بدر الجمال
من تلك الحركة التي ترجمت له على نحو الغرور !!..
جلس هو الآخر أمامها ليبدأ بدر كلامه هاتفا بصوت أجش ثابت وعيناه تلتقط نظراتها المستكينة بخواء غريب...
اولا ده وضع مؤقت اجباري وهيعدي لكن لازم نحط النقط على الحروف عشان الوقت ده يعدي بدون مشاكل.
اومأت أيسل برأسها وملامحها تنبض بالتساؤل قبل لسانها وهي تردد ببرود
عارفه كل ده ادخل في الموضوع على طول يا بدر
إستفزه برودها وحدتها فراح ينتقد أول شيء يرفضه تماما في ذلك المزيج الغريب من الهدوء والرقة والحدة
اولا اللبس الضيق ده تنسي إنك تلبسيه طول ما إنتي على ذمتي
طبعا طبعا أومال.
أنا مش بهزر ومفيش داعي للبواخة والسخرية دي!
غمغم بها بحروف مشدودة بالڠضب فظهرت ابتسامة ساخرة على وجهها وإندثر خواء عيناها وتلك الغيرة الهوجاء تبعثره محتلة ساحة عيناها لتستطرد بشراسة
أنت مايخصكش أصلا ألبس إيه الكلام ده تقوله للهانم اللي بتحبها اللي مش قادر تستنى على بعدها وعايز تجري تروحلها وكتب الكتاب معداش عليه ١٠ دقايق!
ثم نهضت والغيرة تتبلور في نظراتها الشرسة لتتابع محاولة الٹأر لكرامتها
كادت تسير لتتخطاه ولكن يده حالت دون ذلك فقبض على ذراعها بقوة يوقفها ناهرا إياها بسيل من الغيظ تدفق بين حروفه
انتي عارفه انا كام سنة انتي ٢١ وانا ٣٣ ياللي مبتحترميش كبير ولا صغير !
ايه يعني ١٢ سنة مش حوار
تمتمت بها ببرود حافظت عليه فنظر لها من أعلاها لأسفلها متجاهلا استفزازها ليتابع بصوته الأجش
ولما تكوني بتتكلمي مع حد لازم تتعودي تحترميه وخصوصا جوزك أنا مش موظف عندك يا هانم هترميلي كلمتين وتمشي!!
رفعت حاجباها ساخرة باستنكار باندفاع وحدة غير مقصودين
كان متيقنا... ستظل طيلة تلك الفترة اللعېنة تذكره أنه النجار الذي يعمل في خدمتهم...!
ضغط بيده على ذراعها أكثر وهو يحدق فيها... لمحت تلك الإهانة تنحر كبريائه بين أغوار عيناه التي أصبحت أشد ظلمة وقسۏة....!
ففتحت فمها تحاول التبرير بحروف مشتتة ونظرة عيناه تشعرها أنه ذئب يعج عويله نظراته ولا يغادر حنجرته
أنا... آآ يعني بص أنا كنت.....
فخرج صوته هادئا وكأن الكون يخلو من أي اصوات سواه وحادا وكأنه شفرة لامعة
إنتي واحدة والدتها كانت مفكره إنها كده بتدلعها وبتعوضها لكن هي في الحقيقة فشلت في تربيتها !!
أنا ولا مدلعه ولا متربتش انا اتربيت كويس ڠصب عن أي حد وانا مش طفلة وعارفه كويس أنا بقول إيه بس أنت اللي عايز تتكلم وتتنطر ومحدش يرد عليك.
حاولت نزع ذراعها من بين قبضته بالقوة فاصبحت أمامه ليعود هو ويجذب يداها معا بقوة خلف ظهرها... من اذنها هامسا بخشونة لاذعة وكرهه لها يتضخم بين ضلوعه
إنتي طفلة بالنسبالي وطفلة مش متربية كمان وأنا اللي هاربيكي وهعرفك ازاي تتعاملي مع الكبار وتبطلي النفخه الكدابة اللي انتي فيها دي!
لم تنتبه لأي كلمة مما قالها تلك الحرارة التي تسكن جسده من الڠضب والانفعال ألهبت مشاعرها الفوضاوية بمجرد أن شعرت بها أنفاسه... رائحة عطره.... للحظة شعرت أنها تستطيع ترجمة شعورها... أنها مطمئنة مغمورة العواطف.... مچروحة المشاعر من كرهه نبذه ونقده المستمر لها... مچروحة الكرامة لشعورها انه مجبر على ذلك الزواج... تغار پجنون من حبه لأخرى وقلبها يتلوى لوعة كلما تذكرت أن كل ذلك بسبب والديها الجشعان..!
إنتبهت له حينما لتحجب خصلاتها الحمراء الطويلة المجعدة الرؤية عن عيناها فأكمل هو بنفس العنفوان الذكوري
وبالنسبة لشعرك أنا مقدرش أجبرك على الحجاب لكن طول ما انتي برا شعرك ده يبقى ملموم
فرددت بنبرة أبية لا تتطابق مع لحن الرضوخ الذي يطمح له
ولو معملتش كده هتعمل إيه يعني!!
لم ينتظر ردها بل غادر تلك الغرفة متنفسا الصعداء... يلعن ذلك اليوم الذي وافق فيه على تلك الزيجة....بينما هي تبتلع ريقها بقلق متساءلة بحسرة....
على الطرف الآخر في احدى قرى الصعيد...
جلست ليال بتلك الغرفة بمفردها تنظر لنفسها في المرآة.. تتحسس تلك العباءة البرتقالية المطرزة التي بدت وكأنها صنعت لها خصيصا... اليوم ستزف عروس للرجل