السبت 23 نوفمبر 2024

رواية بقلم ساره المصري الجزء الاول

انت في الصفحة 12 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

قائلا اقعدي بس يا بنتى خلينا نكمل كلامنا 
جلست فى استسلام فواصل محمود وهو يجلس بدوره انا قولتلك لحد دلوقتى على عيوب يوسف بس متكلمتش على مزاياه يوسف راجل بمعنى الكلمة طول ماانتي معاه هتكوني فى أمان هوا بس محتاج واحدة زيك تشده معاها للطريق الصح أنا من أول ما شوفتك وأنا واثق انك تقدري تقومي بالدور ده وأضاف في تردد واللى خلانى أصر اكتر اني حسيت ان ابني شايلك احساس جواه 
التفتت له ايلينا وقالت وهى تشير بيدها الى في ذهول ناحيتي أنا أكيد بتهزر 
رد محمود فى جدية يوسف عمره ما هيعترف بسهولة حتى قدام نفسه انه حب مش هيقدر يترجم احساس مجربوش قبل كدة من أصله بالعكس ده هيرفضك بكل طريقة وهيحاول يبعدك كمان 
ضحكت ايلينا وهى ټضرب كفيها ببعضهما قائلة ده على أساس انى هوافق عليه اصلا عشان هوا يرفض انتو عايزه يرفضني واروح اقله انا اللى ھموت واتجوزك انت بتتكلم ازاي يا عمي 
قال محمود في حزم احنا هنحطه قدام الامر الواقع 
ابتسمت ايلينا من اصراره على موافقتها وهو يعطيها بنفسه كل أسباب الرفض حضرتك بتتكلم كأني وافقت 
رد محمود فى رجاء ايلينا انا ابني فعلا محتاج مساعدتك وانا واثق ان محدش هيقدر يقوم بالدور ده غيرك وبعدين مفيش حاجة هتتم ڠصب عنك مفيش جواز من اصله هيحصل غير لما يوسف يتغير بجد وانتى اللى هتقرري ده انا مش هخدعك واقولك ان معركتك معاه سهلة بالعكس دى هتبقى عڼيفة وزى ما قولتلك هيحاربك بكل طريقة وهيحاول يبعدك 
شعرت بحيرتها تتضاعف وهي تدفع ارادتها خطوة للموافقة وجزء من كيانها الغبي يدفعها معه فردت وهى تضع جبينها بين سبابتها وابهامها تخبره باحدى مبرراتها التي لازالت في طور المقاومة وترفض الاستسلام عمي للاسف انا مقتنعة تماما ان مفيش بنى ادم بيتغير وان الطبع غلاب زى ما بتقولو هنا فى مصر 
قال محمود بسرعة ويوسف طبعه مش كدة قولتلك مجرد ظروف اتعرضلها 
هزت ايلينا رأسها لا يعرف كم تكره تلك الكلمة تاني ظروف حضرتك مش متخيل انا بكره الكلمة دى قد ايه الشماعة اللى بنعلق عليها كل غلطنا والحقيقة ان الغلط عمر ما بشوفله مبرر 
قال وهو يتشبث ببعض الامل معطيا اياها مثال يفهمه مثلها جيدا أي انسان ممكن يتغير رابعة العدوية مثلا شوفي كانت ايه وبقت ايه ربنا قادر على كل شىء بس بيبعتلنا اسباب وانتى هتكونى السبب اللى هيغير يوسف للأحسن 
نظرت له هذه المرة دون ان تنطق تفتت كل مبرراتها فجأة وتهاوت أمام جزءا من ارادتها الخبيثة في الموافقة فواصل محمود طبعا انا عارف انك محتاجة وقت تفكرى فيه ابتسمت في تعب وهزت رأسها ليشعر محمود بالأمل يتزايد انا هستنى تليفون منك متتأخريش عليا 
وذهب تاركا اياها مع أبيها الذى ابتسمت وهى تربت على يده قائلة ها يا بابا رأيك ايه 
نظر لها سمير فى تعب وقال رأيي ان مهما تحاولى تخبى مش هتقدرى تخبى عليا انا ابدا انتى زيك زى يوسف بالظبط انتي كمان مشاعرك اتحركت ناحيته بس اخلاقك وتربيتك ودينك رافضين وجودها ناحية يوسف بالذات ومشاعرك دى هيا الى مخلياكى عاوزة تساعديه وخاېفة عليه من الطريق اللى ماشى فيه 
ارتبكت ايلينا ووالدها يواجهها على هذا النحو بما لم تعترف به حتى لنفسها فقالت بابا انا اشار لها والدها لتصمت مواصلا وهو ينهض لينهى الحوار لو قررتى تساعديه خدى بالك من حاجة مهمة وحطيها حلقة فى ودنك لو حد واقع فى حفرة وانتى مادة ايدك عشان تخرجبه فرصته انه يوقعك تحت اكبر من فرصة انقاذه بس انا عارفك كويس وعارف انى عمرك ما بتستسهلى تجربتك مع ريان مختلفة عن دى خدى بالك ريان كانت مجرد خطوبة تقليدية ومكنش فيها أي مشاعر من ناحيتك لكن يوسف وصمت بعدها ليغادر المكان قائلا زى ماقولتلك قبل كدة ده قرارك وانا دورى انصحك وبس وقبل جبينها وهو يدعو لها بصلاح الحال انتشلتها نغمات العود الخاص بعلي من أفكارها الصغير يحب الموسيقى وأتقن العزف عليه في وقت قياسي والمدهش أنه يختار نغمات شرقية عتيقة وكلمات صعبة الفهم على فتى في عمره ابتسمت وهي تنهض من فراشها لتقترب أكثر من صوته الشجي بمرح استندت الى الباب وهي تسمعه يشدو رائعة احمد شوقي 
مضناك جفاه مرقده 
وبكاه ورحم عوده 
حيران القلب معذبه 
مقروح الجفن مسهده 
يستهوي الورق تأوهه 
ويذيب الصخر تنهده 
ويناجي النجم ويتعبه 
ويقيم الليل ويقعده 
الحسن حلفت بيوسفه 
والسورة أنك مفرده 
وتمنت كل مقطعة 
يدها لو تبعث تشهده رددت كلماتها دون وعي وعقلها شارد تماما 
الحسن حلفت بيوسفه 
والصورة أنك مفرده لفت خصلة من شعرها حول اصبعها بابتسامة حالمة ترسم ملامحه للحظة عينيه البنيتين وتلك الخطوط الصغيرة التي ترتسم حولهما حين يبتسم شعره الناعم حالك السواد وأنفه المستقيم في شموخ غريب لحيته القصيرة المهذبة باستمرار والتي لاحظت اخفائها لغمازة صغيرة في ذقنه او ما يسمى طابع الحسن أما شفتيه فهما هزت رأسها في عڼف وهي تردد استغفر الله استغفر الله 
وعضت على شفتها السفلى وهي تغلق الباب لتقف خلفه مستندة اليه وهي تقول في نفسها مش حلو أوي يعني عادي خالص وأقل من العادي كمان 
رن الهاتف لينقذها من مواجهة نفسها بادعائها الكاذب فابتسمت وهى تعود الى واقعها بصوت صوفيا ونبرته الطفولية المميزة قائلة صوفيا لسة صاحية 
ردت صوفيا فى ارهاق مكنش ينفع انام من غير ما اطمن عليكى انتى واثقة من قرارك ايلينا 
جذبت ايلينا الغطاء عليها وقالت كأنها لم تسمعها انا اسفة صوفيا اسفة بجد اني كنت بالقسۏة دى عليكى 
تنهدت صوفيا قائلة اللى حصل حصل ايلينا انا خلاص نسيت 
قالت ايلينا في تقدير مشوب بكثير من الاعتذار متعرفيش مكالمتك معايا فرقت كتير ازاى 
ابتسمت صوفيا قائلة خدتى قرارك بسرعة ايلينا كنتى محتاجة وقت اكتر من كدة 
ردت ايلينا فى شرود لوفكرت مش هغامر هيا فى الأول والآخر مغامرة 
لحظات من الصمت قطعتها صوفيا قائلة في حماس مفاجىء كعادتها على فكرة انتى ليكى عندى خبر حلو انا جايالك مصر قريب 
وفي الصباح كانت ايلينا على موعد مع معركة اخرى تعرف انها ستواجهها حتما مع يوسف جلست على مكتبها الجديد كمديرة لمكتبه وهى تنقر بقلمها فى توتر وتحاول ان تكون اهدأ رفضت المنصب مسبقا ولكنها الآن تحتاجه بشدة أنبأتها رائحة عطره المميزة عن قدومه لحظة مرت وجدته بعدها يدلف الى المكان وخلفه الساعى كالعادة يحمل حقيبته توقف عند مكتبها وخلع نظارته الشمسية ليرمقها بنظرة ڼارية جاهدت لتخفي انفعالها بها الټفت بعدها الى الساعي ليأخذ منه حقيبته ويصرفه بايماءة من رأسه قبل ان يميل اليها قائلا فى غلظة حصليني تنهدت في قوة لتستعد لمواجهة تعرف صعوبتها وتحمست في الوقت ذاته لرؤية بارد المشاعر هذا وهو ينصهر أمامها غيظا كلوح الجليد تبعته الى مكتبه وهي
ترسم على ثغرها ابتسامة تعرف جيدا أنها سيتفز تماما بها لن تننكر انها تراه جذابا أكثر وهو على عصبيته
تلك وجدته واقفا يعطيها ظهره وما ان شعر بالباب يغلق حتى الټفت لها قائلا انتى بتستعبطى صح 
هزت ايلينا كتفيها قائلة في هدوء فيه حاجة غلط فى الشغل يا فندم وفتحت ملف كان بيدها قائلة أنا رتبت لحضرتك المواعيد النهاردة على حس قاطعها وهو يلتقط الملف من يدها ويطيح به أرضا قائلا من بين أسنانه بطلي استعباط انتي عارفة أنا بتكلم على ايه 
علقت نظراتها للحظة بينه وبين الملف الملقى أرضا وعادت تبتسم من جديد لتخفي توترها حضرتك احنا فى شغل والمفروض ان لم يمهلها فرصة للكلام وهو يشير بسبابته اليها قائلا مش انتي اللى هتعلمينى اتكلم فين وازاى ومش حته عيلة زيك هتقدر تضحك عليا 
كټفت ايلينا ذراعيها وقالت فى هدوء كاد ان يفتك به غيظا أنا مش فاهمة حضرتك بتتكلم على ايه 
نظر الى الأعلى لحظات وقال بعد أن مسح وجهه بيده مش فاهمة مقولتيش ليه من الاول انك تبقى بنت صاحب بابا 
هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة وكانت هتفرق معاك فى ايه انا قدمت السي في بتاعي زي أي حدد وحضرتك بنفسك اللى اخترتني 
وضع يديه فى خصره وقال والله!!! طيب مكنتيش تعرفى اني جايلك مع اهلي باليل 
ردت فى صدق مكنتش اعرف 
مال اليها وقد اوشك حاجبيه الكثيفين ان يلتصقا ببعضهما من شدة تقطيبه لهما ووافقتى ليه 
ردت وهى تعود خطوة للخلف متجنبة مزيدا من التوتر بقربه وانت اتقدمتلي ليه 
صاح في نفاذ صبر مترديش على سؤالي بسؤال 
ردت في تحد خلي اسئلتك منطقية الأول وانا ارد عليك 
استدار يوسف ليعطها ظهره لحظات مسح فيها وجهه بكفه وعاد ليواجهها من جديد قائلا ما علينا من ده كله انت دلوقتي هتروحي وتقولى لباباكى انك مش عايزانى 
قطبت حاجبيها في اهتمام قائلة لا مش هقول كدة انا اديت لباباك ومامتك كلمة وانا مش برجع فى كلامى لو حابب انت ترجع براحتك 
بسط كفيه امامه قائلا كأنه يساير طفلة خلاص ياستى وانا اهو بقولك انى رجعت فى كلامى ومش عاوزك روحى بلغيهم 
قالت فى برود وكأن الامر لا يمثل لها أي قيمة طنط سميرة وعمو محمود اللى كلمونى فى الموضووع من الأول انت روح قولهم انك رافض وهما يبلغونى 
رد فى ذهول وهيا هتفرق معاكى فى ايه ان شاء الله واضاف وهو ينظر اليها فى حنق يزداد وهو يراها لا تعبأ به مطلقا دى لو واحدة غيرك واحد قالها انه مش عايزها مكنتش اديته فرصة حتى يكمل الجملة 
هي تعرف انه يختار اقسى الكلمات ليجعلها تتراجع و لن تجعله ينتصر هكذا من اول جولة اوكى انا هكلم طنط سميرة واقولها انك مش عاوز وهمت ان تغادر لولا ان اوقفها صوته وهو يقول استنى هنا رايحة فين اوعى تقوليلها كدة 
ابتسمت للحظة قبل أن تتصنع الحيرة والتجهم مجددا بتميز وتلتفت اليه قائلة حيرتنى معاك عايزنى اعمل ايه دلوقتى 
حك يوسف جبينه بيده وقال في ترقب عاوزك تقولى ان الرفض من ناحيتك انتى 
ردت وهى تقلد لهجته وطريقة نطقه للجملة اسفة مبكدبش 
اقترب منها تدريجيا وهو يقول يعنى ايه مبتكدبيش وانتى موافقة عليا ازاى وليه اصلا واضاف فى وقاحة وهو يغمز بعينه تكونيش بتحبيني ولا طمعانة بقا فى الهيلمان ده كله 
عضت ايلينا على شفتها فى غيظ هذا الوقح المغرور يتجاوز حدوده لا ده ولا ده واسبابى هحتفظ بيها لنفسى 
رد وهو يشيح بكفه احتفظى باللى انتى عاوزاه بس خليكى فاكرة انا مش عاوزك واتقدمتلك واتدبست فيكى بس
عشان رغبة ماما مش اكتر وانا مبحبش ازعلها واخفض صوته وهو يقول فى جدية بس خدي بالك انتى متعرفيش حاجة عنى احسنلك ابعدى افتكر
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 18 صفحات