف أي شيء سوى إسمها فقط .. براء
و في تلك اللحظة دخلت عليهم براء و قالت حين رأتهم
عاملين ايه .. كريم شكلك تعبان كده ليه
قال كريم
الكلية مطلعه عيني
ربنا يقويك .. أنا كمان مشغولة جدا في الدار .. بدأت أعلم أخواتي الصغيرين الخياطه و الكتابة
الكاتبة ميار خالد
و هنا لاحظت سكوت يامن لتنظر له بعيون لامعه أردفت
ساكت ليه
ها .. لا مفيش
ثم نظر إلي كريم بنظرة ذات مغزي ليبتسم كريم ثم أبتعد عنهم قليلا أردف يامن
براء كنت عايز أسألك علي حاجه ممكن تستغربي شوية بس عندي فضول