السبت 23 نوفمبر 2024

وربط بين قلبينا القدر الجزء الثالث

موقع أيام نيوز

وربط بين قلبينا القدر بقلم مروة حمدى الفصل الثالث

الجزء الثالث

بالمساء تزينت كما لم تتزين من قبل وتعمدت الخروج من غرفتها متأخرة كنجمه لحفل خطبه شقيقتها بمنزلهم وقد كان فالعيون نظرت لها بانبهار بينما هى عيناها مثبته على جهه واحده. 
بسمه: ال يشوفها دلوقت ما يشوفهاش الصبح. 

شيماء: انا مش عارفة شايفة نفسها على ايه؟! 
خديجة بدعاء: ربنا يثبت قلبك ويعمى عينك عنها يا ابنى. 
بينما فاتن نظرت لابنتها بعمق ترى نظراتها والى من تصوب: ناوية على ايه يا ولاء؟ 
كان يشعر بنظراتها نحوه وعلى عكس المتوقع بدلا من ان يشعره هذا بالانتشاء والارضاء لكرامته شعر بالتقزز والنفور متجاهلا إياها ببراعه يولى اهتمامه بشكل كلى ال تلك المجاورة له وقد انطفأت اللمعه بعيناها عند دلوف اختها واستطاع رؤيه الخۏف جلى بعيناها. 
ليهمس لها بصدق: أمانى. 
برجفة واضحه بصوتها: نعم. 
_تعرفى انك انهاردة طالعه حلوة اوى. 
_نظرت له بعيناها ترغب بالتأكد من صدق حديثه. 
_انتى كل يوم جميلة اببتسامتك ال بتقبلينى بيها فى البلكونه الصبح بتفائل بيها وانتى بتشاورى ليا وانا خارج زى الطفلة ال بتشاور لبابها وتقوله ما تتاخرش بتكوني قمه فى الجمال والبراءه بس حقيقى انهاردة انت القمر ال منور السماء والكل جنبه نجوم. 
اطرقت برأسها لاسفل ناطقة لاسمه بخجل: يحيى. 
_عيونه. 
_ماتكسفنيش. 
_غصب عنى الظاهر ان  شكلك وانتى مكسوفه بقا بالنسبالى إدمان. 
تقدمت منهم خديجه: يالا نلبس الدبل. 
مال عليها من جديد بعدما قرا ما خط على محبسه ومحبسها: برضه مش هتقولى ايه معنى y a j y دى ؟! 
ضحكت برقه عليه. 
_بعدين 
خديجه بتخوف حقيقى: يابنى خف عن البنيه هتاخدوا عين . 
بالفعل كانت تجلس والڼار تتاكلها ولوكان النظرات ټحرق لاحرقتهم بموضعهم هامسه: 
_انا لسه بقول يا هادئ يا أمانى. 
مرت بهم الايام وأمانى لا تتدخر جهدا فى إثبات اهتمامها كصديقة جيدة جدا له مما اثار به الفضول ليتقرب منها اكثر واكثر لمعرفتها عن قرب ليروقه كل ما يكتشفه بها. 
كانت تخرج برفقته للتنزه مع وجود أخته  واحيانا والدتها ليشعر بأنه مكبل يرغب بالانفراد بها والتحدث عما يجيش بصدره لتكن فقرة الهاتف هى المتنفس لهما.

وبيوم كانت فاتن تستعد للخروج برفقة أمانى ويحيى لانتقاء الاثاث لشقة الزوجيه فألحت ولاء على والدتها الذهاب معهم فلقد سئمت من المنزل وعندما رأت نظرة التشكيك بعينيها. 

_ياماما بتفكرى فيه أمانى اختى حابه اشاركها فرحتها وماتنسيش انى انا ال رفضته بعدين مش عايزين حد من الجيران ياخد باله انكم مهمشينى ويتاكدوا انه كان عريسى انا ويبقى فى سين وجيم. 
ثار حديثها مخاوفها لتوافق على مضض وبنفس الحديث اقنعت والدها للسماح لها بالذهاب ولم يخفى عليها ولا على ولاء شحوب وجه أمانى عند رؤيتها لولاء تستعد للذهاب معهم، لتنظر لها والدتها باشفاق ولكن ماذا عساها تفعل لا ترغب بفتح باب للقيل والقال بعد أن أغلق بصعوبه. 
لتتهرب من نظرات ابنتها تسبقهم للخارج: يالا يا بنات الناس فى التاكس مستنين. 
لتمر ولاء من جوار أمانى لتقف مرة واحده: مالك يا قلبى واقفة كده ليه فى حاجه؟ 
بلجلجلة: لا مافيش. 
بلؤم و مكر: اصل شكلك زى ال خاېفة من حاجه. 
وهخاف من ايه؟ 
_انى ارجع ال يخصنى. 
نظرت لها مشدوه: قصدك ايه؟ 
بعدين هتعرفى، يالا بينا مش عايزة اتاخر على يحيى. 
ألقت جملتها ببساطه ورحلت تاركة تلك المسكينه بقلب مرتجف يستنبط المعنى المبطن لكلماتها ليهوى بين قدميها فزعا. 
** 
كان ينظر لبوابة البنايه بلهفه بعدما أودع والدتها بسيارة الأجرة مع والدته وشقيقته وطلب منهم ان يسبقوه وأنه سياتى بها بسيارته خلفهم. 
تلك اللهفة بعيناه لم تخفى عن أعين تلك الولاء لتبتسم ظنا منها انها لها لتسير باتجاهه برقه وكأنها ذاهبه لتتوج بينما هو انطفات اللمعه واندثرت اللهفة يخفى امتعاض وجهه لرؤيتها مرتديا نظاراته الشمسية. 
برقه: سورى اتاخرت عليك. 
_أمانى فين؟ 
_انا هنا يا يحيى . 
بشكل تلقائى عادت شفتاه للابتسام وهى تقف امامه وبابتسامه : يالا بينا. 
أؤما برأسه يفتح لها الباب إلى جواره لتنحنى ولاء تستعد للدخول والجلوس. 
أمانى: سورى يا ولاء ده مكانى ارجعى انتى ورا. 
اعتدلت بوقفتها تناظرها بحاجب مرفوع لتقابلها الأخرى بنظرات متحديه وهو منتشى بمقعده يتابع حرب النظرات تلك متفاجئ بتلك الشرسة التى تدافع عن حقها ليمدها ببعض العون فى حربها يشير بيده على المقعد جواره : يالا يا مونى . 
بابتسامه صعدت إلى جواره ليشغل محرك السيارة يستعد للرحيل 
_استنى 
هكذا نطقت بسرعه تفتح الباب الخلفي سريعا صاعدة لينطلق بهم 
طوال الطريق تحاول جذب أطراف الحديث معه ليضطر للإجابة باقتضاب وعلى الرغم من امتعاضه الواضح لتدخلها بكل سؤال يوجهه لامانى كأنه لها إلا أنا واصلت الحديث. 
أمانى بضيق : ايه رايك شغل الراديو. 
_فكرة حلوة. 
نظر لها بابتسامه بادلته إياها عند ما صدحت اغنيتها المفضلة بالسيارة. 
لتدندن بخفه معاها وهو يطالعها بابتسامه يدندن معها بخفه مع مقطع 
" ده الناس يتغنوا باسمه" 
_بمشاكسه: ياسلام. 
_اومال. 
ولاء بضيق وڠضب مماتراه مالت للامام تغلق المذياع: مبحبش الأغنية دى. 
لتعيده أمانى من جديد: بس انا بحبها لتتابع الدندنه بصوت هادى والاخر يشاركها بسعادة لا يقوى على اخفائها

بالمعرض انشغل الجميع برؤيه التصاميم المختلفة لتقترب ولاء من يحيى: ايه رايك لو الديكور كله الوان فاتحه كريمى هتبقى هادئة وتدى مساحه. 
_اوك حلو هى فعلا هتدى مساحه وراحه للعين. 
ابتسمت لامانى بظفر ليتابع هو . 
_بس فى الاول والاخر دى أذواق  وانت حرة فى ذؤوقك وربنا يكرمك قريب وتختارى الالوان ال تحبيها. 
مال بوجه لامانى: ها يا حبيبتى اخترتى ايه؟ 
" حبيبتى" زلزلت قلبه قبل قلبها لتدراك حالها  ظنا منها انه قالها نكاية بأختها بينما هو لا يعرف كيف خرجت منه  لتكمل هى الاخرى 
الطقم الكحلى ال هناك ده. 
يحيى: يالا نشوف ونتفق عليه. 
مرت بسمه من جانبها بشماته: هو انا ليه شامه ريحه شياط. 
لتنظر لها من أعلى واسفل راحله من امامها. 
بعد الانتهاء. 
يحيى: انا واخد اذن من عمى انى افسحكم ها تحبوا تروحوا فين؟ 
بسمه وامانى: الملاهي. 
ولاء: ملاهى ؟ ليه أطفال نروح سينما فيلم كريم عبد العزيز تحفة يا يحيى ايه رايك نروح نتفرج عليه وبعدها نتغدى فى مطعم المول. 
يحيى متجاهلا اياها كما البقية: يالا بينا على الملاهي. 
بينما والدتها شعرت بالاحراج من تصرفات ابنتها الواضحه للعيان. 
بمدينه الألعاب كان اليوم جميل بحق ليتركهم يحيى لشراء المثلجات تاركا اياهم على الطاولة يتناولن أطراف الحديث. 
ولاء بسرعه: رايحة الحمام. 
نظرت أمانى لاثرها وهى تراها تخطو مبتعده عن اتجاه دورة المياة ، لتقم من مجلسها. 
_وانا كمان رايحه. 
بسمه: تحبى اجى معاكى. 
أمانى بتيه: لا يا بسمه لازم اروح لوحدى. 
صارت متخبطه حتى وجدته يقف وهى أمامه لتنزوى خلف حائط تستمع لهم وقد بدأ الانزعاج جليا على ملامحه. 
ولاء: يحيى من فضلك اسمعنى. 
_افندم عايزة ايه؟ 
_انا عارفة انى غلطت وانك زعلان منى فأنا بجد اسفة يا يحيى. 
_ موضوع وانتهى يا ولاء ما تفكريش فيه كتير. 
_يعنى مش زعلان منى. 
_لا مابقاش فى سبب للزعل خلاص. 
_اومال بتعمل كده ليه؟ 
_ال هو ايه؟ 
_متجاهلنى وواخد جنب، يحيى انا عارفة انى استاهل ده علشان كنت غبية وسبتك تروح من ايدى وانا بجد ندمانه . 
بتشكك: وايه المطلوب منى دلوقت مانا قولتلك مش زعلان خلاص. 
_ارجعلى يا يحيى انا عارفة انى لسه فى قلبك شايفاها فى. عنيك لهفتك وانتى شايفني خارجه من العمارة قالت كتير قالت انتى ال تليقى بيا تكونى جنبى مهندس ناجح زيك محتاجه ست تكمل شكله الاجتماعى نفس الطبقة مهندسة هى كمان مش طالبة بكلية تربية اخرتها مدرسة فى سنتر انا ال تقدر تروح وتيجي وتسافر بيها تقدمها للناس بكل ثقة انا ال هكملك يا يحيى انا ال فضلت تلات سنين مستنيها. 
كانت تقدم له المبررات التى جعلتها توافق على زواجها منه بالبداية مهندس ذو مستقبل يعمل بالخارج لم تعى لنظراته المحتقرة ليتقدم منها خطوة وبعصبية مكبوته. 
_انا ازاى كنت غبى ومش شايفك على حقيقتك دى. 
_يحيى انا. 
مقاطعا اياها:_انتى كل ما دا وبتنزلى من نظرى ووامانى دى ظفرها برقبتك وشرف ليا وقوفها جنبى فى اى مكان كزوجة وكصديقه... وبتأكيد تابع... وكحبيبه ، انا بحمد ربنا ليل نهار انى موقعتش فيكى واسمعي لو عندك ذرة كرامه حافظى عليها وابعدى عن طريقى انا وامانى والا قسما هتشوفى منى ال عمر ما حد شافه.

تركها ورحل لتعاود هى إلى الطاولة بسرعه وقلبها ينتفض  بتناقض جلى من رد فعله ومن تصرف شقيقتها للطلب منهم الرحيل لشعورها بالاعياء ليستجيب لطلبها مع الحاحه على المرور بالطبيب لترفض متعلله بأنه فقط صداع راس  ويزول مع الراحه.

بثبات تحسد عليه انتظرت حتى عادوا لمنزلهم لتدلف خلف شقيقتها غرفتها وبدون سابق إنذار 
_أنتى بتعملى كده ليه؟ مش انتى ال رفضتيه. 
بلعت ريقها تغمض عينيها لا يزال صدى اهانته واهانه كريم يتردد باذنها لتلتف لاختها بقوه عكس ما يجوش داخلها وقد وجدت منفس لمشاعر الڠضب السخط داخلها وباستفزاز : ودلوقتى عايزاه . 
أمانى: انتى معندكيش ډم اهو رفضك. 
ولاء : ده بس زعلان لكن شويه قدام هينسى ويروق. 
_لو كان هيروق زى ما بتقولى كان حن من اول يوم فى الخطوبة ولا نسيتى، ايه فاكرانى مكنتش واخده لبالى؟! 
او كان راق وانت بتتلزقى فيه كل ما يجى هنا البيت أو زى ما عملتى انهاردة. 
اقتربت منها ببطء: ده انتى واخده لبالك بقا. 
والدتهم : مش هى بس يا ولاء 
ابتلعت ريقها پخوف: ماما. 
فاتن : أمانى روحى اوضتك. 
أمانى: ماما بس. 
فاتن: روحى يابنتى وما تقلقيش الموضوع ده انا هحله وانسيه وماتفتحهوش تانى . 
هزت رأسها بقله حيلة تعرف ضعف والدتها أمام شقيقتها لتعتمد عليه هو وعلى قوة حبها للتغلب على تلك العقبة التى أتت كأختبار لعلاقتهم 
لينير هاتفها باتصال منه تجيبه بهدوء يقابل لهفته الواضحه 
_الو 
_ بقيتى احسن 
ابتسمت ابتسامه صغيرة تدلف لغرفتها والهاتف على اذنها تكمل المهاتفة. 
بينما عند ولاء وعقب إغلاق أمانى للباب خلفها. 
ولاء بسرعه: مانا انتى فاهمه. 
_فاهمه صح انا فاهمه صح خطيب اختك حلى  فى عنيكى. 
بسرعه أمسكت بخصلاتها أسفل حجاب رأسها لتتاوه الاخرى پألم وصدمه لرد فعل والدتها العڼيف معها للمرة الاولى. 
فاتن: ابوكى كان عنده حق دلعتك لحد ما سوقتى فيها قال ايه علشان حلوة وبيضا كنت أخاف عليكى من النسمة واتباهى بيكى وسط الناس زى العروسة ال بعرضها وممنوع حد يقربلها ده كله خلاكى اتفرعنتى وشوفتى نفسك بس لا ملحوقه يا بنت بطنى ال فات كوم وال جاى كوم قسما عظما لو ما بعدتى عن اختك لابايدى دى هعيد تربيتك ال فشلت فيها ، فاهمه ! 
بړعب هزت رأسها فسندها حاميها من تحتمى بها من بطش ابيها انقلبت ضدها فبمن ستحتمى كما أن يحيى قالها صريحه لا يرغبها فلما العند والكبر وما تمر به الآن ما هو إلا نتاج لهما. 
لتظل بغرفتها لا تخرج سوا للاختبارات وبتلك اقتربت من والدتها واعتذرت من شقيقتها والتزمت بعبادتها وعلى الجهة الأخرى كانت العلاقة بين يحيى وامانى تتعمق اكثر واكثر ليصيب الارق مخضع يحيى ويجافيه النوم فالغد هو يوم عقد القران  ليخرج هاتفه يضع على اذنه انتظر حتى اتاه الرد. 
_ابو الصحاب. 
_انا محتار. 
_كلى آذان صاغية. 
بعد وقت

_امممم، يعنى هى وافقت على الخطوبة علشان مظهرك ومظهر والدها قدام الناس.

_اااه.

قالها أثناء جلوسه على الفراش يحك جبهته بارهاق

_طاب وانت اقتنعت؟

_بايه؟

_بال قالتله.

صمت لثوانى شاردا بها من جديد يتذكر ذاك اليوم حديثها معه خجلها العذرى ليتنهد بحيرة وصلت لمسامع صديقه من الجهة الاخرى ليعلق.

_لا ده كده الموضوع كبير بقا.

_اصل يعنى مافيش سبب تانى يخليها توافق!

_اممم، كويس انك مسمعتش كلامى ودخلت معايا شرطة مكان هندسة اصل  البلد مش ناقصة.

بحاجب معقود: قصدك ايه؟

_ما تاخدش فى بالك ، نيجى للسؤال المهم،ايه ال خلاك تقترح تخطبها وقتها لا وتطلب منها بشكل مباشر.

_فى ايه يا مالك هو انا هعيد كلامى كتير!

_لا اهدئ بس واشترى منى.

_اتفضل

_ انت ممكن تكون عملت كده علشان شكلك قدام اهلك وقدام الناس انت ووالدها بس ده كله كان ممكن يتحل بجملة واحده ان وقت الاتفاق على التفاصيل اختلفنا وخلاص على كده ويومين والناس هتنسى، بس عملتك دى كان سببها الرئيسى رد القلم.

بلجلجلة : ايه ال انت بتقوله ده؟! لا طبعا مافيش الكلام ده.

مالك: لا هو ده السبب  ال هو انتى رفضتينى طب اهو انا هخطب اختك وهخليكى تندمى كل ماتشوفينى على كلمه لا ال قولتيها.

صمت لا يجيب ليبتسم الاخر من الجهة الاخرى ابتسامه صغيرة: يبقى صح، بس ال حصل بعد كده ومع كلامك مع أمانى ضميرك وجعك وان اذاى وحده زيها بعفويتها وبراءتها تدخلها فى لعبة زى دى!

بصوت متحشرج عقب على حديثه: انت هتعمل عليا ظابط يا مالك ولا ايه؟

_لا واستنى خد التقيلة، البنت عجبتك وزى ماتقول كده فى الكم دقيقة دول ال وقفتم فيها سوا  فى البلكونه لقت طريق لقلبك.

صمت يتنهد بصوت عالى، ليعقب الاخر بضحكه عالية.

_ياعم ال على كتفى دول مش من شويه.

_لا يا مالك.

_اوعى تنكر.

_لا مش هنكر،هى عرفت الطريق لقلبى من اول ما دخلت  علينا بضحكتها ال خلت قلبى دق من قبل ما اشوف واسأل  مين دى؟ واتمنيت وقتها تكون هى ولاء ولما بصتلى مكنتش مصدق ان أمانى الصغيرة كبرت كده!

_ولما اتكلمت معاها.

_غصب عنى عقلى كان فى مقارنه بين طريقة كلامها وكلام اختها، طريقتها مع اهلى وطريقة اختها، خۏفها عليا ال حسيته من كلامها وموقفها احترامها لوالدها صراحتها كل ده خلى كفتها رجحت عندى واتمنيت حقيقى ان اكمل معاها فى اللحظه دى، بس ..

_بس ايه؟

_فى حد فى حياتها ، حب من طرف واحد.

_اضايقت

_ مش عارف ليه حسيت بنغزة فى قلبى

_قالتلك هو مين؟

_قالتلى اول واحد هعرف لو....

صمت يستشعر بالمرارة مصاحبه للكلمه لا يقوى على إخراجها ولكن إصرار صديقه دفعه للمتابعه.

_لو ايه؟

_لو اعترفلها بحبه.

صمت من جديد يخرج مخاوفه لصديقه

تفتكر ده هيحصل ؟  بخبرتك انت كظابط تفتكر رد فعلها ايه؟ بعد الوقت ده انا وهى مع بعض يا ترى لسه بتفكر فيه؟

بعصبية قام من مجلسه متابعا وقد على صوته: أمانى انسانه جميلة طيبه خلوقه روحها حلوة ضحكتها صافية قلبها ابيض ، ازاى الاعمى ده ما اخدش لباله ولا يحس بيها؟!

مالك من الجهة الاخرى بسخرية من غباء صديقه:_لا ما تقلقش، هو خلاص حس ووقع كمان لشوشته دلوقت.

_قصدك ايه؟

_قولى انت الأول متصل ليه  ؟

علشان بكرة كتب الكتاب؟

_من كلامك وال حسيته المفروض تكون مبسوط

_بس خاېف، اصلى انا مش عارف!

_مش عارف ايه يابنى يا حبيبى يال هترفع ضغطى.

_هى هتكمل ولا لا.

_الصبر يارب يعنى البنت  وافقت علشان منظركم وعلشان انت مش تشيل الذنب ورضيت تكونوا أصحاب وتاخدوا فرصة لخطوبة مؤقته قرار انها تنهيها فى ايدها هى ، وحب من طرف واحد. انت بس ال قالتلك عليه والوحيد ال هتقوله هو مين  لو عاد معتذرا، وفترة الخطوبة كانت..

قاطعه مكملا بحالمية: من أجمل ما يكون يا مالك بتهتم بتسأل بتراعى بتشاركينى بشاركها قلبى بيتعلق اكتر واكتر

صمت لبرهه وبثقل جُسم على صوته: وبخاف لفيوم الطرف التانى يظهر.

مالك بعصبية طفيفة:_والوقت عدى والبنت مكملة ولا جابت سيرة لا عنه ولا عن الفسخ،ده مالفتش نظرك لحاجه؟

_حاجه ايه؟

_انك انت الطرف التانى مثلا.

بسرعه قام من مجلسه وبلهفه: احلف.

_ده ال انا فهمته انت بقا حاسس بايه.

_خايف أصدق .

_الخوف مالوش غير حل واحد.

_ولو مطلعتش انا، اعمل ايه؟

_هنا بقا انا هسالك هتعمل ايه؟

صمت لثوانى وبتصميم هقولها وهخيرها لان بمجرد ما هتتكتب على اسمى مش هسمح لحد يقرب لظلها.

_حبتها للدرجه دى يا يحيى.

_مش عارف امتى ولا ازاى؟

_يبقى ريح قلبك يا صاحبى...بضحكه تابع...كلمها وستجد ما يسركم.

_طب اقفل بقا الحقها قبل ما تنام.

_صدقنى حالها من حالك.

قبل أن يغلق أعاد الهاتف إلى اذنه من جديد،  مالك استنى.

_ايه يا آخرة صبرى.

_هتيجى امتى؟ انا محتاجك جنبى.

_سامحنى يا صحبى بس مقدرش اسبها لوحدها.

_اختك ولااا

_ما تكملش يا صحبى.

_هقول نفس نصيحتك واجه يا مالك

بحزن جلى بنبرة صوته:_لسه الأوان ماجاش ويالا بقا كلت دماغى سلام.

_سلام.

أغلق الهاتف بتنهيدة تداع معها قناع قوته، يسحب جرار مكتبه يخرج الإطار الفوتوغرافي المخبئ بداخله ينظر لصورتهما سويا وقت الصبا وتلك الضحكه الرائقة المرسومه على فاهها.

ليتمتم بعشق جارف" يا دمعه بالقلب أختلجت الأنفاس بهواها، اشتاقت العين لرؤية محياكي المبتسم آسّرَتي  فالقلب كوى بڼار الهوى وما البلسم إلا سواها"

وعلى الجهة الأخرى بعد ان أغلق مع رفيقه، أمسك بهاتفه بين يديه مغمض العينين يتمم برجاء: يارب.

ليفتحهما بعد ثوانى يقم بالأتصال بها، يزفر بضيق لانشغال الخط.

_لاوراك وراك لحد ما ترن.

عقد حاجبيه وپحده: الهانم بترن على مين ولا مين بيرن عليها الساعه دى! ليلتها سودا بت توفيق.


وبغرفتها الصغيرة تستلقى على فراشها تسند بظهرها للخلف تحتضن بين يدها تلك الدمية العملاقة وقد أهداها إياها من مدينه الألعاب، ابتسمت بحالمية وهى تتذكر ما حدث ذاك اليوم.

سعادتها لم تدم وعقلها يبث داخلها حيرته ومخاوفه.

_بكرة كتب الكتاب، ولحد دلوقتي لا سالنى عايزة اكمل ولا لا؟ هو صحيح ساب القرار فى ايدى بس هو فين؟ انهاردة اخر يوم فى الخطوبة وانا منهتهاش! هو ما اتكلمش ولا سال؟! طب ده معناه ايه؟!

باعين عاشقة تستحضر صورته بعقلها نظراته لها حديثه الدافئ لها تعمده بقطع المسافات متجاوزا  مساحتها الشخصية كلما وجه لها حديثه ناظرا لها بعمق كأنما يستكشفها بكل مرة ينظر

معقول ال حسيته منه،انا حسيت انه عايز يكمل اكتر منى ، ولا من كتر ما حلمت واتمنيت بقا بيتهيألى؟!

اعتدلت سريعا من على الفراش تخاطب نفسها:

_طب ممكن يكون محرج منى ؟!

صمت دقيقة لتتابع بقلة حيلة:

هى  كلمه قالها فى البلكونه بس..بس مقالهاش ولا مرة تانية.

عاود صوتها ينبض بالأمل من جديد: بس كل أفعاله تصرفاته بتقول حاجات كتير اوى.

جلست على الفراش تهز رأسها بخيبة تضع يدها على راسها: او يمكن وهم

عاد صوتها للارتفاع مرة أخرى تذكر نفسها: لا انت نسيتى يوم الملاهي وكلامه مع ولاء ال سمعتيه بالصدفة.

_ما يمكن قال كده علشان يضايقها.

_لا، لا هو لو كان عايزها كان رجع ليها وخصوصا انى من تصرفاتها كان واضح اوى انها ندمانه وعايزة ترجعله وبعدين نسيتى قالك ايه يوم قراية الفاتحه مش ممكن يسامحها.

بصوت حزين ضعيف: ماهو ممكن  يكون لسه بيحبها ومن كتر حبه مش قادر يسامحها على ۏجع قلبه ال اتسبب فيه.

وبلجلجله :_طب وانا؟ وحبى و ال حاولت اعمله علشان ابينله قد ايه هو مهم فى حياتى، معقول مخدش لباله؟!

ټضرب على راسها تنعت نفسها بالغبية: انتى نسيتى انك قايلاله ان فى حد فى حياتك!

على صوتها باستفهام:_طب هو مفهمش انه هو! ما فهمش المكتوب على دبلته حتى؟!

حركت يدها بالهواء بنفاذ صبر:_كان فهمها وقتها عند الجوهرجى لما سأل او حتى كان دور على معناها وقالك، بس الواضح انه مش فى دماغه.

بأعين اختفت منها اللمعه وبنظرات تائهة:_يعنى ايه؟ ده بكرة كتب الكتاب بالطريقة دى هتجوز واحد بيحب أختى.

_وهتعملى ايه انتى ال وافقتى تدخلى اللعبة من اولها .

_كان عندى امل يحس بيا وخصوصا ان ولاء مش عايزاه، بس كده مهما اعمل مش شايفني .

_مش مشكلة الوقت بينسى بكرة ينسى واختك مصيرها تتجوز وتبعد كملى واصبرى.

وقفت من مجلسها: لا مش هقدر أكمل كده، مش هستحمل الڼار دى، انا كل ما بشوفها فى مكان هو فيه عنيا بتكون عليه بخاف نظرة وحده غلط منه تيجى عليها هعيش ال جاى من عمرى ازاى! هنام ازاى جنبه على مخدة واحده وتفكيرى انه دلوقت بيفكر فى وحده تانية وحده تانية ال هى أختى.

أمسكت خصلات شعرها بيدها تمرر على وجنتها بتوتر: انا ايه ال عملته فى نفسى ده! اعمل ايه ؟ مش هقدر مش هقدر الفترة ال فاتت كنت عايزاه يشوفني يقرب منى بس انا ال وقعت فيه اكتر واكتر فى الاول كنت اقدر اشوفه جنب أختى فى كوشة وحده دلوقت كل ما بجمعهم سوا فى جملة وحده قلبى بيتقطع.

جلست على الفراش ودمعه حاړقة هبطت على وجنتها تبتلع ريقها تهز رأسها باستسلام: المرة دى انا هخلى القرار بايده هو، هساله بصراحه وهو ملزم يجاوب ومشاعرى ليا   لو حس بيها هتخرج ليه محسش يبقى كل واحد من طريق وادعى ربنا يشيله من جوايا.
أمسكت هاتفها تخرج رقمه، اغمضت عينيها برجاء: يارب.

فتحتها من جديد تضغط على زر الاتصال بنفس الوقت وهو يقم بطلب رقمها، لياتى لها الخط مشغول.

زفرت بصوت عالى: يووه، مشغول!

مرت ثانيه لتتسع عيناها: مع مين ابن خديجه؟

لتقم بالأتصال مرة أخرى يأتى لها الخط مشغول مرة ثالثه تقرض اظافرها بقلة صبر: رن رن .

لياتى لها الخط مشغول.

نظرت للهاتف وبصوت باكى: بيرن على حد ولا انشالله مافيش شبكة ومسقطه.

رن الهاتف بين يديها لتهتز من المفاجأة تحكم امساكه تنظر للاسم الظاهر على شاشته.

_تلتقط أنفاسها تهدئ روعها تجيب بصوت هادئ: الو.

مجرد سماعه لصوتها جعل الطمأنينه تتسرب إلى قلبه ليطلق تنهيدة عالية والالاف الأفكار كانت تدور بعقله تعبث به، من يهاتفها ؟هل الطرف الاخر يستجديها وصديقه أخطئ بتوقعه ؟!ام الشبكه ام صمت مغلق عينيه بتمنى حالها كفاله وكانت ترغب بمهاتفته.

طال الصمت ليسال القلبان عما جعل الډماء تغلى بهما كقدر على مرجل.

أمانى/يحيى: تليفونك كان مشغول ليه؟

صمتت وصمت بدهشة ليعقبها ضحكات خفيفة من الطرفين لتعاود هى للصمت تعبث بملابسها بحرج كأنه قبض عليها بالجرم المشهود.

ليتشجع هو ناطقا اسمها بنغمه حديثه اخفاها منذ مدة بيساره:

أمانى.

بصوت مبحوح: نعم.

بحبك.

نظرت للهاتف بعدم تصديق تضيق عينيها وتتسع أعادت وضعه على اذنها   تبلع ريقها: اايه؟

_بحبك يا أمانى وعايز اكمل ال جاى من عمرى معاكى ولو وافقتى هكون...

صمت يضيق بين عينيه: أمانى.

نظر للهاتف ليتاكد حدسه: دى قفلت.

جلست على الفراش ينظر للهاتف پصدمه: دى ما استنتش اكمل وقفلت.

رسالة انار بها هاتفه غرفته وقلبه بعدما انطفأت شعلته بخيبة.

پخوف وتردد ممتزجان  بلهفة عاشق قام بفتحها وبصوت مسموع قرأ فحواها.

"قالى بحبك"

وضع يده على صدره يهدئ من وقع دقاته ينقر باصابعي على الشاشة بتلهف.

"هو مين؟"

باعين متسعه وفاه مفتوح إلى آخره نظرت إلى رسالته وهى على الوشك الإصابة بذبحه صدرية تحدث نفسها بغير تصديق.

"هو ده دخل هندسه ازاى؟!"

نظرت إلى السماء باستجداء : الصبر من عندك شكلى هعانى معاه.

بنفاذ صبر: ال على دبلته

" y a j y"

بأعين متسعه نظر للدبلته لتتتسع ابتسامته يقبلها مرة تلو الأخرى، ليعقد حاجبيه يضرب باصبعه على فاهه مفكرا بجديه..

_هو انا لو سألتها معناها ايه؟ هتفتكر انى غبى؟!

رسالة أتت كإجابه على سؤاله.

"You and just you""

أغمض عينيه براحه وقد انتظمت أنفاسه بتناغم مع دقات قلبه.

لينقر بأصابعه هو الآخر يجيبها بما تأخر فى بوحه.

انا هغير الدبلة.

بقلب مقبض نقرت: ليه؟!

المفروض تكون" y a j u f e""

بدلال تستلقى على فراشها تحدث الشاشة كأنما هو وهى تنقر تدعى عدم الفهم

_يعنى ايه؟

" you and just you for ever"

انتى وبس أنتى للأبد.

_تمت.