حلم حياتي بقلم الكاتبة الرائعة نجلاء ذكي
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
حلم حياتي
بقلم نجلاء زكي نجلاء عامر
البارت الاول
باحدى القطارات المتجهة الى القاهرة والقادمة من احدى محافظات الوجه البحري يجلس عمار وهو شاب طموح جدا حصل عل شهادة علمية عالية فهو طبيب وكذلك منح بعثة الى الخارج ليتم دراسته فى التخصص الذى يطمح له ويحصل على شهادة الدكتوراة فى جراحة القلب فمثله الاعلى الدكتور مجدي يعقوب يجلس بشرود لكل ما حدث في ذلك الاسبوع الذى قضاه فى بلدته والتى هى مسقط رأس ابيه والذى يدعى ماهر فقد كان كل ما يقلقه هو ابيه المړيض ماذا سيحل به هل سيتركه ويسافر وحده فلا يوجد له احد خصوصا انه وحيده ووالدته مټوفية منذ اربع سنوات فما كان من ابيه الا انه الح عليه ان يتزوج لكى يطمئن عليه قبل ان يرحل وفعلا رشح له فتاة جميلة وهى ابنة عمته والتى تعيش فى البلدة وهى فتاة صغيرة تملك من العمر ١٨ عام تدعى مريم وبالفعل سافرا الى بلدتهم وتم الاتفاق وعقد القران باسرع وقت وها هم عائدون جميعا الى منزلهم ومعهم تلك الصغيرة مريم والتى للاسف كانت ضحېة للجميع ابيها الذى يجد ان الفتاة ليس لها الا الزواج فقد تركها تتم تعليمها الثانوى بعذاب وعلى الرغم من حصولها على مجموع عالي يؤهلها ان تدخل كلية مرموقة ولكنه يرى ان ما تعلمته يكفي
اتفضل يا دكتور
انا مش بحب ازوق كلام وعملى جدا فى حياتى علشان كده ومنغير لف ودوران كنت عايزك تعرفى ان جوازى منك بشكل مؤقت لتصعق مريم من حديثه وتنظر اليه وقد رغرغت عيونها الجميلة
يعنى ايه يا دكتور مؤقت
يعنى انا متجوز علشان اراضى والدى وعلشان يكون فى حد معه وانا مسافر يهتم بيه ويرعيه لغاية ما اخلص درستى وارجع او انى الاقى فرصة هناك وقتها هوفر لينا مكان هناك ونستقر فيه انا ووالدى
علشان كده انا مش هقرب منك علشان متبقيش خسرتى كل حاجة غير انك للاسف مش الزوجة اللى كنت اتمنى الارتباط بها وكمان مش فى مكانتى العلمية
للاسف ما قاله لها قد حطم كل احلامها فلقد كان عمار موضع اعجاب لديها منذ الصغر فهو حب الطفولة والصبا وعندما علمت من والدها انه ات ليتزوجها شعرت بان قلبها سيقف من الفرح والسعادة فاخيرا ستتحقق احد احلامها والتى كانت دائما ما تحرم منها ولكنها استيقظت على كابوس وليس حلم وردى كما كانت تتمنى فلقد طعن كبريائها كانثى بذلك الرفض الواضح بكلامه وها هى ستعيش التعاسة الباقى من عمرها لقد كتب عليها ان تظل زوجة مع ايقاف التنفيذ طوال عمرها فمن سيقف بجوارها ويساعدها على التخلص من ذلك الزواج ابيها لا تظن فهو قد تخلص منها وكانها عبء عليه ام والدتها تلك المراة مسلوبة الارادة التى لا تستطيع ان تقف فى وجه زوجها اما اخواتها فكلا منهم مشغول فى حياته وبيته الان ليس لها الا ربها
الوقت تقارب ماهر ومريم وشعر بانه الابنة التى كان دائما يحلم ان ينجبها لكنه لم يحظى بها فلقد كانت زوجته مريضة قلب وقد منعت بعد انجابها عمار ان تنجب مرة اخرى وقد كان ماهر ېخاف عليها وكيف لا ېخاف على عشق قلبه وتؤام روحه فقد طلبت منه كثيرا ان يتزوج اخرى لكى يصبح له ابناء اخرين لكنه ابى ان يشارك فى قلبه غيرها وان يكسر قلبها العليل بزواجه باخرى واكتفى بها مليكة قلبه الى ان استرد الله وديعته وانكسر قلبه برحيلها ولم يبقيه على قيد الحياة الا عمار وها هو سيتركه ويسافر ليشق مستقبله ولم يريد ان يقف فى طريق تحقيق حلمه وها هي تلك الامنية ستتحقق فلقد منحه القدر تلك الفتاة والتى ملأت عليه حياته بعد انشغال ابنه عنه لينظر ماهر لمريم بامتنان ومحبة
متقولش كده يا خالي ده واجبي وبعدين انت مش بتعتبرنى بنتك ولا ايه
طبعا بنتى واغلى انا اسف يا غالية
ليه بتقول كده يا خالي
لان عارف ابنى وعارف قد ايه كلامه جارح كان عندى امل يتربط ببلده لكن ظلمتك حبيبتى
كل شئ قسمة ونصيب يا خالي وده نصيبي
ربنا يكملك بعقلك يا بنتى واقدر احقق ليكى حلمك
بجد يا خالي اقدر اكمل درستى
هو ده اللى انتى بتحلمى بيه
اه يا خالى كان نفسي اوى ادخل الجامعة بس ابويا رفض مع انى جايبة مجموع عالي
طب نفسك تدخلى ايه يا مريومة
سياسة واقتصاد يا خالى والتقديم خلاص قرب يقفل
طب قدمى وان شاء الله تقبلي يا حبيبتى وانا معاكى المهم ورقك معاكى
اه يا خالي معايا والصراحة ان كنت دخلت الرغبات من ورا ابويا على امل انه يقتنع فى يوم
طب خلص ننتظر النتبجة اكون شديت حيلى وعمار يكون سافر ونروح نقدم حبيبتى لتحتضنه مريم وتقبله اخيرا وجدت احد يقف بجوارها فى هذه الحياة الظالمة
وهاهى كانت تحاول ان تتأقلم مع وضعها الجديد وتحاول ان تسعد نفسها بوجودها فى العاصمة وتمنى نفسها بانها ستلتحق اخيرا بالجامعة وستحقق حلم من احلام حياتها والذى تشعر انه سيكون عوضها على ما مرت وتمر به
وبالفعل عمار سافر ليحقق حلمه وتركهم وبداخله قد اتخذ قرار انه سيقوم بتطليقها بعد ان يجلب ابيه وهى لن تخسر شئ وقد يكون لها فرص افضل بالزواج بعد ان ينفصل عنها لكنه لم يعلم انه كان حب حياتها منذ ان كانت صغيرة وفعلا مريم ظلت مع ماهر الذى بدون قصد منه اصبح يحكى لها عن ابنه فهى ونيسته التى كلما اشتق لابنه يحكى ويتحاكى عنه فاصبح الحب الذى تكنه له عشقا تملك من قلبها وروحها دون ان تدرى
مرت الايام والشهور لقد مر ثلاث سنوات على سفر عمار وكان دائما ما