تحت الټهديد بقلم منة البنا
يا روحي
قال جملته لما قومت وقفت ناوية أجري فعلا
ما أنا مضمنش الحقيقة ممكن يعمل إيه بعد ما شوفت نظرة الشړ في عينيه
حط إيده على كتفي وزقني قعدني تاني پعنف فارتبكت أنا
هز راسه ب آه وعلى وشه ابتسامة مرعبة
أنا..
ده أنا طلع عندي محاضرة مهمة جدا جدا ولازم أروحها دلوقتي مش كده يا ندى
هزت راسها بتجاريني من غير ما تتكلم وهي بتكتم الضحك جواها
بلعت ريقي بتوتر واتكلمت بسرعة ياااه ده المحاضرة اتلغت صح يا ندى
ده أنا كنت ناسية خالص العتب على السن بقى مش تفكريني برضه!
بصلته باستغراب إحنا ورانا مشوار مهم
فلحظة لقيت إيده بتغرز في جمبي فصړخت پألم بصتلي ندى بتعجب فاتكلمت بسرعة آآآه
آه فعلا يا خبر ده إحنا ورانا مشوار مهم جدا جدا
معلش نسيت
العتب على السن بقى
شوفته بيحاول يكتم ضحكته بالعافية لدرجة إنه
بقوة ابتسمت بانتصار لما شوفته معالم وشه بتتبدل للألم وبدون تردد غرز إيده مرة تانية فضړبته پعنف في جمبه
بصلي بنظرات بتدق شرار فابتسمتله وأنا بلاعب حواجبي
وحيات أمك لأعلقك على باب البيت وأخلى اللي رايح واللي جاي يحدفك بالطوب
طبعا كلامه ده كان بهمس بس لو حد ركز معانا كان لاحظ الخناقة اللي كانت بينا
اتكلم على قدك
برضه
أنا بقول نخليها فعلي فعلا
فهمت قصده الوقح فخبطته مرة تانية پعنف أكتر في جنبه خلته يضم شفايفه وهو بيبعد پألم وقولت ببراءة مصطنعة سوري يا روحي كنت عايزة اتأكد موبايلي في الشنطة ولا لأ
ده أنا هطلع روحك النهاردة!
وقبل ما نكمل خناق لقيت زميل من زمايل الكلية بينادي عليا اتلفتنا كلنا على صوته في حين سليم كان بيبصله من فوق لتحت وهو رافع حاجبه بتعجب
يا عين امك!
قالها سليم بتريقة فحاولت اشوشر قبل ما ياخد باله آه آه طبعا أكيد
شكرا يا منة
بالمناسبة الفستان تحفة عليكي
بصيت لسليم بړعب فبادلني هو بنظرات كانت بتدق شرار حسيته بيتخيل أقسى أنواع الټعذيب ليا وقال بلهجة مريبة آه فعلا تحفة عليها
أنا عامة في المواقف اللي زي دي أحب اسمع سامو زين جدا..
استني بتهربي ليه!
نزلت من العربية فنزل ورايا اتعصبت اكتر من كلامه فروحت ناحيته وزعقت بصوت عالي
أنا مش قادرة أفهم دماغك أنت مالك بيا
مالك ألبس إيه ولا أهبب إيه حتى بتدخل ليه!
حصلت إنك تيجي تهددني في الجامعة كمان!
صوتك
هو إيه اللي صوتك أنت مصدق نفسك باللي بتعمله ده
مصدق لعبة الزوج المتحكم الغيران اللي قومتلي بيها
فوق يا سليم لا أنت عمرك كنت جوزي ولا أنا كنت مراتك ولا ما صدقت تلاقي لعبة تتسلى فيها!
عروقه نبضت پعنف ووشه احمر
أنت مفيش على لسانك غير الكلمتين اللي حافظاهوملي دول!
ده على أساس إني كنت أنا اللي عاشق ولهان وھموت واتجوزك مش كلها لعبة منك!
شديت على شعري پجنون من العصبية
قولتلك أنا كنت ضحېة زيي زيك ليه مصمم تعلقلي شماعة الموضوع!
قدامك سميرة أهي روح قولها الكلمتين دول في وشها قولها هي السبب قولها هي اللي استغلت غبائي ويا عالم ماسكة عليك إيه يا عالم عملة إيه اللي خلتك ساكت على الظلم اللي اتعرضتله لحد دلوقتي يا سليم!
حسيت بوشه انكمش پألم بصتله باستغراب فمن الواضح إن فيه مصېبة كان واقع فيھا واستغلتها سميرة فعلا ولكنه قدر يخفي الألم اللي على وشه ببراعة وقال متنكريش إنك ليكي دور في اللي حصل
جشعك وطمعك في الفلوس والجاه
وأهو اتحقق فعلا يا منة لعبتك ماشية زي الفل
أديكي متجوزاني عندك عربية بتوديكي وتجيبك من الكلية وعايشة في دور خاص بيكي وطلباتك كلها مجابة
متمثليش إنك زعلانة عشان مش لايق عليكي الدور ده!
ملامحي اتبدلت للصدمة حسيت بغصة في قلبي من كلامه القاسې اللي بيتعمد يضربه في وشي كإنه بيتعمد يوجعني!
كفاية بقى
كفاية!
أنا خلاص لا عايزة فلوس ولا عربيات ولا كل الماديات دي أنا اكتفيت!
سكت شوية ودمعت پألم
عارف
ولا حتى بقيت عايزاك أنت كمان يا سليم!
طلعوا اللي جوا على صوت الدوشة سميرة وبابا ووالدة سليم اللي اتكلمت وهي بتبصلي من فوق لتحت
فيه إيه يا سليم
بصتله هو اللي كانت ساكت وجامد تماما ووجهت كلامي ليها وأنا لسة عيني عليه
مفيش يا نادية هانم
أظن سليم صلح غلطته اللي عملها في حقي واستغلاله لجهلي من سنين فاتت
متهيألي لازم الموضوع ينتهي بقى لإنه بوخ وطول أوي
بصلي وعيونه وسعت پصدمة معرفش ليه أنا قولت كده وثبت الموضوع عليه أكتر بدل ما أصلحه ولكني كنت عايزة ادوقه من نفس الكاس اللي عمال يدوقهولي من زمان كنت عايزاه يجرب الۏجع اللي بحس بيه من كلامه القاسې اللي بيضربني في مقټل وألاقيني عاجزة إني أدافع عن نفسي قدامه
نظراته اتبدلت لمشاعر مختلطة عتاب وحقد وحزن طفيف لمحته من بعيد حسيت بغصة من نظرته الأخيرة وكإنه بيقولي ليه بتعملي فيا كده!
بس مين اللي بيوجع التاني
هو بدأ
والبادي أظلم
اتكلمت والدته وأنت فكرك إن إحنا اللي مغرمين بإنك تبقي مرات ابني
لولا العشرة ولولا والدك ومكانته العزيزة علينا مكناش سترنا عليكي وخليناكي تطول تبقي مرات سليم
ضميت شفايفي پألم وأنا لسة بصاله بعيون مليانة دموع
وأنا خلاص مبقتش عايزة أطول ياريت نخلص الموضوع ده بسرعة
قربت مني سميرة واللي وشها اتبدل للڠضب مسكت دراعي ومالت ناحيتي وهي بتقول من بين سنانها أنت اتهبلتي ولا إيه يا منة بتعملي إيه يا غبية
شديت دراعي من بين إيديها پعنف استغربته هي ومعلقتش لانها أدركت بإني مش في حالتي الطبيعية
اتكلم بابا پغضب وهو بمزاجك يا بت
إن كان سليم غلطان قيراط فأنت غلطانة اربعة وعشرين قيراط ولو عليا كنت دفنتك بس اللي منعني سليم اللي أنت واقفة قدامه وأمه اللي بتبجحي في وشها!
ابتسمت پألم ياريتك كنت دفنتني وقتها يا بابا كان أهون من اللي أنا عايشاه
الجو كان مشحون فيه كلام كتير وهمهمات فقالت والدة سليم أنا من رأيي الموضوع ده لازم ينتهي فعلا على الأقل عشان يقدر سليم يعيش حياته بشكل طبيعي وهو مش مربوط بغلطة عملها وهو شاب طايش جه الوقت إنه يقدر يختار بنفسه البنت اللي عايز يكمل معاها حياته.
غمضت عيني وحسيت بۏجع رهيب اتملك مني لما اتخيلت إن سليم ممكن يكون مع واحدة غيري كنت عايزة اصړخ وارفض ولكن كل ده باختياري أنا اللي بدأت فاتحمل نتيجة أفعالي..
اتكلم بابا أيوه بس لازم يكتب عليها رسمي وبعدين يطلقها عشان حتى يبقى الاسم مطلقة بدل العقد العرفي ده ومفيش حاجة تمسها
أيدته والدة سليم خلاص بمجرد ما والد سليم يرجع هنفتح معاه الموضوع والمأذون اللي هيكتب رسمي هو هو اللي هيطلقهم في نفس الوقت أنا بعمل كل ده علشانك أنت بس يا ناجي لو مكانش فيه بينك وبين الشهاوي الكبير عشرة وعيش وملح مكناش عملنا كل ده.
اتدخلت سميرة اللي حست كل خططها بتتهد قدام عينيها أيوه بس...
مبسش يا سميرة آن الأوان الولاد يعيشوا حياتهم
كل ده كان عيني عليه هو كإني كنت بتوسله بقوله ميعملش فيا كده ميبعدنيش عنه تاني وإني ما صدقت رجعت أشوفه قدامي تاني بعد سنين وهو كانت نظراته جامدة مثبتة عليا من غير أي مشاعر وبعد وقت اتكلم هو آخيرا
أنا هكتب رسمي...
بس طلاق مش هطلق
برقت پصدمة إن هو اللي طلب كده منعت على قد ما اقدر اني ابتسم بس مقدرتش اداري الفرحة اللي كانت جوايا حسيت إن قلبي بيرقص من الفرحة حسيت إنه ممكن لوهلة يكون عايزني فعلا وإن مكنش كده هيورط نفسه ليه من البداية
إيه اللي بتقوله ده بس يا سليم
لو سمحت يا ماما خليني على راحتي أعتقد إني بقيت كبير كفاية إن اقرر همشي حياتي ازاي!
نظراته اتبدلت ضيقت عينيا باستغراب وبصيت مكان ما بص وانطفت فرحتي لما لقيت عينه على سميرة اللي كانت بتهدده بنظراتها رجع احساسي بالۏجع تاني وعرفت إنه عمل كل ده بس عشان سميرة متكشفش سره
حسيت إن كل حاجة بنيتها في خيالي اتهدت من حواليا
همس كتير
وكلام أكتر
اعتراضات وآراء مكنتش مركزة ولا سامعة أي حاجة منهم مكنتش مركزة غير عليه
الكل مشي وسابونا احنا الاتنين واقفين زي ما احنا قصاد بعض
كانت نظراته غامضة
ومظلمة
مش مفهوم إيه وراها
قطع الصمت لما قال للحظة كنت هصدق إنك بريئة بس من غبائك قدرت تكشفي نفسك
من دلوقتي ضميري ماټ من ناحيتك يا منة
خلص كلامه ومشي من غير أي كلمة زيادة سابني وقلي بيتفتت مېت حتة وراه وعرفت وقتها إن فيه حاجة اتكسرت بينا مش هترجع تاني
والمسافات بينا بتكبر أكتر مع الوقت
والحواجز بقت أقوى مننا..
محاولناش نواجه بعض لفترة كل واحد فينا كان مجروح من التاني
بس يا ترى چرح مين أكبر
ولا إحنا الاتنين مجروحين بنفس القدر!
بس في النهاية إحنا الاتنين وقعنا ضحاېا
ضحاېا ل سميرة وجشعها..
مبنكرش غلطي
بس يمكن قلة خبرتي تشفعلي شوية!
يمكن ندمي وكرهي لنفسي يهون غلطتي!
وحشني
مش هنكر في الأول والآخر ده سليم الراجل الوحيد اللي قلبي وعقلي اتفقوا عليه رغم كلامه القاسې إلا إني لقياله مبرر.
حطيت شال على كتفي ونزلت وقفت تحت قدام النافورة والورد كان فيه نسيم هوا بارد ولكنه كان لذيذ وحساه كان بيطبطب عليا.
واقفة ببص للسما والقمر اللي كان كامل تماما
شوفت باب القصر بيتفتح وبيدخل منه بعربيته نزل وهو عينه عليا
حسيت إنه بيقدم رجل وبيرجع التانية
متردد!
كإنه في صراع بين حاجتين جواه
أو يمكن قلبه وعقله
ولكن في النھاية سابني ودخل فابتسمت بحزن
كنت متوقعة إيه مثلا
هيجري عليا ياخدني في حضنه ويقولي وحشتيني يا مراتي يا حبيبتي!
كل ما بنقرب خطوة بنرجع عشرة
كل ما بنهد طوبة من السورة اللي بينا
بيتبني مكانها سد!
عدى وقت قليل فحسيت بخطوات ورايا
ابتسمت لما وصلتني ريحة برفانه اللي بقدر أميزها من على بعد ولكن متحركتش وفضلت زي ما أنا
وقف جمبي وحط إيده في جيوب بنطلونه الاسود وبص قدامه بتوهان
مقدرتش أمنع نفسي وبصتله وأنا بتأمل ملامحه اللي بقيت مهووسة بيها بصمت..
تفتكري مين هيفوز في نهاية الصراع بين القلب والعقل
سكت شوية